أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الثلاثاء، أن بلاده فرضت قيودًا على دخول وحركة بعض الشخصيات الجزائرية، وذلك على خلفية قضية الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، ورفض الجزائر استقبال بعض المواطنين الذين رحّلتهم باريس.

وقال بارو، في مقابلة مع قناة “بي أف أم”، ردًا على سؤال بشأن رفض الجزائر استقبال عشرات المرحّلين: “اتخذنا بالفعل بعض الإجراءات، لقد فرضنا قيودًا على دخول بعض الشخصيات الجزائرية إلى الأراضي الفرنسية”.

وأضاف: “اتخذنا هذه الإجراءات مع مراعاة حماية مصالح الفرنسيين، والمتمثلة في إطلاق سراح صنصال، وقبول الجزائر استقبال مواطنيها الموجودين في وضع غير نظامي”.

وأشار إلى أن “هذه الإجراءات ستنتهي بمجرد استئناف التعاون مع الجزائر، الذي تطالب به باريس”.

كما أكد “استعداد فرنسا لاتخاذ مزيد من الإجراءات، وفق ما تقتضيه مصالحها، مجددًا استعداده لزيارة الجزائر إذا كان ذلك سيساهم في حل القضايا الخلافية بين البلدين”.

وفي نهاية يناير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أنها استدعت السفير الفرنسي وأبلغته احتجاج الحكومة على ما وصفته بـ”المعاملات الاستفزازية” التي تعرض لها مواطنون جزائريون في مطارات باريس.

وكانت الجزائر قد أعلنت، في 11 يناير، رفضها الاتهامات الفرنسية لها بـ”التصعيد والإذلال” ضد باريس، مستنكرة ما وصفته بـ”حملة تضليل وتشويه” يقودها اليمين المتطرف الفرنسي ضدها.

وجاء في بيان الخارجية الجزائرية، آنذاك، أن “الجزائر لم تنخرط في أي تصعيد أو مزايدة أو محاولة إذلال، خلافًا لما يدعيه اليمين المتطرف الفرنسي ووكلاؤه”.

من جهتها، أرجعت الخارجية الجزائرية رفضها استقبال الناشط إلى أن “المواطن له حقوق كان سيُحرم من المطالبة بها أمام المحاكم الفرنسية والأوروبية بسبب قرار طرده المتسرع والمثير للجدل”.

واعتبرت أن قرار الترحيل “يمثل انتهاكًا صريحًا للأحكام ذات الصلة من الاتفاقية القنصلية الجزائرية الفرنسية الموقعة في 24 مايو 1974، حيث لم يتجاوب الطرف الفرنسي مع الطلب الجزائري بضمان الحماية القنصلية للمواطن المعني”.

ومن شأن قرار فرنسا الجديد فرض قيود على دخول بعض الشخصيات الجزائرية لأراضيها أن يشكل مصدرا إضافيا للتوترات بين باريس والجزائر التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة، خاصة بسبب موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية، ومصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال الموقوف في الجزائر منذ منتصف نوفمبر الماضي.

كما زادت حدة التوتر بين البلدين بعد أن ألقت السلطات الفرنسية القبض على مؤثرين جزائريين اتهمتهما باريس بالدعوة إلى أعمال عنف على الأراضي الفرنسية والجزائرية عبر مقاطع فيديو على تطبيق “تيك توك”.

وتفاقم الوضع مع توقيف المؤثر الجزائري نعمان بوعلام المعروف باسم “دولامن” الذي أوقف في 5 يناير في مونبلييه بجنوب فرنسا ووُضع رهن الاحتجاز، ثم رحل في طائرة إلى الجزائر في 9 يناير، لكن الجزائر رفضت استقباله وأعادته إلى فرنسا في اليوم ذاته.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أزمة بين الجزائر وفرنسا الجزائر وفرنسا الصحراء الغربية فرنسا فرنسا والجزائر على دخول

إقرأ أيضاً:

حكم في الجزائر ضد الكاتب صنصال بالسجن 5 سنوات على وقع أزمة حادة مع فرنسا

أصدرت محكمة الدار البيضاء للجنح بالجزائر الخميس حكما بالسجن خمس سنوات مع النفاذ في حق الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ تشرين الثاني/نوفمبر بتهم عدة منها "المساس بوحدة الوطن".

وجاء في منطوق حكم القضية "حكمت المحكمة حضوريا ابتدائيا على صنصال بوعلام بالسجن النافذ 5 سنوات وغرامة مالية 500 الف دينار" أي حوالى 3500 يورو، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس.

وكانت النيابة طالبت خلال المحاكمة التي جرت في 20 آذار/مارس بالسجن 10 سنوات وغرامة مليون دينار (700 يورو) بتهم "المساس بوحدة الوطن وإهانة هيئة نظامية والقيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني وحيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني" المنصوص عليها في قانون العقوبات.

ونفى الكاتب البالغ 80 سنة بحسب دار غاليمار للنشر المتعاقد معها، خلال المحاكمة أي نية للإضرار ببلده، معتبرا أنه "مجرد تعبير عن الرأي، كما يفعل أي مواطن جزائري"، ومشيرا إلى "عدم إدراكه لما قد تحمله بعض عباراته من مساس بالمؤسسات الوطنية"، بحسب ما أوردت صحيفة "الشروق" الجزائرية.



وجاء توقيفه في 16 تشرين الثاني/نوفمبر وسط أزمة دبلوماسية تسبّب بها إعلان باريس الصيف الماضي تأييدها تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء، ما دفع الجزائر الى سحب سفيرها من فرنسا.

وقبل النطق بالحكم رأى محللون أن مصير صنصال قد يلعب دورا حاسما في تهدئة أكبر أزمة دبلوماسية في العلاقات بين الجزائر وباريس منذ عقود، من خلال "إدانة مخففة أو مع وقف التنفيذ لأسباب طبية" أو حتى عقوبة سجن "يتبعها عفو رئاسي" في نهاية رمضان.

مقالات مشابهة

  • واصف بـ«السم».. وزير الداخلية الفرنسي يهتف ضد «الحجاب»
  • ألستوم الفرنسية و ONCF يغلقان صفقة 18 قطاراً فائق السرعة من الجيل الجديد
  • أيوب التقت وزير الداخلية الفرنسي وبحث في ضرورة تطبيق القرارات الدولية
  • العاصمة الفرنسية باريس تسمي شارعاً وحديقة باسم البيشمركة
  • الرئيس اللبناني إلى باريس في أول زيارة لبلد غربي  
  • الجزائر تطلب من دبلوماسي مغربي مغادرة أراضيها في غضون 48 ساعة
  • انطلاق مناورات ديفنات الفرنسية تحسبا لحرب سيبرانية
  • حكم في الجزائر ضد الكاتب صنصال بالسجن 5 سنوات على وقع أزمة حادة مع فرنسا
  • إحراق جزائرية حية في فرنسا..ومحاكمة القاتل بعد 4 أعوام
  • المخابرات الجزائرية تفبرك تصريحات منسوبة لعمرو موسى ضد المغرب