أثرت التقلبات المناخية في المغرب على قطاعه الزراعي الحيوي في ظل تداعيات جفاف مستمر للعام السابع تواليا، لكن المملكة تسعى لمواجهة هذه التحديات بالرهان على تحلية مياه البحر وتقنيات الري الاقتصادية.

وتبدو المؤشرات مقلقة بعجز في الأمطار بنحو 53% مقارنة مع متوسط الثلاثين عاما الماضية، وذلك للعام السابع على التوالي، وفق ما أفاد وزير الزراعة أحمد البواري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يوم البيئة القطري.. نحو مستقبل مستدام يواكب رؤية 2030list 2 of 2قبو البذور العالمي يستقبل 14 ألف عينة جديدة تحسبا للتغيرات المناخيةend of list

ويتوقع تراجع الأمطار بنسبة 11% وارتفاع درجات الحرارة بنسبة 1.3 درجة بحلول عام 2050، وفق دراسة سابقة لوزارة الزراعة.

ويسهم القطاع الزراعي في المغرب بنحو 12% في الناتج المحلي الإجمالي، ولا يزال مؤثرا في معدل النمو السنوي لكونه يوفر 30% من فرص العمل، رغم الأزمة التي يمر بها.

فقدان وظائف

وتسبب توالي الجفاف في فقدان نحو 157 ألف وظيفة بالأرياف عام 2023، ونحو 137 ألفا العام الماضي، لتسجل البلاد أعلى معدل بطالة منذ عام 2000، إذ بلغت 13% عام 2023، وفي العام 2024 بلغت 13.3%.

ورغم الأزمة، لا تزال الزراعة تحتل مكانة مهمة في صادرات البلاد، إذ وفرت حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عائدات بنحو 41.8 مليار درهم (نحو 4.2 مليارات دولار).

ويمثّل ذلك نحو 19% من الصادرات، وتمثل بلدان الاتحاد الأوروبي الوجهة الرئيسية لتلك الصادرات، وعلى رأسها فرنسا بحوالي 675 مليون طن و12 مليار درهم (1.2 مليار دولار) في عام 2024، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

إعلان

وتشمل هذه الصادرات أساسا خضروات وفواكه تنتج في مزارع مسقية، إذ اعتمد المغرب منذ عام 2008 مخططا ضخما لدعم المستثمرين في الزراعات التصديرية، ويراهن على الاستمرار فيه، على الرغم من ظروف المناخ.

ورغم تأثره يظهر هذا القطاع صمودا في وجه الجفاف، وفق معطيات رسمية. ويعود ذلك إلى إجراءات عدة، أبرزها تعميم تقنيات الري الموضعي الأقل استهلاكا للمياه على نحو 53% من المساحة المسقية (850 ألف من أصل 1.57 مليون هكتار)، على أن تغطي مليون هكتار (10 آلاف كيلومتر مربع) في عام 2030.

اعتماد على مياه البحر

كما يتم الاعتماد بشكل متزايد على مياه البحر خيارا إستراتيجيا بهدف توفير أكثر من 1.7 مليار متر مكعب سنويا. وبحلول عام 2030، سوف يخصص جزء منها للزراعة، لكن الرهان على تطوير الزراعة السقوية يثير انتقادات بشأن استنزاف المياه مقابل إهمال الزراعة المطرية.

ولا يتعدى مخزون المياه المعبأة بالسدود حاليا 4.6 مليارات متر مكعب، أي بنسبة ملء 28%. ويوجد 70% من هذا المخزون بحوضي سبو واللوكوس بشمالي المملكة.

وبسبب الجفاف، فقدت الزراعة المطرية نحو 38% من قدرتها الإنتاجية و31% من مساحتها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، مما ينعكس سلبا على محاصيل الحبوب، إذ ارتفعت وارداتها إلى حوالي 9 ملايين طن في المتوسط بين 2022 و2024، وبنحو 3 ملايين دولار سنويا.

كما أثرت التغيرات المناخية والجفاف أيضا على قطاع تربية الماشية، حيث وقع المغرب الأسبوع الماضي اتفاقا لاستيراد نحو 100 ألف رأس من الأغنام من أستراليا لتعويض انخفاض أعدادها في البلاد بسبب الجفاف.

وأظهرت بيانات رسمية أن قطعان الماشية والأغنام في المغرب انخفضت بنسبة 38% مقارنة مع آخر إحصاء أُجري قبل 9 سنوات بسبب موجات الجفاف المتتالية.

وفي مواجهة هذه المفارقة، تبنت الوزارة برنامجا لتوسيع "الري التكميلي" للحبوب في المناطق المطرية على مليون هكتار بحلول 2030. وتمكّن هذه التقنية من دعم "اقتصاد الماء حيث تستهدف فقط المراحل الحساسة في نمو البذور"، كما ذكر خبير الري عبد الرحيم هندوف لوكالة الصحافة الفرنسية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب تغي ر المناخ

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا

 نفقت عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا، خلال فصل الشتاء الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بفعل التغير المناخي، لتصبح درجات الحرارة المرتفعة السبب الرئيس وراء انقراض النحل بشكل جماعي.
وأعرب مربو النحل النمساويون، البالغ عددهم 33 ألفًا، عن قلقهم البالغ بسبب نفوق آلاف المستعمرات، من إجمالي نحو 460 ألف مستعمرة على مستوى البلاد، حيث أظهرت الأرقام نفوق نحو ألفي مستعمرة في العاصمة النمساوية فيينا وحدها، بواقع نحو ثلث إجمالي عدد مستعمرات النحل في المدينة، البالغ عددها 6 آلاف مستعمرة، وفقاً لتصريح كورت كروتندورفر، رئيس جمعية مربي النحل في مدينة فيينا.
وأوضح الخبير المتخصص في تربية النحل، أن مدينة فيينا تخسر سنوياً ما بين 10 إلى 15% من إجمالي مستعمرات النحل في العاصمة، مؤكداً أن الوضع أكثر خطورة في بعض الولايات النمساوية الأخرى، وأشار إلى وجود عدة أسباب تساهم في تراجع أعداد النحل، منها استخدام المبيدات الحشرية واتباع أساليب زراعية حديثة يساهم في تقليص النباتات المزهرة ومكافحة الأعشاب البرية في حقول الحبوب، التي يعتمد عليها النحل في جمع الرحيق والغذاء.
وشرح الخبير النمساوي طبيعة التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء، حيث تتسبب فصول الشتاء المعتدلة في زيادة إصابة النحل بالطفيليات، وأبرزها "سوس الفاروا"، الذي يلدغ النحل البالغ ويرقاته، مما يسمح للفيروسات باختراق أجسام النحل والقضاء عليها.

أخبار ذات صلة الشعب المرجانية في أستراليا تتعرض لأضرار كبيرة الضحاك: توظيف الطاقات البشرية في الزراعة الحديثة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • تقرير: المغرب يقع فوق ثروة معدنية هائلة
  • إحصائيات : المغرب يجني 415 مليون يورو من الطلبة الأجانب
  • خبراء يحذرون من تداعيات التفاؤل التقني المفرط بتحلية المياه في المغرب
  • 51 مليار دولار حجم استثمارات قطاع النقل في الصين خلال شهرين
  • ما الذي يسببه عدم شرب كمية كافية من الماء للجسم؟
  • بنسبة نمو 18 % عن العام الماضي.. شركات نقل الطرود تنقل أكثر من 26 مليون شحنة وطرد بريدي خلال رمضان الجاري
  • تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا
  • الدرهم يرتفع بـ 0,4 في المائة مقابل الدولار
  • تحويلات المغاربة بالخارج تتراجع واستثمارات الأجانب بالمغرب ترتفع بـ 40.6٪
  • شراكة مصرية سعودية لإنتاج الُمحسنات والمخصبات الزراعية.. فاروق: مصر سوق مفتوح وجاهز للاستثمار الزراعي.. صيام: نحتاج تكنولوجيا حديثة تقاوم المناخ