يمانيون – متابعات
عن طفل اليمن الذي ما فتئت تلاحقه أشباح الموت الإجرامية، منذ لحظات حياته الأولى، عن طفلٍ يُقتل على مدار الساعة تارةً بالنار، وتارةً بالحصار، عن طفلٍ يعيش مجوَّعًا، ويقتل مقطعًا، ويفنى قبل أن يولد، عن طفل صرخ ألمًا فأصمَّ العالم عنه الأذنين، وأرسل لأمم الحقوق ألعابه المحروقة، وأشلاءه الممزقة، فعبَّرت بكل اهتمامٍ عن قلقها المزعوم، عن طفل ترك المدرسة، بحثًا عن لقمة العيش وما عرف غير لعبة الاختباء من النار والانفجار، والجري من القصف والدمار، نحدّثكم.
في تسع سنوات مضت استهدف العدوان بغاراته وبشكل مباشر أكثر من 11000 طفل وطفلة، مخلّفًا 4015 شهيدًا وشهيدة من الأطفال، وأكثر من 4742 جريحًا وجريحة، والبعض أصيب بإعاقات دائمة، بحسب إحصاءات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بحكومة الإنقاذ الوطني.
وفي تصريح خاص بموقع “العهد” الإخباري، تشير الأستاذة أخلاق الشامي الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بحكومة الإنقاذ الوطني وعضو المكتب السياسي لأنصار الله الى أن “الأطفال من وجهة نظر تحالف الشر، هدف مشروع كما ادعى ناطقهم أكثر من مرة، بل وصفهم بأنهم من يطلقون الصواريخ، كما حدث في مجزرة أطفال ضحيان الذين أعلن التحالف أنه استهدفهم بعد رصد دقيق. العشرات من الجرائم التي طالت أطفالنا، والتي ستظل ماثلة أمام أعين كل أحرار العالم سيتم الانتصاف لها بإذن الله، كبثينة وإشراق وسميح وأطفال سنبان وأطفال مخيمات النزوح وطلاب مدرسة الراعي وغيرهم الكثير..”.
من ينقذ طفل اليمن؟
تسعٌ عجافٌ كان حصادها الأرواح، والأرقام في تصاعد. فتدمير قوى التحالف للمنشآت الصحية وقطع الطرق الواصلة بين المحافظات، أدّى إلى ارتفاع معدل وفيات الأمهات عند الولادة بنسبة 160% عما كانت عليه قبل العدوان، كما تسبب في أكثر من 4623 حالة إجهاض قسري بسبب الخوف بعد الاستهداف المباشر لمنازلهن وقراهن، ووفاة 100 مولود من أصل 1000 ولادة حية في الوقت نفسه.
لقد تفاقمت حالات الفقر وارتفعت معدلات سوء التغذية، وبحسب التقارير الأممية فإن 2,9 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، منهم 630 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الوخيم، الذي يهدد حياتهم في كل لحظة.
وتقدر احصائيات وزارة الصحة والمنظمات الدولية ذات الصلة، بأن أكثر من 288 طفل يمني دون سن الخامسة يموتون يوميًا، أي 830000 طفل ماتوا جراء هذه الظروف خلال السنوات الثمانية الأولى من هذا العدوان الغاشم.
طفولة اليمن المذبوحة
فضلاً عن حالات تشوهات الأجنة التي تسجلها وزارة الصحة اليمنية يوميًا، والتي كانت خلال العام 2022 فقط، أكثر من 1200 وفاة لأجنة مشوهة، ومئات الحالات توفيت بسبب أمراضٍ بالإمكان الوقاية منها كالكوليرا والإسهالات والحميات وغيرها.
أما في الجانب التعليمي فقد بات أكثر من ٦ ملايين طفل يمني مهددون بالحرمان من التعليم، نتيجة قطع رواتب المعلمين، ومحاربة طباعة الكتاب المدرسي، والاستهداف المباشر للمدارس.
وبلغت المدارس المدمرة كليًا وجزئيًا خلال سبع سنوات من العدوان أكثر من 3768 مدرسة، ناهيكم عن حرمان الفتيات لا سيما في المناطق الريفية من تعليمهن، بعد استهداف مدارسهن ونقلهن إلى مدارس بعيدة عن مناطقهن، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة التسرب من التعليم.
في ذات السياق، تنوه الشامي في حديثها لموقع “العهد” الإخباري أنه “على الرغم من كل تلك المعاناة إلا أن العملية التعليمية استمرت ولم تتوقف حتى اليوم، وبإمكانات ما دون الصفر في كثيرٍ من المحافظات والمناطق، وذلك بدعم مجتمعي إيمانًا من شعبنا بأهمية تسلح الجيل القادم بسلاح العلم والوعي، حتى يتمكنوا من النهوض بهذا البلد وبناء ما دمره العدوان وأدواته المحلية فيه”.
وعن الواقع النفسي لأطفال اليمن، فالإحصاءات غير متاحة حتى اللحظة لأن الجرائم ما تزال مستمرة، تؤكد الشامي لموقع “العهد” الإخباري: “هذا التدهور النفسي ظهر جليًا في تصرفات بعض الأطفال الناجين من القصف المباشر، الذين استهدفت مدارسهم وقراهم، وانتشرت بينهم حالات الإغماء والتلعثم والهلع”.
وتذكر الشامي “خلّفت تسع سنوات من القتل والترويع تبعاتٍ من الصعب حصرها على المجتمع اليمني ككل، وعلى الأطفال على وجه الخصوص باعتبارهم الشريحة الأكثر ضعفًا واحتياجًا للحماية والرعاية؛ ففي الوقت الذي حرم الطفل اليمني في كثير من المناطق من كل حقوقه، وعلى رأسها حقه في الحياة، حرم أيضًا من حقوقه في التعليم والصحة والتغذية السليمة، بل لم يسلم وهو جنين في بطن أمه من أضرار الأسلحة المحرمة التي صبت على رؤوسنا خلال تلك السنوات”.
وتوضح الشامي معاناة الطفل اليمني أكثر “يعيش أطفال اليمن خلال هذه السنوات معاناة يصعب تحملها من قبل الكبار، فلم يعد الطفل يجد ملجأ وملاذًا من غارات التحالف المجنونة، حتى في منزله وبين أحضان والديه، لأن التحالف يعدّ المدنيين جميعًا أهدافًا مشروعة، وهو يعلم أن العالم سيغض الطرف عنه، لأنه يمتلك بعضًا من الأموال الملطخة بدماء شعبنا كباره وصغاره”.
وارتفعت نسبة الفقر، الأمر الذي دفع بالأطفال الصغار لتقسيم أوقاتهم بين العمل وبين مقاعد الدراسة، بل حرم بعضهم من الطابور المدرسي، لحضور طابور آخر للحصول على بعض المياه للشرب.
وتتابع الشامي “هؤلاء الصغار نهضوا رغم الألم وكانت كلماتهم أقوى وأبلغ من الكثير من الكبار الذين سكتوا وخنعوا، فوجدناهم يقتدون بعلي(ع) والحسن(ع) والحسين(ع) وزيد(ع)، ويرفعون شعارات الحق والعدل، ويستوعبون ما يجري حولهم، ويقدرون تضحيات آبائهم وأمهاتهم، الذين صبروا وصمدوا وضحوا لله ولهذا الوطن ومستقبل أبنائه”.
وفي رسالة تقول الشامي لأطفال اليمن “لأجلكم ولأجل مستقبلكم وكرامتكم وهويتكم صبرنا، وضحى أبطالنا بالغالي والنفيس. ونحن على يقين بأنكم أكثر الأجيال وعيًا، وإن كنتم صغارًا في أعماركم، إلا أنكم جبال شامخة في وجه أعدائكم، وستواصلون درب الوعي والبصيرة والجهاد التي دعانا إليها أهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله.
أنتم أحفاد الأنصار الذين دعا لهم رسول الله، وبتوليكم لله ولرسوله وأهل بيته، تكونون من حزب الله ومن جنده وتضمنون الفلاح والعزة والنصر والسعادة في الدنيا والآخرة”.
وتختم الشامي رسالتها: “للتحالف ومرتزقته وأسيادهم إن جرائمكم بحق شعبنا وأطفالنا لن تسقط بالتقادم وكلنا ثقة بالله وبنصره”
موقع العهد الاخباري / سراء الشهاري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: طفل الیمن أکثر من عن طفل
إقرأ أيضاً:
حكم الشرع في الدين الذي تم التنازل عنه بسبب الوفاة.. دار الإفتاء ترد
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (تُوفّي رجلٌ كان يعيش بإحدى الدول بالخارج، وكان عليه دين للحكومة، أو للبنك؛ فأسقطت الحكومة الدين عن ورثته؛ فهل هذا حلال أو حرام؟ وهل يُسْأَلُ هذا الشخص عن هذه الديون يوم القيامة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه إذا كان الحال كما ذُكِر بالسؤال من أنَّ الحكومة أو البنوك في الدولة التي كان يعيش بها الـمُتوفّى تَعْتَبِرُ ما لها من أموال لدى الـمَدِينين منتهيةً بموت المدين، فهذا من باب التسامح والرحمة على ورثة المدين، وهذا جائز شرعًا.
وأوضحت أنه لا عقابَ على المدين المتوفى إن شاء الله تعالى؛ حيث إنَّ التسامح قد حدث من جانب الدائن سواء كان الدائن بنكًا أو حكومةً، طالما القوانين عندهم تقضي بذلك.
حكم المماطلة في سداد الدينوذكرت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، حكم المماطلة في سداد الدين، حيث ذكرت السنة النبوية قول -رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ». صحيح البخاري.
(من أخذ أموال الناس) بوجه من وجوه التعامل أو للحفظ أو لغير ذلك كقرض أو غيره، لكنه (يريد أداءها) (أدى الله عنه) أي يسر الله له ذلك بإعانته وتوسيع رزقه.
وتابعت: (ومن أخذ) أي أموالهم (يريد إتلافها) على أصحابها بصدقة أو غيرها (أتلفه الله) يعني أتلف أمواله في الدنيا بكثرة المحن والمغارم والمصائب ومحق البركة.
وقالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن رفض سداد الدين، أو المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعًا.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال «ما حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده؟»، أن مماطلة القادر على سداد الدين «إثم» وحرام شرعًا.
وأضافت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المماطلة في سداد الدين، مستشهدة بما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم».