رمضان بلا إسراف.. كيف يحقق المستهلكون التوازن بين التوفير والاستهلاك؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
تتزايد نفقات الأسر مع حلول شهر رمضان المبارك نتيجة العادات الغذائية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل. أجرت "عمان" استطلاعا صحفيا مع عدد من المستهلكين لمعرفة توجهاتهم الشرائية، وكيفية تحقيق التوازن بين التوفير والاستهلاك في ظل ارتفاع الأسعار.
وأجمع المشاركون في الاستطلاع الصحفي على أن غياب التخطيط المسبق يعَد من أبرز أسباب الإسراف، سواء بسبب التسوّق أثناء الصيام أو التأثر بالعروض الترويجية، مشيرين إلى أهمية نشر الوعي حول حفظ الطعام وإعادة استخدامه أو توزيعه على المحتاجين بدلًا من الهدر.
ميزانية محددة
قال معمر بن أحمد الحلحلي إنه حين يذهب للتسوّق لشهر رمضان المبارك يحدد مبلغا أو ميزانية محددة ولا يتجاوزها مع تجنب الأغراض والمشتريات غير الأساسية أو الضرورية، وشراء كميات معتدلة ومناسبة دون تبذير إذ إن التركيز فقط على السلع الأساسية وكذلك المنتجات الصحية والتي تُستَهلك يوميا مثل الفواكه واللحوم والأجبان، وتجنّب المواد المصنّعة والسكريات.
ويرى الحلحلي أن المباهاة وحب الظهور والتفاخر بتعدد وكثرة الأصناف على مائدة الإفطار وكثرة التجمعات الرمضانية دون تنسيق هي السبب الرئيسي للإسراف.
من جانبه يقول أحمد الفارسي: أخصص ميزانية محددة وأحاول عدم تجاوزها، كما أضع قائمة مشتريات مسبقة وألتزم بها؛ لضمان شراء الاحتياجات وتجنب التبذير.
وأوضح الفارسي أنه يستخدم قائمة مشتريات ويلتزم بها في كثير من الأحيان، كما يخصص ميزانية محددة لتكلفة المشتريات لكنه يوضح أن العروض الترويجية تجذبه في بعض الأحيان فيشتري منتجات غير مخطط لها.
أسباب الإسراف
وبيَّن الفارسي أن أهم العوامل التي تؤدي إلى الإسراف في رمضان هي عدم وجود تخطيط مسبق، حيث يؤدي غياب التخطيط إلى شراء كميات غير ضرورية وحدوث هدر كبير، كذلك العروض والتخفيضات المغرية تدفع الكثيرين للشراء الزائد، لذا يجب على المستهلك أن يضبط ويتجنب الشراء الاندفاعي ويتعامل مع العروض الترويجية بعقلانية، مشيرا إلى أن العادات الاجتماعية والعزائم العائلية قد تزيد من الإنفاق والاستهلاك، ومن الضروري نشر ثقافة عدم الإسراف داخل الأسرة والمجتمع، والحرص على الاعتدال في الاستهلاك.
من جهته قال موسى الرحبي إن التخطيط المسبق والسليم للتسوّق ضروري وأساسي بدءا من تحديد احتياجات الأسرة الأساسية من المنتجات والسلع الأساسية، على أن يتم ترتيب القائمة حسب الأولوية وتجنب شراء كميات كبيرة التي يتم هدرها، مع التركيز على الكمّ بناءً على احتياجات الأسرة.
ولفت الرحبي إلى أنه من الأفضل شراء المنتجات على فترات خلال الشهر وليس دفعة واحدة؛ لتفادي الضغط على الميزانية، مشيرا إلى أن إعداد القائمة وتحديد الأولويات مهمان جدا، إضافة إلى تجنّب الشراء الاندفاعي وشراء منتجات غير ضرورية مما يسهم في تقليل الاستهلاك والإنفاق لدى الأفراد.
الشراء العاطفي
وأنهى الرحبي حديثه بقوله: من الضروري أن ينتبه المستهلك من العروض المغرية والمُبَالغ فيها، مع الحذر من الشراء العاطفي؛ حيث إن العاطفة تجر المستهلك للاستجابة للعروض والتخفيضات، إذ يوجد عدد من الأفراد ينجرون خلف الشراء العاطفي من غير إدراك فيشترون منتجات وسلع ليست ذات أهمية.
وفي سياق متصل، قال وليد بن هاشل الجهوري إن التخطيط لشهر رمضان سواء للمشتريات أو الأنشطة والفعاليات الأخرى لا تختلف اختلافا كبيرا عن بقية الأشهر؛ حيث إن التوازن يجب أن يكون موجودا في جميع أشهر العام ولكن في شهر رمضان هناك بعض العادات والتقاليد والطقوس التي تمارسها العوائل العمانية منذ قديم الزمان لذا هي ارتبطت ارتباطا كبيرا ببعض المأكولات التي تُعَد خصيصا في شهر رمضان، حيث إن التجمعات الكبيرة تحتاج إلى أطعمة كثيرة عند التزاور بين الأفراد لذلك يجب على المستهلكين أن تكون لهم خطة مسبقة في تجنب الإسراف والإنفاق بكثرة في شهر رمضان.
وأوضح الجهوري أنه من الضروري إعداد القوائم أثناء الذهاب للتسوّق وترتيب المنتجات من حيث الأهمية وتحديد المنتجات والسلع التي يمكن الاستغناء عنها.
يرى الجهوري أن من العوامل التي قد تؤدي إلى الإسراف أن بعض الأسر لا يوجد لديها تخطيط مسبق للشراء، كما أن تسوّق المستهلك أثناء صيامه في شهر رمضان يدفعه للإسراف والشراء دون وعي.
ولفت الجهوري إلى أنه يجب على الأفراد أن يكون لديهم وعي كاف بإعادة تدوير الطعام أو حفظه لاستخدامه في أيام أخرى أو توزيعه على المحتاجين.
تكثيف الزيارات الميدانية
من جهة أخرى ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، كثفت هيئة حماية المستهلك جهودها التوعوية والرقابية لضمان بيئة استهلاكية آمنة، مستجيبة للنشاط التجاري المتزايد الذي يرافق الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك.
كما ضاعفت الهيئة الزيارات الميدانية والرقابية في الأسواق والمراكز التجارية؛ بهدف رصد أي مخالفات تمس حقوق المستهلكين، حيث تشمل هذه الجهود متابعة الأسعار لمنع الارتفاعات غير المبررة، ومكافحة أي محاولات للاحتكار أو التلاعب بالسوق، كما تخضع المنتجات الغذائية لمراقبة مشددة لضمان جودتها ومطابقتها للمعايير، وذلك في ظل زيادة الطلب خلال رمضان.
وتزامنًا مع حملة "احذر"، تراقب الهيئة الإعلانات الترويجية لضمان مصداقية العروض الرمضانية، ومنع أي محاولات لخداع المستهلكين.
وأكدت الهيئة استمرار جهودها التوعوية والرقابية خلال الشهر الفضيل، داعية المستهلكين إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات قد تمس حقوقهم؛ من أجل خلق بيئة استهلاكية عادلة وآمنة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی شهر رمضان إلى أن
إقرأ أيضاً:
أهلا رمضان 2025| وتخفيضات تصل لـ 30%.. واقتصادي: أسعار معتدلة تحقق التوازن بالسوق
يعد معرض "أهلا رمضان" من الفعاليات السنوية الهامة التي تنظمها الدولة في مختلف أنحاء الجمهورية، ويهدف إلى توفير السلع الغذائية بأسعار تنافسية ومناسبة للمواطنين في شهر رمضان الكريم، وذلك في إطار حرص الحكومة على تحقيق الاستقرار في الأسعار وضمان وصول السلع الأساسية إلى جميع فئات المجتمع، خاصة مع زيادة الطلب على المواد الغذائية خلال الشهر المبارك.
افتتاح معرض "أهلا رمضان" 2025دقال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن مبادرة "أهلا رمضان" تعد من أبرز المبادرات التي أطلقتها الدولة خلال السنوات الماضية، حيث تتمثل في تنظيم مجموعة من المعارض المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، وتهدف هذه المبادرة إلى توفير سلع ومنتجات رمضان بأسعار عادلة تتناسب مع قدرة المواطنين، دون أن تترتب عليها خسائر للتجار في السوق.
وأضاف جاب الله- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الهدف الرئيسي ليس تقديم أسعار متدنية بشكل يضر بالتجار، بل ضمان توفير السلع بأسعار معتدلة تحقق التوازن في السوق وتحافظ على المنافسة العادلة، مما يساهم في القضاء على الممارسات الاحتكارية الضارة.
وأشار جاب الله، إلى أن تأتي هذه المبادرة ضمن جهود وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتعاون مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة للوزارة، في دعم المواطنين وتوفير احتياجاتهم من السلع الأساسية خلال شهر رمضان الكريم.
وافتتح الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، معرض "أهلا رمضان" التابع للشركة القابضة للصناعات الغذائية في ميدان السواح بمحافظة القاهرة، بالتعاون مع الغرفة التجارية، ويقام المعرض على مساحة 1000 متر مربع، ويهدف إلى توفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة تصل إلى 30%.
ويأتي هذا المعرض في إطار استراتيجية الوزارة للتوسع في تنظيم معارض "أهلا رمضان" لتخفيف الأعباء عن المواطنين، ويشارك فيه 32 شركة تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية.
وحضر الافتتاح الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والدكتور مهندس علاء ناجي، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، وأيمن عشري، رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة، بالإضافة إلى أحمد كمال، معاون الوزير والمتحدث الرسمي، وأحمد عصام، معاون الوزير للاتصال السياسي بالوزارة.
كما شارك في المعرض حوالي 32 شركة تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، حيث يتم طرح نحو 2000 طن من السلع تشمل 580 صنفا من المنتجات الغذائية وغير الغذائية، مثل الزيوت، اللحوم والدواجن، السكر، الأرز، المكرونة، الشاي، المخبوزات، بالإضافة إلى المنظفات المنزلية.
تخفيضات تتراوح بين 25% و30%وأشار الدكتور شريف فاروق إلى أن المعرض يتضمن مخزونا إضافيا لضمان توفير السلع بشكل فوري لتلبية احتياجات المواطنين، وأضاف أن نسب الخصم على المنتجات تتراوح بين 25% و30%، مع ضمان تقديم سلع عالية الجودة.
وأكد أن إقامة مثل هذه المعارض تأتي تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بزيادة المنافذ الثابتة والمتحركة لطرح السلع بأسعار مناسبة، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
كما أشار إلى أهمية التعاون بين الوزارة والقطاع الخاص لتوفير مخزون استراتيجي من السلع الأساسية، لضمان استقرار الأسواق.
وأكدت الوزارة أنه من المخطط توسيع نطاق معارض "أهلا رمضان" في مختلف المحافظات لضمان وصول السلع المخفضة إلى جميع المواطنين، مع تكثيف الرقابة على الأسواق لضمان الالتزام بالأسعار المخفضة وجودة المنتجات.
والجدير بالذكر، أن يستمر المعرض حتى النصف الأول من شهر رمضان المبارك، ويستقبل الجمهور يوميا من الساعة التاسعة صباحا حتى التاسعة مساءا.