الاعتراف الجزئي!!
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
أطياف
صباح محمد الحسن
الاعتراف الجزئي!!
طيف أول:
وحده النور الذي سيبدد الشكوك المتسلقة القابضة على إيمانها السطحي بالصعود
دون أن تفلت أصابعها المتشبثة بحبال الوهم
دون أن تصرخ في وجه الوطن أنها تعمل على وحدته، وهي تمسك بمشرطها لتمزيقه،
النور سلام ووحدة وثورة!!
وبدأ المجتمع الدولي في إظهار ردة فعله بالتلويح لرفض تشكيل حكومة للدعم السريع
وأعربت الأمم المتحدة بلسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش، عن قلقها العميق إزاء نية “الدعم السريع” وحلفائهم تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ووفقا لما أعلنه المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك،
والذي قال “إن هذا التصعيد الإضافي في الصراع بالسودان يزيد من تفكك البلاد ويهدد بتعميق الأزمة بشكل أكبر”.
وأضاف أن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يظل أمرا أساسيا للتوصل إلى حل مستدام للنزاع وضمان الاستقرار طويل الأمد.
كما أن البيت الأبيض ايضا أفصح عن عدم رغبته في دعم الحكومة الجديدة وعبر بذلك عبر المتحدث بإسم الخارجية الأميركية الذي تحدث للشرق عن (إن محاولات الدعم السريع وحلفائهم تشكيل حكومة في مناطق سيطرة القوات لن تساعد في جلب السلام والأمن في السودان”.
وإن خطوة تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، قد تؤدي إلى خطر تقسيم السودان).
وبالرغم من التوقعات تشير إلى أن الحكومة الموازية قد تباركها عدد من الدول المقربة من «الدعم السريع»، مثل الإمارات وأوغندا وإثيوبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وربما جنوب السودان بالإضافة إلى كينيا التي فتحت أبوابها مشرعة لها إلا أن عدم اعتراف الدول الكبرى بالإضافة إلى الأمم المتحدة وربما الاتحاد الأوربي يجعلها تواجه خطر العزلة على مهدها الذي يحرمها من خاصية الشرعية للاستمرار
ولكن الخطر يبقى على حكومة “الكيزان” إن الإعتراف الجزئي، حسب مفهوم القانون الدولي سيبقى عامل يجعل الدولة المعترف بها تكسب كافة مزايا العضوية الكاملة في المجتمع الدولي، الأمر الذي يعطيها فرصة إقامة العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الدول التي اعترفت بها، ويمنحها أهلية إبرام المعاهدات مع تلك الدول، فالاعتراف يعرف أنه ينبع بالأساس عن إرادة الدولة ورضاها ويجوز لها حسب القانون الدولي العدول عنه
الأمر الذي تترتب عليه آثارًا مهمة أبرزها أن الدولة المعترف بها تكتسب بموجبه جميع إمتيازات العضوية الكاملة في المجتمع الدولي، ويحق لها إقامة العلاقات الدبلوماسية
ووفق القانون الدولي يتخذ الاعتراف عدة أوجه فقد يكون اعترافًا بالحكومة أو بحكومة المنفى، وقد يكون اعترافًا بقوات او بمحاربين، أو بحركات تحرير!! أي أن ثمة اختلاف بين الاعتراف بالحكومة والاعتراف بالدولة
لذلك أن الخطر السياسي من الاعتراف بحكومة موازية للدعم السريع على الحكومة الانقلابية إن عجزت الأخيرة عن درئه قبل وقوعه فإن وقوعه لا يسمح بمحاربته لاحقاً!!
لأن اعتراف دولة واحدة او دولتين قد يكون مكسبا للدعم السريع كحكومة وكقوات عسكرية في آن واحد ويمنحها فرصة عقد صفقات وتوقيع اتفاقيات مع الدول المعترفة بها، والتي لها الحق أن تمنحها ما شاءت من الدعم المادي واللوجستي ولهذا ذكرنا منذ اول يوم أن خطر حكومة الدعم السريع يهدد حكومة البرهان ويشرعن التعامل، والتعاضد الدولي من قبل حلفاء الدعم السريع معها!! فبدلا من أن تمنع الدول من تقديم المساعدة لقوات الدعم السريع كقوات عسكرية على الأرض تخوض حربا على الوطن والمواطن قد يتم السماح لها أن تقدم دعمها مباشرة لحكومة الدعم السريع وهذا هو الخطر!!
وقلق الأمم المتحدة وعدم الاعتراف الدولي بالحكومة لن يمنعها من الوصول إلى أهدافها
فحكومة البرهان وصفها العالم بأنها حكومة غير شرعية وحاصرها اقتصاديا وسياسيا ولكنه تركها تسرح في مرعى الحكم ثلاث سنوات بعد الانقلاب مارست فيها كل انواع الفساد والتعدي على حقوق المواطن وحرقت ودمرت السودان
إذن ليس هناك ما يقف أو ما يحول دون أن تولد الحكومة الموازية بالرغم من انه ميلاد غير شرعي لا شهادة له لكن تبقى المحاولة هي فرض حكومة ستحصل على السلاح وهذا قد يُنذر ببداية مرحلة ثانية للحرب وربما تغيير خارطتها ونتائجها لهذا ذكرنا أن وجود حكومة ثانية غير شرعية ولو (عمرها يوم) سيلقي بالضرر السياسي والعسكري على حكومة بورتسودان، ولكن عناد البرهان وتشبثه بعدم قبول الحل الدولي لتحقيق السلام الشامل في السودان، يجعل حماقة ما قبل الحرب تتكرر في حماقة ما قبل إعلان الحكومة لتكون النتيحة واحدة شبيهة لما قبلها وكارثية!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
سحابة غموض على سماء الميدان العسكري ستبدأ بمعارك كاتمة في عملية “جرد الحساب” وتصفيته مع البعض وتنتهي بالخسارة للجميع!!
الوسومأفريقيا الوسطى إثيوبيا الأمم المتحدة البرهان الجيش الدعم السريع السودان الولايات المتحدة تشاد جنوب السودان حكومة بورتسودان صباح محمد الحسن كينياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا الوسطى إثيوبيا الأمم المتحدة البرهان الجيش الدعم السريع السودان الولايات المتحدة تشاد جنوب السودان حكومة بورتسودان صباح محمد الحسن كينيا الأمم المتحدة الدعم السریع تشکیل حکومة
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية : أربعة آلاف أسير محرر من سجون الدعم السريع بالخرطوم
الأناضول/ أعلنت الحكومة السودانية، الجمعة، أن عدد الأسرى المحررين من سجون ومعتقلات قوات الدعم السريع في الخرطوم تجاوز 4 آلاف، وفي بيان، أدانت الحكومة "الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع بحق المواطنين المعتقلين والمحتجزين والأسرى في سجونها ومعتقلاتها"، وأضافت أن "الأسرى يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب الوحشي، والتصفية الجسدية بدم بارد، والاغتصاب الممنهج بحق الفتيات".
وتابعت: "تعكس أوضاع الأسرى المحررين من عدة مناطق في الخرطوم، والذين يتجاوز عددهم 4 آلاف شخص، دليلاً دامغاً على وحشية وإجرام هذه الميليشيا الإرهابية".
وأشارت إلى أن "المقاطع المصورة، التي تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المحلية والدولية، تظهر الأسرى المحررين من معتقلات وسجون الميليشيا في الخرطوم، وقد تحولوا إلى هياكل عظمية، نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب وحشي وتجويع ممنهج داخل زنازين تفيض بالألم والموت البطيء".
ودعت حكومة السودان "المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الانتهاكات الجسيمة، التي ترتكبها الميليشيا بحق الأسرى والمعتقلين، والعمل الجاد على وقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها".
وطالبت منظمات حقوق الإنسان بالتحلي بالمصداقية والشفافية في توثيق هذه الانتهاكات الخطيرة.
والخميس، أعلن الجيش السوداني أن قواته "تمكنت من تطهير آخر جيوب مليشيا الدعم السريع في محلية (محافظة) بالخرطوم".
والأربعاء، واصل الجيش السوداني تقدمه في الخرطوم واستعاد السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة، للمرة الأولى منذ أبريل/ نيسان 2023.
ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليونا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدّرت دراسة لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وفي الآونة الأخيرة، تراجعت قوات "الدعم السريع" في عدة ولايات، بينها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ومن أصل 18 ولاية، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان.
كما تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة في الإقليم.