عربي21:
2025-04-23@11:56:34 GMT

غزة واقتصاد الإعمار

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

شهد الأسبوع الماضي، بناء على دعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اجتماعا في الرياض بين كل من ملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد البحريني، سلمان بن حمد آل خليفة.



وقد تم هذا الاجتماع دون أن يصدر عنه بيان صحفي بما نتج عنه، وإن كان واضحا أنه جاء لتنسيق المواقف قبل اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في القاهرة في الأسبوع القادم بعد تأجيل موعد هذا الانعقاد، وأن موضوعه يتعلق بتهجير أهل غزة، وإعمارها، ومن سيحكمها، لا سيما بعد خطة ترامب بالاستيلاء على غزة وتهجير سكانها، ومطالبته الملك عبد الله الثاني إبان زيارته للبيت الأبيض بذلك، ورد الأخير عليه بأن مصر والدول العربية لديها خطة بشأن العمل معه للتعامل مع تحديات غزة.

وقد لوحظ تراجع ترامب عن تصريحاته وتحويلها إلى توصية، وفي الوقت نفسه تراجع العديد من قادة الكيان الصهيوني عن تبني اقتراح ترامب واعتبروه غير منطقي، وفي المقابل أصبحت قضية إعمار غزة متصلة بتنحية حماس عن السلطة في غزة باسم المصلحة العامة، وهو ما صرح به أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وغيره. وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا التوجه تنفيذا لصفقة القرن وخطة ترامب بطريقة دبلوماسية بإنهاء كل سبل وأدوات المقاومة بأيد وأموال عربية، باسم إعمار غزة ومنع التهجير.

إننا لا ننكر أن التكاتف العربي والإسلامي حكاما وشعوبا للوقوف ضد تهجير أهل غزة هو أمر محمود ومطلوب، لا سيما في ظل خطة الاستيطان الصهيوني ليس لفلسطين فقط، بل لابتلاع من حوله من الدول العربية. فغزة هي الحائط المنيع لحفظ الأمن القومي العربي، والوقوف بقوة ضد الصلف والعدوان الصهيوني.

وإذا كانت الأمم المتحدة قدرت في تقرير حديث لها إعادة إعمار غزة بأكثر من 53 مليار دولار، منها أكثر من 20 مليارا على مدى الأعوام الثلاثة الأولى، فإن هذا يضع الدول العربية والإسلامية على المحك لتفعيل وإبراز اقتصاد الإعمار حفاظا على أمن غزة وسلامة أهلها، والأمن العربي والإسلامي كذلك.

وإعمار غزة يتطلب صدق النوايا وجهودا كبيرة ومتكاملة بين حكام المسلمين وشعوبهم، تكون بؤرتها المحافظة على المقاومة وسلاحها بغض النظر عمن يحكم غزة من أهل فلسطين. فلا قيمة لإنسان يلبي شهواته من طعام وشراب وهو يعيش خانعا لعدوه، وأهل غزة ما عرفوا يوما خنوعا، وقد جاعوا وعروا في سبيل دينهم وأرضهم وما ضعفوا وما استكانوا، وما دفعهم القتل بالنابالم للهجرة، ولن يدفعهم كذلك ذهب ترامب -الذي يريد أن يدفعه من جيوب العرب وثرواتهم- إلى ترك ديارهم.

كما أن إعمار غزة عمليا يتطلب في البداية "الإعمار الإسعافي السريع" بتوفير ما يحتاجه السكان من أماكن للإيواء، خاصة فيما يتعلق بتوفير الكرافانات اللازمة للسكن، وتوفير احتياجاتهم من الطعام والشراب والصحة والتعليم من خلال المستشفيات والمدارس المتنقلة، ودعم الناجين نفسيا وخاصة الأطفال والنساء، مع إزالة كل القيود في المعابر سواء كانت قيودا مادية أو صهيونية لإدخال تلك الاحتياجات العاجلة، خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان المبارك.

وإلى جانب ذلك من المهم وضع خطة إستراتيجية لإعادة الإعمار، بناء على إجراء حصر شامل للأضرار التي لحقت بالمباني السكنية، والبنية التحتية، والمرافق العامة، والطرق والجسور، والمستشفيات، والمدارس، وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها، وترجمة ذلك في صورة تكلفة تقديرية، مع مراعاة الأولويات للمناطق الأكثر تضررا وإلحاحا للإعمار الفوري.

و\هذا يتطلب عمل مؤتمر دولي لإبراز ما ارتكبه الكيان الصهيوني من إجرام، وتوفير التمويل اللازم للإعمار من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية، فضلا عن المؤسسات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية، والقطاع الخاص بمساهمته عينا ونقدا وعملا في الإعمار، مع تفعيل تمويل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة لتمكين الأفراد اقتصاديا واجتماعيا، وتعويض أصحاب المشروعات التي تم تدميرها، وجعل ذلك واجبا على كل متعاون للتمويل، وفتح المجال برفع قضايا قانونية دولية على الكيان الصهيوني بالتعويض، مع أهمية الرقابة والمتابعة الفعالة لعمليات الإعمار للتأكد من تحقيق مستهدفاتها.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة ترامب إعمار غزة إعمار ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعمار غزة

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال الدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انطلقت قبل قليل، أعمال الدورة العادية الـ 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، وفق نبأ عاجل أفادت به قناة «اإكسترا نيوز».

 

ومن المقرر أن يبحث المندوبون الدائمون بنودًا مهمة، أبرزها الاستعدادات الجارية لاستضافة القمة العربية في «بغداد».

 

كما تناقش أعمال الدورة العادية، سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وبدء إعادة إعمار القطاع وإطلاق أفق سياسي للوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • بث مباشر.. انطلاق أعمال الدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية
  • أبو الغيط: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة طرح عربي قابل للتطبيق
  • انطلاق أعمال الدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية
  • الدول العربية الأكثر تضررًا من رسوم ترامب الجمركية
  • فرنسا تعلن مجددا دعم الخطة العربية لإعمار غزة
  • ما هي الدول العربية الأكثر تضررا من رسوم ترامب الجمركية؟
  • الشويهدي: إعمار مرزق “معجزة”.. والمصالحة برعاية المشير حفتر وعقيلة كانت المفتاح
  • البرلمان العربي يشيد بجهود الحكومة الليبية وصندوق الإعمار في المشاريع العمرانية والتنموية
  • مباحثات سعودية مصرية حول الخطة العربية الإسلامية لإعمار غزة
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة