عربي21:
2025-02-26@14:15:03 GMT

غزة واقتصاد الإعمار

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

شهد الأسبوع الماضي، بناء على دعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اجتماعا في الرياض بين كل من ملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد البحريني، سلمان بن حمد آل خليفة.



وقد تم هذا الاجتماع دون أن يصدر عنه بيان صحفي بما نتج عنه، وإن كان واضحا أنه جاء لتنسيق المواقف قبل اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في القاهرة في الأسبوع القادم بعد تأجيل موعد هذا الانعقاد، وأن موضوعه يتعلق بتهجير أهل غزة، وإعمارها، ومن سيحكمها، لا سيما بعد خطة ترامب بالاستيلاء على غزة وتهجير سكانها، ومطالبته الملك عبد الله الثاني إبان زيارته للبيت الأبيض بذلك، ورد الأخير عليه بأن مصر والدول العربية لديها خطة بشأن العمل معه للتعامل مع تحديات غزة.

وقد لوحظ تراجع ترامب عن تصريحاته وتحويلها إلى توصية، وفي الوقت نفسه تراجع العديد من قادة الكيان الصهيوني عن تبني اقتراح ترامب واعتبروه غير منطقي، وفي المقابل أصبحت قضية إعمار غزة متصلة بتنحية حماس عن السلطة في غزة باسم المصلحة العامة، وهو ما صرح به أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وغيره. وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا التوجه تنفيذا لصفقة القرن وخطة ترامب بطريقة دبلوماسية بإنهاء كل سبل وأدوات المقاومة بأيد وأموال عربية، باسم إعمار غزة ومنع التهجير.

إننا لا ننكر أن التكاتف العربي والإسلامي حكاما وشعوبا للوقوف ضد تهجير أهل غزة هو أمر محمود ومطلوب، لا سيما في ظل خطة الاستيطان الصهيوني ليس لفلسطين فقط، بل لابتلاع من حوله من الدول العربية. فغزة هي الحائط المنيع لحفظ الأمن القومي العربي، والوقوف بقوة ضد الصلف والعدوان الصهيوني.

وإذا كانت الأمم المتحدة قدرت في تقرير حديث لها إعادة إعمار غزة بأكثر من 53 مليار دولار، منها أكثر من 20 مليارا على مدى الأعوام الثلاثة الأولى، فإن هذا يضع الدول العربية والإسلامية على المحك لتفعيل وإبراز اقتصاد الإعمار حفاظا على أمن غزة وسلامة أهلها، والأمن العربي والإسلامي كذلك.

وإعمار غزة يتطلب صدق النوايا وجهودا كبيرة ومتكاملة بين حكام المسلمين وشعوبهم، تكون بؤرتها المحافظة على المقاومة وسلاحها بغض النظر عمن يحكم غزة من أهل فلسطين. فلا قيمة لإنسان يلبي شهواته من طعام وشراب وهو يعيش خانعا لعدوه، وأهل غزة ما عرفوا يوما خنوعا، وقد جاعوا وعروا في سبيل دينهم وأرضهم وما ضعفوا وما استكانوا، وما دفعهم القتل بالنابالم للهجرة، ولن يدفعهم كذلك ذهب ترامب -الذي يريد أن يدفعه من جيوب العرب وثرواتهم- إلى ترك ديارهم.

كما أن إعمار غزة عمليا يتطلب في البداية "الإعمار الإسعافي السريع" بتوفير ما يحتاجه السكان من أماكن للإيواء، خاصة فيما يتعلق بتوفير الكرافانات اللازمة للسكن، وتوفير احتياجاتهم من الطعام والشراب والصحة والتعليم من خلال المستشفيات والمدارس المتنقلة، ودعم الناجين نفسيا وخاصة الأطفال والنساء، مع إزالة كل القيود في المعابر سواء كانت قيودا مادية أو صهيونية لإدخال تلك الاحتياجات العاجلة، خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان المبارك.

وإلى جانب ذلك من المهم وضع خطة إستراتيجية لإعادة الإعمار، بناء على إجراء حصر شامل للأضرار التي لحقت بالمباني السكنية، والبنية التحتية، والمرافق العامة، والطرق والجسور، والمستشفيات، والمدارس، وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها، وترجمة ذلك في صورة تكلفة تقديرية، مع مراعاة الأولويات للمناطق الأكثر تضررا وإلحاحا للإعمار الفوري.

و\هذا يتطلب عمل مؤتمر دولي لإبراز ما ارتكبه الكيان الصهيوني من إجرام، وتوفير التمويل اللازم للإعمار من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية، فضلا عن المؤسسات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية، والقطاع الخاص بمساهمته عينا ونقدا وعملا في الإعمار، مع تفعيل تمويل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة لتمكين الأفراد اقتصاديا واجتماعيا، وتعويض أصحاب المشروعات التي تم تدميرها، وجعل ذلك واجبا على كل متعاون للتمويل، وفتح المجال برفع قضايا قانونية دولية على الكيان الصهيوني بالتعويض، مع أهمية الرقابة والمتابعة الفعالة لعمليات الإعمار للتأكد من تحقيق مستهدفاتها.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة ترامب إعمار غزة إعمار ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعمار غزة

إقرأ أيضاً:

نقيب المهندسين: إعادة إعمار غزة ليس فقط مشروعًا هندسيًا بل واجبًا وطنيًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين،  أن الهندسة ليست مجرد مهنة، بل رسالة ومسؤولية، وأن إعادة إعمار غزة ليست فقط مشروعًا هندسيًا، بل واجبًا وطنيًا وقوميًا وإنسانيًا.

 وأعلنت نقابة المهندسين  فور انتهاء الحرب عن تشكيل "لجنة إعمار غزة"، برئاسة اللواء أركان حرب مهندس أحمد زكي عابدين، وأن تشكيل اللجنة جاء انطلاقًا من مسؤولية قومية ووطنية، وفي إطار التزام النقابة بدعم جهود الدولة المصرية والقيادة السياسية المخلصة في إعادة إعمار غزة والتصدي لأي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية للندوة المتخصصة التي عقدتها نقابة المهندسين تحت عنوان "إعادة إعمار غزة.. دور الهندسة والمهندسين"، بحضور الدكتور هاني سويلم- وزير الموارد المائية والري، واللواء عادل عزت بحيري- مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، و الدكتور هشام سعودي- وكيل النقابة، والمهندس محمود عرفات- أمين عام نقابة المهندسين،  والمهندس كريم الكسار- الأمين العام المساعد، والدكتور سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد، واللواء مهندس أحمد زكي عابدين- رئيس لجنة إعادة إعمار غزة بالنقابة، والمهندس إبراهيم محلب- رئيس مجلس الوزراء الأسبق مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الاستراتيجية عبر تقنية زووم،  والدكتور المهندس عبدالقوي خليفة- وزير المرافق ومحافظ القاهرة الأسبق، و المهندس طارق وفيق وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية سابقا،، ومشاركة الدكتور المهندس زاهر كحيل- رئيس المجلس الفلسطيني لإعمار غزة، والمهندس سهيل السقا- رئيس اتحاد مقاولي غزة، ونخبة من الخبراء و القامات الهندسية والوطنية البارزة المصرية والفلسطينية.
وكان "النبراوي" استهل كلمته بالتشديد على أن قضية إعمار غزة، قضية ذات أولوية قصوى، قائلا:"غزة تلك الأرض التي طالما كانت رمزًا للصمود والمقاومة، والتي تتعرض منذ عقود لعدوان وحصار غاشم من الاحتلال الصهيوني، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية"، مستطردا "إننا في نقابة المهندسين أكدنا إدانتنا الكاملة لهذا الاحتلال الوحشي، كما ندين جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي لم تقتصر على القتل والتشريد، بل امتدت لتدمير وقصف البنية التحتية، والمساكن، والمستشفيات، والمدارس، في محاولة لإخماد إرادة الحياة في غزة،  لكن غزة، بفضل الله، ثم بصمود أهلها، وبإرادة أمتنا الحرة، ستنهض من تحت الركام أقوى وأشد عزيمة".

وأكد نقيب المهندسين على أن النقابة حريصة على تقديم الدعم الفني لأجهزة الدولة المصرية المختلفة، لضمان استجابة سريعة للاحتياجات الملحة في إعادة إعمار القطاع بما يتماشى مع الدور المصري الكبير في عملية الإعمار، بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية. 

وأوضح أن النقابة تلتزم بتسخير كافة خبرات وإمكانيات النقابة لدعم جهود الدولة المصرية في هذا الصدد، وتعمل النقابة على التنسيق مع الجهات المعنية لضمان تكامل الجهود وتحقيق الأهداف المنشودة، مستلهمين ذلك من تاريخنًا العريق في البناء والتطوير.

وأشار إلى أن استراتيجية نقابة المهندسين لإعادة الإعمار، ستكون على عدة مراحل وصولا إلى مجتمع تتوفر به حياة لائقة لمواطني القطاع، مستهدفين معالجة الدمار الواسع وتوفير المقومات الأساسية للحياة.

وأردف: “يأتي توفير إيواء ملائم ومؤقت لاستقرار السكان أولوية قصوى، لحين الانتهاء من بناء المساكن الدائمة، وإعادة بناء وتطوير المرافق العامة مثل المدارس والمستشفيات، وإعادة تأهيل البنية التحتية  الأساسية لدعم التعافي في القطاع، وجعله قابلاً للعيش فيه، بجانب العمل على توفير الخدمات الأساسية للأشقاء النازحين وتخفيف معاناتهم، وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن دون تهجير سكانه”.

ونوه بأن استراتيجية النقابة تضع في الاعتبار استخدام تقنيات وتكنولوجيا البناء حديثة لتسريع وتيرة الإعمار وتقليل التكلفة، بجانب إعادة تدوير الركام الناجم عن المباني المدمرة وتحويله إلى مواد بناء صالحة للاستخدام، ووضع خطط هندسية متكاملة لإعادة الإعمار.

وكشف “النبراوي”، أن هناك تواصل مباشر ومستمر مع نقابة المهندسين الفلسطينية في القدس المحتلة، والتي تعمل حاليًا على إعداد دراسة متخصصة حول آليات إعادة إعمار غزة. ومن المقرر أن يتم تبادل الدراسات والخبرات والتنسيق الوثيق بين نقابة المهندسين المصرية ونظيرتها الفلسطينية لضمان وضع رؤية هندسية متكاملة، ترتكز على أحدث المعايير  والاستراتيجيات العلمية، بما يعزز جهود الإعمار، موضحًا أنه في إطار التنسيق مع اتحاد المهندسين العرب، تقوم نقابة المهندسين المصرية بالتعاون والتنسيق مع عدد من النقابات الهندسية في ملف إعمار غزة، بما في ذلك نقابتا الأردن والعراق، لضمان تكامل الجهود في هذا المجال".


واختتم نقابة المهندسين كلمته بتوجيه رسالة لأهل غزة قائلا: "أقول لأهلنا في غزة: لن تكونوا وحدكم، فكل حجر يُرفع من تحت الأنقاض، وكل مبنى يُعاد تشييده، هو رسالة بأن إرادة الحياة أقوى من آلة الدمار. وسنظل على العهد، مؤمنين بحقكم في العيش بكرامة وأمان على أرضكم، وبحق فلسطين في الحرية والاستقلال، والمجد للشهداء، والنصر لفلسطين".

مقالات مشابهة

  • دور مصر المرتقب في إعادة إعمار السودان.. اجتماع مهم يناقش التفاصيل
  • أستاذ علوم سياسية: مصر لا تتدخر جهدا في نقل خبراتها للدول العربية  
  • الامتحان الأصعب إعمار الجنوب
  • لميس الحديدي: القمة العربية الطارئة تحدد خارطة الطريق لإعادة إعمار غزة
  • وزير مصري يتحدث عن قدرة القاهرة على تنفيذ سريع لخطة إعمار غزة
  • العراق يدعو الدول العربية إلى رفض التطبيع مع الكياني الصهيوني
  • رغبة مصرية في المساهمة بإعادة إعمار السودان
  • إعادة إعمار قطاع غزة.. المهندسين تضع خطة عاجلة وهذه أبرز ملامحها
  • نقيب المهندسين: إعادة إعمار غزة ليس فقط مشروعًا هندسيًا بل واجبًا وطنيًا