الذكاء الاصطناعي بين الحلم والواقع.. ماذا قال الخبراء في قمة الويب قطر 2025؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
في عالم يشهد ضجة كبيرة حول الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه التقنية مثل غمامة تغطي كل مجالات التكنولوجيا الأخرى. ومع تزايد التوقعات حول إمكانياتها، أصبح من الضروري أن نعيد النظر في واقعها وفهم الفجوة بين ما يتم تصوره وما هو ممكن.
حيث إن تقديرات شركة غولدمان ساكس (Goldman Sachs) تشير إلى أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي سيتجاوز تريليون دولار في السنوات القادمة، لكن هل هذه الاستثمارات ستترجم إلى نتائج فعلية؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من قمة الويب 2025.. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتغلب على الإرهاق والاحتراق الوظيفي؟list 2 of 2مديرة مايكروسوفت بقطر للجزيرة نت: الذكاء الاصطناعي سيوفر آلاف الوظائفend of list
في جلسة نقاشية مثيرة في قمة الويب قطر 2025، طرح عدد من القادة البارزين في مجال التكنولوجيا كريم جويني، الرئيس التنفيذي لشركة "ثاندر كود" (Thunder code) وأحد مؤسسي شركة "إكسبنسيا" (Expensya) المتخصصة في إدارة النفقات، ومحمود لوكات، المدير التقني في "تك نوليدج" (TechKnowledge)، وهي شركة استشارية ساعدت الشركات والحكومات حول العالم في التحول الرقمي، ولارس غرمان، الرئيس الرقمي لمجموعة "قطر إنشورانس غروب" (Qatar Insurance Group) بعض النقاط المهمة حول الفجوة بين التوقعات والواقع في مجال الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي في مواجهة الواقع.. الفجوة بين الحلم والإنجازبدأت الجلسة بكلمة من كيلسي كانغ، مضيفة الجلسة من "تايبينغ غلوبل" (Typing Global)، التي طرحت سؤالا كبيرا: هل يتوقع القادة الكثير من الذكاء الاصطناعي؟ ومع استمرار الإنفاق على هذا الأخير، كيف يمكن لقادة الأعمال أن يحققوا التوازن بين الاستثمار في هذه التكنولوجيا وبين تحقيق نتائج فعلية وملموسة في سير العمل؟
إعلانفي إجابة على هذا السؤال، أبرز كريم جويني، أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الذكاء الاصطناعي، وهو تبني هذه التكنولوجيا بشكل عام.
حيث أشار إلى أن نصف سكان أوروبا الغربية لم يستخدموا بعد حلولا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يخلق منحنى تبنّي يحتاج وقتا للتأقلم.
كما أشار أيضا إلى ضرورة أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من سير العمل اليومي في الشركات، حيث لا يكفي أن يكون مجرد تطبيق منفصل يستخدم عند الحاجة. ومن وجهة نظره، فإن تحديات الخصوصية والأمان هي عوامل تؤخر أو تبطئ من عملية التبنّي، ويجب أن تحل قبل تحقيق التقدم المطلوب.
تحدث محمود لوكات، المدير التقني في "تك نوليدج" عن 4 مجالات رئيسية تسهم في خلق الفجوة بين التوقعات والواقع في الذكاء الاصطناعي. وقال: "إذا كانت لديك إستراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي على مستوى الإدارة العليا، فإنك تكون قد وضعت الأساس لتطبيق هذه التكنولوجيا بنجاح".
وقدم 4 خطوات من وجهة نظره لتطبيق الذكاء الاصطناعي بنجاح داخل المؤسسات:
تحديد المشكلة: لا تقم بمشاريع الذكاء الاصطناعي لمجرد أنه الذكاء الاصطناعي. عليك إيجاد البيان الصحيح للمشكلة. انظر إلى عملك، وأين توجد الكفاءات غير المُستغلة، وأين يوجد الاحتكاك اليدوي في تجربة العميل، وأين يعاني العملاء من مشاكل. اعثر على مشكلة تجارية لحلها والتي ستضيف قيمة. تقييم البيانات: هل لديك البيانات المناسبة لدعم التنسيق المطلوب؟ إذا لم يكن لديك ذلك، ضع إستراتيجية بيانات في مكانها، وأنشئ بحيرة بيانات لدعم مبادراتك. البحث عن الحالات السريعة لدعم القيمة: ابحث عن الحالات التي ستثبت قيمة الذكاء الاصطناعي بسرعة. هذا سيمنحك ولمُنظمتك الثقة، وستتمكن من التوسع بناء على هذه النجاحات السريعة. الاستثمار في الأشخاص: الموارد البشرية هي العنصر الأهم في هذا التحول. يجب الاستثمار في نوع جديد من المواهب، مثل رئيس الذكاء الاصطناعي، وعالم البيانات، ومعماري الذكاء الاصطناعي. إعلان الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين.. الفرص والتحدياتمن جهة أخرى، سلط لارس غرمان الضوء على الفرص الفريدة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين، والتي تعدّ من الصناعات المنظمة بشدة.
ففي حين أن التأمين قطاع قائم على البيانات، إلا أن التحدي يكمن في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال داخل هذا الإطار التنظيمي. وقال: "إذا فكرت في الذكاء الاصطناعي، أفكر في الكنز الذي نملكه، وهو بياناتنا الخاصة. لذا، نفعل الكثير من أجل قطاع التأمين، ونشرف على قمتنا الخاصة في هذا القطاع."
في السياق ذاته، أوضح أن الشركات في هذا المجال يجب أن تكون في موقع السيطرة على بياناتها، مع الوصول إلى الأدوات السحابية المتقدمة التي تمكنها من تحقيق الكثير بنفسها.
كما أكد أهمية التركيز على "الأصول الرقمية" المعتمدة على البلوكشين (Blockchain) والتأمين التنبؤي كفرص واعدة للمستقبل، حيث يعد الذكاء الاصطناعي الأداة الأساسية لتحقيق هذه الأهداف بسرعة وكفاءة.
وأضاف أن التأمين يمكن أن يستفيد من الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات مثل التسعير، وإدارة المطالبات، وتحسين تجربة العملاء.
ومع تزايد أهمية هذه الأدوات الرقمية الجديدة، أصبح من الضروري العمل مع البيانات المتاحة داخل الشركات، بدلا من الاعتماد على الشركات الكبرى والناشئة، مؤكدا أن هذا النهج هو ما سيجعل الشركات قادرة على تحقيق أهدافها الإستراتيجية بنجاح.
الذكاء الاصطناعي في الأتمتة.. مفاتيح النجاحكريم جويني، الذي أسس أيضا شركة "إكسبنسيا" (Expensya) لإدارة النفقات، تحدث عن نجاحه في توسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي لسير العمل داخل الشركات. كما سلط الضوء على ما يسمى "الذكاء الاصطناعي الوكيل" (AGL)، الذي يتيح تفويض أجزاء من سير العمل إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو يختلف عن الروبوتات التفاعلية.
وأوضح كريم أن أول خطوة في تطبيق الذكاء الاصطناعي هي تحديد مشكلة قوية والأفضل أن تكون مشكلة عالمية، حتى يكون هناك سوق عالمية، ولكن يجب أن تكون أيضا مشكلة يشعر بها الناس فعليا، التي يمكن أن تحلها هذه التكنولوجيا.
إعلانعلى سبيل المثال، أحيانا تكون هناك نقاط ألم اعتاد الناس على قبولها، مثل أن الأمور لا تعمل بشكل جيد لكنهم صاروا يعتبرون ذلك جزءا من الحياة، لأنهم لم يجدوا لها الحلّ.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هذا الحل سهل التكامل مع سير العمل الحالي للشركة، ولا ينبغي تغيير كيفية تشغيل الشركة أو العمل.
بينما تواصل الشركات والحكومات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه التكنولوجيا من تحقيق التوقعات الكبيرة التي أحيطت بها؟ وفي ظل التحديات التقنية والعملية التي تعترض طريقها، كيف يمكن للمنظمات أن تتغلب عليها لتحقيق نتائج ملموسة؟
إن الطريق أمامنا لا يزال مليئا بالغموض، ولكن إذا كانت هذه الثورة التكنولوجية ستنجح، فإن الإجابة على هذين السؤالين قد تكون مفتاح المستقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب قمة الويب الذکاء الاصطناعی فی هذه التکنولوجیا الاستثمار فی الفجوة بین سیر العمل یجب أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يروّج لمستقبل غزة بفيديو استفزازي عبر الذكاء الاصطناعي
في مشهد تقني حوّل قطاع غزة المدمّر جراء الحرب الإسرائيلية إلى منتجع سياحي عالمي، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشيال" فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه الشكل الذي يأمل أن تبدو عليه غزة في عام 2025.
وحمل الفيديو عنوان "غزة 2025 - ما هو التالي؟"، حيث أظهر الفيديو صوراً تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لسكان غزة النازحين، وهم يسيرون بين الأنقاض، قبل الانتقال إلى مدينة تشبه نيويورك.
في خلفية الفيديو المزعج، كما وصفته صحيفة "مترو" البريطانية، يتم تشغيل أغنية تقول "ترامب، غزة هنا أخيراً، مستقبل ذهبي، حياة جديدة تماماً".
ويعرض الفيديو مستقبلًا افتراضياً للقطاع، إذ ظهرت فيه أبراج تحمل اسم "ترامب غزة"، كما شوهد ترامب بجانب امرأة تمارس الرقص الشرقي، بينما كان الملياردير إيلون ماسك يرمي الأموال في الهواء، والأطفال الصغار يقفزون لالتقاطها.
وعرضت إحدى مشاهد الفيديو أطفالاً يلهون ويركضون على الساحل، بجانب الفنادق التي تم بناؤها على الأنقاض.
JUST IN: President Trump shares a video of an AI vision for the Gaza Strip, ends with Trump having drinks at a pool with Benjamin Netanyahu.
The video also features bearded men in bikini tops.
Nothing could have prepared me for this. pic.twitter.com/1tO19aFN2t
واحتوى الفيديو، الذي لا يتجاوز 35 ثانية، مشاهد لناطحات سحاب تحيط بالساحل مع المياه الزرقاء وأشجار النخيل، إلى جانب ماسك وهو يتناول وجبة خفيفة تحت ظل الشمس.
واختتم الفيديو بتمثال ذهبي كبير لترامب في وسط ساحة المدينة، ومقطع آخر يضم ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو وهما يستجمان تحت أشعة الشمس.
ويتجاهل الفيديو حقيقة ما يعانيه قطاع غزة بعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية التي دمّرت القطاع تماماً، وشرّدت ما يقرب من مليوني فلسطيني، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف.