أزمة التيار السياسية.. لا حلول
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
يمرُّ "التيَّار الوطني الحر" في لبنان بأزمة سياسية عميقة، تبدو مُتعددة الأبعاد، بدءاً من تراجع نفوذه داخل مؤسسات الدولة، وصولاً إلى أزمة شعبية مُتفاقمة، مروراً بفقدان الحلفاء التقليديين الذين ضمنوا لها في الماضي حضوراً مؤثراً في المشهد السياسي. تُعتبر خسارة التحالف الاستراتيجي مع "حزب الله" أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى تراجع وزن "التيار"، إذ مثّل هذا التحالف لسنواتٍ عموداً فقرياً لتحالفات التيار داخل السلطة والبلد، وحاجزاً أمام محاولات عزلته.
في السابق، استطاع التيار الوطني الحر، بفضل تحالفه مع حزب الله، أن يحجز موقعاً متقدماً في الحكومات والمؤسسات، لكنّ المشهد اختلف اليوم. فبعد انحسار التحالف، وجد التيار نفسه معزولاً على الساحة السياسية، مع عدم قدرة واضحة على بناء تحالفات جديدة تكفل له استعادة دوره. تُفاقم هذه العزلة من أزمته الداخلية، وتُضعف موقفه التفاوضي أمام القوى الأخرى، في وقتٍ تزداد فيه الانقسامات بين مكوّنات المشهد اللبناني، وتتصارع فيه الأطراف على تقاسم النفوذ.
الأزمة السياسية لا تنفصل عن تراجع شعبية التيار، الذي دفع ثمن إدارته الفاشلة للدولة خلال فترة وجوده في السلطة. فخلال سنوات حكمه، تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ووصلت البلاد إلى حافّة الانهيار مع انهيار العملة، من دون أن يتمكّن التيار، رغم مشاركته في الحكومات المتعاقبة، من تقديم حلولٍ فعّالة. كما أن اتّساع الفجوة بين خطابه الإصلاحي وممارساته، عمّق أزمة الثقة مع الشارع، الذي بات يُحمّله جزءاً من المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد.
اليوم، يواجه التيار الوطني الحر تحدّياً وجودياً. فمن جهة، لم يعد قادراً على الاعتماد على تحالفات سابقة لتعزيز موقعه، ومن جهة أخرى، يُعاني من شرعيةٍ مُتداعية بسبب فشله في إدارة الدولة، ما يجعله عُرضةً لمزيدٍ من التهميش.
في ظلّ هذا الواقع، يبدو مستقبله مرهوناً بقدرته على مراجعة استراتيجياته، وربما خوض معركةٍ داخلية لإصلاح بنيته واستعادة الصدقية. لكنّ هذه المهمّة ليست سهلة في مناخٍ لبناني مُتشظٍّ، تعصف به الأزمات من كلّ جانب، وتغيب فيه أيّ رؤيةٍ واضحة للخلاص.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
«نبيل الكاتب» توزع 1000 كرتونة غذائية ضمن جهود التحالف الوطني بالبحيرة
وزعت مؤسسة نبيل الكاتب الخيرية لتنمية المجتمع، 1000 كرتونة مواد غذائية على الأسر بمحافظة البحيرة، استعدادا لاستقبال شهر رمضان الكريم، في إطار جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لدعم الأسر الأولى بالرعاية.
توزع 1000 كرتونة غذائيةوشارك في عملية التوزيع مجموعة من متطوعي المؤسسة، حيث تم اختيار المستفيدين وفقا لقاعدة بيانات المؤسسة، لضمان وصول المساعدات إلى الأسر المستحقة، وتضمنت الكراتين جميع المواد الغذائية الأساسية اللازمة للشهر الكريم، في إطار حرص المؤسسة على تعزيز التكافل الاجتماعي.
ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة من الفعاليات والمبادرات التي ينفذها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بالتعاون مع مؤسساته، وذلك بهدف التخفيف عن كاهل الأسر وتقديم الدعم الغذائي اللازم خلال الشهر المبارك.