أثار شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات -استهدفت عدة مواقع في منطقة الكسوة جنوب دمشق، وفي ريف درعا، في وقت متأخر الليلة، بالإضافة إلى توغل قوات إسرائيلية داخل الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا- العديد من التساؤلات بين رواد العالم الافتراضي حول خيارات القيادة الجديدة في دمشق بخصوص كيفية الرد على هذه الاعتداءات.

وطرح مدونون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأسئلة حول الإستراتيجية التي ستتبناها القيادة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، الذي تولى الحكم بعد سقوط النظام السابق بقيادة الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأشاروا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي انتهك سيادة سوريا بشكل متكرر، مستهدفًا دمشق ومناطقها المحيطة، وكان التساؤل الأبرز: ما خيارات دمشق بالرد على العدوان الإسرائيلي وهل ستحتفظ القيادة الجديدة بحق الرد كما فعل النظام السابق، أم ستتخذ خطوات تصعيدية في مواجهة هذا العدوان؟

عدم الإعتراف بالقيادة السورية الجديدة وكسر روح الثورة السورية وتعزيز النزاعات النعرية الطائفية بسوريا هو الهدف الحقيقي من إنتهاك العدوان الإسرائيلي لسيادة سوريا بقصفه لدمشق وضواحيها وهذا العدوان هو خطر ليس فقط على سوريا بل على المنطقة العربية بوقت يحاول فيه أحمد الشرع ترميم سوريا

— Maya rahhal (@mayarahhal83) February 25, 2025

إعلان

ويرى بعض المغردين أن هذه الغارات المتكررة تمثل استفزازًا واضحًا للنظام الجديد في دمشق، وجسّ نبضٍ لردة فعله على العدوان الإسرائيلي المتزايد، وأكد هؤلاء أن مواجهة هذه الاعتداءات تحتاج إلى قراءة دقيقة للموقفين الإقليمي والدولي، في ظل التركيز الإسرائيلي الواضح على فرض سياسة الأمر الواقع في جنوب سوريا.

كل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي مجرد ذرائع ..
فهو يعلم يقيناً أن الثكنات التي تم قصفها لا تشكل اي خطر وهي على حالها منذ سقوط النظام ، الهدف الانتقام من مؤتمر الحوار الوطني وقرب أجل قسد

— عمار آغا القلعة | Ammar (@Ammaraghaalkala) February 25, 2025

وأشار بعض النشطاء إلى أن هذه الغارات جاءت ردا من قبل إسرائيل على بيان المؤتمر السوري الأخير المنعقد في دمشق، والذي حمل رسائل قوية تتعلق بالسيادة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الداخلي. واعتبروا أن إسرائيل تسعى لإحباط أي محاولات للنظام السوري الجديد لاستعادة الاستقرار والنفوذ، مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل "شرًا مطلقًا" لا يضيع أي فرصة لإبقاء سوريا تحت ضغط دائم.

العربدة الصهيونية في سوريا لن تتوقف إلا بموقف عربي واقليمي صارم ، حرفياً ماتفعله دولة الاحتلال تريد من خلاله دفع القيادة السورية للسير في خيارات خاطئة قد ندفع ثمنها عقود أخرى ، يجب علينا في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية الوقوف صفاً واحداً شعباً وقيادة فإن وطننا ووحدة أراضيه على…

— محمد خير كنجو (@wqz_w5) February 25, 2025

ففي ظل استمرار هذه الغارات والاعتداءات، يرى البعض أن خيارات القيادة السورية الجديدة أصبحت محدودة جدًا. فقد أشار مدونون إلى أن إسرائيل تسعى لتحويل منطقة جنوب دمشق إلى منطقة منزوعة السلاح، وأن القيادة السورية قد تجد نفسها مضطرة للقبول بهذا الواقع، ما لم تبادر إلى تشكيل جبهة مقاومة لإجهاض هذه المشاريع. ومع ذلك، فإن مثل هذا القرار قد يعرض البلاد لمزيد من العقوبات الدولية، ويشعل مواجهة جديدة في وقت لم تتعافَ فيه سوريا بالكامل من تداعيات الحرب الداخلية الطويلة.

لا احد يقول باتخاذ قرار حرب ليس من صالح سوريا
لكن هذه خطوات دبلوماسية يجب اتخاذها قد تشكل عائقا امام نوايا اسرائيل .. واذا كانت لدى اسرائيل نوايا اوسع عليها ان تعرف ان هناك استعداد لخوض حرب دفاعية مفروضة

— Imad S.m.r (@Emaad_S_M_R) February 26, 2025

إعلان

وأضاف البعض أن غياب التحرك الدبلوماسي السوري نحو مجلس الأمن، وعدم تحميل الجامعة العربية مسؤولياتها، فضلًا عن غياب ردود فعل مباشرة على التصريحات الإسرائيلية، كلها عوامل تساهم في تمادي إسرائيل في انتهاكاتها للأراضي السورية. ودعوا إلى ضرورة مصارحة الشعب السوري، ووضعه في صورة التطورات، وتهيئته لأي خطوات مستقبلية قد تتطلب مواجهات مباشرة مع الاحتلال.

وطالب ناشطون سوريون القيادة الجديدة بالإسراع في تشكيل حكومة شاملة، وتعيين مندوب قوي يمثل الثورة السورية في مجلس الأمن ليسلط الضوء على العدوان الإسرائيلي على دمشق.

واعتبروا أن هذا الإجراء أصبح حاجة ملحّة لتعزيز الجهود الدبلوماسية لمواجهة الضغوط الإسرائيلية والدولية.

الإسراع بتشكيل حكومة..وتعيين مندوب سوري بحجم الثورة في مجلس الأمن أصبح حاجة ملحة

— hesham abodohn (@hesham_ha92) February 25, 2025

ومن ناحية أخرى، رأى محللون أن القيادة الجديدة لا تملك رفاهية التأجيل أو التردد في اتخاذ موقف حاسم. واعتبر البعض أن تأجيل حل مشكلة "قسد" كان من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة الجديدة، لأن إسرائيل، التي تتحالف مع "قسد" تستغل هذا الملف لاختلاق مزيد من التعقيدات وفرض جبهات حرب متعددة على دمشق، خاصة مع اقتراب هذه الجبهات من العاصمة.

وأشار بعض المدونين إلى أن إسرائيل استغلت عدة عوامل لتصعيد عدوانها، أبرزها: غياب التحرك الدبلوماسي السوري، ضعف الضغط على المجتمع الدولي، إضافة إلى غياب قيادة عربية فاعلة تتصدى لهذه الاعتداءات. وطالبوا القيادة السورية بالتصرف بمسؤولية وشجاعة أكبر، مؤكدين أهمية التواصل المباشر مع الشعب وإشراكه في اتخاذ القرارات المصيرية التي تتعلق بأمن البلاد وسيادتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب على العدوان الإسرائیلی القیادة الجدیدة القیادة السوریة أن إسرائیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تدين عدوان إسرائيل على سوريا وتطالب بوقف عربدتها

أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، توغل إسرائيل بريا في ريفي درعا والقنيطرة وقصفها ريف دمشق الجنوبي، مطالبة بوقف "العربدة الإسرائيلية" بالمنطقة.

وفي الساعات الأخيرة، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتنفيذ غارات على العاصمة دمشق مساء الثلاثاء، مهددا بأن "أية محاولة من قبل قوات النظام السوري للتمركز في المنطقة الأمنية جنوب سوريا سيتم الرد عليها بالنيران".

وقالت حماس في بيان "ندين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي على أراضي الجمهورية العربية السورية، والتوغل البري لجيش الاحتلال الفاشي في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى القصف الجوي الذي استهدف جنوب دمشق".

وأضافت "نعد العدوان اعتداء سافرا على السيادة السورية، واستمرارا لسياسة العربدة التي ينتهجها كيان الاحتلال ضد الدول العربية".

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه "الجرائم الصهيونية المتصاعدة"، واتخاذ موقف جاد للجم إسرائيل، والتصدي لاعتداءاتها المتواصلة على دول وشعوب المنطقة.

كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذا العدوان، ومحاسبة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب، على جرائمهم وانتهاكاتهم المتكررة للقانون الدولي.

إعلان

ومساء الثلاثاء، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منطقتي الكسوة بريف دمشق وإزرع بدرعا جنوب سوريا بـ4 غارات على الأقل.

والأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي قرب تل أبيب "نطالب بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح (..) لن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، كما لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، كما شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

وبسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط يدين اعتداءات إسرائيل على سوريا ويعتبرها استفزازا  
  • إسرائيل تنفذ غارات جوية على جنوب سوريا
  • هذه خيارات الإدارة الجديدة في سوريا لتنفيذ المشاريع الكبرى
  • حماس تدين عدوان إسرائيل على سوريا وتطالب بوقف عربدتها
  • عاجل| تهديدات صريحة.. وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح بتكرار تجربة جنوب لبنان في سوريا
  • «الموت ولا المذلة».. السوريون ينتفضون لأول مرة ضد إسرائيل بعد شنها غارات على جنوبي دمشق (فيديو) / عاجل
  • محمد الحوثي: ندرس خيارات الرد على تلويح سعودي بالحرب
  • آخر تطورات الوضع في سوريا.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تؤكد بقاءها بجبل الشيخ
  • نتنياهو يوجه تحذيرات للإدارة السورية الجديدة