يمانيون:
2025-02-26@13:26:48 GMT

علو في الحياة وفي الممات

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

علو في الحياة وفي الممات

عبدالفتاح البنوس
يا لها من عظمة، ويا له من علو، ويا له من خلود وشــموخ وعنفوان، ويــا لها من عزة وكرامة، ويا له من تكريم إلهي، واصطفاء رباني، ويا له من حب حباه الله لشــهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، ويا لها من خاتمة حســنة، ويا له من وداع مهيب يليق بمقام صاحبه الرفيع، وخليفته في الأمانة العامة والشــهادة السيد هاشم صفي الدين رضوان الله عليه.


مشــهد يعجز الكتاب وأرباب الأقلام عن وصفه، ويجد البلغاء صعوبة بالغــة في التعبير عنه، ويقف الشــعراء في حالة من التبلــد والذهول أمام تفاصيل عظمته، مشــهد متفرد على كل المشــاهد المماثلة، مشــهد بديع رســم لوحــة أكثر إبداعــا وألقــا وتميزا، لوحــة وفاء لرمــز الوفاء، الســيد المجاهــد الصــادق مــع الله عهــدا ووعدا وإيمانــا وجهادا وبــذلا وعطاء وتضحية وفداء.
طوفان بشري من مختلف أرجاء المعمورة، منذ مســاء الجمعة الفائتة وهــم يتقاطــرون عــلى ضاحية بــيروت الجنوبية للمشــاركة في مراســيم تشــييع شــهيد الإســلام و الإنســانية الأمين ســماحة الســيد حسن نصر اللــه وخليفته المؤتمن ســماحة الســيد هاشــم صفي الدين رضــوان الله عليهما، الكل في حالة من الشــوق والحنين إلى الحبيب الذي ألفوه ونهلوا مــن معينــه العــذب، وتربوا على ســيرته الجهادية، ودرســوا في مدرســته الإيمانية الحســينية الرافضة للخنوع والخضــوع والذل والهوان، جاءوا ليلقوا النظرة الأخيرة على جســده الشريف، والسلام على روحه الطاهرة في يوم الوداع الحزين.
مشــهدية مشــبعة بالســمو والشــموخ، في وداعية الأمينــين المؤتمنين الشــهيدين القائدين العظيمين الحســن بن نصر الله، مــن نصرالله طيلة حياتــه ومســيرته الجهادية، وانتــصر لدينه وللمســتضعفين من عباده، والهاشــم صفــي الديــن ومعتمده الأمــين من حمــل الراية، في زمــن الغدر والخيانــة، غــير مبــال بالمــوت، ولا مكترث بالحيــاة، ليعانقا الشــهادة في سبيل الله على يد أعداء الإسلام والمسلمين الصهاينة البغاة المجرمين.
مشهدية الأحد قل أن نجد لها نظيرا في عصرنا الراهن، مشهدية تعكس حجم الانتصار الذي صنعه حزب الله بقيادة نصر الأمة وشهيدها السيد حســن نصر الله، وشــاهدة عــلى هزيمة النــتن ياهو وحكومتــه اليمينية المتطرفة والصهاينة المجرمين ومن معهم من تحالف الأشرار.
مشــهدية ســتظل شــاهدة على انتصــار الدم على الســيف، وشــاهدة على عظمة المقاومة وقادتها الشــهداء، وســمو مكانتهــم ورفعتها، والله ســتظل محفورة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حاكية عن بطولات خالدة، لقــادة عظمــاء، تقدمــوا صفــوف المجاهدين، وســطروا ملاحــم البطولة والتضحيــة والفداء، فجادوا بأرواحهم الطاهرة في ســبيل الله، ليتوجوا بذلــك مســيرتهم الجهادية التــي تشرئب لهــا الأعناق، بالفــوز بالجائزة الإلهيــة الكــبرى، والحصول على الوســام الرباني الأغلى، وبلــوغ المكانة والمقام الأسمى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، رفقة الأنبياء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
المكان توشح الســواد، والحزن كان طاغيا على المشيعين ذكورا وإناثا، قلــوب بعظيم الفقد وألم الفــراق مكلومة، وأعين بالدمــع فياضة، الكل في حالة من الألم والأسى لعظيم المصاب الجلل، وفداحة الخســارة العظمى التي تعرضت لها الأمة بخسارة أمينها الأمين وخليفته المؤتمن، في معركة الحرية والكرامة على طريق القدس، دعما وإسنادا لغزة العزة، ولا غرابة فهم يدركون حجم الفراغ الذي تركه رحيل شــهيد الإســلام والإنســانية، ويدركــون ما الــذي يمثله هــذا الرحيل المر في هــذه المرحلــة الأكثر مرارة والأشــد تعقيدا، ويدركون ما الذي كان يمثله شهيدنا العظيم في المنطقة والعالم.
لبيــك يا نصر الله، هيهات منــا الذلة، الموت لإسرائيــل، الموت لأمريكا، هتافــات صدحــت بها قلوب المشــيعين قبــل حناجرهــم، في يــوم الوفاء، لســيد الوفاء، الــكل كانوا على العهد، لم يتخلــف منهم أي حر من أحرار لبنان المقاومة، ومن تســنى لهم الحضور من أحرار العالم، جاءوا من كل حــدب وصوب، ليودعوك يــا أبا هادي ورفيقــك في درب المقاومة والجهاد والاستشــهاد، فــكان المشــهد عظيمــا بعظمتــك، وكبــيرا بحجمــك، أيها الخالد في القلوب.
نم قرير العين يا شهيدنا الحبيب، لقد أرعبتهم يا نصر الله في حياتك، فكنت شــوكة في نحورهــم، لقد حرمتهــم لذيذ المنام وظل شــبحك يؤرق مضاجعهم ويحيل حياتهم إلى جحيم، وها أنت ترعبهم وأنت تشــيع إلى مثواك الأخير شهيدا، فذهبوا للتحليق بطائراتهم الحربية وكسر حاجز الصوت أثناء مراســيم التشــييع، ظنا منهم بأن هكذا تصرف أبله، سيؤثر على جموع المشــيعين لك ورفيقــك، الذين اكتظت بهــم المدينة الرياضية والشوارع والساحات المؤدية إليها.
ســنفتقدك كثيرا أيها الشــهيد الخالد في القلوب، لروحك الطاهرة وكل رفاقك الشــهداء العظماء الخلود في أعلى عليين، هنيئا لك يا ســيدي هذا العلــو الذي لا يليق إلا بك وبأمثالك مــن القادة العظام، التي تنحني لهم الهامات وترفع لهم القبعات تقديرا وإجلالا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

حماتي تقايضني بالحمل أو الطلاق من زوجي الذي أعشقه

سيدتي،سعيدة أنني حظيت بهذه الفرصة حتى أحلّ ضيفة على منبرك الجميل الذي متيقنة أنني سأجد من خلاله سلوى لما أمر به،. أعبر عن شجني وأنا أذرف دموع الحسرة والأسى، فما أنا فيه سيدتي لا يسرّ عدوا ولا حبيب، فزوجي لا يأبه لأمري وقد ألّبته أمه ضدي وحرضته، فتحول كبير الحب الذي كان بيننا إلى رهان مربوط بمسألة حملي من عدمها.
لا أخفيك سيدتي أنني تغررت بعد أن تزوجت ممن أحببته وضحيت من أجله منذ ستة أشهر تقريبا هي عمر زواجنا، وقد كنت أخال أنني سأنال من الغنج والدلال الكثير كوني زوجة الإبن الوحيد لحماتي التي توفى عنها زوجها وهي شابة يافعة. وقد ترك لها إبنا تكبره ثلاثة فتيات هن اليوم متزوجات ومستقلات بحياتهن. الدلال والغنج اللذان كنت أصبو إليهما لم أجد منهما شيئا في حياتي التي ما فتئت أبدأها لأجد نفسي يوميا في مساءلات من حماتي وبناتها حول مسألة حملي، وكأني بهن قد أحضرن ماكينة للبيت تنتج لهم الأبناء. لطالما تقبلت الأمر بصدر رحب وعللت المسألة بأنها نابعة من حب حماتي وتمناها من أن يكون لها حفيد تستأنس به وترعاه، إلا انّ الأمر تحوّل إلى هوس وتضييق للخناق، لدرجة أن زوجي أصرّ عليّ ذات ليلة أن أزور الطبيبة المختصة في أمراض النساء لتعرف خطبي وسبب تأخر حملي، وكأني بي متزوجة منذ سنوات وليس منذ بضعة أشهر.
لم يكن بإمكاني السكوت على الوضع أكثر مما عشته، فواجهت حماتي بمسألة أن تتركني وشأني أحيا حياتي بطريقة عادية فمسألة حملي بيد الله، وهي رزق يساق إلى الإنسان سوقا، كما أخبرتها أنه لا يجوز لها من باب الوقار الذي يجب أن تكون عليه كحماة مثقفة هي وبناتها أن تتدخل في مثل ذي أمور أعتبرها جدّ حميمية،فوجدتها تخبرني بصريح العبارة أن مصيري في عش الزوجية مرهون بحملي في أقرب الأجال بولي العهد الذي تريده ذكرا حتى يحمل إسم العائلة ويخلدها. الأمر الذي لم أجد لدى زوجي أي إمتعاض منه مادام هو رغبة من أمه حتى يكون له تلد وحتى يحقق حلم الأبوة.
أنا في حيرة من أمري سيدتي، فكيف يمكنني الخروج من هالة الأحزان التي أحياها وأنا في بداية زواجي؟
أختكم ع.مروة من الغرب الجزائري.

الردّ:
في البداية لا يسعني بنيّتي سوى أن أطلب منك أن تهوّني على نفسك بالقدر الذي تستطيعينه، ولا أخفي عليك أنّ ما تمرين به موقف لا تحسدين عليه،إلا أنّ التريث هو أكثر ما يجب عليك إنتهاجه حتى تتمكني من تجاوز هذه المحنة التي أتمنى أن لا يكون لتأثير الجانب النفسي فيها إنعاكاسات على مسألة الحمل.
من الطبيعي أن تحرص أي أمّ على مستقبل إبنها وراحة باله، حيث أن حماتك قلقة وجلة بشأن مسألة حملكم لأنها تريد أن تدب الحركة والحياة في بيت كسته الرتابة والهدوء، لكن أن يبلغ بها الأمر أن تساومك فيما ليس لك طاقة به فذلك ما لا يطاق.
حقيقة لقد خرقت حماتك حدود الحميمية التي بينك وبين زوجك وقد سمحت لنفسها أن تحدد مصير بقائك في عش الزوجية بمسألة إنجابك، وأنا من باب النصح بنيتي أؤيّد راي زوجك الذي قرر إصطحابك للطبيبة المختصة وهذا حتى تتمكن هذه الأخيرة من منحك من الفيتامينات والمقويات أو الهرمونات ما يساعد مسألة حملك.
متأسفة أنا لأنّ أجمل أيام عمرك تحولت إلى نقاش وعلاقات متشنجة مع أهل البيت، لكن في ذات الوقت أناشدك الحفاظ على هدوئك وسكينتك حتى لا تتهوري وتقترفي ما لا يحمد عقباه. كما أنني أتساءل عن أخوات زوج عوض أن تكنّ محضر خير بينك وبين أمهن سمحن لأنفسهنّ الخوض في أمور لو كنّ هنّ المعنيات بها لما سمحن لأي كان التدخل . لست بالعقيم بنيتي حتى تحسّي بالفسل، ولست في حرب حتى تحسيّ بأنك مغلوب على أمرك، فقط التريث والصبر هما سبيلك للفرج بإذن الله.
اللين والكياسة في التعامل مع الزوج مطلوبان،فالأمر متعلّق بوالدته وبمصيره كإبن لها عليه أن ينجب لها ولي العهد الذي لطالما حلمت به. أتمنّى من الله أن يرزقك ويرزق كل محروم ذرية صالحة لا تعيي العين بالنظر إليها، وكان الله في عونك أختاه.
ردت: س.بوزيدي.

مقالات مشابهة

  • ما الذي حققه نتنياهو من تعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين؟
  • يوم الوداع الكبير.. المشهد الذي حجب الضوء عن واشنطن و”تل أبيب”
  • حماتي تقايضني بالحمل أو الطلاق من زوجي الذي أعشقه
  • تفاصيل جديدة: ما الذي دفع الفنانة وعد إلى ارتداء الحجاب بعد سنوات من الشهرة؟
  • من هو الجندي الأمريكي الذي نعته المقاومة الفلسطينية؟
  • قيادي في حماس..لو كنت أعرف الدمار الذي سيخلفه لما دعمت هجوم 7 أكتوبر
  • نصرالله .. القائد الذي نصر اليمن عندما خذله العالم
  • نجيب ساويرس: المال يسهل الحياة لكن مش هو السعادة
  • المؤسسة الفلسطينية لمكافحة المقاومة.. ما الذي جرى لأجهزة السلطة؟