رئيس «أزهرية مطروح» يفتتح المعرض السنوي للاقتصاد المنزلي
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
افتتح الشيخ عبد العظيم سالم، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة مطروح الأزهرية، معرض الاقتصاد المنزلي بمقر مجمع معاهد الدكتور عبد الحليم محمود وسط مدينة مرسى مطروح.
وشهد افتتاح معرض الاقتصاد المنزلي، اليوم الأربعاء، الشيخ عطية سالم، الوكيل الشرعي للمنطقة، والشيخ عبد الحكيم سلطان، مدير عام وعظ مطروح، ومحمود الحلبي، مدير عام المواد الثقافية ورعاية الطلاب، والشيخ عبد الرحمن السايس، مدير إدارة مطروح التعليمية، وعدد من القيادات والعاملين بأزهر مطروح.
وتابع رئيس المنطقة الأزهرية، أركان المعرض والأعمال المشاركة به في ظل جهود قسم الاقتصاد المنزلي التي تضمنت العديد من المشغولات اليدوية والمفروشات وأعمال الكروشيه والتطريز اليدوي والآلي، وأعمال أخرى في مجالات الفن التشكيلي والتجريدي والتكعيبي، وأعمال الرسم والتصوير الزيتي والنحت والخزف.
وقال رئيس منطقة مطروح الأزهرية في بيان، إن المعرض تضمن أشغال النجارة والنسيج والطباعة التصميم، فضلا عن التربية الفنية، التي تضمنت أعمالها لوحات الرسم بالرمل والإكريليك والجواش على الفخار، ومعروضات إعادة تدوير البيئة، ومشغولات رمضانية من الخرز والنحاس والحرق على الخشب، واستمع لشرح المعلمين بشأن الأعمال التي تعكس ابتكار الأعمال الفنية وتنمية القيم الجمالية، من خلال استخدام الخامات البيئية والطبيعية المتوفرة.
معرض الاقتصاد المنزلي يهدف إلى نشر ثقافة الفنون البصرية والترويج للموهوبينوأكد أن مثل هذه المعارض الفنية ترمي إلى نشر ثقافة الفنون البصرية والترويج للموهوبين والأعمال الفنية بشكل أكثر احترافية واكتشاف المتميزين.
وأوضحت بثينة خاطر، موجه عام التربية الفنية، أن المعرض يشهد هذا العام العديد من التجارب الفريدة للمعلمين والطلاب، التي تمثلها أعمال واستخدام ألوان المينا على النحاس، ولوحات، وتصميم بورتريهات الشخصيات السياسية والفنية والكروية، مضيفا أن المعرض يضم نحو 200 قطعة فنية مختلفة، وأكثر من عمل من أشغال الاقتصاد المنزلي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أزهر مطروح محافظة مطروح المنطقة الأزهرية الأزهر الشريف معرض الأزهر الاقتصاد المنزلي المشغولات اليدوية الاقتصاد المنزلی
إقرأ أيضاً:
معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.
ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.
لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.
لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.
وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.
وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.
ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.