البلاد ــ تبوك

تعدّ سواحل المملكة موطنًا آمِناً لِلطيور المهاجرة لوقوعها في قلب مسار هجرة الآلاف من هذه الطيور بين القارات الثلاث، آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، كما تشكل البيئات المتنوعة فيها مواقع حيوية لاستراحة بعض الأنواع المهاجرة للتزود بالطاقة الضرورية لاستكمال دورة حياتها من خلال رحلتَي هجرتها في الذهاب لمناطقها الشتوية والعودة صوب مناطق تكاثرها في الشمال.

وتعمل المملكة، بجهود حثيثة، للمحافظة على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية، والتعريف بأهمية الطيور المهاجرة ودورها في النظام البيئي، حيث تعد المملكة عضواً في معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، وعضواً في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعة الحيوان والنباتات الفطرية، وعضواً في اتفاقية التنوع الأحيائي.
وإذا نظرنا إلى منطقة تبوك، نجد أنها، تقع، على أهم ممرات الهجرة الرئيسة للطيور المهاجرة، وتنقلاتها بين المناطق التي ترحل منها في كل عام وتعود إليها، في حركة منتظمة تُعرف باسم “الهجرة الموسمية”.

وتضم “تبوك” وخاصة الشريط الساحلي منها والممتد على طول 700 كم، طبيعة متنوعة بها الكثير من البيئات الرملية والطينية والصخرية، التي تُعد محطة عبور وتكاثر لـ 300 نوع من الطيور المهاجرة على مدار العام، و80 نوعًا من الطيور المستوطنة.


وَنَظَراً لأهمية هذه الكائنات، فإن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وضع قوانين صارمة لحمايتها، مما أسهم في ضمان سلامة النظم البيئية على سواحل المنطقة، لما لها من أهمية بالغة للبيئة والتنوع الأحيائي، وعمل المركز كما تشير البيانات الصادرة منه، على لتنمية الحياة الفطرية، وإعادة توطينها في بيئتها الطبيعية، فأصبحت الطيور تُشاهد بأعداد كبيرة ليس في الأماكن المنعزلة فحسب كـ “الجزر البحرية وأعالي الجبال” بل في الشواطئ التي غالبًا ما يرتادها البشر، لتُضفي إلى جانب أهميتها في إحداث التوازن البيئي الذي تنشط فيه وتتكاثر، بعدًا آخر يكمن في جمال مشاهدتها وهي تجوب المكان متنقلةً بين البر والبحر، وسهول المنطقة وجبالها.

وفي هذا الصدد، فإن شواطئ منطقة تبوك، تزخر، بأعداد متنوعة من الطيور التي وَجدت في شواطئ البحر وبالقرب منه موطنًا لها، ومن أهمها: طائر العقاب النساري، وطائر، وطائر الخرشنة، والنورس الأرميني، وقطقاط الرمل، وطائر البلشون، إلى جانب الأسراب المختلفة من الطيور المهاجرة والمستوطنة.


يُذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتعاون مع هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، أطلق مؤخرًا “22” طائرًا بريًّا مهددًا بالانقراض، “19” طائرًا منها تمثًل في القطا، ونسرين بنيين والنسر الأسودَ؛ بهدف إعادة توطين الأنواع المحلية المهددة بالانقراض، واستعادة التنوع الأحيائي في البيئات الطبيعية وتعزيز التوازن البيئي وترسيخ مفهوم الاستدامة.

أنواع الطيور المهاجرة بشواطئ تبوك

طائر العقاب النساري طائر الخرشة والنورس طائر قطاط الرمل

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الطیور المهاجرة الحیاة الفطریة من الطیور طائر ا

إقرأ أيضاً:

ما حقيقة إقامة معسكر لتجنيد مهاجرين أفارقة على الحدود اليمنية السعودية؟

انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، خلال الأيام الأخيرة، فيديو وصورة زعم ناشروها أنها توثق تدفقا كبيرا للمهاجرين الأفارقة وإقامتهم لمعسكر تجنيد على الحدود اليمنية السعودية في محافظة صعدة شمال البلاد.

 

وتزامن تداول الفيديو والصورة مع حديث ناشطين عن الأخطار الناتجة عن تزايد أعداد المهاجرين عند الحدود بين البلدين، حيث زعمت حسابات على المنصات أنهم ينفذون أعمال نهب ضد اليمنيين، مطالبين السلطات المحلية في محافظة صعدة التابعة لجماعة أنصار الله بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تزايد أعداد المهاجرين.

 

الفيديو الذي حقق انتشارا بوتيرة متسارعة على المنصات الرقمية تحت عناوين مثيرة، يُظهر أشخاصا يحملون أسلحة في منطقة جبلية ويرددون هتافات حماسية، مما أثار الجدل الدائر منذ سنوات حول الوضع عند الحدود.

 

وشارك إعلاميون يمنيون وشخصيات أخرى ينتمون لأطياف سياسية متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للفيديو، مدعين أنه يوثق قيام مجموعة من الأفارقة بإجراء عمليات تدريب عسكرية على الحدود.

 

وزعمت تلك الحسابات أن هذه التجمعات تمثل حالة خطيرة تهدد الوضع الأمني في المحافظات الشمالية للبلاد، في حين هاجمت تلك الحسابات جماعة أنصار الله، متهمة إياها بدعم وتمويل هذه المعسكرات لاستخدامها في الحروب العسكرية.

 

الحقيقة

 

وتتبع فريق "وكالة سند" المواد البصرية المتداولة لتفكيك مصادرها وكشف حقيقة سياقها الزماني والمكاني، وأجرى عملية بحث عكسي للفيديو والصورة.

 

وتوصل فريقنا إلى أن الفيديو نشرت منه نسخة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025 على حساب إحدى الصفحات الإثيوبية، حيث أشار الحساب إلى أن الفيديو يوثق مشهدا لواحدة من التجمعات العسكرية في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا والذي يظهر فيه علم منطقة تيغراي باللونين الأصفر والأحمر، الأمر الذي ينفي صلته بالوضع في اليمن.

 

تدفق المهاجرين

 

كما شارك ناشطون وصحفيون يمنيون صورة ثابتة تُظهر أعدادا كبيرة من اللاجئين الأفارقة، مدعين أنها من سوق الرقو الشهير الواقع على الحدود بين اليمن والسعودية، مدعين أنها تشهد حالة من الانفلات الأمني التي عززت انتشار الجريمة المنظمة في عمليات التهريب على الحدود.

 

وقال حساب "منصة أخبار اليمن" في منشور على إكس إن "منطقة الرقو الحدودية بمحافظة صعدة تشهد حالة من الانفلات الأمني، وسط تصاعد سيطرة مجموعات من المهاجرين الأفارقة على المواقع الجبلية والطرق الوعرة، وارتكابهم اعتداءات متكررة بحق المدنيين والمسافرين".

 

وفحص فريق "الجزيرة تحقق" الصورة التي تبين أنه تم التلاعب بها عبر برامج الذكاء الاصطناعي لزيادة أعداد الأشخاص بها، على عكس الصورة الأصلية التي نشرت في أبريل/نيسان 2020 ضمن سياق المخاوف اليمنية من توافد أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة إلى منطقة "الرقو" في ظل تفشي فيروس كورونا في البلاد في تلك الفترة.

 

وبحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة في مارس/آذار الماضي، وصل أكثر من 60 ألف مهاجر إلى اليمن في عام 2024، بانخفاض عن 97 ألفا و200 في عام 2023، ويرجح أن يكون ذلك نتيجة زيادة الدوريات البحرية في تلك المياه.


مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلن نجاح المرحلة الأولى من اختبار لقاح ضد إنفلونزا الطيور
  • ما حقيقة إقامة معسكر لتجنيد مهاجرين أفارقة على الحدود اليمنية السعودية؟
  • لماذا كره المصريون طائر صلاح الدين الأسود؟
  • مصر تقترب من تحقيق رقم قياسي جديد في أعداد السائحين بنهاية 2025
  • أمير تبوك يثمّن حصول الإمارة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في قياس “التحول الرقمي” للعام الرابع على التوالي
  • القضاء يتحرك لحماية الطيور في البقاع: تشدد في مكافحة الشِّبك
  • إحباط تهريب 138.475 قرصًا من الإمفيتامين عبر درون بقطاع البدع في تبوك
  • عالمة ليبية تقود مبادرة وطنية لإنقاذ القرش الملائكي المهدد بالانقراض
  • المؤسسة العلاجية: إدخال وتفعيل النظم الرقمية لتسهيل إدارة بيانات المرضى
  • «الحياة الفطرية» يُطلق سلحفاتين بحريتين في محمية الجبيل بعد رحلة تأهيل ناجحة