دمشق- على أمل تلبية تطلعات الشعب السوري، وفي سابقة تاريخية تشهدها البلاد بعد عقد أول مؤتمر للحوار الوطني منذ عقود، وضع البيان الختامي للمؤتمر الخطوط العريضة لبناء سوريا الجديدة عقب الإطاحة ببشار الأسد.

وأكد البيان الختامي -الذي احتضنه قصر الشعب في دمشق، أمس الثلاثاء، على وحدة الأراضي السورية ورفض تجزئتها، مع إدانة التوغل الإسرائيلي جنوب البلاد والمطالبة بالانسحاب فورا.

وشدد البيان الختامي على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وبناء جيش وطني، وطالب أيضا بـ:

الإسراع بإعلان دستوري مؤقت يتناسب مع متطلبات المرحلة الانتقالية. تشكيل المجلس التشريعي المؤقت الذي سيضطلع بمهام السلطة التشريعية. تشكيل لجنة دستورية لإعداد مسودة دستور دائم. تعزيز قيم الحرية وحقوق الإنسان ورفض التمييز على أساس عرقي ومذهبي. ترسيخ مبدأ التعايش السلمي. تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية. الدعوة لرفع العقوبات عن البلاد.

توافق واختلاف

وفي حديث خاص مع الجزيرة نت، قالت الدكتورة يسرى طنوس إن ورشات المؤتمر الحواري شهدت تجاذبات وتباينا في الآراء بين المشاركين لتحقيق الأهداف والوصول إلى نتائج بناءة.

وأضافت طنوس أن هناك قضايا خلافية بقيت قائمة، ولكن في نفس الوقت هناك توافقات على قضايا رئيسية أبرزها الحريات والثقافة والعادات والتقاليد "حتى يسود التعايش السلمي في البلاد".

إعلان

من جهته أشار الناشط السياسي عبد الوهاب العليوي إلى أن المجتمعين قدموا عديد المقترحات. وأكد للجزيرة نت أن سقف الطموح أعلى مما صدر في البيان الختامي، لكن الظروف الداخلية والإقليمية والخارجية المحيطة بسوريا تقف حاليا عائقا أمام تحقيق هذه الطموحات.

ولفت إلى أن مؤتمر الحوار الوطني عمل مستدام لن يقف عند الحوار "وإنما الهدف هو الاستمرار بالعمل حتى نصل من خلال هذه الورشات إلى مؤتمر وطني تكون أوراقه قرارات ملزمة".

الأول من نوعه

أما الدكتورة أحلام الرشيد، من جامعة الزيتونة شمال سوريا، فقالت للجزيرة نت إن المؤتمر شمل كل شرائح المجتمع بكل أطيافه وأعراقه وفئاته على امتداد الجغرافيا السورية، وهو الأول من نوعه الذي جمع السوريين ليصنعوا تاريخ البلاد الجديد.

ووصفت اليوم الذي تحاور فيه السوريون بـ"تاريخ سجله السوريون بماء الذهب". وأضافت أن مخرجات المؤتمر لامست كل متطلبات الشعب السوري.

بدوره قال أمين السيد، من محافظة القنيطرة، إن المشاركين طالبوا بوضع حد للتدخل الإسرائيلي في الأراضي السورية، وأضاف أنهم ناشدوا المجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية جنوب سوريا والامتثال لاتفاقية عام 1974.

وكان مؤتمر الحوار الوطني قد بدأ أعماله بحضور الرئيس أحمد الشرع، في إطار جهود الدولة لمناقشة مستقبل سوريا مع مختلف أطياف المجتمع، حيث توزع المشاركون على قاعات الحوار، وبدؤوا عملية نقاش حول مختلف القضايا المصيرية وخلصوا إلى عديد المخرجات والتوصيات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب البیان الختامی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الحوار الوطني السوري.. لقاءات لوضع أسس سوريا الجديدة

مبادرة أطلقتها القيادة السورية، التي تولت الحكم عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تهدف إلى جمع مختلف أطياف المجتمع السوري في مؤتمر حواري، يسعى إلى الخروج بتوصيات عن قضايا رئيسية، أبرزها صياغة الدستور، ليتم تقديم مقترحات بشأنها إلى الرئيس السوري أحمد الشرع.

الانطلاق

في 12 فبراير/شباط 2025 أصدر الشرع قرارا يقضي بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، وترأسها الدكتور ماهر علوش.

وقالت القيادة السورية إنها تهدف من تشكيل لجنة الحوار الوطني إلى الاجتماع مع جميع أطياف السوريين من كل المحافظات السورية، خاصة في ظل وجود محافظتين خارج سيطرة السلطات الجديدة في دمشق، إضافة إلى وجود أكثر من 10 ملايين سوري خارج البلاد.

وفي اليوم التالي، عقدت اللجنة مؤتمرا صحفيا بالعاصمة دمشق أعلنت فيه انطلاق أعمالها رسميا، ثم بدأت بعقد جلسات حوارية في المحافظات السورية، انطلقت أولاها من محافظة حمص ثم محافظات طرطوس واللاذقية وإدلب وحماة والسويداء ودرعا.

ويوم 23 فبراير/شباط أعلنت اللجنة التحضيرية إنهاء اجتماعاتها التمهيدية في كافة المحافظات السورية، مع تسلمها مشاركات وأوراقا في الجلسات ركزت على البناء الدستوري والعدالة الانتقالية والاقتصاد، وسلمتها بدورها إلى لجان استشارية مختصة لتحليلها وتسليمها للمجتمعين في مؤتمر الحوار الوطني.

وانطلقت أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري رسميا يوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2025، وستستمر يومين، وقد تمتد حتى الخروج بتوصيات واضحة تقدم لرئيس الجمهورية، وشارك في المؤتمر أكثر من 600 شخصية، 25% منها نساء، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

إعلان الأهداف

يهدف مؤتمر الحوار الوطني إلى الإسراع في عملية وضع أسس وثوابت الرؤية الدستورية ونظام الحكم وهيكلة المؤسسات القادمة لسوريا، بعد الفراغ الذي تركه النظام السابق عقب هروب الأسد وتفكك المنظومات السياسية والعسكرية والأمنية وحل الدستور.

وأعلن المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري حسن الدغيم في 23 فبراير/شباط 2025، أن المؤتمر الوطني سيكون حوارا بين السوريين وليس للمجرمين الذين دعموا النظام المخلوع، وقال أيضا إن المؤتمر قد يكون بداية لمسار طويل.

وذكرت مصادر للجزيرة أنه سيتم تشكيل 6 لجان متخصصة في الاقتصاد والدستور وإصلاح المؤسسات والحريات والعدالة الانتقالية.

الأطياف المشاركة

قالت اللجنة التحضيرية إنها عقدت أكثر من 30 لقاء شملت جميع المحافظات لضمان تمثيل مختلف مكونات المجتمع السوري، مشيرة إلى أن ما يقارب 4 آلاف شخص شاركوا فيها.

وقالت مصادر للجزيرة إن اللجنة التحضيرية للحوار السوري بعد تشكيلها بدأت في توجيه الدعوات لشخصيات سياسية وأكاديمية للمشاركة في المؤتمر، وأشارت إلى أن الدعوات في بدايتها ركزت على الشخصيات المقيمة خارج سوريا من أجل ترتيب حضورها إلى دمشق.

واعتمدت اللجنة عبر الاجتماعات في المحافظات على لقاء الأكاديميين من أساتذة جامعات وأطباء ونشطاء سياسيين وإعلاميين وعاملين مع منظمات المجتمع المدني، إضافة لمن كان له "حضور مميز" بين أبناء محافظته ومن أعيانها ووجهائها.

المخرجات

وقال الدغيم للجزيرة نت إن الحوار الوطني "حلم يراود السوريين منذ عام 1950، إذ كان آخر عام يتحاورون فيه مع بعضهم البعض، عندما تشكّلت آخر جمعية وطنية تأسيسية لكتابة الدستور"، وأضاف "ربما اليوم لا يوجد سوري على قيد الحياة تحاور مع سوري آخر إلا تحت مناخ أمني عدواني، كالاجتماعات التحاورية المزعومة التي كان يجريها النظام البائد".

إعلان

وأكد الدغيم أن التوصيات التي ستصدر عن الحوار الوطني لن تكون مجرد نصائح وشكليات، بل سيُبنى عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات، واعتبر أن "قرارات مؤتمر الحوار الوطني لن تكون من الصفر، إنما هي تتويج لما سبقها من لقاءات وحوارات بين الوفود الشعبية ورئاسة الجمهورية، وما عقدته منظمات المجتمع المدني بين السوريين أنفسهم في مختلف المحافظات، إضافة لمؤتمر النصر (29 يناير/كانون الثاني 2025) وما صدر عنه من قرارات تهم أمن المواطن وسلامة الوطن".

وأكد أن "المؤتمر هو جزء من كُل، وسيكون هو التتويج لما سبق، لذلك توصياته مُنتظرة من رئاسة الجمهورية التي ستستند عليه في الإعلان الدستوري والبناء الدستوري القادم وما يتعلق بالعقد الاجتماعي والرؤية الاقتصادية".

شخصيات ماهر علوش رئيس اللجنة التحضيرية ماهر علوش رئيس اللجنة التحضيرية السورية (مواقع التواصل)

كاتب وباحث سوري، ولد في مدينة حمص عام 1976، واشتهر بمواقفه السياسية وكتاباته النقدية، وفي 27 يناير/كانون الثاني 2007 اعتقل في سجن صيدنايا 5 سنوات بسبب آرائه السياسية، ثم أطلق سراحه عام 2012.

بعد خروجه من السجن، شارك في المظاهرات السلمية إبان الثورة السورية، وبرز كاتبا مهتما بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مسلطا الضوء على التحولات في سوريا والمنطقة، إضافة إلى قضايا العدالة الانتقالية والمحاسبة، وكان له دور في التوسط لحل النزاعات بين الفصائل العسكرية.

مع سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية في 12 فبراير/شباط 2025 تعيين علوش عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.

حسن الدغيم المتحدث باسم اللجنة التحضيرية حسن الدغيم المتحدث باسم اللجنة التحضيرية (الأناضول)

باحث سوري في شؤون الجماعات الإسلامية، ولد في بلدة جرجناز بمحافظة إدلب عام 1976، وتخرّج في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 2000. واصل تعليمه العالي وحصل على دبلوم في الفقه المقارن عام 2007، وعمل خطيبا ومدرسا لمادة التربية الإسلامية في مدارس عدة بريفي حلب وإدلب.

إعلان

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، انخرط الدغيم في العمل الثوري والسياسي، وفي 3 أغسطس/آب 2014 شارك في إطلاق مبادرة "واعتصموا"، التي سعت إلى توحيد الفصائل العسكرية، كما أسهم في تشكيل "مجلس قيادة الثورة السورية" في اليوم ذاته، والذي ضمّ عددا من فصائل الجيش السوري الحر.

شغل منصب مستشار في غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف التابعة لـ"الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة في إدلب"، التي تأسست في الأول من مارس/آذار 2013. وإلى جانب ذلك، كان عضوا في المجلس الإسلامي السوري منذ تأسيسه في 13 أبريل/نيسان 2014.

برز دوره في الوساطة لحل النزاعات بين الفصائل العسكرية، إذ تولى التحكيم في الخلاف بين "ألوية صقور الشام" و"جيش الشام" في 17 ميو/أيار 2014. كما أسس هيئة توجيهية تُعنى بالإرشاد والتوعية في صفوف الجيش السوري الحر، وتولى إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري منذ تأسيسها في 30 ديسمبر/كانون الأول 2017.

وعقب سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية في 12 فبراير/شباط 2025 تعيين الدغيم عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر الحوار الوطني السوري.. لقاءات لوضع أسس سوريا الجديدة
  • البيان الختامي لـ الحوار الوطني السوري.. مسميات جديدة
  • البيان الختامي لمؤتمر الحوار السوري يُؤكد على "وحدة سوريا" ويدعو إسرائيل إلى "الانسحاب الفوري"
  • البيان الختامي لمؤتمر الحوار السوري: الحفاظ على وحدة البلاد ورفض كل أشكال التقسيم
  • البيان الختامي للحوار الوطني في سوريا يطالب بالعدالة والتعايش السلمي
  • المجلس التركماني السوري ينتقد استبعاده من مؤتمر الحوار الوطني
  • العشري: 600 شخصية سياسية تشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري
  • كلمة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري
  • كاتب صحفي: 600 شخصية سياسية تشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري