تحقيق إسرائيلي صادم بشأن اقتحام القسام موقع ناحل عوز في 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، نتائج تحقيق أجراها جيش الاحتلال تتعلق بسبب الفشل في صد هجوم كتائب "القسام" يوم 7 أكتوبر 2023، على موقع ناحل عوز العسكري شرقي غزة، في أول أيام معركة "طوفان الأقصى".
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الخطة التي وضعتها حركة حماس اعتبرت ناحل عوز أحد أهم موقعين، ودرست الموقع وتعرفت على نقاط ضعفه، مضيفة "مسلحو حماس كانوا على دراية بموقع كل غرفة وكل نقطة داخل القاعدة، وعرفوا أماكن وجود الحراس".
ونبه التحقيق إلى أن المقاومين اختاروا الهجوم على القاعدة في الوقت الذي كان فيه عدد القوات منخفضا، وأضافت "حماس أبلغت عناصرها بأمر التنفيذ الساعة 6 من مساء اليوم السابق للهجوم على القاعدة".
واللافت أن أحد المقاومين بحسب التحقيق، قال لمجندة لحظة أسرها "لا أفهم كيف لم تلاحظوا تحضيراتنا قبل يوم واحد".
وأضاف "خللص التحقيق إلى أنه لو كان الجنود في مواقعهم الدفاعية لكانت صورة المعركة مختلفة تماما".
ومما سهل قتل وأسر عدد من الجنود، هو أن الجنود انسحبوا نحو الغرف المحصنة، علما أن الإحصائيات أشارت إلى مقتل 53 جنديا وأسر 10 آخرين.
وكشف التحقيق أنه خلال الهجوم كان هناك حارس واحد فقط في محيط قاعدة ناحل عوز، كما وصل المسلحون إلى بعض مناطق القاعدة قبل وصول الجنود الإسرائيليين.
التحقيق الذي جاءت نتائجه صادمة بالنسبة لأعضاء كيبوتس ناحل عوز، كشف أن بعض مناطق القاعدة (ناحل عوز) وصل مقاتلو القسام إلى جدارها قبل وصول الجنود الإسرائيليين.
وعلى شكل تسلسل زمني، جاء في التحقيق، أنه في الساعة 7:50 دقيقة صباحًا حاول الجيش تنفيذ هجوم مضاد مستخدمًا مدرعات ودبابات لكن عند الساعة 8:20 دقيقة فشل الهجوم وقُتل قائد فصيل القوة.
وتابع أنه في الساعة 8:53 دقيقة صباحًا سيطر مقاتلو القسام على الموقع والدبابة التي كانت تحميه.
وأضاف "الساعة 9 صباحًا بدأت موجة هجوم ثانية لمقاتلي القسام تضم 50 مقاتلًا ثم تلتها ثالثة بقوام 100 مقاتل لتمشيط الموقع ونقل الأسرى إلى القطاع".
وجاء في التحقيق أنه "في الساعة 12 ظهرًا أحرق مقاتلو القسام غرفة العمليات والمراقبة في الموقع وسيطروا على منطقة الموقع بشكل كامل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال ناحل عوز غزة غزة الاحتلال ناحل عوز طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ناحل عوز
إقرأ أيضاً:
عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30