"أوزمبيك" و"ويغوفي": كيف ساهم سم سحلية في اكتشاف دواء السكري المنحف الشهير؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
تستطيع عضة "وحش جيلا"، أحد أنواع السحالي السامة، وموطنها الأصلي جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب ولاية سونورا المكسيكية، أن تقتل إنساناً، لكن مكوناً معيناً في مزيج سم اللعاب الخاص بها، هو السبب في اكتشاف أدوية مثل أوزمبيك وويغوفي التي تحتوي على "الببتيد الشبيه بالغلوكاكون" GLP-1، والتي تستخدم الآن على نطاق واسع لعلاج أمراض السكري والسمنة.
في نهاية القرن العشرين، كان عالم الغدد الصماء دانييل دراكر يبحث عن هرمون يمكنه محاكاة تأثيرات GLP-1 في الأمعاء البشرية المثبطة للشهية وتنظيم سكر الدم دون أن يتحلل بسرعة كبيرة في الجسم.
وقادته أبحاثه إلى عمل علماء الغدد الصماء جون إنغ وجان بيير راوفمان، إلى جانب عالم الكيمياء الحيوية جون بيسانو، الذين حددوا البروتينات في سم وحش جيلا التي تشبه GLP-1 البشري.
وحصل دراكر وفريقه في جامعة تورنتو على "وحش جيلا" من برنامج تربية حديقة حيوان يوتا، لمزيد من الدراسة.
أكدت أبحاثهم أن الجينات الفريدة للسحلية أنتجت Exendin-4، وهو بروتين يعكس بشكل وثيق "GLP-1"، ولكنه يظل نشطاً في الجسم لفترة أطول بكثير، و أدى هذا الاكتشاف في النهاية إلى ظهور نسخة صناعية، والتي أصبحت علاجاً معتمداً من إدارة الغذاء والدواء لمرض السكري من النوع 2، في عام 2005 وتوسعت منذ ذلك الحين لتشمل إدارة السمنة.
ولا يعد "وحش جيلا" المخلوق الوحيد الذي أعار ترسانته الكيميائية للطب الحديث، فعلى مر التاريخ، استغل العلماء أقوى السموم في العالم الطبيعي لتطوير عقاقير منقذة للحياة.
الأفعى والإسفنج
ويأتي أحد أكثر الأدوية مبيعاً في العالم، "ليزينوبريل، من مصدر غير متوقع، وهي سم الأفعى البرازيلية (Bothrops jararaca) وعلى عكس الوعود الكاذبة لـ "زيت الثعبان"، فإن مثبط الإنزيم المشتق من السم هذا يخفض ضغط الدم بشكل فعال، ويعالج قصور القلب، ويساعد الناجين من النوبات القلبية عن طريق منع الجسم من تضييق الأوعية الدموية بشكل مفرط.
وساهم الإسفنج البحري القديم أيضاً في العلاجات الحديثة، حيث تنتج الإسفنجة الكاريبية (Tectitethya crypta) نيوكليوسيدات غير عادية، تساعد في حمايتها من الحمض النووي الغريب، الذي يدخل من خلال التغذية بالترشيح.
ألهمت هذه المركبات السيتارابين، وهو عقار للعلاج الكيميائي مدرج الآن على قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية لفعاليته ضد سرطان الدم والليمفوما غير هودجكينية.
سم العقرب
وحتى سم العقرب أدى إلى تقدم طبي رائد، ففي عام 2004، أصيب أخصائي الأورام جيم أولسون بالإحباط بعد عملية جراحية شاقة استمرت 14 ساعة، لإزالة ورم في المخ من فتاة مراهقة، ليكتشف أن جزءاً بحجم الإبهام قد فاته، ولإيجاد طريقة أفضل، قام هو وفريقه بفحص قواعد بيانات الحمض النووي المجمعة حديثاً، بحثاً عن جزيئات يمكنها تسليط الضوء على الخلايا السرطانية أثناء الجراحة.
وفي غضون أسابيع قليلة، وجدوا المرشح المثالي: "الكلوروتوكسين"، وهو ببتيد من سم العقرب المميت (Leiurus quinquestriatus) ، حيث يرتبط هذا المركب بشكل خاص بخلايا الورم في المخ، مما يسمح للباحثين بتطوير "توزوليريستيد"، وهي صبغة فلورية قريبة من الأشعة تحت الحمراء تسلط الضوء حتى على أصغر التجمعات السرطانية.
صيدلية الطبيعة
ومن علاجات مرض السكري المشتقة من السم إلى ببتيدات العقرب لمكافحة السرطان، أثبتت المواد الأكثر فتكاً في الطبيعة مرارا وتكراراً أنها مناجم ذهبية طبية، وتذكرنا هذه الاكتشافات بأن الحلول لبعض التحديات الصحية الأكثر إلحاحاً قد تكمن مخفية في البرية إذا كنا على استعداد للبحث عنها، ومع ذلك، فإن بقاء هذه الأنواع ونظمها البيئية يظل أمراً بالغ الأهمية، وبينما نستمر في استكشاف صيدلية الطبيعة، فإن حماية التنوع البيولوجي قد تعني حماية علاجات المستقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صحة السرطان
إقرأ أيضاً:
صحة الدبيبة: الدواء العراقي يطابق المعايير الدولية وذات سمعة مرموقة
أكدت وزارة الصحة بحكومة الوحدة، أن الدواء المستورد من العراق مسجل رسميًا في دولة المنشأ ومطابق لمعايير الجودة والاعتماد المعتمدة دوليًا ومحليًا.
وقالت الوزارة في بيان رسمي، إن العراق يُعد من الدول ذات السمعة المرموقة في مجال التصنيع الدوائي، مشيرة إلى أن “شركة المصنع العراقي للتصنيع الدوائي” تعمل في هذا المجال منذ عام 1954، مما يمنح منتجاتها ثقة مبنية على تاريخ طويل من الخبرة.
وأوضحت الوزارة أن عملية التوريد جاءت بناءً على ترسية في العطاء المحلي، بهدف سد النقص الناتج عن فواقد العطاء العام، خاصة فيما يتعلق بأدوية الأورام والعلاجات التخصصية.
وأضافت أن توريد الدواء تم بعد الحصول على موافقة هيئة الرقابة الإدارية، وذلك عقب استيفاء سلسلة من الإجراءات التي شملت الفحص والتدقيق والمراجعة الدقيقة للمستندات المقدمة من الموردين.
وشددت الوزارة على أن المعيار الأساسي لاعتماد أي دواء هو جودة وفعالية المادة الفعالة وتركيبته الكيميائية، إلى جانب نتائج الفحص الرقابي من قبل مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، للتأكد من مطابقته للمعايير.
وأكدت حرصها على حماية صحة المواطنين، مشيرة إلى أنها تتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية في حال توريد أدوية غير مطابقة للمواصفات أو لا تتمتع بالفعالية العلاجية المطلوبة.
يذكر أن الناشط الحقوقي حسام القماطي، كشف علاقة الشركة المورّدة لشحنات الدواء العراقي، بـ”رمضان بوجناح” وزير الصحة التابعة لحكومة الدبيبة، مشيرا إلى أن شحنات دواء السرطان العراقية وصلت مؤخرًا عبر شركة “السمت” المحلية، المملوكة لـ”محمد نوري البكاي”.
وأوضح القماطي، أن محمد نوري البكاي، كان يعمل مع نادية أبو صبع، مدير إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، وصديق مُقرب لـ”حمزة أبو جناح”، ابن أخ رمضان أبو جناح وزير الصحة بحكومة الدبيبة.