السودان.. احتدام المعارك بـ«المدرعات»
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
البلاد – وكالات
احتدمت المعارك الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع على أسوار سلاح المدرعات بالعاصمة الخرطوم، بينما تبادل طرفا النزاع الانتصارات.
وحذرت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي من سلوك قوات الدعم السريع، بينما احتفت الأخيرة بما قالت: إنه انتصار حققته في المعركة التي جرت على أسوار سلاح المدرعات.
وقال المتحدث الرسمي للجيش العميد ركن نبيل عبد الله: إن قوات الدعم السريع حاولت مجددًا الهجوم على سلاح المدرعات، ومجمع الذخيرة لليوم الثاني على التوالي، مشيرًا إلى أن قوات الجيش، دحرت الدعم السريع، وكبدتها خسائر فادحة في الآليات والأسلحة، موضحًا أن قوات الجيش طاردت فلول قوات الدعم السريع، وأنه جرى السيطرة على محيط سلاح المدرعات، متهمًا قوات الدعم بقصف حي ود البخيت في شمال أم درمان مما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين، في قصف قال: إنه يتكرر بشكل يومي، بهدف إجبار المواطنين على إخلاء منازلهم.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية: إن المحاولة الانتحارية التي شنتها قوات الدعم السريع، للهجوم على سلاح المدرعات، التي وظفت فيها أعدادًا كبيرة من الأطفال والقصر كَمقاتلين، توضح أنها لا تقيم أي وزن لمعايير القانون الإنساني الدولي، منوهة إلى أن هناك أنباء تتواتر عن اختطاف قوات الدعم السريع لأعداد كبيرة من الفتيات والنساء، واستخدامهن عمالة قسرية؛ بغية الحصول على أموال طائلة من ذويهن كفدية.
بالمقابل، قالت قوات الدعم السريع: إن عناصرها حققت نصرًا كبيرًا في معركة سلاح المدرعات، مشيرة إلى أنها كبدت قوات الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وبحسب البيان، فإن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات في عدد من المحاور. ولا تزال المعارك العنيفة مستمرة بمنطقة الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم، حيث يواصل الجيش السوداني قصف مواقع الدعم السريع بالطائرات والمدفعية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السودان قوات الدعم السریع سلاح المدرعات
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا مجال لعودة نظام البشير ونرحب بكل من يتخلى عن مساندة الدعم السريع
العربي الجديد/أعلن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان عفواً عن كل سياسي يتخلى عن دعمه السياسي لمليشيا الدعم السريع. ووجّه البرهان الذي كان يتحدث، اليوم السبت، أمام مؤتمر لقوى سياسية داعمة للجيش، رسالة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية قال فيها: "ساندتم الدعم السريع وأنتم وهو سواء، ولا مكان لتنسيقية ما لم توقف دعم التمرد وسنرحب بكل من يصحح موقفه من السياسيين".
وجاء حديث البرهان، في وقت يحرز فيه الجيش تقدماً واسعاً في محاور القتال بالخرطوم ووسط السودان، في وقت تواجه فيها قوات الدعم السريع تراجعاً مستمراً.
وقطعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من إبريل/ نيسان 2023 الطريق أمام اتفاق سياسي بين المكون العسكري وأحزاب سياسية، من بينها تحالف الحرية والتغيير، يقضي بتسليم السلطة للمدنيين ودمج قوات الدعم السريع داخل الجيش وإنهاء انقلاب 25 أكتوبر 2021، وهو انقلاب قاده كل من قائد الجيش وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو على حكومة رئيس الوزراء وقتذاك عبد الله حمدوك.
وخصّ البرهان في كلمته، اليوم، أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير برسالة أخرى، نبههم فيها بأن كل من يحارب بجانب الجيش تحت لافتة سياسية عليه إلقاء السلاح، متعهداً بعدم منح فرصة لحزب البشير للحكم مرة أخرى على أشلاء السودانيين.
وأعلن رئيس مجلس السيادة عن نيته تعيين رئيس وزراء مدني بالتوافق لتشكيل حكومة من التكنوقراط خلال الفترة المقبلة.
وتتواصل المعارك الشرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم بمختلف محاور القتال، خصوصاً في الخرطوم وشمال الجزيرة وشرق النيل. كما تدور معارك أخرى بوسط الخرطوم، يعمل خلالها الجيش على الوصول إلى قلب الخرطوم، ومن ثم تحرير القصر الرئاسي ومقرات الوزارات الاتحادية، وربط قواته في كل من المدرعات ومقر قيادة الجيش.
وأمس الجمعة، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في بيان صحافي، تمكن قوات من الجيش من تحقيق انتصارات بمختلف المحاور، منها إكمالها "تطهير منطقة أبوقوتة بولاية الجزيرة، وسط السودان، ومنطقة كافوري بمدينة الخرطوم بحري، ومناطق أخرى بشرق النيل، شرق الخرطوم".
أسباب انتصارات الجيش
من جهته، قال عمار نايل الناطق الرسمي باسم قوات درع السودان، أحد الحلفاء العسكريين للجيش، إن قواتهم "تواصل التقدم والتوغل في أحياء شرق النيل، بعد نجاحها مع القوات الأخرى في تحرير أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، عدا ما تبقى من جيوب ببعض المناطق"، مشيراً إلى أن "درع السودان أصبحت على مشارف جسر سوبا الرابط بين شرق النيل والأجزاء الشرقية من العاصمة، وذلك بعد أن سيطر على أحياء مثل الوادي الأخضر وعد بابكر".
وأوضح نايل لـ"العربي الجديد" أن "الانتصارات الكبيرة التي حققها الدرع في الجزيرة، جاءت إثر مجموعة من الأسباب، أولها أنهم قاتلوا مليشيا الدعم السريع بذات أسلوبها القائم على المباغتة والهجوم وكثافة النيران، وإعادة التموضع بسرعة، ولم تتعامل مع المليشيا بالأساليب الكلاسيكية عبر الخندقة والاعتماد على أسلحة تقليدية والطيران والتمشيط والدبابات".
وأضاف: "ومن الأسباب الأخرى، معرفة عناصر درع السودان بجغرافية المنطقة وأين يرتكز فيها، أو تلك التي من الممكن أن يقاتل فيها أو التي ينسحبوا إليها وكل ذلك أدى لنجاح الدرع في التقدم وإدارة معاركه". ولفت إلى أن هناك سبب ثالث "يتمثل في الغبن الناتج عن انتهاكات مليشيا الدعم السريع، فالمقاتل في الدرع يضع في حساباته كمية التشريد والقتل والتعذيب التي تعرض لها أهله أثناء سيطرة المليشيا في المنطقة دون أن يكون لديها قضية أو هدف".
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع، إنها تصدت لتسلل لما تسميه مليشيا الفلول، عبر نهر النيل إلى صك العملة ومقر الكتيبة الاستراتيجية والمنطقة الصناعية. ونشر قائد قطاع الخرطوم بالدعم السريع محمد حسين الزين مقطع فيديو ذكر فيه أنهم ألقوا القبض على 18 أجنبياً وعدداً من أسرى الفلول. كما بثت مقاطع فيديو لانتشار قواتها داخل الخرطوم، وأعلنت في الوقت ذاته مقتل ثلاثة أطفال وتدمير لعشرات المنازل، بقصف لطيران الجيش على مدينة زالنجي، مركز ولاية وسط دارفور.
وبمحور شمال كردفان، تقدمت وحدات من الجيش معروفة بمتحرك الصياد، واستولت على عدد من البلدان بعد سيطرتها على مدينة أم روابة، وتطوق حالياً مدينة الرهد ابو دكنة، لاستعادتها من سيطرة الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع قد قصفت أمس بالمدفعية الثقيلة مدينة الأبيض، عاصمة الولاية ما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة آخرين.