تصرف غريب من روبوت تجاه جمهور في مهرجان يثير الاستياء
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
أثارت حادثة غريبة تتعلق بروبوت بشري يعمل بالذكاء الاصطناعي في مهرجان في الصين موجة جديدة من الجدل حول سلامة وموثوقية الروبوتات المتقدمة.
وفي مقطع فيديو قصير انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، بدا الروبوت وكأنه يدفع بنفسه بسرعة إلى الأمام بشكل غير متوقع وكأنه يحاول ضرب الجمهور، مما أثار صدمة الحاضرين خلف حاجز أمان.
وللحظة، بدا الموقف متوتراً، ولكن تمكن أفراد الأمن بسرعة من كبح جماح الآلة قبل أن تتفاقم أكثر، مما أثار تكهنات واسعة النطاق حول ما إذا كانت الحركة المفاجئة للروبوت عملاً عدوانياً أم عطلا ميكانيكياً بسيطاً.
ويبدأ المقطع بالروبوت البشري، وهو جزء من مجموعة يُقال إنها تؤدي في المهرجان، يقترب من حشد متجمع خلف سياج، فيما وصفه البعض بأنه عرض "بشري مخيف"، وتوقف الروبوت مؤقتًا، وظهر يركز لفترة وجيزة على المتفرجين، ثم يفقد السيطرة على أعصابه كما بدا من اللقطات.
وتباينت ردود أفعال وسائل التواصل الاجتماعي على الفيديو من التشكك إلى الانزعاج، وأشار العديد من المشاهدين إلى إمكانية أن يكون الروبوت قد تعثر، وزعم آخرون أن الحركة المتشنجة ربما كانت عطلاً ميكانيكياً.
ولكن الحادث سلط الضوء على تحدٍ حاسم في مجال الروبوتات: إمكانية تصرف الآلات الكبيرة بشكل غير متوقع بمجرد انزلاقها أو مواجهة عقبات غير معروفة.
تحد.. اختراق
وتم تصميم الروبوتات لتظل ثابتة في ظل الظروف العادية، لكن محاولاتها لتصحيح المسار قد تبدو مفاجئة أو عنيفة عندما تفقد الاستقرار، نظراً لأن الروبوتات البشرية غالباً ما تزن مئات الأرطال وتحتوي على مفاصل متحركة متعددة، فقد تبدو أي حركة غير منتظمة مهددة للمارة من البشر، وفي حين أن هذا يمثل تحديا تقنياً، فهو أيضاً قضية اجتماعية عميقة.
وكون الروبوتات الشبيهة بالبشر مصممة لتقليد الحركات والسلوكيات البشرية، يصبح الأمر مقلقاً عندما تتصرف بشكل مختلف عما نتوقعه.
ويدول جدل حول إمكانية دفع الروبوتات بعد اختراقها للقيام بأعمال مهددة وخطرة.
وبينما لم يظهر الروبوت في المهرجان الصيني وكأنه مخترق، فإن فكرة إمكانية دفع الذكاء الاصطناعي إلى أفعال غير مقصودة، تضيف بعداً آخر للمناقشة الأوسع نطاقاً حول السلامة.
وعلى الرغم من هذه الخلافات، فإن العروض التي يقودها الذكاء الاصطناعي لا تزال تدهش الجماهير.
وفي وقت سابق من هذا العام، قدمت 16 روبوتاً بشرياً من طراز Unitree H1 رقصة يانغكو متزامنة جنباً إلى جنب مع مؤدين بشريين في حفل مهرجان الربيع الصيني، حيث أظهرت الروبوتات توازناً وتنسيقاً خارقين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي غرائب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
عندما نُقدّس الروبوتات ونجعل منها أبطالًا خارقة
مؤيد الزعبي
هل تخيلتَ يومًا أن نُكرّم روبوتًا كما نُكرم الأبطال؟ أو أن نبكي على فقدان آلة كما نبكي صديقًا؟ قد يبدو هذا ضربًا من الخيال، لكنه خيال يوشك أن يتحول إلى واقع، فنحن البشر نمنح الحياة للجمادات حين تمنحنا شعورًا بالأُنس أو الأمان؛ تخيّل أن يبكي شخصٌ على فقدان كلبه الروبوتي الذي تعطّل بعد سنوات من الخدمة، أو أن تُكرّم مدينةٌ روبوتًا مقاتلًا شارك في معركة دفاعًا عن الوطن، أو أن نرفع القبعة لروبوتٍ فقد ذراعَه بعدما تسلّق برجًا سكنيًا لإطفاء حريقٍ اندلع في إحدى الشقق، أو أن نصنع تمثالًا لروبوتٍ أدّى أدوارًا تمثيليةً فأصبح نجمًا مشهورًا له مَن يتابعه ويُحب فنه، قد تردّ بأن هذا ضربٌ من الخيال، ولكن ما الذي يجعلك تُصدّق أن هذا لن يحدث في المستقبل؟ فكل المؤشرات تُشير إلى أن ذلك سيحدث في السنوات القادمة؛ نحن بشر وتفاعلنا مع مثل هذه الأحداث أمرٌ وارد.
قد أتفهَّم مسألة ارتباطنا نحن البشر بالجمادات التي نبني معها علاقةً خاصّة، كتعلّق شخصٍ بسيارته وحزنه حين يقرر استبدالها، أو إبقائها في كراجٍ لسنواتٍ فقط لأنه لا يستطيع التخلّي عنها، أو تعلّق شخصٍ بأغراضه اليومية مثل كوبٍ أو قلمٍ أو حتى قطعة ملابس، لذا أجد من السهل أن نتعلّق في المستقبل بروبوتاتٍ تُحادثنا ونُحادثها، سنشكو لها همًّا فتُصغي إلينا، سنقرر القيام بأي شيءٍ فستكون رفيقتنا، خصوصًا مع انتشار الروبوتات المساعِدة في السنوات المقبلة فسيوجد مَن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه الروبوتات لدرجة أن يُقدّس وجودها في حياته.
في الحقيقة، لا أنكر مثل هذه المشاعر، بقدر ما أستنكر وبشدة أن نتعامل مع الروبوتات على أنها تمتلك قيمًا أخلاقيةً أو إنسانيةً، فنبدأ بالتعامل معها على هذا الأساس مثل أن ننسب إليها الشجاعة لأنها أنقذت إنسانًا، بينما هي صُمّمت أساسًا لهذا الغرض، أو أن نرى أنها "صانت العشرة" لمجرّد أنها أمضت سنواتٍ تخدمنا في المنزل أو تعتني بكبارنا أو صغارنا. أو أن نعتبرها بطلًا خارقًا يحارب من أجل سلامتنا، بينما نحن مَن استبدلنا الجنود البشريين بآخرين روبوتيين، فلا يمكن أن ننسب النبل أو الشجاعة لروبوتٍ صُنع لأداء مهامٍ محددة، و"موته" لا يجب أن يكون حدثًا مقدسًا بالنسبة لنا.
ربما يقول قائل: وما الذي يدفعك، عزيزي الكاتب، إلى الوصول بمخيلتك إلى مثل هذه الأمور؟ فأقول: لأن تاريخنا البشري خير شاهدٍ على كلامي، فبالعودة إلى طبيعتنا، فقد قدّسنا حيواناتٍ بعينها أو سلالاتٍ منها، وقدّسنا أعشابًا ونباتاتٍ وزهورًا ورفعناها فوق الرؤوس وقبّلناها في المناسبات، بل وحتى تحدّثنا إلى الحجر ودعوناه أن يحلّ مشكلاتنا! فلا تتعجّب، عزيزي القارئ، إذا وجدتنا يومًا نُقدّس روبوتًا صنعناه لخدمتنا، ثمّ نرى فيه بطلًا خارقًا أنقذ حياتنا، أو أن حياتنا أصبحت ناقصةً من دونه.
رغم تحذيري من هذا التوجّه، أعلم أننا كبشر كائناتٌ عاطفيةٌ نرتبط بالأشياء رغمًا عنّا، فكيف الحال مع روبوتاتٍ ذكيةٍ ستزداد ذكاءً يومًا بعد يوم؟ كيف مع برمجياتٍ ستجعلنا نحبّها؟ كيف مع آلاتٍ ستكون رفيقنا الدائم؟ ولكن ما أحذّر منه حقًا ليس تعاطفنا بل الخوف من استغلال هذا التعاطف لجعلنا مدينين لهذه الآلات بحياتنا وأموالنا، فإمّا أن تكون هذه الآلات واعيةً لدرجةٍ تسلبنا فيها كل شيء، أو أن تكون هناك شركاتٌ خلفها تستغلّ مشاعرنا لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية أو تحاول السيطرة علينا وعلى قراراتنا.
خلاصة القول، عزيزي القارئ، إن تعاملنا مع الروبوتات في المستقبل سيكون معقّدًا ومتشابكًا، وكل ما في مخيلتنا اليوم هو جزءٌ بسيطٌ مما سنواجهه؛ لذا لا تستغرب طرحِي، بل استوعب ما نحن مقبلون عليه، وإن كان بالإمكان الاستعداد له أو حتى تدريب أنفسنا وأجيالنا القادمة على مثل هذه السيناريوهات، فلماذا لا؟ بل يجب أن نتعامل مع علاقتنا المستقبلية بالروبوتات كما لو أنها مصيرٌ حتميٌّ علينا الاستعداد له.
وقبل أن أختم هذا الطرح، يُراودني تساؤلٌ يصعب الإجابة عنه: ماذا لو أصبحت هذه الآلات تمثّل لنا أشخاصًا كانوا أحياءً يومًا ما؟ كأن تتجسّد الروبوتات بشخصية فردٍ عزيزٍ فقدناه، فكيف سنتعامل معها؟ وماذا لو أُعيد إحياء شخصياتٍ تاريخيةٍ كان لها تأثيرها وحضورها عبر التاريخ، وهذا التساؤل هو ما سوف اتناقش فيه معك في مقالي المقبل.
رابط مختصر