حتى قادة البيت الأبيض لم تقتصر مشاركتهم مع نتنياهو على «الغيظ» والانفعال، على خلفية قراره بسبب أداء المقاومة الفلسطينية وطريقة تسليم الأسرى الإسرائيليين، فأعلنت واشنطن أنها تقف مع قرارات رئيس حكومة المستعمرة نحو تجميد الالتزام بنص ومضمون صفقة التهدئة وتعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وتأجيل إطلاق سراحهم حتى تضمن إلغاء كافة إجراءات «التوظيف» الفلسطيني لعملية التسليم، بدون إعلام ومباهاة.
قبلة الرأس، و»البوسة» الإسرائيلية على جبين الفدائي الفلسطيني «خربطت» الصورة وشوهت المشهد الإسرائيلي، وكشفت حقيقته وعرت روايته، مما يدلل أن معركة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليست مجرد «طخ» وقتال فقط، بل هي معركة وجودية بكل أبعادها القانونية والاجتماعية والإنسانية والإعلامية، بل ومعركة اختراق صفوف العدو.
ثمة فهم وسلوك غير حضاري في بعض التعامل الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي مع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي يقوم على العداء لكل ما هو إسرائيلي ويهودي بدون التفريق بين الفكر والسلوك والثقافة والسياسة الصهيونية، القائمة على سلوكين: الأول إلغاء الآخر الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي، والثاني التضليل المتعمد على أن كل إسرائيلي، كل يهودي هو صهيوني، وهذا غير صحيح إطلاقاً.
بوسة الرأس الإسرائيلية من قبل الجندي الإسرائيلي اليهودي الأسير للفدائي الفلسطيني العربي المسلم الحمساوي، فجرت ما هو سائد، من تفكير صهيوني عنصري متطرف، يقوم على أن كل فلسطيني عربي مسلم مسيحي هو عدو، وأن كل إسرائيلي يهودي هو صهيوني، وبوسة الرأس أعطت عكس ذلك بل نقيضه، حيث تمكن الفدائي الفلسطيني العربي المسلم «الإرهابي»، أن يدفع الجندي العدو الأسير، تدفعه رغبة غير مجبر عليها لأن «يُقبل» رأس عدوه باعتباره صديقاً، يُودعه.
حدث قد يكون غير مسبوق، ولكنه دال على قدرة حركة حماس الفلسطينية العربية الإسلامية «الإرهابية» لأن تتصرف برقي وتحضر وإنسانية، جعلت نتنياهو يخرج عن صمته ويُعبر حقاً عن هزيمته أمام اجتياح واختراق رواية الصهيونية العدوانية العنصرية الأحادية، وهزيمتها أمام كيفية التعامل مع الأسرى «الأعداء» من الإسرائيليين.
ما تحقق فعل استثنائي يحتاجه الشعب الفلسطيني وحركته المقاومة في إعطاء الجهد والعمل لاختراق صفوف الإسرائيليين وكسب انحيازات إسرائيلية من بين صفوفهم لعدالة القضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة وأن تكون تطلعاتها ديمقراطية إنسانية مشتركة تُوفر للشعبين الأمل والاستقرار والأمن والمساواة والتكافؤ لكليهما على الأرض الواحدة: فلسطين، كل فلسطين.
عضو الكنيست عوفر كسيف في أول جلسة له كعضو نائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، قال من على منصة الكنيست: «أُحب أن أذكركم أن لهذه البلاد أصحابا أصليين هم الشعب الفلسطيني»، غضبوا ضده، وعملوا على طرده وفصله من الكنيست لأنه تجاوز المحرمات، وصوتوا لطرده، ولكن قرار الطرد والفصل يحتاج لثلاثة أرباع أعضاء الكنيست أي يحتاج قرار الفصل إلى تصويت 90 نائباً من أصل 120 كامل أعضاء الكنيست مع قرار الفصل، وصوت لفصله 87 نائباً فقط، وفشل الاقتراح، وسقط مشروع القرار وبقي عوفر كسيف الشيوعي الإسرائيلي عضواً صلباً صديقاً للشعب الفلسطيني وشريكاً لهم في النضال وبناء المستقبل الواحد المشترك.
(الدستور الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية فلسطين غزة القسام طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفلسطینی العربی
إقرأ أيضاً:
15 شهيداً بينهم نساء وأطفال في قصف صهيوني متواصل على قطاع غزة
الثورة نت/وكالات استشهد اليوم السبت أكثر من 15 مواطناً بينهم نساء وأطفال في قصف متواصل على مختلف مناطق قطاع غزة. وشنت قوات العدو هجوماً عنيفاً على قطاع غزة، خاصةً في خانيونس ورفح جنوب القطاع مما أسفر عن استشهاد أكثر من 15 مواطناً بينهم نساء وأطفال خلال ساعة من الوقت. فقد استشهد 6 مواطنين في قصف مدفعي استهدف منزلا لعائلة المواطن فتحي قديح ببلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة الشهداء هم : فايز حمدان قديح، وعلاء حسين قديح، ومحمود فايز قديح، وزوجة فتحي حمدان قديح، وحمودة فتحي قديح، وحذيفة سلمان قديح. كما ارتقت الطفلة ماريا مصلح زعرب 9 سنوات جراء إستهداف بصاروخ استطلاع في حي تل الزهور برفح، حيث وصلت إلى مستشفى الأوروبي بخانيونس. فيما ارتقى شهيدان وأصيب عدد آخر، نتيجة قصف إسرائيلي على مجموعة من المواطنين بشارع مشتهى بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. كما ارتقى الشاب مصطفى الغول وعدد من الجرحى، جراء استهداف طائرات العدو خيمة تؤوي نازحين في منطقة قيزان النجار، جنوب خانيونس، حيث وصلوا لمجمع ناصر الطبي. كما استشهد أربعة آخرين بينهم امرأة وأصيب عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي على كارة يجرها حيوان مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وهم: مالك عبد الله دهليز، وأنور حمدي حجازي، وأهله عمران الحمران، ومروة ضيف الله القاضي.