مشهد التشييع... وداع الحقبة الإيرانية
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
كتب عبد الوهاب بدرخان في"النهار": التشييع المهيب لم يكن نهاية مرحلة "حزب الله"/ نصرالله كما عُرفت في لبنان فحسب، بل ربما يكون نهاية الحقبة الإيرانية كما طُبّقت ومورست وأفضت إلى الخراب في لبنان وسوريا وفلسطين، كما في العراق وبالأخص في اليمن. كان "الحزب" أداة متقدمة، وسمّي "درّة تاج" الإمبراطورية الفارسية، وكُلّف أدوار "طابور- خامسية" في كل تلك الدول العربية وسواها تحقيقاً للتوسّع الإمبراطوري.
تعب لبنان من "حروب الآخرين" على أرضه. قالها الرئيس جوزف عون لزائرَيه الإيرانيين، أي من الآخرين. ولم يكن ليواجههما بذلك لولا أنهما أبديا "عدم التدخل" في الشؤون الداخلية للبنان، فعسى أن تكون النية الإيرانية صادقة. بل عساها تنعكس على "الحزب" الذي ارتضى أمينه العام نعيم قاسم التحرك الديبلوماسي للدولة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وكرر الاستعداد للعمل تحت "مظلة الطائف"، أي الانضواء في الدولة والحكومة...
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد وداع نصرالله قلق من اليوم التالي
كتب رضوان عقيل في" النهار": لم يكن جمهور السيد حسن نصرالله ومن يحبّه في حاجة إلى إثبات أنه يعيش في وجدانهم وأحلامهم في تشييعه أمس مع بروز أسئلة عدة تقلقهم، وهم ينتظرون اليوم التالي وما سيحمله لهم في ظل كل هذا اللهيب في الإقليم من أكثر من جهة.
تتكاثر الأسئلة المحمّلة بأثقال من التحديات وهي كيف سيواجهها المكوّن الشيعي اللبناني الذي لا يخفي أركانه أنه في حاجة إلى إعادة قراءة على مستوى الخيارات التي يؤمنون بها، لأن دروس الحرب الإسرائيلية تتطلب جملة من القراءات والمراجعات على مستوى تقديم مقاربات جديدة للتأقلم مع جملة من المسائل التي فرضت نفسها على الأرض من تطبيق القرار 1701 في جنوبي الليطاني حيث لم تتأخر إسرائيل في استغلال أيّ ثغرة مع استمرارها في احتلال النقاط الخمس وهي تعمل على زيادتها وهذا ما تبلغه لبنان في الأيام الأخيرة بواسطة "اليونيفيل"حيث لا قرارات دولية ولا موانع عندها من التوغل إلى أماكن أخرى كلما دعت الحاجة من منظارها التوسّعي الذي لا تقف في وجهه أيّ روادع.
لا خشية عند جمهور الحزب من إبراز حضوره في أيّ استحقاق بلدي أو نيابي ولو من دون إخفاء جملة الضغوط الملقاة على رأس قيادته من إعمار الجنوب إلى "ترسيم" حدود علاقاته مع إيران في "زمن دونالد ترامب" الذي لم يوفر في حلقات مسلسله فرض سياساته على الاتحاد الأوروبي.
ويبقى على الحزب، وهذا ما يطالبه به كثيرون من اللبنانيين الذين لا يلتقون مع مدرسته، أن يقدم على "تسييل" هذا التشييع في مشروع بناء الدولة في وقت ينادي فيه الشيخ نعيم قاسم بشعار "النصر أو الشهادة" وأن "المقاومة مستمرة" في ردّ واضح يقول بأن حزبه لن يقدم على التخلي عن سلاحه فكيف إن كانت إسرائيل توسّع شعاع احتلالها في الجنوب وخرقها سماء لبنان ساعة تشاء.
وبعد كل هذه الحشود التي شاركت في وداع نصرالله وصفيّ الدين سيزداد حضور هذا المكوّن السياسي في بيئته وترجمة هذا الأمر في صناديق الاقتراع في وقت سيواجه فيه امتحان تثبيت دعوة ما قاله قاسم أن لبنان سيبقى وطناً نهائياً لكل أهله.