كندا – يعاني كثيرون من لحظات الإنهاك التام، حيث يبدو النوم هو الشيء الوحيد الذي يحتاجونه، ولكن بمجرد الاستلقاء، يبدأ العقل في التفكير بلا توقف.

وتتدفق الأفكار حول المهام غير المنجزة، والمواقف المحرجة، والضغوط اليومية، ما يجعل الاسترخاء والنوم أمرا صعبا. وهذه  الظاهرة تعرف باسم الاجترار العقلي، قد تؤثر على الصحة النفسية وتزيد من مشاعر القلق والتوتر.

ووفقا لعلماء النفس فإن هذه الدوامة من الأفكار السلبية المتكررة والقلق المفرط، والتوقف عند الأخطاء والمشاعر السلبية والضيق، تصبح بالنسبة للكثيرين أمرا غير واع في كثير من الأحيان.

ويشير علماء النفس إلى أن هذا النمط يمكن أن يؤثر على صحتك العقلية، كما يمكن أن يزيد من حدة الأعراض إذا كنت تعاني بالفعل من الاكتئاب أو القلق. ولكن يمكن أن يحدث لأي شخص، خاصة إذا كنت تشعر بالإرهاق أو أن الحياة لا تسير كما تريد.

وإذا بدأ عقلك في العمل بسرعة فائقة بينما تحاول يائسا أن تغفو، فقد تكون هناك طريقة لترويض أفكارك. وتعرف هذه الطريقة باسم “الخلط المعرفي” (Cognitive Shuffling)، وتتضمن تصور صور عشوائية لمساعدتك على الاستغراق في النوم.

وقد تبدو الفكرة بسيطة بشكل مخادع، لكن عالم النفس الدكتور لوك بودوان يقول إنها تحاكي ما يفعله عقلك بشكل طبيعي عندما تكون في مرحلة الانتقال بين اليقظة والنوم – حيث تظهر سلسلة من الصور غير المرتبطة التي تهدئك ببطء حتى تغفو.

ويوضح بودوان، الأستاذ المساعد في جامعة سايمون فريزر في كندا: “نريد أن يفكر عقلك في أشياء مختلفة، لأنه عندما تغفو بشكل طبيعي، هذا ما يفعله الدماغ”.

وقد تساعد هذه الطريقة أيضا في التحكم في أفكارك المتسارعة، وإعطائها بعض الهيكلة، حتى لا تنحرف نحو التفكير في مواضيع مثيرة للتوتر، مثل قرض المنزل.

كيف تطبق هذه التقنية؟

أوضح الدكتور بودوان خطوات بسيطة لتجربة “الخلط المعرفي”:

– اختر كلمة، أي كلمة، مثل كلمة “بيانو”.

– تخيل “البيانو” لمدة خمس إلى ست ثوان، ربما تلمسه أو تعزف عليه، حتى لو كنت لا تعرف كيف.

– قم بتهجئة الكلمة، ولكل حرف، ستحاول استحضار أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بهذه الحروف.

لذلك، بالنسبة لكلمة “بيانو”، ستحاول التفكير في أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بالحرف P – مثل ببغاء (parakeet)، طيار (pilot)، قرع (pumpkin)، كلب (pooch)، وهكذا.

– توقف عند كل صورة تتخيلها لبضع ثوان وتخيل نفسك تتفاعل معها قبل الانتقال إلى التالية، حتى تنفد الكلمات التي تبدأ بالحرف P. بعد ذلك، انتقل إلى الكلمات التي تبدأ بالحرف I، ثم A، حيث يجب أن تكون قد نمت قبل الوصول إلى الحرف O.

وللوهلة الأولى، قد تبدو تقنية “الخلط المعرفي” مشابهة لفكرة عد الأغنام. لكن الدكتور بودوان يقول إن التركيز على نفس الشيء مرارا وتكرارا قد يكون مكررا ودقيقا أكثر من اللازم، ما يمنع عقلك من الراحة حقا.

وأخبر مجلة Women’s Health أنه توصل إلى هذه الفكرة لأول مرة عندما كان طالبا جامعيا يدرس علم النفس المعرفي في عام 1989. وكان يعاني من الأرق وادعى أن هذه الطريقة ساعدته، لكنه لم يبدأ في دراسة تقنية “الخلط المعرفي” بشكل رسمي كباحث حتى عام 2009 تقريبا.

وأجرى الدكتور بودوان عددا من الاختبارات الأولية على تقنية “الخلط المعرفي”، لكنه يرغب في إجراء المزيد من الأبحاث لمقارنة هذه التقنية مع الاستراتيجيات المعرفية الأخرى المستخدمة لمساعدة الناس على النوم.

 

المصدر : RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

تعرف على 8 تمارين صباحية بسيطة تحسّن الذاكرة والتركيز

 وهو ما كررته مجددا دراسة جديدة مقدمة جملة نصائح نافعة لتحسين الأداء الإدراكي بشكل عام، وفق ما نقل موقع Economic Times، من بينها

1. تمارين بدنية بلمسة معرفية إذ يمكن الجمع بين تمارين خفيفة كاليوغا أو التمدد والأنشطة العقلية، كالعد التنازلي، خصوصا أنها تُحسّن الحركة الجسدية الدورة الدموية، بينما تُعزز التحديات المعرفية حدة الذهن وتنسيقه.

2. القراءة بصوت عالٍ كما يمكن للقراءة بصوت عالٍ أن تؤثر على المسارات البصرية والسمعية، مما يُحسّن الفهم والمفردات وحفظ الذاكرة.

لاسيما أنها طريقة فعّالة لبدء اليوم بتركيز وتعليم وتنشيط الدماغ.

3. الحساب ذهنيًا كذلك يمكن لتحدي العقل بحسابات ذهنية بسيطة، أن يُحفّز التفكير العددي ويُقوّي الذاكرة قصيرة المدى، مع تحسين التركيز وقدرات حل المشكلات في الحياة اليومية.

4. تدوين اليوميات كذلك فإن تدوين اليوميات ينظّم الأفكار ويُعزّز التأمل الذاتي ويُحسّن الذاكرة.

إن كتابة الخطط والمهام وقائمة الامتنان كل صباح تُحسّن التركيز وتُهيئ عقلية مُثمرة طوال اليوم.

5. التدرب على التصور إلى ذلك، يمكن لممارسة طريقة إغماض العينين والتدرب ذهنيًا على المهام أو استرجاع تفاصيل مُحددة أن يُقوي التصور والذاكرة ويُعزز التركيز ويبني الثقة اللازمة لتحقيق الأهداف بوضوح وعزيمة.

6. تعلم مهارات جديدة ومن الخطوات الجيدة أيضًا محاولة تخصيص بضع دقائق يوميًا لتعلم مهارة أو كلمة أو معلومة جديدة، إذ إنها تُقوي هذه الممارسة الروابط العصبية وتُنمّي الفضول الإيجابي وتُحسّن قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات مع مرور الوقت.

7. حل الألغاز كذلك تُحفّز ممارسة سودوكو أو الكلمات المتقاطعة أو ألغاز الصور المقطوعة الدماغ وتُعزز التفكير المنطقي والذاكرة والانتباه. ويدعم حل الألغاز بانتظام أيضا المهارات في حل المشكلات ويُحسّن خفة الحركة الذهنية.

8. التنفس الواعي أو التأمل كما يمكن التركيز على ممارسة التنفس البطيء والعميق لمدة 5-10 دقائق. تساعد هذه الممارسة البسيطة على تقليل التوتر وتعزيز الوضوح وتشحذ التركيز من خلال تهدئة العقل وتحسين الأداء الإدراكي العام.

الجدير ذكره أن دراسات عديدة كانت تحدّثت عن أهمية الرياضة في حياة الأفراد وتأثيرها على صحة العقل والذهن والذاكرة

مقالات مشابهة

  • درجات الحرارة الصغرى تنخفض بشكل ملحوظ وعودة للأجواء الباردة ليلاً في مختلف المناطق
  • نيمار يلجأ إلى حيلة طبية لتجنب الإصابات
  • بالحلويات.. منيو آخر 3 أيام من رمضان بتكلفة بسيطة
  • بخطوات بسيطة.. طريقة عمل «اللازانيا» في المنزل
  • تعرف على 8 تمارين صباحية بسيطة تحسّن الذاكرة والتركيز
  • اشارات بسيطة : من خلالها تعرف انك عندك دولة !
  • حيلة المحلات.. كيفية تنظيف الرنجة بكل سهولة
  • أسعار كحك العيد 2025.. لو هتوفر إليك طريقة التحضير
  • الجمهور العراقي لا يهدأ حتى يرحل كاساس
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع