دراسة كويتية تكشف تأثير ليلة واحدة فقط بلا نوم على جهاز المناعة
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
الكويت – كشفت دراسة كويتية أن البقاء مستيقظا لمدة 24 ساعة متواصلة يمكن أن يغير سلوك الخلايا المناعية لدى الشباب الأصحاء، حيث تصبح هذه الخلايا مشابهة لتلك الموجودة لدى المصابين بالسمنة.
وقالت فاطمة الراشد من معهد دسمان للسكري في مدينة الكويت: “تؤكد نتائجنا على تحد صحي عام متزايد. التقدم التكنولوجي، وزيادة وقت استخدام الشاشات، والتغيرات في العادات الاجتماعية، جميعها عوامل تعطل بشكل متزايد ساعات النوم المنتظمة.
وينصح الخبراء عموما البالغين بالنوم من سبع إلى تسع ساعات كل ليلة للحفاظ على صحتهم ومساعدة الجسم على مكافحة العدوى. وقد تم ربط الأرق بحالات صحية مزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي غالبا ما تكون ناتجة عن الالتهابات المستمرة.
والالتهاب المزمن هو حالة يستمر فيها الجهاز المناعي في التفاعل مع المرض أو الإصابة حتى بعد زوال التهديد.
وأراد فريق الراشد تقييم تأثير النوم على الخلايا المناعية المنتشرة في الجسم. وقام الباحثون بدراسة أنماط النوم لـ 237 بالغا يتمتعون بصحة جيدة من مختلف أنواع الجسم، وحللوا عينات دمائهم لمعرفة مستويات علامات الالتهاب والخلايا الأحادية (خلايا تقوم بدوريات في الأوعية الدموية للبحث عن التهديدات المحتملة وإزالة الخلايا التالفة والحطام ومسببات الأمراض للمساعدة في الحفاظ على استجابة الجسم المناعية).
ووجدوا أن المشاركين الذين يعانون من السمنة كانوا يعانون من سوء نوعية النوم، وارتفاع مستويات الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، وزيادة في عدد الخلايا الأحادية غير التقليدية مقارنة بأقرانهم النحيفين.
ثم خضع خمسة من المشاركين النحيفين لتحدي الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة، حيث اكتشف الباحثون أن قلة النوم غيرت سلوك وخصائص الخلايا الأحادية لديهم لتصبح مشابهة لتلك الموجودة لدى المشاركين الذين يعانون من السمنة.
ويشير الباحثون إلى أن الحرمان من النوم قد يفاقم حالة الالتهاب المرتبطة بالسمنة عن طريق زيادة الخلايا الأحادية غير التقليدية، التي تعرف بدورها في الالتهاب.
وتخطط الراشد لمواصلة استكشاف تأثير الحرمان من النوم على الخلايا المناعية وتحديد ما إذا كان يمكن عكس هذه التغيرات من خلال تعديلات سلوكية.
وفي الوقت الحالي، ينصح بتجنب السهر طوال الليل. وإذا كنت تواجه صعوبة في النوم، يمكنك تجربة تمارين التنفس، التصور الذهني، الحيل العقلية، إلغاء الضوضاء، أو بعض المكملات الغذائية.
نشرت هذه النتائج يوم الاثنين في مجلة Journal of Immunology.
المصدر: نيويورك بوست
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف خطراً حقيقياً للأطعمة فائقة المعالجة
ربطت دراسة حديثة بين أكثر من 124 ألف حالة وفاة مبكرة يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة على مدار عامين، وبين الآثار الصحية الضارة الناجمة عن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.
قاد الدراسة باحثون برازيليون، وحللوا بيانات استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة من عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والبرازيل وكندا وكولومبيا وتشيلي والمكسيك.
ولحساب التأثير، طور المؤلفون تقييماً مقارناً للمخاطر، فحصوا فيه العلاقة بين نسبة الأطعمة فائقة المعالجة في النظام الغذائي ومعدل الوفيات لجميع الأسباب في كل دولة.
وباستخدام نموذج إحصائي، قدروا نسبة الوفيات المبكرة القابلة للوقاية المرتبطة باستهلاك هذه الأطعمة. واستندت نتائجهم إلى بيانات مستخلصة من دراسات دولية متعددة ومن تقرير "العبء العالمي للأمراض" لعام 2021، وفقاً لما ذكره المؤلف الرئيسي "إدواردو إيه. إف. نيلسون"، الباحث في مجال التغذية بجامعة ساو باولو.
وأظهرت النتائج أن نسبة الوفيات المبكرة المرتبطة بالأطعمة فائقة المعالجة تراوحت بين نحو 4% في الدول ذات الاستهلاك المنخفض، إلى ما يقرب من 14% في الدول ذات الاستهلاك المرتفع مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. وفي الولايات المتحدة وحدها، ارتبط ما يقرب من 125 ألف حالة وفاة مبكرة خلال عامي 2017 و2018 باستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.
وفي البرازيل، تجاوز عدد الوفيات المرتبطة بها 25 ألف حالة خلال نفس الفترة. كما قدرت الدراسة، التي نشرت في مجلة "أميركان جورنال برفينتاتيف مديسين"، أن بريطانيا سجلت أكثر من 17 ألف حالة وفاة مرتبطة بالأطعمة المعالجة بين عامي 2018 و2019، بينما سجلت المكسيك نحو 17 ألف حالة في عام 2016. كما سجلت كندا أكثر من 7700 حالة وفاة من هذا النوع في 2016، وأستراليا 3277 حالة، وكولومبيا 2813 حالة في 2015، وتشيلي 1874 حالة في 2010 .
ووجد الباحثون أن كل زيادة بنسبة 10% في استهلاك الأطعمة المعالجة مثل الخبز والكعك والوجبات الجاهزة، ترفع خطر الوفاة قبل سن 75 عاماً بنسبة 3%. وأشار نيلسون، الذي يعمل أيضا مع مؤسسة أوزوالدو كروز في البرازيل، إلى أن المخاطر الصحية لا تعود فقط إلى المحتوى العالي من الدهون والملح والسكر في هذه الأطعمة، بل أيضاً إلى الإضافات مثل المحليات والنكهات الاصطناعية.
كما لاحظ الباحثون أن معدلات الوفاة كانت أعلى في الدول التي يعتمد فيها السكان على نسبة أكبر من مدخولهم اليومي للطاقة من الأطعمة فائقة المعالجة. وتضيف هذه النتائج إلى الأدلة المتزايدة التي تربط استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة مثل السرطان وأمراض القلب، بالإضافة إلى ارتفاع خطر الوفاة المبكرة بشكل عام. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الدراسة وجدت علاقة ارتباطية فقط، وليس علاقة سببية مؤكدة، بين استهلاك هذه الأطعمة والوفاة المبكرة.
المصدر: وكالات