موقع النيلين:
2025-04-23@23:46:22 GMT

الجيش إذ انتفض وانتصر… والشعب إذ يشتعل ويبتدر

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

في ذات مرة كان المتمرد حميدتي جالساً مع عدد من الضباط الكبار أو في احتفال عسكري لا أذكر بالضبط و فجأة ذكر أنه فريق أول من غير (ركن) لأن هذه الدرجة تُطلق على الضباط الذين التحقوا بالمعاهد العسكرية و نالوها بعد جهدٍ و مثابرة و علم غزير، و أردف قائلاً (هذه تحتاج لقراية كتيرة).
بدأت الحرب الأخيرة بغتة و مفاجأة للجمهور السوداني في أبريل 2023 ، بعد أن أُكملت كل خيوط المؤامرة بالخارج و من ضمنها زيادة قوات الدعم السريع أضعافًا مضاعفة من ما كانت عليه ، و الانتشار في كل المراكز الحيوية و المهمة التي كانت تحرسها و تُؤتمن عليها، و على طريقة تدريبها كانت الخطة تهدف لانقلاب خاطف و سريع لكن كما يعلم الجميع جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.


و بعد ذلك أمر المجرم عبدالرحيم دقلو قواته ، و قد كانت كثيرة العدد و العتاد، أن تستبيح منازل المواطنين فعاثوا فيها الفساد و سرقوا كل محتوياتها من مقتنيات وأثاثات و ذكريات، فلم يتركوا شيئا حتى الأواني المنزلية التي تراكمت بطول السنين لأجل مناسبات الأفراح و الأحزان، و في أحيان أخرى حتى أرضية المنازل لم يتركوها إضافة إلى تدمير البنيات التحتية من مستشفيات و محطات للكهرباء و المياه لتزيد من آلام و معاناة المواطنين، و لذا نجد أن الغُبن و الكراهية تتعاظم و تكبر و كأن الحرب قامت من أجل تعذيب الناس، هذه الحرب قد دمرت كل شيء إلا الإرادة الوطنية السامية.
و من قصص معركة الكرامة التي نشهد خواتيمها الآن، بذلت القوات المسلحة صمودا نادرا في الدفاع عن مقراتها و اصطف الشعب من حولها اصطفافا غير مسبوق و هذه من كرامات المعركة و دعوات أهل السودان أن يلطف الله بوطنهم، حيث كان من المفترض استبدال الشعب كله بشعب آخر و من ثمة سرقة موارد البلاد رويدا رويدا و بيعها أو تقديمها للكُفلاء على طبقٍ من ذهب. و الناس و العالم كله يرى بأم عينه ما جرى في السودان من انتهاكات يندى لها وجه الإنسانية.
الكفيل الشرعي يدفع بسخاء لتزويد المتمردين بالأسلحة المتطورة و جلب المقاتلين المرتزقة من بعض دول الجوار ليقاتلوا في المعركة و يزيدوا من أوار الحرب و يحققوا كل أغراضها كما جاء في خططهم الأولى … و لكن الجيش و القوات المساندة الأخرى، و مِن خلفهم الشعب استردوا شيئا فشيئا، وعنوة واقتداراً، كل ما استلبه التمرد ، و عمت الفرحة كل السودانيين في الداخل و الخارج في مواكب فرح لا نهائي بعد أن أذاقهم التمرد (الفاشي) كل ويلات الحرب من إبادة جماعية و تطهير عرقي و قتل على الهوية و اغتصاب للنساء الحرائر و ترويع للطمأنينة العامة للأطفال و كبار السن، و في انتظار العُرس الخاتم بطرد التمرد من كل شبر دنسه من أرض السودان لتكون الأمة السودانية قد قاومت بدماء الشهداء أكبر مشروع استيطاني و تآمري على دولة حرة ذات سيادة.
هذا البذل الوطني الكبير يحتاج إلى توثيق دقيق و ممنهج من كل الجهات المبدعة في السودان من الكُتّاب و الصحفيين و المخرجين و التشكيليين و السينمائيين إضافة للإعلام العسكري لإنتاج أفلام و كُتب عن معركة الوجود السوداني الذي تمثله معركة الكرامة، و ذلك بتجميع القصص و الروايات عن بسالة القوات المسلحة و صمود الشعب و صدهما للهجمة التتارية الهوجاء.
الحرب مَسّت كل مواطن في السودان بدون استثناء الغني و الفقير و المهمش و غير المهمش و الذي يعمل عمل عملا راتبا و الآخر الذي على باب الله، كلهم خسروا خسارات فادحة حتى ذكرياتهم من الصور الفوتغرافية و الشهادات الأكاديمية و مكتباتهم الشخصية ناهيك عن أكبر الأشياء و أبسطها.
سنلتقي في الوطن قريبا بإذن الله من أماكن النزوح في المناطق الآمنة و عواصم اللجوء المختلفة. شكرا كثيرا و جزيلا و حميما لأبناء السودان المغتربين في كل فجٍّ عميق على المساندة اللازمة و المساهمة الفاعلة في حفظ كيان و كرامة أهله.

عادل عبدالرحمن عمر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎

 

أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، مقتل 47 مدنياً وإصابة عشرات في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد.

الخرطوم ـــ التغيير

وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بالفاشر في بيان، إن قوات الدعم السريع “مستمرة في استهداف المدنيين بشكل ممنهج، حيث استخدمت حوالي 250 قذيفة مدفعية خلال قصفها على أحياء الفاشر أمس الاثنين”، بحسب وكالة السودان للأنباء.

وأضافت: “أسفر هذا القصف المدفعي المكثف عن مقتل 47 مدنياً، بينهم 10 نساء، وإصابة عشرات من المدنيين تم نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية”.

وأشارت إلى أن قوات الجيش دمرت منصة لإطلاق المدافع للدعم السريع شمال مدينة الفاشر.

ومنذ أيام تواصل قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على مدينة الفاشر، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية.

و الأسبوع الماضي  هاجمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور وأعلنت سيطرتها عليه، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى لمقتل 400 شخص ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.
وتشهد الفاشر منذ 10 مايو  2024، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ومنذ أبريل  2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

وبدأت في الفترة الأخيرة تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في ولاية الخرطوم، بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار رسمية أخرى.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات في إقليم دارفور غربي السودان.

الوسومالجيش الدعم السريع الفاشر ضحايا مدنيين

مقالات مشابهة

  • ناجى الشهابي: نصر أكتوبر أسقط أسطورة الجيش الذي لا يقهر
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎
  • الجيش الأمريكي يكشف عن المستقبل المظلم الذي ينتظر مليشيا الحوثي في ظل فاعلية ترومان و فينسون
  • بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني
  • حقيقة الحرب في السودان
  • الجيش السوداني يوجه ضربة حاسمة ضد ميليشيا الدعم شمال الفاشر
  • جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي
  • جيش جنوب السودان يستعيد بلدة رئيسية من الجيش الأبيض
  • خالد كودي .. أوهام الراديكالية
  • في العام الثالث للحرب.. من ركام الالم خرجت الانتصارات