عربي21:
2025-03-31@10:37:19 GMT

التردي العربي والفلسطيني

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

كل مؤشرات سياسة إسرائيل وعدوانها على الأرض الفلسطينية من الضفة والقدس إلى غزة، تقول إنها ماضية بتنفيذ سياسة الفصل العنصري هناك، واستكمال جرائم التطهير العرقي للسكان في شمال الضفة، مع كل دلائل مواجهة هذا العدوان الشامل، بتردد وضعف فلسطيني وعربي ودولي، يمنح إسرائيل الوقت ويهيئ لها الظروف لزيادة الغطرسة والتمدد، وهو ما اتضح بعد وقف إطلاق النار في غزة.

ومحاولة تخريب هذا الاتفاق بتدمير مخيمات الضفة الفلسطينية وإعادة احتلالها وتهجير سكانها، تطرح سؤال الفلسطينيين عما تبقى من أوسلو "اتفاق وملاحق أمنية واقتصادية"، وهو سؤال موجه للعالم العربي وللمجتمع الدولي المنافق، الذي بقي طوال 15 شهرا يصرخ عن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويتألم لمصير الرهائن في قبضة المقاومة، فيما مصير قضية وشعب وأرض على المحك الأكثر خطورة.

والقضية الفلسطينية تعيش اليوم خارج أفق الاهتمام العربي والدولي الفعلي، بعجز فلسطيني رسمي، وذلك يقلل من فرص مواجهة المخاطر والمشاريع المطروحة، والتي ينفذ قسم كبير منها في مدن الضفة الفلسطينية، لترسيخ الفكرة الصهيونية لضم الأرض وتهجير سكانها. وعليه يبدو الطموح العربي والفلسطيني الرسمي والدولي لفكرة السلام في المنطقة العربية بدولة فلسطينية، هو محض خيال ووهم، بعد تقليص إسرائيل هذا الطموح وحصره بالتطبيع من خلال فرض القوة، وإعادة احتلال أراضٍ عربية في سوريا ولبنان بعد احتلال غزة وتدميرها والانتقال للضفة لتعميم نموذج الإبادة الجماعية، وتهديد مصر والأردن بسياسة التطهير العرقي من غزة والضفة.

القضية الفلسطينية تعيش اليوم خارج أفق الاهتمام العربي والدولي الفعلي، بعجز فلسطيني رسمي، وذلك يقلل من فرص مواجهة المخاطر والمشاريع المطروحة، والتي ينفذ قسم كبير منها في مدن الضفة الفلسطينية، لترسيخ الفكرة الصهيونية لضم الأرض وتهجير سكانها
ولا يترك كل ذلك مجالا للشك أو تأتأة بالموقف كما يحصل في مواجهة الطرح الأمريكي الصهيوني لفكرة التطهير العرقي، وتأجيل الرد عليها لقمة قادمة، في الوقت الذي يعبر فيه صراحة وزير دفاع إسرائيل كاتس بأنه من غير المسموح لـ40 ألف فلسطيني من العودة لمنازلهم في جنين وطولكرم بعد تنفيذ إسرائيل لجريمة تدمير منازلهم وإجبارهم على النزوح تحت تهديد السلاح، وهذه جريمة حرب ليست بحاجة لوصف.

العودة لجوانب القضية الفلسطينية، بنفس الأحلام والأوهام، لم تعد حلا، في هذه التجربة الكل يعرف ثمن المكابرة الفارغة، والتي كانت كلفتها الفلسطينية باهظة، ومردودها العربي جلي بنظرة الاستعلاء الأمريكي الصهيوني للنظام العربي وإهانته المتكررة، فإذا كان موقف هذا النظام فيه بعض الممانعة لطروحات ترامب عن التهجير، جعلته يقول: لن أفرض خطتي على أحد، فلنا أن نتخيل لو كانت هناك صلابة حقيقية أمام العدوان والحصار المستمر، لمواجهة عنجهية صهيونية تستهدف المنطقة العربية، لأخذت الأحداث مسارا مغايرا للرغبة الإسرائيلية التي أنجزت بعض جوانبها وجرائمها.

ولو غادرت السلطة الفلسطينية وشريكها في الانقسام، مربع التردد لإنهاء مسخرة المواقف، لما كان نتنياهو يتجول بزهوٍ في طولكرم، فكم هو بحاجة هذا العقل العربي والفلسطيني لأدلة وقرائن، تقنعه ببؤس خياراته وسياساته وسلوكه، وكم هو بحاجة لزمن يكتشف فيه أكاذيب وخداع إسرائيل. طموح الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال، كأي شعب، منهله سلامة بيته ووحدته، وبأن تعود قيادته السياسية للشارع، كي تستقي منه أدواتها التحريضية لمتابعة صراعها مع احتلال استيطاني إحلالي، يفرض أجندته لشطب الوجود الفلسطيني. على ما تقدم، كان هناك عكس هذا الطموححقيقة موقف السلطة الفلسطينية مخزية لحد كبير يفوق موقف أشقائها في أنظمة الخذلان العربي بالصمت على احتلال يسلبها كل كرامة ودمر كل شيء يعرف السلطة بـ"الوطنية".

في الأسبوعين الماضيين كان نشاط السلطة مرتفع لحد الذروة، بالهجوم على المؤتمر الوطني الفلسطيني، تختفي هذه الشجاعة لمواجهة الاحتلال وتنضم لمربع خذلان عربي تريد منه كلاما وأفعالا، بينما التسلح والتذخر بالمناكفة والعجز لمنع تصحيح وإصلاح البيت الفلسطيني ساهم بالخراب الفلسطيني ومرر عدوان المحتل وطور جرأته في الجرائم.

طموح الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال، كأي شعب، منهله سلامة بيته ووحدته، وبأن تعود قيادته السياسية للشارع، كي تستقي منه أدواتها التحريضية لمتابعة صراعها مع احتلال استيطاني إحلالي، يفرض أجندته لشطب الوجود الفلسطيني. على ما تقدم، كان هناك عكس هذا الطموح. وثمن الصمود والثبات لشعب محتل، ليس في تقديم الثناء لبديهيات يمارسها منذ قرن، ولا وصف الطموح الصهيوني بالوهم، بل بالتوجه الفوري لمغادرة خندق الوهم والتردد لتصيح بنيان الفلسطينيين كبداية لعمل ضخم يبنى عليه ثبات وصمود شعب فوق أرضه ويؤسس لحريته، بدل التمسك بحالة التردي العربي والفلسطيني وكمنجز وطني.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية العربي المقاومة احتلال احتلال فلسطين مقاومة عرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربی والفلسطینی

إقرأ أيضاً:

مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف

غزة – كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة، شرط موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

ويأتي هذا التطور في وقت أكدت فيه مصادر إسرائيلية أن حركة الفصائل وافقت لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء دون شروط مسبقة مثل “هدنة” طويلة الأمد.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن تل أبيب مستعدة لدراسة مسألة إدخال الإمدادات إلى غزة، لكنها تشدد على ضرورة ضمان وصولها إلى المدنيين وليس إلى الفصائل المسلحة.

وأضاف المصدر: “من وجهة نظرنا، جميع الأسرى في قطاع غزة في وضع إنساني، ونطالب بضمانات لسلامتهم خلال الهدنة والمفاوضات”.

ورغم هذا الانفتاح، فإن إسرائيل ترفض بشكل قاطع شروط حركة الفصائل لإنهاء الحرب، متمسكة بالمطالب التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الصيف الماضي، والتي تشمل السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، ونزع سلاح حركة الفصائل، إزالة سلطتها في القطاع ووقف التحريض والتعبئة ضد إسرائيل، وإطلاق سراح جميع الأسرى بمن فيهم الجندي هدار غولدين.

ووفقا لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، فإن إطلاق سراح جميع الأسرى لدى حركة الفصائل، سواء الأحياء أو المتوفين، سيتم على مرحلتين: الأولى عند بدء المحادثات، والثانية عند انتهائها. ويرى ويتكوف أن تقسيم الصفقة إلى مراحل متعددة كما جرى سابقا أدى إلى صعوبات وتعقيدات كبيرة، بسبب ما وصفه بـ “انتهاكات حركة الفصائل المتكررة”.

وأشار ويتكوف إلى أن تجارب الإفراج السابقة شهدت تجاوزات مثل استبدال جثة شيري بيباس، والاحتفالات التي رافقت إطلاق سراح بعض الأسرى، إضافة إلى التعذيب النفسي الذي تعرض له الأسيران غاي غلبوع وإيفاتار ديفيد.

وقال: “لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة، ولهذا نطالب بإطلاق سراح الأسرى على دفعتين فقط”.

من المتوقع أن تستغرق المحادثات خمسين يوما، حيث سيتم إطلاق نصف الأسرى الأحياء والأموات عند بداية المفاوضات، والنصف الآخر في نهايتها. وإذا سارت المفاوضات بشكل إيجابي، فسيتم الإفراج عن جميع الأسرى.

وفي المقابل، حذرت إسرائيل من أنها ستزيد من الضغط العسكري على غزة في حال لم تستجب حركة الفصائل بشكل إيجابي للعرض المقدم عبر الوسطاء. كما أكدت أن أي إدخال للإمدادات سيتم فقط بضمان وصولها للسكان المدنيين وليس للفصائل المسلحة، مطالبة الوسطاء بضمانات واضحة لسلامة الأسرى خلال أيام التهدئة والمفاوضات.

وأكد مصدر إسرائيلي مطلع حدوث تطور مهم خلال نهاية الأسبوع، حيث وافقت حركة الفصائل لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إضافيين دون ربط ذلك بـ “هدنة” طويلة الأمد، وهو ما يمثل تغييرا في موقفها التفاوضي.

ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن الإفراج عن الأسرى يجب أن يتم وفق المخطط الذي وضعه ويتكوف، رافضة أي صفقات جزئية أو مشروطة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف
  • إسرائيل توسع شبكة طرق في أكبر مستوطنات الضفة
  • إسرائيل تصادق على شق طريق استيطاني بالقدس وحماس تدعو للمقاومة
  • إسرائيل تبدأ مشروعاً استيطانياً يفصل شمال الضفة عن جنوبها
  • البرلمان العربي يؤكد دعمه لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه
  • باحث سياسي: إسرائيل تريد تفكيك العنوان السياسي للشعب الفلسطيني
  • إسرائيل تفكك مخيمات جنين وطولكرم وتضم أكثر من 52 ألف دونم من أراضي الضفة
  • البرلمان العربي يرفض مخططات تهجير الشعب الفلسطيني
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ضد محاولات تهجير الشعب الفلسطيني
  • مصطفى بكري: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم عدوان إسرائيل