كل مؤشرات سياسة إسرائيل وعدوانها على الأرض الفلسطينية من الضفة والقدس إلى غزة، تقول إنها ماضية بتنفيذ سياسة الفصل العنصري هناك، واستكمال جرائم التطهير العرقي للسكان في شمال الضفة، مع كل دلائل مواجهة هذا العدوان الشامل، بتردد وضعف فلسطيني وعربي ودولي، يمنح إسرائيل الوقت ويهيئ لها الظروف لزيادة الغطرسة والتمدد، وهو ما اتضح بعد وقف إطلاق النار في غزة.
والقضية الفلسطينية تعيش اليوم خارج أفق الاهتمام العربي والدولي الفعلي، بعجز فلسطيني رسمي، وذلك يقلل من فرص مواجهة المخاطر والمشاريع المطروحة، والتي ينفذ قسم كبير منها في مدن الضفة الفلسطينية، لترسيخ الفكرة الصهيونية لضم الأرض وتهجير سكانها. وعليه يبدو الطموح العربي والفلسطيني الرسمي والدولي لفكرة السلام في المنطقة العربية بدولة فلسطينية، هو محض خيال ووهم، بعد تقليص إسرائيل هذا الطموح وحصره بالتطبيع من خلال فرض القوة، وإعادة احتلال أراضٍ عربية في سوريا ولبنان بعد احتلال غزة وتدميرها والانتقال للضفة لتعميم نموذج الإبادة الجماعية، وتهديد مصر والأردن بسياسة التطهير العرقي من غزة والضفة.
القضية الفلسطينية تعيش اليوم خارج أفق الاهتمام العربي والدولي الفعلي، بعجز فلسطيني رسمي، وذلك يقلل من فرص مواجهة المخاطر والمشاريع المطروحة، والتي ينفذ قسم كبير منها في مدن الضفة الفلسطينية، لترسيخ الفكرة الصهيونية لضم الأرض وتهجير سكانها
ولا يترك كل ذلك مجالا للشك أو تأتأة بالموقف كما يحصل في مواجهة الطرح الأمريكي الصهيوني لفكرة التطهير العرقي، وتأجيل الرد عليها لقمة قادمة، في الوقت الذي يعبر فيه صراحة وزير دفاع إسرائيل كاتس بأنه من غير المسموح لـ40 ألف فلسطيني من العودة لمنازلهم في جنين وطولكرم بعد تنفيذ إسرائيل لجريمة تدمير منازلهم وإجبارهم على النزوح تحت تهديد السلاح، وهذه جريمة حرب ليست بحاجة لوصف.
العودة لجوانب القضية الفلسطينية، بنفس الأحلام والأوهام، لم تعد حلا، في هذه التجربة الكل يعرف ثمن المكابرة الفارغة، والتي كانت كلفتها الفلسطينية باهظة، ومردودها العربي جلي بنظرة الاستعلاء الأمريكي الصهيوني للنظام العربي وإهانته المتكررة، فإذا كان موقف هذا النظام فيه بعض الممانعة لطروحات ترامب عن التهجير، جعلته يقول: لن أفرض خطتي على أحد، فلنا أن نتخيل لو كانت هناك صلابة حقيقية أمام العدوان والحصار المستمر، لمواجهة عنجهية صهيونية تستهدف المنطقة العربية، لأخذت الأحداث مسارا مغايرا للرغبة الإسرائيلية التي أنجزت بعض جوانبها وجرائمها.
ولو غادرت السلطة الفلسطينية وشريكها في الانقسام، مربع التردد لإنهاء مسخرة المواقف، لما كان نتنياهو يتجول بزهوٍ في طولكرم، فكم هو بحاجة هذا العقل العربي والفلسطيني لأدلة وقرائن، تقنعه ببؤس خياراته وسياساته وسلوكه، وكم هو بحاجة لزمن يكتشف فيه أكاذيب وخداع إسرائيل. طموح الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال، كأي شعب، منهله سلامة بيته ووحدته، وبأن تعود قيادته السياسية للشارع، كي تستقي منه أدواتها التحريضية لمتابعة صراعها مع احتلال استيطاني إحلالي، يفرض أجندته لشطب الوجود الفلسطيني. على ما تقدم، كان هناك عكس هذا الطموححقيقة موقف السلطة الفلسطينية مخزية لحد كبير يفوق موقف أشقائها في أنظمة الخذلان العربي بالصمت على احتلال يسلبها كل كرامة ودمر كل شيء يعرف السلطة بـ"الوطنية".
في الأسبوعين الماضيين كان نشاط السلطة مرتفع لحد الذروة، بالهجوم على المؤتمر الوطني الفلسطيني، تختفي هذه الشجاعة لمواجهة الاحتلال وتنضم لمربع خذلان عربي تريد منه كلاما وأفعالا، بينما التسلح والتذخر بالمناكفة والعجز لمنع تصحيح وإصلاح البيت الفلسطيني ساهم بالخراب الفلسطيني ومرر عدوان المحتل وطور جرأته في الجرائم.
طموح الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال، كأي شعب، منهله سلامة بيته ووحدته، وبأن تعود قيادته السياسية للشارع، كي تستقي منه أدواتها التحريضية لمتابعة صراعها مع احتلال استيطاني إحلالي، يفرض أجندته لشطب الوجود الفلسطيني. على ما تقدم، كان هناك عكس هذا الطموح. وثمن الصمود والثبات لشعب محتل، ليس في تقديم الثناء لبديهيات يمارسها منذ قرن، ولا وصف الطموح الصهيوني بالوهم، بل بالتوجه الفوري لمغادرة خندق الوهم والتردد لتصيح بنيان الفلسطينيين كبداية لعمل ضخم يبنى عليه ثبات وصمود شعب فوق أرضه ويؤسس لحريته، بدل التمسك بحالة التردي العربي والفلسطيني وكمنجز وطني.
x.com/nizar_sahli
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية العربي المقاومة احتلال احتلال فلسطين مقاومة عرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربی والفلسطینی
إقرأ أيضاً:
طارق نصير من بغداد: نؤكد الدعم العربي والشعبي المتواصل لنصرة الشعب الفلسطيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشاد النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ ونائب رئيس البرلمان العرب، بانعقاد لجنة فلسطين التابعة للبرلمان العربي برئاسة محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي - رئيس لجنة فلسطين، اجتماعها في مقر مجلس النواب العراقي بالعاصمة بغداد.
وأشار نصير إلى أن انعقاد أعمال اللجنة في بغداد يأتي تاكيدا للدعم العربي والشعبي لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه في التمسك بأرضه.
نصرة الشعب الفلسطينيوثمن نصير تصريحات رئيس البرلمان العربي، التي أكد فيها أن احتضان العراق لاجتماع لجنة فلسطين يعكس مدى التضامن والتعاون بين مجلس النواب العراقي والبرلمان العربي من أجل نصرة أهلنا في فلسطين، لا سيما وهي تمر بلحظات صعبة وحاسمة، وشعبها يتعرض للإبادة الجماعية والتجويع والتهجير، وتدمير كامل لبنيته التحتية بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والإدارية ودور العبادة، وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق، في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء، وعدوان متواصل وتوسع استعماري غير قانوني، ومحاولات شرسة لتهجيره وإفراغ قطاع غزة من سكانه، وما يحدث في الضفة الغربية والقدس على غرار قطاع غزة.
القضية الفلسطينيةوأكد اللواء طارق نصير أن القضية الفلسطينية قضية مصر الأولى والعرب وأن مصر كانت وستظل متمسكة بثوابتها القومية ودورها الأخلاقي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولن تسمح بتصفيتها عبر تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ووجه اللواء طارق نصير الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على مساندتة للشعب الفلسطيني والجهود التي تبذلها مصر لدعم الشعب الفلسطيني ماديا وسياسيا لإيقاف الحرب على غزة والعودة الي مائدة المفاوضات فهي السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وندد اللواء طارق نصير بالكيان الصهيوني الذي يخالف كل العهود والاتفاقيات الدولية واستمرارة في الهجمات الوحشية على الشعب الفلسطيني الأعزل للضغط على الاشقاء في فلسطين لتنفيذ مخطط التهجير لتصفية القضية الفلسطينية.
وحيا اللواء طارق نصير الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يفقد الآن أبسط أسباب البقاء على قيد الحياة مع تعمد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي يفرض علية إما الموت قصفًا وجوعًا أو التهجير وترك وطنه وأرضه.
وطالب اللواء طارق نصير كل الشعوب التي تسعى للسلام بالتضامن مع الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيرة مثل باقي شعوب العالم في العيش امنا مستقرا فهو واحب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون التزامًا سياسيًا تفرضه كافة المواثيق والأعراف الدولية.