البلاد- جدة، وكالات
تشهد العلاقات الروسية الأمريكية، تطورات إيجابية منذ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، ويحاول الطرفان البناء على محادثات الرياض، التي فتحت المجال لتفاهمات حول قضايا كبرى، بمقدمتها الحرب في أوكرانيا، وأشاد الكرملين بما وصفه بـ “الموقف المتوازن” لواشنطن، بعدما صوتت أميركا في الأمم المتحدة ضدّ قرار أعدته كييف والأوروبيون يدين الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة تتخذ موقفا أكثر توازناً يهدف إلى محاولة حل الصراع الأوكراني. ونحن نرحب بذلك”.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، مشروعي قرارين حول أوكرانيا، الأول أوكراني أوروبي حصل على 93 صوتا، مقابل 18 صوتا ضدّه، بما في ذلك الولايات المتحدة، وامتناع 65 دولة عن التصويت، ويشير إلى “الاحتلال الكامل لأوكرانيا من قبل روسيا”، ويكرر المطالب بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية، والثاني أميركي صوتت لصالحه 93 دولة مقابل رفض 8 دول له، وامتناع 73 دولة عن التصويت، يدعو إلى “إنهاء النزاع في أقرب وقت ممكن وتحقيق سلام دائم بين الطرفين”.
وطلبت واشنطن من أوكرانيا، سحب مشروع قرارها المدعوم أوروبيا، وقبول مشروعها الذي لا يتناول هجمات روسيا، لكن أوكرانيا رفضت.
وبالنظر إلى اهتمام ترامب بالاقتصاد والصفقات، حاولت موسكو العزف على هذا الوتر، إذ قال الكرملين الثلاثاء إنه يرى فرصًا للتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باحتياطيات روسيا الكبيرة من المعادن النادرة ذات الأهمية الإستراتيجية، وأضاف بيسكوف “هناك آفاق واسعة جدا تفتح في هذا المجال”، مشيرا إلى أن “الأميركيين يحتاجون إلى معادن نادرة. لدينا كمية كبيرة منها”.
وقبل ذلك بساعات، قال بوتين في مقابلة تلفزيونية “نحن مستعدّون لجذب شركاء أجانب إلى أراضينا الجديدة التي أعيدت إلى روسيا. هناك بعض التحفّظات. نحن مستعدّون للعمل مع شركائنا، بمن فيهم الأميركيون، في المناطق الجديدة”.
وسيطرت روسيا خلال الحرب التي اندلعت في 24 فبراير 2022 على أراض في شرق أوكرانيا وجنوبها يحتوي باطنها على كميات كبيرة من المعادن.
يأتي هذا في وقت يسعى ترامب للحصول من كييف على ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة التي تُستخدم بشكل خاص في صناعة الإلكترونيات، حيث أعلن مؤخرًا عن استقباله للرئيس الأوكراني زيلينسكي في البيت الأبيض، الأسبوع الجاري أو المقبل، لعقد الصفقة.
وقال بيسكوف إن روسيا مستعدة لاتفاق مماثل “مع توافر الإدارة السياسية لذلك”، مستدركًا بالحاجة إلى وقت لإعادة بناء العلاقات مع أميركا التي فرضت عقوبات شديدة على بلاده بسبب الصراع في أوكرانيا.
ورغم الترحيب بمقترحات ترامب وتقديم مزيد من المحفزات له، إلا أن الكرملين أعلن أن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا غير مقبول، تعليقاً على تصريح الرئيس الأميركي حول عدم ممانعته نشر قوات أوروبية لحفظ السلام هناك.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

الكرملين: السلام يحتاج إلى وقت وننتظر إشارات كييف

شعبان بلال (القاهرة)

أخبار ذات صلة «البنتاجون»: استهدفنا ألف موقع حوثي منذ منتصف مارس شي: الاقتصاد الصيني يجب أن يتكيف مع التغيرات الخارجية الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، أن روسيا تتوقع أن تُثمر الجهود الأميركية في عملية السلام مع أوكرانيا، مؤكداً دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمبادرة الهدنة، لكنه أشار إلى أن هناك «تفاصيل دقيقة» تُصعب إحراز التقدم بالسرعة التي تريدها واشنطن.
وأضاف بيسكوف: «ما زلنا نأمل أن تكلل جهود الولايات المتحدة بالنجاح، وأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لهذه العملية»، مشدداً على أن إجراء اتصال مباشر بين الرئيسين الروسي والأميركي دونالد ترامب «سيتم عند الحاجة».
ولفت بيسكوف إلى أن القيادة في موسكو، ترى أن السلطات في واشنطن تعول على نجاح سريع في عملية السلام في أوكرانيا، لكن يجب تسوية جميع التفاصيل، مضيفاً «نتفهم رغبة واشنطن في تحقيق نجاح سريع في هذه العملية، لكننا في الوقت نفسه، نأمل في إدراك أن تسوية الأزمة الأوكرانية معقدة للغاية ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها». 
التصريحات الروسية تأتي في أعقاب تعليقات ترامب في تقييم الأيام الـ 100 الأولى من ولايته الثانية، ووعوده لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
وأكد بيسكوف، أن بوتين «لا يزال منفتحاً» على الأساليب السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو «لم تسمع أي رد فعل من كييف».
وقال: «يجب أن تُبرم اتفاقية سلام مع أوكرانيا، وليس مع أميركا، أميركا تحاول التوسط، ونحن ممتنون على هذه الجهود الحثيثة».
بدوره، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام في أوكرانيا، وذلك بعد أيام قليلة من تشكيكه بنوايا نظيره الروسي. وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أنّ بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، قال ترامب «أعتقد ذلك».
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، أمس، أن أوكرانيا منفتحة على محادثات سلام بأي صيغة ممكنة بمجرد أن تتأكد كييف من أن موسكو على استعداد فعلاً للمضي قدماً في مسار السلام الصعب.
من ناحية أخرى، تبادلت روسيا وأوكرانيا القصف بالمسيرات الليلة الماضية وبدا القصف الروسي مكثفاً وأسفر عن قتيل و39 جريحاً في منطقتي دنيبرو وخاركيف الأوكرانيتين، بينما سقط 3 جرحى على الجانب الروسي بقصف أوكراني، وأعلنت موسكو إسقاط 34 مسيرة أوكرانية.
إلى ذلك، أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، فرحان حق، دعم الأمم المتحدة للجهود التي يقودها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنجاح محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ووقف العمليات العسكرية التي تسببت في خسائر إنسانية غير مسبوقة.
وقال فرحان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الأمم المتحدة تشجع كل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الممتدة لأكثر من 3 سنوات، وذلك بما يتماشى مع ميثاقها وقراراتها ذات الصلة.
وحذر من خطورة تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، جراء التصعيد العسكري المتواصل خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب التقديرات الأممية والدولية، فإن نحو 13 مليون شخص في أوكرانيا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بعدما أُجبر أكثر من 10 ملايين أوكراني على الفرار من منازلهم، من بينهم 3.7 مليون نازح داخلياً.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا: اتفاق المعادن ليس ردا للجميل.. بل شراكة استثمارية متكافئة
  • مصدر لـCNN: أمريكا وأوكرانيا توقعان اتفاقية المعادن النادرة
  • الكرملين: السلام يحتاج إلى وقت وننتظر إشارات كييف
  • المعادن النادرة مقابل المساعدات: كييف توافق على توقيع اتفاق استراتيجي مع واشنطن
  • "بلومبرج": أوكرانيا قد توقع اتفاق المعادن مع واشنطن اليوم
  • بلومبرج : وزيرة الطاقة الأوكرانية في طريقها إلى أمريكا لتوقيع صفقة المعادن
  • الكرملين: موسكو لم ترد علي أوكرانيا بشأن المفاوضات المباشرة مع روسيا
  • الكرملين: روسيا والولايات المتحدة نجحتا في كسر الجمود بالعلاقات الثنائية
  • الصين تهيمن اقتصاديا.. وأميركا تبحث عن مخرج صعب |تقرير
  • بعد تصريحات ترامب.. روسيا تشن هجومًا واسعًا على أوكرانيا