موقع النيلين:
2025-03-31@19:12:52 GMT

أسري وخاص ..كيف تبادل العرب و الزرقة الأدوار ؟

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

يناقشني أحد أبناء العمومة الأعزاء و هو غاضب : مشكلتنا الآن هي مع الجيش لأنه يقصف أهلنا في نيالا بالطيران !! . ثم مضى في طريقه للتهديد و الوعيد لهذا الجيش (الآثم)٠
لوقت طويل ظل شبابنا من عرب البقارة يحملون السلاح و يمّمون نحو الخرطوم مدفوعين بدعاية المليشيا التي سرت بينهم سريان النار في الهشيم. الدعاية التي حملتهم على “جهاد الطلب” القبلي المقدس في “دار جلّابة” فاعتمدوا على مقولات مبهمة حول تهميش الدارفوريين ، و إستئثار الجلابة بالثروات و أي كلام متصل بالكلمة المقدسة : ” القضية”.

و القضية هي كلمة فاصلة في عُرف العرب تختصر لعيّيّ الكلام إيضاح المقاصد و شرح الأهداف. و كانت الحرب حينها مثمرة كثيرة الغنيمة قليلة التكلفة البشرية على الناس. ثم اشتد أوار الحرب و عادت الأنباء بقتل الكثيرين من شباب القضية في نواحي الخرطوم. و بدأ حينها أن للجلابة شباباً قادرين على الثأر و الإنتقام و ليس كما كتب يوسف ميخائيل عن المهدي أول قدومه للأبيض زائراً و داعيةً أن الناس رأوه “جميلاً أملس الجلد كما هو حال أهل البحر”.
حينها خرجت مقولات أخرى لتحرّض الشباب على مواصلة القتال في مشروع المليشيا رغم إنشغال الناعي و كثرة المآتم. فظهرت عبارة البيشي التي فض بها مجلساً غاضباً من عشيرته الذين لاموه على التمرد ضد الدولة. فقال لهم : إننا ذقنا حلوها فيجب أن نصبر على مرّها . و يعني بالحلو عهد الثروة السهلة و المعاش الضخم حال قتالك في اليمن. و في مجلس أقامه أعمامي لأحد قرابتي من الشباب المتحمسين ردّد حينها مقولة البيشي. فعرفت أنها شعار المرحلة التي تتطلب تذكيراً بفضائل آل دقلو السابقة عليك و الدين المعقود في عنقك لهم ، فقد حضر آوان قضائه. و قُتل هذا الشاب كما قُتل البيشي ، فصار القتال تحت راية المليشيا إنتحاراً و ليس موتاً محتملاً. و هنا أظهروا لنا شعار : اتنين بس ، نصر أو شهادة . و هم يعلمون أن إحتمال النصر قد استحال و بقيت الشهادة فقط على مذهبهم.

أعود لصاحبي الذي قال بأن القضية إنتقلت الآن إلى الدفاع و حماية الحواضن من إنتقام الجيش عبر الطيران العسكري المميت. و “شعار” حماية العرض من إغتصاب “-الجلابة” هو فصل جديد لحض شبابنا على القتال و جعل مهمة الجيش في إخضاع دارفور أصعب. لكن ذكرتني مقولات الطيران ما سمعته من بعض المقاتلين غير العرب خلال عملي في دارفور كطبيب بين ٢٠٠٦ إلى ٢٠١٢. فقد بدأت تمرد “حركة تحرير السودان” في جبل مرة ثم في شمال دارفور للإنتقام من طيران الجيش. و على هذا الشعار تم تجنيد المقاتلين و تدريب الشباب. و زادت هذه الدعاية عندما دخل مناوي بقواته إلى مطار الفاشر و دكّ الطائرات في مرابضها و أسر قائد القوة الجوية التابع للجيش السوداني آنذاك. سرت هذه الدعاية سريان النار في الهشيم و كان الأمل أن تنتصر “التاتشر” على الطيران. خلال عشرين سنة كلّنا يعلم الدمار الذي لحق بدارفور “الغير عربية” و التي حاولت تجييش شبابها ضد الدولة و طيرانها. الآن اختار مناوي كرسيّاً أثيراً في قيادة تلك الدولة التي ترسل الطائرات ، بينما رضي هذا العربي الغاضب ببدء طريق مناوي من أوله : التهديد و الوعيد الغاضب ضد نتائج القصف الجوي و الثأر بالإنتقام. من أقنع عرب دارفور بالسماح لدقلو بحملنا على تبادل الأدوار مع قوات مناوي ؟ لماذا صرنا خصوماً للطيران و مستعدين لبدء عقدٍ أو عقدين من القتال ضد الآلة الحربية الرهيبة لنصل إلى ذات القناعة التي وصلها المحاربون ضد الطيران عبر العقود.

عرب دارفور لديهم حياة وادعة في حواكيرهم خاصة في أراضي المسيرية و السافنا الغنية حول نيالا. و لقد جرى إستغلالهم ليكونوا وقوداً لحربٍ لا تحقق مصالحهم و ليس لديهم أي رؤية للإنتصار فيها إلا اللهم شماتة العناصر القبلية المناوئة التي حاربت الوهم القادم من السحاب و تسعد اليوم بتسرب ذلك الوهم إلى منافسيها القبليين من العرب ليشربوا من ذات الكأس . ابن عمي العزيز الذي توعد بالصمود أمام الطائرات غادر مجموعة الواتساب يومه ذاك. لكنه قد يقرأ هذا المقال الآن أو في أي يوم قبل أن ألتقيه بعد عقدٍ من الزمان إن طالت بنا الحياة لنرى نتائج تجريب المجرّب في هذا البلد الذي خبِر جيشه الحروب. بينما دفع البسطاءُ فيه حياتهم لأنهم سمحوا للمحرضين و الفتّانين بإشعال النيران. أكتب له اليوم لنصل إلى كلمة سواء و لأقترح عليه أن نلتقي في بورتسودان ليوم واحد و غرض واحد. و هو فقط أن نسأل مناوي إن كان ما زال تعتمل في صدره نوازع الإنتقام و الثأر من الطيران ؟ أم علمته الأيام حكمة جديدة و مساراً آخر.

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رهاب الطيران يعيق سفرك… هذا ما عليك فعله!

#سواليف

رغم التكنولوجيا التي تتطوّر يوماً بعد يوم، وتأكيد الخبراء في #عالم_الطيران استناداً إلى علم الطيران، أنّ #الطائرة هي إحدى أكثر وسائل النقل أماناً، لا يزال عدد كبير من الناس يخافون السفر في الطائرة، وهو حالة تُسمّى بـ “رهاب الطيران” أو الأييروفوبيا. لكلّ أسبابه طبعاً. لكن لا شكّ في أنّ الأمر غير مرحّب به البتّة، خصوصاً إذا كان ضمن عائلة واحدة أو ثنائي يريد #السفر في #إجازة، فالأمر محرِج للشخص الذي يخاف، ومربِك ومزعج لمَن يرافقه، ويحرمهما متعة السفر.

قد تعلم أنّ خوفك غير منطقي وأنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ السفر الجوّي يُسجل أدنى معدّلات وفيات بين وسائل النقل الأخرى، لكنّك لا تستطيع التغلّب على هذا القلق بعقلك.

لماذا يعاني الشخص من رهاب الطيران؟
لا يوجد سبب محدَّد لرهاب الطيران، فخوف كلّ شخص فريد من نوعه، سواء أكان متجذراً بسبب صدمة سابقة، أو اضطراب قلق عام، فهناك محفّزات عديدة مثل الإقلاع والهبوط، أفكار حول انتشار حريق أو مرض في الطائرة، الاضطرابات الجوية، أحداث تحطّم طائرة، أو ببساطة عدم الإلمام بعالم الطيران، تقول المعالجة النفسية الأستاذة المحاضرة في جامعة الروح القدس الكاسليك الدكتورة سندي الترك، في حديث إلى”النهار”.

مقالات ذات صلة السعودية ..غدا الأحد أول أيام عيد الفطر 2025/03/29

يمكن أن تزيد أنواع أخرى من الرهاب (الفوبيا) من تفاقم رهاب الطيران، مثل رهاب المرتفعات، الخوف من الاحتجاز داخل الطائرة أو عدم القدرة على الهروب من مكان ما أو طلب المساعدة ورهاب الأماكن المغلقة.

يشعر الشخص الذي يخاف من الطيران بأعراض مثل الدوخة، التعرّق المفرط، خفقان القلب، الغثيان، ضيق في التنفّس، ارتجاف واضطراب في المعدة.

كيف تتعامل مع رهاب الطيران؟

اكتشف سبب الخوف، فقد يكون ذلك نتيجة تجارب سابقة لرحلة مضطربة، أو سماع قصص من الآخرين في طفولتك زادت من خوفك، أو معتقدات ذات صلة ربما ساهمت في هذا الخوف. جرّب العلاج بالتعرّض التدريجي، لتهدئة جهازك العصبي، كمشاهدة مقاطع فيديو لطائرات تقلع، أو زيارة مطار من دون ركوب طائرة، لتشكّل الثقة بدلاً من الذعر. تعلّم تقنية تنفّس بسيطة في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق على متن الطائرة: استنشق لمدّة أربع ثوانٍ، ثمّ احبس أنفاسك لمدّة أربع ثوانٍ، ثمّ ازفر لمدة أربع ثوانٍ، ثم احبس أنفاسك مرة أخرى لمدّة أربع ثوانٍ. عند التوتر خلال رحلتك، قم بتمرين “5-4-3-2-1″، الذي يقوم على تحديدك خمسة أشياء تراها، وأربعة أشياء تلمسها، وثلاثة أشياء تسمعها، وشيئين تشمّهما، وشيء واحد تتذوقه، ليبقى ذهنك حاضراً بدلاً من التركيز على الخوف. فكّر في العلاج السلوكي المعرفي لتحديد المخاوف غير المنطقية المتعلقة بالطيران ومواجهتها، واستبدال أفكار أكثر توازناً بالأفكار المبالَغ فيها. تجنَّب المحفّزات مثل الكحول والكافيين أو السكر، فالكافيين يسبّب القلق، والسكر قبل الرحلة يزيد من قلقك على رغم أنّه يُوفّر راحةً موقّتة. والكحول والسكر يُسببان ارتفاعاً حادّاً في مستويات السكر في الدم أثناء هضمهما، وهذه الزيادة المفاجئة في نبضات القلب تؤدّي إلى تسارعها. أبقِ عقلك مشغولاً أثناء الرحلة لصرف انتباهك عن أيّ مخاوف، كقراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى أو مشاهدة فيلم، بذلك يقلّ الوقت المتاح لك للتفكير في مخاوفك والتأمل فيها. تحدّث مع طاقم الطائرة قبل الإقلاع لتهدئة أعصابك. لذا، إطرح أيّ أسئلة لديك، فسيُزيل ذلك غموض الطيران ويساعدك على فهم المزيد عن الأمور مثل الاضطرابات الهوائية، والتي قد تُثير مخاوف الكثيرين.

-افهم أنّ الطيران هو أحد أكثر طرق السفر أماناً، إذ صُمّمت الطائرات للتعامل مع الاضطرابات الهوائية، ويتدرب الطيارون فيها تدريباً مكثفاً على كلّ سيناريو.

تعرّف إلى علم الطيران لاستبدال الفهم بالخوف، وتعرّف إلى المزيد حول سلامة الطيران، وفهم الأنظمة المعمول بها للحفاظ على سلامتنا.

نصائح ستفيدك!

هدئ نفسك جيداً قبل ركوب الطائرة وفي يوم سفرك. لا تكدّس كلّ مهماتك وأعمالك المنزلية قبل المغادرة. ردّد شعاراً أو قولاً لنفسك، لتخفيف التوتر والشعور بالاسترخاء، مثل أشعر بالثقة بأننا سنهبط بسلام، أنا متحمس لوجهتي التالية، وذكّر نفسك بأنّه وقعت حوادث بالفعل، لكن تُقلع ملايين الطائرات وتهبط بسلام كل عام دون حوادث. برّد جسمك بالأطعمة والمشروبات الباردة، وضع شيئاً بارداً على جبهتك لتقليل التوتر. تأكّد من تزوّدك بأدوات حسية مثل الحلوى الحامضة والمستحضرات الصغيرة المعطرة. اطلب من رفقائك في السفر لمسك بلطف، أو تدليك فروة رأسك بهدوء. استفد من البطانيات المُثقلة، ستشعرك بالراحة ابحث عن طرق للتركيز على الحاضر، مثل عدّ جميع من حولك على متن الطائرة، وفرزهم بحسب الجنس والعمر، لتُهمل أفكار القلق قريباً في ذهنك.

استلهم الراحة من تجاربك السابقة في الطيران
يقول كارول إن المسافرين القلقين قد يفكرون في التخلص من خوفهم. يكمن السرّ في تحديد أنماط التفكير السلبيّة وتحديها، وإعادة صوغها لتكون أكثر واقعية وإنتاجية.

قد تُخبر نفسك، على سبيل المثال، أنك سافرت على متن عشرات الرحلات الجوية من قبل، وكلها هبطت بسلام. أو يمكنك تذكير نفسك بأنّ الطيارين في قمرة القيادة قضوا مئات الساعات في التدريب على هذه الرحلة تحديدًا. يقول: “أنت تستخدم الجزء العقلاني والمنطقي من دماغك لمواجهة الجزء الخوفي المُحرك بالعواطف. هذا فعّال للغاية”.

توقّف عن متابعة الأخبار
قد يبدو من المستحيل الهروب من عناوين الأخبار حول سبب تحطّم طائرة “أميركان إيغل” الرحلة رقم 5342 في واشنطن العاصمة، أو مقاطع الفيديو من داخل طائرة “دلتا” التي انقلبت على سقفها أثناء هبوطها في تورنتو. لكنّ كارول ينصح بتجاهل الأخبار المتعلقة بالطيران، بما في ذلك التكهّنات حول كيفية تأثير تسريح موظفي إدارة الطيران الفيدرالية على السلامة. يقول: “لا نعرف بعد كيف ستسير الأمور، والقلق لن يضمن سير رحلتك بسلاسة. إن أمكن، ابدأ بتجاهل الأخبار قبل أسبوعين على الأقل من رحلتك. قد تبدو هذه فترة طويلة لشخص مدمن على الأخبار”. “لست مضطراً للتوقّف فجأة، لكنّ تقليل متابعة الأخبار تدريجياً سيجعلك أكثر هدوءاً بشكل عام”.

مقالات مشابهة

  • مناوي يكشف عن استهداف الدعم السريع معسكر نازحين في دارفور
  • طيران الجيش السوداني ينقذ النازحين فى دارفور
  • فجبريل أو مناوي أنفسهم لن يستطيعوا السكن وسط تلك الأحزمة
  • مناوي: المخرج هو الوفاق
  • حميدتي الآن أحرص من الجيش على نهاية الدعم السريع
  • من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو
  • رهاب الطيران يعيق سفرك… هذا ما عليك فعله!
  • انطلاق الأدوار النهائية لكأس العالم لسلاح السيف للسيدات في استاد القاهرة