العروبة ليست شعارًا.. بل قوة تصنع التاريخ
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مر الزمان، كانت العروبة صخرة تتكسر عليها المؤامرات، وكان العرب هم صناع المواقف حين تشتد الخطوب وتتعاظم التحديات.. واليوم، ونحن أمام واحدة من أعقد المراحل التي تواجه الأمة العربية، تثبت مصر مرة أخرى أنها قلب العروبة النابض وحصنها المنيع، حيث تتحرك بقوة وعزم للتصدي لمخططات تحاك في الخفاء والعلن لإعادة رسم خارطة المنطقة وفق أهواء القوى المتربصة بحقوق الشعوب.
القاهرة، التي طالما كانت مركز القرار العربي، تستعد لاستضافة القمة العربية الطارئة، في لحظة فارقة تحتاج فيها الأمة إلى خطاب موحد ورؤية واضحة لمستقبل لا يُفرض عليها بل تصنعه بأيديها. تأتي هذه القمة بينما تتصاعد وتيرة المؤامرات التي تستهدف جوهر القضية الفلسطينية، حيث لا تقتصر التحديات على الاحتلال فقط، بل تتعزز بمواقف منحازة ودعم لا محدود من قوى دولية تحاول فرض واقع جديد على الأرض.
والإدارة الأمريكية الحالية، رغم تصريحاتها المتناقضة، تواصل تقديم الغطاء السياسي والدعم الاقتصادي للمخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة وفقًا لرؤية لا مكان فيها لحقوق العرب المشروعة. فالحديث عن مشاريع اقتصادية بديلة، وأفكار مثل "الريفيرا العربية" على شواطئ غزة، ما هي إلا محاولات لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها السياسي وتحويلها إلى أزمة إنسانية يمكن معالجتها بحلول اقتصادية وقتية. ولكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن هذه المشاريع تهدف إلى إفراغ الأرض من سكانها، وإعادة تشكيل التركيبة الديمغرافية بما يتماشى مع المخططات الاستيطانية الإسرائيلية.
وهنا يأتي الدور المصري، الذي يقف صلبًا كالسد المنيع في وجه هذه المحاولات. فمصر تدرك أن إعادة إعمار غزة ليست مجرد عملية هندسية لإصلاح ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، بل هي معركة سياسية للحفاظ على الوجود الفلسطيني في أرضه، وضمان عدم فرض أي حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين. ولذلك، تضع مصر محددات واضحة لهذه العملية، أبرزها أن تكون إعادة الإعمار بسواعد الفلسطينيين أنفسهم، وألا تُستغل هذه العملية لإحداث تغييرات ديمغرافية تخدم المخططات الإسرائيلية.
فالطرح المصري لا يتوقف عند الجانب العمراني فقط، بل يمتد ليشمل رؤية شاملة تضمن عدم تكرار مشاهد الدمار التي تتجدد مع كل عدوان إسرائيلي. فالأمن العربي اليوم لم يعد يقبل بأن تظل فلسطين في دائرة الاستهداف المستمر دون وضع حلول تضمن عدم تكرار سيناريوهات العدوان والهدم وإعادة الإعمار بلا نهاية. ومن هنا تأتي أهمية التنسيق العربي الذي تشهده المرحلة الحالية، حيث تسعى الدول العربية إلى صياغة موقف موحد، يتجاوز مرحلة ردود الفعل إلى مرحلة المبادرة وفرض الرؤية العربية على المشهد الدولي.
إن التقارب العربي الذي نشهده اليوم ليس مجرد تقارب سياسي عابر، بل هو إدراك جماعي لحقيقة أن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ، وأن القضية الفلسطينية ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب جميعًا، حيث تتعالى الأصوات بضرورة اتخاذ موقف حاسم لا يسمح بتمرير مخططات التصفية أو فرض حلول تنتقص من الحقوق المشروعة.
وفي هذه اللحظة، يبرز دور مصر بصفتها دولة محورية قادرة على إدارة المشهد بحكمة واقتدار، حيث تجمع بين القوة الدبلوماسية والقدرة على فرض الحقائق على الأرض. ومن خلال القمة العربية المرتقبة، تسعى القاهرة إلى رسم خارطة طريق عربية جديدة، قائمة على التمسك بالثوابت، ورفض أي حلول تفرض من الخارج، ووضع رؤية تضمن إعادة الإعمار بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني لا بما يخدم أجندات القوى الكبرى.
مصر تدرك أن المعركة ليست فقط مع الاحتلال الإسرائيلي، بل مع نظام دولي يتعامل بازدواجية مفرطة، فيغض الطرف عن الجرائم التي ترتكب يوميًا ضد الفلسطينيين، بينما يسارع إلى فرض العقوبات والإدانات عندما يتعلق الأمر بأي طرف آخر. هذه الازدواجية لم تعد تخفى على أحد، والموقف المصري القوي يواجهها بحقيقة واحدة: الحق الفلسطيني ليس ورقة مساومة، والقضية العربية ليست قابلة للتفريط تحت أي ظرف.
فمنذ عقود، واجهت مصر كل محاولات تطويع القرار العربي، ولم تتراجع يومًا عن موقفها الداعم للقضايا العربية العادلة. واليوم، تعود القاهرة لتقود الجهود العربية في لحظة تحتاج فيها الأمة إلى قيادة حكيمة تعيد ترتيب الأوراق، وتحول المواقف إلى خطوات عملية تحصن الحقوق العربية من أي محاولات لتهميشها أو التلاعب بها.
إنها لحظة حاسمة تؤرخ لجيل عربي وقف في وجه العواصف وصنع مستقبله بيديه، وتحدى تلك القوى التى لا ترى فى العرب سوى أرقام على طاولة الحسابات السياسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القمة العربية الطارئة مستقبل القضية الفلسطينية ازدواجية المعايير الدولية الدور المصري الإقليمي المخططات الإسرائيلية إعادة إعمار غزة
إقرأ أيضاً:
البطائح يكسب النصر.. وبني ياس يزيد معاناة العروبة
معتصم عبدالله (دبي)
أخبار ذات صلةغَلَّفَت الإثارة عودة دوري أدنوك للمحترفين، بعد توقف المنافسة لنحو 27 يوماً، حيث شهدت انطلاقة «الجولة الـ19» فوز البطائح على مضيفه النصر 1-0 على استاد آل مكتوم، وهو الفوز الثالث لـ«الراقي» في 5 مباريات أمام «العميد» في الدوري، فيما تفوق بني ياس على ضيفه العروبة «الأخير» بنتيجة 2-1.
ورفع البطائح رصيده إلى 19 نقطة في المركز الثاني عشر، مقابل بقاء «العميد» برصيد 26 نقطة في المركز السابع، من جهته، استعاد بني ياس ذاكرة الفوز بعد خسارتين متتاليتين، ليرفع رصيده إلى 22 نقطة في المركز العاشر «مؤقتا»، في حين تأزّم موقف العروبة صاحب المركز الأخير برصيد ثلاث نقاط.
وعلى استاد آل مكتوم، لاحت الفرصة الأولى في المباراة لأصحاب الأرض من ضربة جزاء أهدرها علي مبخوت في الدقيقة 25، وهي الركلة المهدرة الثالثة لمبخوت من آخر 6 ركلات في الدوري.
ورد البطائح على تهديد «العميد» بافتتاح التسجيل عبر أحمد جمعة «بيليه» في الدقيقة 35، بعد توغل ناجح وسط دفاع «الأزرق»، وهو الهدف السادس الذي يساهم في تسجيله بيليه في الدوري خلال الموسم الجاري «سجّل 3 وصنع 3 أهداف».
وفي الشوط الثاني، أهدر البطائح فرصة مضاعفة تقدمه من ضربة جزاء احتسبها الحكم بعد عرقلة بيليه داخل المنطقة، لكن الكاميروني أناتولي سددها خارج المرمى في الدقيقة 70.
من جهته، ضاعف بني ياس من أحزان ضيفه العروبة «المتذيل» بالفوز 2-1. وافتتح الفرنسي يوسف نيكتيه التسجيل لبني ياس في الدقيقة 14 بعد خطأ فادح من المدافع البرازيلي ميشال دريفك في إبعاد الكرة داخل المنطقة، حيث استخلصها أرنود لوسامبا قبل أن يمررها إلى نيكتيه الذي أودعها الشباك.
وأدرك الإنجليزي فيف أوتابور التعادل للعروبة في الدقيقة 27، مستفيدًا من عرضية عبدالعزيز هيكل من الجهة اليمنى، وهو ثاني أهداف أوتابور في مباراته الخامسة بالدوري.
وألغى الحكم هدفًا ثانيًا لبني ياس من تسديدة سيل سوزا في الدقيقة 30 بداعي التسلل، قبل أن يعوض يوسف نيكتيه ذلك بتسجيله الهدف الثاني، مستغلًا خطأ دفاعيًا آخر للعروبة، ليجد نفسه في مواجهة المرمى، حيث نجح في مراوغة الحارس ووضع الكرة في الشباك في الدقيقة 77، ليحتفل بثامن أهدافه في الموسم وأول ثنائية في مشواره في الدوري.