الهوية الإيمانية تتجسد في استقبال رمضان بالعادات والتقاليد المتوارثة
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
يحمل شهر رمضان المبارك في اليمن روحا مميزة لا تكاد توجد في أي بلد آخر، ورغم قسوة ظروف حصار العدوان للعام العاشر فإن أهل اليمن ما زالوا قادرين على الاحتفال ونشر طقوس البهجة وأهازيج الخير والبركة في ليالي رمضان وأمسياته، حيث تتنوع مظاهر استقبال شهر رمضان في أيام شهر شعبان والتي تدل على تمسك اليمنيين بالهوية الإيمانية وتقديس هذا الشهر الكريم، وفي الوقت ذاته تبرز بعض الظواهر والسلوكيات التي تزعج المواطنين وتقلل الفرحة بهذا الشهر الكريم.
من خلال هذا التقرير نرصد أهم العادات والتقاليد اليمنية المتوارثة في استقبال الشهر الكريم كما ننقل أراء مواطنين عن الطواهر المزعجة عند استقبال شهر رمضان المبارك
الثورة / أحمد السعيدي
تبدأ الاحتفالات والاستعدادات لشهر رمضان المبارك في اليمن منذ وقت مبكر، فمع بدايات شهر شعبان تحرص الأسر اليمنية على شراء مستلزمات الشهر الكريم، ويحرص أصحاب الأعمال الشاقة على الانتهاء منها قدر الإمكان قبل الشهر، كي لا يُرهقوا أثناء الصيام، ومع منتصف شعبان تُقام ليالي الشعبانية، حيث يحرص أغلب أهل اليمن على الصيام، والتجمع بعد الإفطار في حلقات لقراءة آيات القرآن الكريم، واستقبال شهر رمضان بالإنشاد: “الصلاة والسلام عليك يا سيد المرسلين، مرحبا بك مرحبا يا شهر رمضان، مرحبا بك يا شهر القرآن، مرحبا بك يا شهر المصابيح، مرحبا بك يا شهر الرحمات، مرحبا بك يا شهر التراويح، مرحبا بك يا شهر البركات”.
تراث ديني
تتميز اليمن بتراث ديني عريق، وتتعمق طقوس العبادة والتقرب إلى الله بروحانية عالية عند استقبال شهر رمضان المبارك كل عام, وبصورة عامة فإن المسلمين يتقربون إلى الله بالطاعات والعبادات خلال أيام الشهر الفضيل، في رمضان يقوم القائمون على المساجد بإعداد برنامجا لتلاوة وحفظ ومراجعة وتدبر القرآن أو أحد فروع تعلم أو تعليم القرآن، كما أن هناك بعض التجار والجمعيات من يعد قائمة بالأعمال لخدمة المجتمع وإفطار الصائم والتكافل الاجتماعي وغير ذلك لنيل الأجر العظيم، وأئمة المساجد يحثون الناس ويعظونهم لكيفية استغلال واستقبال الشهر، وهناك بعض الطقوس والعادات والتقاليد ربما اندثرت عند كثير من أئمة المساجد ولكنها حاضرة لدى الكثير وهي الترحيب برمضان بشكل أناشيد وأهازيج.
مبادرات الإحسان
كثيرة هي البرامج والمبادرات الرسمية والشعبية التي تساهم في التخفيف على المواطنين في هذا الشهر الكريم وعلى رأس هذه المبادرات هي مشاريع الهيئة العامة للزكاة لاستيفاء استحقاقات ركن من أركان الدين الإسلامي و تسخيره لفائدة السواد الأعظم من فقراء شعبنا اليمني والتي تتجاوز كل عام العشرة مليارات ريال ويستفيد منها 700 ألف مستفيد حسب إحصائيات العام الماضي وتتنوع المشاريع بين صرف زكاة الفطر ومساعدات “علاج ، غارمين ، زواج ، أخرى” ، ودعم المطابخ والأفران والوجبات الخيرية والسلات الغذائية والصرف للأسر العاجزة عن العمل ومعرض كسوة العيد ومشروع الزكاة العينية من المحاصيل النقدية، ومن هذه البرامج التي تقام في العاصمة صنعاء هي برنامج “إطعام” الذي يتكون من ثلاثة مشاريع رئيسية هي الأفران الخيرية، والسلة الغذائية الرمضانية، واللحوم العيدية والأضاحي، يستهدف البرنامج تخفيف معاناة حوالي 43 ألف أسرة/ 278 ألف مستفيد.
ظواهر سلبية
وهناك من يستقبل شهر رمضان الكريم بالكثير من الجشع كما يقول الحاج محمد سيق من مديرية معين حيث قال:” من الظواهر السلبية التي تأتي مع شهر رمضان المبارك هي ارتفاع الأسعار الجنوني فبعض التجار لا تردعه حرمة هذا الشهر الكريم فيقوم بالاحتكار ورفع الأسعار والتحكم بسعر السلع الغذائية التي تتضاعف مرتين لبعض السلع وتحاول وزارة الاقتصاد فرض رقابة على الأسواق والتجار لكنها للأسف لا تستطيع الوصول إلى كل تلك المخالفات التي ترهق كاهل المواطن في رمضان في ظل وضع اقتصادي صعب تعيشه البلاد منذ سنوات وهذا يستلزم انخفاض الأسعار وليس ارتفاعها، والبعض للأسف من أصحاب المحلات والسوبر ماركات يشتري السلعة في شعبان بسعرها الطبيعي ويبيعها في رمضان بسعر مضاعف كاذباً انه اشتراها في رمضان”
إحراق الإطارات
أما الأخت سما الشميري-مدرسة في مدرسة حكومية فتعتبر ظاهرة إحراق الإطارات من أسوأ السلوكيات التي يمارسها المجتمع في استقبال شهر رمضان المبارك والتي تدل على غياب الوعي بخطورة هذه الأعمال على القائمين عليه وعلى الأسر التي تحيط بتلك المناطق، الأخت الشميري ارجعت سبب خطورة هذه الظاهرة إلى الدخان الكثيف الذي يقتحم المنازل ويؤثر على الأطفال وكبار السن والمرضى بالتهابات رؤية بشكل خاص وعلى جميع المواطنين بشكل عام، وفي ذات السياق حذرت أمانة العاصمة صنعاء جميع المواطنين بمختلف شرائحهم، من مخاطر إحراق الإطارات في الأحياء والشوارع العامة، والتي عادةً ما تأتي ضمن طقوس طفولية لاستقبال شهر رمضان المبارك، وأكد المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالأمانة، محمد شرف الدين، أن إحراق الإطارات ظاهرة سلبية تتسبب في تلوث البيئة، والإضرار بصحة المجتمع وأهاب بالمواطنين التعاون مع الجهات المعنية لمنع هذه الظاهرة، ونشر التوعية المجتمعية بمخاطر إحراق الإطارات، وضرورة الحفاظ على بيئة العاصمة، حسب الوكالة.
الألعاب النارية
وبدوره قال الأخ سليم صالح- ناشط ثقافي -عن الظواهر السلبية التي يمارسها المجتمع في استقبال شهر رمضان المبارك: “كثيرة هي الظواهر السلبية التي يتوارثها المجتمع خلال استقبال شهر رمضان المبارك والتي تدل على جهل القائمين عليها حيث تقتحم حرية الآخرين وتصادر راحة بالهم مثل ظاهرة الألعاب النارية التي تستمر حتى مطلع الفجر وأيضاً “القريح” الذي يستمر الأطفال في اللعب فيه طيلة شهر رمضان ويقومون بإزعاج الناس وممارسة القراح تحت النوافذ في الأماكن التي تعمل صدى بل ان البعض يشجع أطفاله على ممارسة هذه الظاهرة الدخيلة ويقوم بنفسه بشراء القريح لهم ليلعبوا وهذا مفهوم سلبي عند البعض”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
800 ألف مسلم يصومون 13 ساعة فقط في غرة رمضان.. أقصر أيام الشهر الكريم
مع بدء العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان الكريم 2025، الذي تستقبله كل دولة بطقوس وعادات مختلفة، علاوة على عدد ساعات الصيام التي تطول وتقصر وفقا لطبيعة المكان، جرى تصنيف جزر القمر باعتبارها ضمن قائمة الدول التي ستشهد أقل عدد من ساعات الصيام هذا العام.. فكم ساعة سيصوم سكانها؟
عدد ساعات الصيام في جزر القمرتضم جزر القمر قرابة 800 ألف مسلم، يستقبلون غرة شهر رمضان في الأول من مارس كسائرهم، إلا أن ما يميزهم عن غيرهم عدد ساعات الصيام إذ تبلغ نحو 13 ساعة تقريبًا، إذ يعد أول أيام رمضان هو الأقصر من حيث عدد ساعات الصيام على الإطلاق، بعدد ساعات 13:20 دقيقة، وذلك وفقا لما أشارت إليه منظمة «islamicfinder.org».
إذا يبدأ الإمساك في جزر القمر، في تمام الساعة 4.49 دقيقة وينتهي عند ال6.26 دقيقة ليكن موعد الإفطار.
يتزامن شهر رمضان الكريم هذا العام مع فصل الشتاء، وتعتبر فترة الصيام في رمضان هذا العام هي الأقصر منذ عدة سنوات، وذلك نتيجة لقصر النهار في فصل الشتاء، والذي يؤدي بدوره إلى انخفاض فترة الصيام.
وجزر القمر هو دولة إسلامية ذات صبغة عربية أفريقية، حصلت على استقلالها عام 1975، وتتكون عادة جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية من عدة جزر، هي:
- جزيرة القمر الكبرى، وتعرف باسم «نجا زنجا».
- جزيرة أينجوان، وجزيرة مايوت.
- جزيرة موهيلي.
ويضاف إلى هذه الجزر الرئيسية، أخرى ذات مساحات صغيرة، يصوم سكانها كذلك أقصر عدد ساعات في أول أيام رمضان.