عبد الله المري يفتتح معرض «إيفاد» للجامعات في شرطة دبي
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
دبي: «الخليج»
افتتح الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، فعاليات معرض «إيفاد» للجامعات، الذي تنظمه إدارة البعثات والاستقطاب بالإدارة العامة للموارد البشرية وذلك في مقر القيادة العامة لشرطة دبي، بحضور اللواء أحمد رفيع مساعد القائد العام لشؤون الإدارة واللواء الدكتور صالح مراد مدير الإدارة العامة للموارد البشرية، وعدد من الضباط والموظفين وممثلي المؤسسات.
استمع خلال جولته في المعرض الذي يستمر لمدة يومين، إلى شرح من ممثلي الجامعات والمؤسسات التعليمية حول البرامج الأكاديمية التي تدعم منظومة وظائف وتخصصات المستقبل، والبرامج المهنية التخصصية مثل الدبلومات المهنية التي تخدم الوظائف التخصصية والفنية.
وحول معرض «إيفاد» للجامعات، أكد اللواء الدكتور صالح مراد أن المعرض يتزامن مع الاحتفاء ب«اليوم الإماراتي للتعليم» الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تخليداً لليوم الذي شهد فيه المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وإخوانه حكام الإمارات تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات عام 1982، وترسيخاً لإيمان القيادة بالقيمة الجوهرية للتعليم في بناء الأجيال ودفع عجلة التقدم والنمو».
وأشار أن المعرض يدعم الهدف الرئيسي من احتفاء الدولة باليوم الإماراتي، والمتمثل في تسليط الضوء على القيم والمبادئ التي يمثلها التعليم بصفته أداةً رئيسية لتحقيق التنمية والتقدم والنجاح على مستوى الفرد والمجتمع والوطن، مبيناً في الوقت ذاته أن معرض «إيفاد» للجامعات أصبح معرضاً سنوياً يسعى دائماً إلى جمع المؤسسات التعليمية تحت سقف واحد لتعزيز الشراكة والتعرف إلى التخصصات العلمية التي تتناسب مع التوجهات والأهداف الاستراتيجية لشرطة دبي.
وحول مكونات المعرض، أوضح النقيب فهد الشاعر، أن المعرض تُشارك فيه 14 مؤسسة تعليمية من جامعات وأكاديميات وكليات وذلك في إطار تعزيز الشراكة مع الجامعات في داخل الدولة والجامعات الخارجية التي لديها فروع في الدولة، إلى جانب الأكاديميات والكليات وكافة المؤسسات المعنية بمنظومة التعليم والتدريب المهني.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.