مع الترحيب الروسي بدورها وتوسيع فرنسا مظلتها النووية... هل تعيد أوروبا رسم استراتيجياتها الأمنية؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
تتحرك فرنسا لتعزيز أمن أوروبا عبر توسيع مظلتها النووية، في خطوة تعكس تصاعد القلق بشأن مستقبل القارة. صحيفة "تليغراف" البريطانية تكشف عن استعداد باريس لنشر مقاتلات تحمل أسلحة نووية في ألمانيا، مستجيبةً لتراجع الضمانات الأمنية الأميركية واحتمال إعادة تشكيل التحالفات الدفاعية.
ويتزامن هذا التوجه الفرنسي مع تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رحّب بمشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا، لكنه شدد على رفضه لأي محاولات لفرض مطالب على موسكو.
يعكس هذا الموقف رغبة الكرملين في ضبط حدود التأثير الأوروبي في مفاوضات حل الأزمة، في وقت تسعى فيه فرنسا إلى تعزيز قدرات الردع الأوروبية عبر نشر مقاتلات نووية في ألمانيا، معتبرة أن هذه الخطوة ستشكل رسالة قوية لموسكو.
كما يأتي هذا الطرح في سياق أوسع من المخاوف الأوروبية المتزايدة بشأن التزام الولايات المتحدة بأمن القارة، خصوصًا مع تحذيرات فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظًا لمنصب المستشار الألماني، من أن إدارة ترامب المقبلة قد تتخلى عن أوروبا.
بناءً على ذلك، دعا ميرتس إلى توسيع المظلة النووية الفرنسية والبريطانية لتشمل ألمانيا، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الحماية الأمريكية.
في هذا السياق، يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدفع باتجاه نقاش أوروبي جاد حول الدور النووي الفرنسي، مستغلًا تنامي الشكوك حول الموقف الأميركي.
هذا التوجه يلقى دعمًا داخل الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، حيث أكد دبلوماسي ألماني أن بلاده مستعدة لتحمل تكاليف توسيع المظلة النووية، ما يضع ضغوطًا على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لاتخاذ موقف مماثل يثبت التزام لندن بأمن القارة.
طرح ماكرون بحماية أوروبا نوويا ليس بجديدعلى الجانب الآخر، يوضح بوتين أن مشاركة الأوروبيين في المفاوضات "مطلوبة"، لكنه يرفض أي محاولة لمنحهم نفوذًا أكبر في المعادلة. ويذكّر بأن الأوروبيين هم من اختاروا قطع التواصل مع موسكو، مشددًا على أن العودة إلى طاولة المفاوضات يجب أن تتم بشروط مختلفة. كما انتقد سياسات أوروبا، معتبرًا أنها لم تعد في موقع يسمح لها بفرض شروط على روسيا، بل عليها إعادة النظر في استراتيجياتها.
Relatedفرنسا والفلبين تعززان تحالفهما العسكري وسط تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبيفرنسا تسلّم أوكرانيا أولى طائراتها المقاتلة من طراز ميراج 2000وسط هذه المواقف المتباينة، تجد أوروبا نفسها أمام مفترق طرق حاسم بين تعزيز قدراتها الدفاعية عبر توسيع المظلة النووية أو البحث عن مخرج دبلوماسي مع موسكو وفق قواعد جديدة. بينما تتحرك فرنسا لفرض معادلة ردع جديدة، تسعى روسيا إلى ضبط مسار التفاوض بشروطها الخاصة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تصبح ألمانيا "البطة السوداء" في ملف الطاقة النووية بأوروبا؟ على خطى غوغل ومايكروسوفت.. أمازون تتحول نحو الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات شاهد: في جولة فريد من نوعها.. فرنسا تسمح للصحافة بدخول غواصة فرنسية تعمل بالطاقة النووية منشأة طاقة نوويةالغزو الروسي لأوكرانياألمانيافرنساالولايات المتحدة الأمريكيةحلف شمال الأطلسي- الناتوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا فرنسا دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا فرنسا الغزو الروسي لأوكرانيا ألمانيا فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية حلف شمال الأطلسي الناتو دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا فرنسا الاتحاد الأوروبي أوروبا غزة فولوديمير زيلينسكي حركة مقاطعة إسرائيل شرطة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
أزمة السكن في أوروبا: هل تجد دول الاتحاد الحل؟
تسارع الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول فعالة لأزمة السكن المتفاقمة، مع ارتفاع الأسعار ونقص المعروض، مما يجعل الحصول على منزل أمراً بالغ الصعوبة للكثيرين.
أكد دان يورجنسن، المفوض الأوروبي للطاقة والإسكان، في حديثه لـ"يورونيوز" على أهمية تعزيز الاستثمارات في قطاع الإسكان وتقليل العقبات الإدارية التي تعرقل بناء مزيد من الوحدات السكنية، مشيرًا إلى أن القيود التنظيمية الحالية تفاقم الأزمة السكنية في أوروبا.
وتشير بيانات "يوروستات" إلى أن أسعار العقارات في أوروبا شهدت ارتفاعًا حادًا بين عامي 2010 و2023، حيث قفزت بنسبة 48%، في حين ارتفعت إيجارات المساكن بنسبة 22%. وزاد الأمر تعقيدًا مع ارتفاع تكاليف البناء بنسبة 52% خلال الفترة ذاتها، ما جعل امتلاك أو استئجار منزل أكثر صعوبة لكثير من الأوروبيين.
لمواجهة هذا التحدي المتفاقم، أطلقت المفوضية الأوروبية، بالتعاون مع البرلمان الأوروبي والجهات المعنية، نقاشًا موسعًا في بروكسل لاستكشاف حلول على المستوى القاري، تشمل:
توسيع مشروعات الإسكان الاجتماعي بتمويل أوروبي.
معالجة نقص العمالة في قطاع البناء عبر منصة توظيف أوروبية موحدة.
إعادة النظر في تأثير تأجير العقارات قصيرة الأمد على سوق الإسكان.
قال باري كوين، عضو البرلمان الأوروبي، في مؤتمر أزمة السكن: يجب اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن التخطيط وقواعد المساعدات الحكومية لحل أزمة توفير المساكن.تأجير العقارات السياحية... أزمة خفية؟أصبح تأجير العقارات قصيرة الأمد، الذي يمثل نحو ربع إجمالي الإيجارات السياحية، محور جدل متزايد. فبينما يرى البعض أنه يوفر فرصة اقتصادية لأصحاب العقارات، يحذر آخرون من تحوله إلى نشاط تجاري بحت يؤدي إلى تراجع أعداد المساكن المتاحة للسكان المحليين، ويدفعهم إلى مغادرة مدنهم.
وحول هذا الجدل، قال يورجنسن: "سندرس بالتأكيد تأثير هذه الإيجارات، فهي توفر للبعض فرصة للإقامة المؤقتة أو دخلًا إضافيًا، لكنها في الوقت ذاته تسبب مشكلات كبيرة في بعض المدن".
Relatedكيف تحولت مدينة جيني المالية من جوهرة تستقطب السياح إلى مدينة تسكنها الأشباح؟ وفي فرنسا أيضا أزمة سكن.. 15 مليون فرنسي دون سقف يأويه أو في بيوت ضيقة أو دون تدفئةأزمة السكن تتفاقم في أوروبا وتزداد حدة في إسبانيا... والشباب الفئة الأكثر تضررًالا حلول سريعة للأزمةلمعالجة هذه الأزمة، شكّل البرلمان الأوروبي لجنة خاصة لدراسة أوضاع الإسكان، ومن المتوقع أن تقدم توصياتها خلال عام. لكن وفقًا لرئيسة اللجنة، إيرين تينالي، لا يمكن اعتماد حل موحد، إذ تختلف التحديات من دولة إلى أخرى.
وأوضحت تينالي أن "في بعض المناطق تكمن المشكلة في ارتفاع الطلب، بينما تعاني مناطق أخرى من نقص المعروض. كما أن بعض المدن بحاجة إلى إعادة تأهيل بنيتها التحتية بدلًا من التوسع في البناء الجديد".
ومع ارتفاع متوسط عمر الشباب عند مغادرتهم منازل والديهم من 26 إلى 28 عامًا بين عامي 2007 و2019، تبقى أزمة السكن واحدة من أعقد التحديات التي تواجه أوروبا، لا سيما وأن السياسات الإسكانية ليست ضمن الاختصاصات المباشرة للاتحاد الأوروبي، مما يحدّ من قدرته على التدخل الحاسم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أزمة السكن تتفاقم في أوروبا وتزداد حدة في إسبانيا... والشباب الفئة الأكثر تضررًا متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في برشلونة كم راتبًا تحتاج لاقتناء منزل في أوروبا؟ إسكانالمفوضية الأوروبيةالبرلمان الأوروبيسوق عقاريةإیر بی أن بی