خبير عسكري: إسرائيل تحاول إفشال وقف إطلاق النار لتحقيق نصر أكثر وضوحا
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
تعكس محاولات الحكومة الإسرائيلية الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب رغبتها في تحقيق نصر عسكري أكثر وضوحا، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.
فقد نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مصدر إسرائيلي أن إسرائيل تخطط لإقامة مناطق عازلة شمال وشرق قطاع غزة خلال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار لتفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إضافة إلى نيتها إرجاء الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين أن مقاتلي حماس أعادوا تنظيم صفوفهم في وحدات قتالية جديدة مع آلاف لم يغادروا شمال القطاع.
وإلى جانب ذلك، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن حماس تعلمت دروسا أساسية من العمليات البرية الإسرائيلية السابقة، وإنها استعادت السيطرة على المؤسسات المدنية في غزة.
محاولة تحقيق نصر أوضح
ومع عدم انتهاء الحرب بشكل كامل، فإن كلا الطرفين سيعمل على إعادة بناء نفسه عسكريا وبشريا غير أن الوضع الحالي لحماس ليس مبررا منطقيا لاستئناف الحرب، كما قال الفلاحي في تحليل للجزيرة.
فعلى الرغم من إعادة الحركة بناء ونشر قوتها خصوصا في شمال القطاع، فإن محاولات إسرائيل الانقلاب على وقف إطلاق النار تعود لأسباب سياسية، برأي الخبير العسكري.
إعلانولا تعني إعادة حماس بناء قوتها البشرية أنها عوضت خسائرها في المعدات والذخائر خلال 15 شهرا من الحرب، ومن ثم فإن إسرائيل -كما يقول الفلاحي- تحاول العودة للقتال لتحقيق نصر أكثر وضوحا.
والأهم من ذلك أن إسرائيل تحاول التملص من مسألة الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر والذي يمثل تواجدها فيه مخالفة واضحة لاتفاقية كامب ديفيد بين تل أبيب والقاهرة.
ولعل هذا ما دفع مصر لحشد قوة النخبة في جيشها قرب الحدود في تحرك يقول الخبير العسكري إنه يعطي مؤشرا على احتمال تزايد خلافها مع إسرائيل مستقبلا.
لذلك، فإن محاولات إسرائيل إفشال اتفاق وقف إطلاق النار تنطلق -برأي الفلاحي- من رغبتها في تدارك المكاسب السياسية التي لم تتمكن من تحقيقها خلال الفترة الماضية رغم الدمار الكبير الذي ألحقته بالقطاع.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما في إطار سعيها لاستعادة 63 محتجزا لا يزالون محتجزين هناك، مع إرجاء الاتفاق بشأن مستقبل القطاع في الوقت الراهن.
ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني بدعم من الولايات المتحدة ومساعدة كل من مصر وقطر، يوم السبت المقبل ولم يتضح بعد ما سيتبع ذلك.
وإذا لم يتم الاتفاق على شيء بحلول يوم الجمعة، يتوقع المسؤولون إما العودة إلى القتال أو تجميد الوضع الراهن بحيث يستمر وقف إطلاق النار، ولكن دون عودة الرهائن مع احتمال أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: لا أهداف أمنية لعملية إسرائيل بالضفة ومؤشراتها خطيرة
قال الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي إن العملية العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في شمال الضفة الغربية المحتلة "لا تحمل هدفا أمنيا، لكنها تأتي ضمن مشروع سياسي لاحتلال الضفة وضمها".
ووفق حديث الصمادي للجزيرة، فإن المؤشرات خطيرة مع تحويل الضفة الغربية إلى جبهة حرب واستخدام القوة الرادعة والمفرطة، في إشارة إلى دفع جيش الاحتلال بالدبابات والتلويح بالاعتماد على الطائرات المقاتلة.
وصعّدت إسرائيل من عمليتها العسكرية شمالي الضفة الغربية، إذ اقتحمت دبابات إسرائيلية مدينة جنين، وهي المرة الأولى منذ 2002 التي يلجأ فيها جيش الاحتلال إلى استخدام دبابات في حملته العسكرية المتواصلة منذ أكثر من شهر.
ولم يستبعد الخبير العسكري أن تكون عملية الضم مجزأة ثم تكتمل لاحقا، في ظل تدمير البنية التحتية في المخيمات والتهجير القسري لأكثر من 40 ألف فلسطيني.
وتريد إسرائيل من نشر الدبابات والقطاعات المدرعة "توفير الحماية لجنودها، وإحداث قوة صدمة على المواطن الفلسطيني لإثارة الرعب في نفسيته"، حسب الخبير العسكري.
للمرة الأولى منذ 23 عاما.. الجيش الإسرائيلي يدفع بدباباته نحو جنين#الأخبار pic.twitter.com/8A1Ws3eWXh
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 23, 2025
وأعرب الصمادي عن قناعته بأن العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية سوف تتوسع لتشمل كامل مناطق الضفة الغربية، مستندا إلى سلسلة أوامر إسرائيلية، أبرزها "تعزيز القوات وتنفيذ عملية هجومية صارمة" بإيعاز من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إعلانوكذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر توجيهات إلى الجيش بالاستعداد للبقاء في مخيمات الضفة طوال العام الجاري، لمنع عودة سكانها ومواصلة "تطهيرها من بؤر الإرهاب" على حد تعبيره.
وخلص الصمادي إلى أن "هناك إرادة سياسية إسرائيلية وقوة عسكرية" مع دعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستمرار في العملية العسكرية بالضفة، "وقد تتسبب خلال الأشهر القادمة بأكبر عملية تهجير قسري في الضفة منذ عام 1967".
وكانت القناة الـ14 الإسرائيلية ذكرت أن الجيش وأجهزة الأمن يعملان على شق شوارع تشبه محور نتساريم في قطاع غزة بعرض أقل في مناطق جنين وطولكرم، وزعمت أن شق الشوارع يهدف لـ"منع المسلحين من زرع عبوات ناسفة وتوفير مسار سريع للقوات".
يشار إلى أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس باتت خالية من السكان بعد تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني قسرا.