إيكونوميست: هل نجح ماكرون في إقناع ترامب؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
تساءلت مجلة إيكونوميست البريطانية عما إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجح في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم التخلي عن أوكرانيا، وعما إذا كان قد تمكن من التفكير العقلاني معه.
وأجابت المجلة، في تقرير لها، بأن هناك علامات صغيرة، ولكنها مشجعة على أن أميركا لن تتخلى تماما عن أوكرانيا، مشيرة إلى أن ماكرون، الذي أمضى 3 ساعات مع ترامب في واشنطن أمس، قال إن محادثاته أسفرت عن "خطوات جوهرية" إلى الأمام.
وقالت إن ماكرون بدا متفائلا بحذر بشأن زيارته للبيت الأبيض، وأحد أسباب ذلك هو أن ترامب وافق على شكل من أشكال "الدعم" الأميركي لأي نشر محتمل للقوات الأوروبية في المستقبل للمساعدة في الحفاظ على السلام في أوكرانيا، لكن ما قد يعنيه هذا الضبط كان غامضا، رغم أن ماكرون ذهب إلى حد وصفه بأنه "نقطة تحول"؛ ولم يصحح ترامب ضيفه.
تجيء زيارة ماكرون إلى واشنطن قبل 3 أيام من موعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
نقاط انطلاق مختلفة
وقالت المجلة إن نقاط انطلاق ماكرون وترامب مختلفتان تماما، إذ يرى ماكرون وزملاؤه من القادة الأوروبيين أن أمن أوكرانيا في مواجهة التوسع الروسي أمر بالغ الأهمية، وأن "السلام"، كما قال الرئيس الفرنسي، في البيت الأبيض بحضور مضيفه الأميركي، "يجب ألا يعني استسلام أوكرانيا".
إعلانأما ترامب فقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "دكتاتور"، ورفض وصف ماكرون بشكل واضح لفلاديمير بوتين بأنه دكتاتور، قائلا "أنا لا أستخدم هذه الكلمات باستخفاف".
وذكرت إيكونوميست أن فرنسا وبريطانيا ناقشتا قبل عدة أسابيع سبل تشكيل تحالف من قوات حفظ سلام أوروبية وحليفة لإرسالها في حالة التوصل إلى اتفاق سلام مقبول لأوكرانيا، ليكون ذلك جزءا من ضمان أمني أوروبي ضد العدوان الروسي في المستقبل.
ولكن لا يمكن أن يكون ذا مصداقية إلا بدعم عسكري واستخباراتي أميركي. وأشارت المجلة إلى أن هذا ربما يكون شيئا قد يفكر فيه ترامب، خاصة إذا كان مرتبطا بصفقة المعادن النادرة التي يأمل في إبرامها مع أوكرانيا.
وأضافت المجلة أن ترامب يشير الآن إلى أن بوتين، على عكس تصريحاته العلنية، لن يعترض على دخول قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا. "سوف يقبل ذلك. لقد سألته هذا السؤال"، قال الرئيس الأميركي ذلك قبل محادثاته مع ماكرون.
للطمأنة واحترام السلام
وأكد الرئيس الفرنسي أن أي قوات أوروبية لن يتم إرسالها إلى خط المواجهة، ولا للانخراط في القتال المباشر. ومع ذلك، فإن مثل هذه القوة ستكون ضرورية لتقديم "طمأنة" لأوكرانيا وضمان "احترام السلام"، وستكون جزءا من جهود أوروبا لإنفاق المزيد للدفاع عن نفسها.
واستنتجت المجلة أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت "الخطوات الصغيرة إلى الأمام" التي يدعي ماكرون أنه توصل إليها ستكون ذات مغزى، مشيرة إلى ترامب أثار ذعر الأوروبيين بعد ذلك بتصويت بلاده مع روسيا ضد قرار الأمم المتحدة الذي أدان غزو روسيا لأوكرانيا.
ونسبت إلى مجتبى رحمن، المدير الإداري لأوروبا في مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية للمخاطر قوله: "حتى لو كانت فكرة الدعم الأميركي لقوة حفظ سلام أوروبية ضمنية فقط، فقد تمكن ماكرون من دفع المحادثات إلى الأمام بطريقة مثمرة تماما".
إعلانوختمت إيكونوميست تقريرها بالقول إن زيارة ستارمر المقبلة ستكون الاختبار التالي لما إذا كان هناك ما هو أكثر من الحديث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب ترجمات إذا کان
إقرأ أيضاً:
هآرتس: التعليم العالي الأميركي يدمر باسم اليهود
قالت صحيفة هآرتس إن الوقت حان لتدمير العقول بعد تدمير المباني وقتل البشر، وبالتالي على الجامعات أن تقبل بقانون الجرافة والصواريخ القاتلة، أو يسحب منها التمويل.
وذكّرت الصحيفة -في مقال بقلم عودة بشارات- بأن اليهود كان يكفيهم أنهم مسؤولون عن مقتل أكثر من 50 ألف غزي وتدمير أكثر من 70% من قطاع غزة، ولكن التاريخ سيسجل الآن أنه بسببهم تدمر مؤسسات التعليم العالي الأميركية في الحرب على معاداة السامية ومبادرات التنوع والمساواة والشمول، بالإضافة إلى المطالبة بمناهج "متوازنة سياسيا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2علم الأعصاب والحرب المعرفية تحول جذري في عمل الاستخباراتlist 2 of 2محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرىend of listواستعرضت الصحيفة حالة جامعة هارفارد التي تكافح من أجل البقاء بسبب عقوبات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى ليقول رئيسها السابق لاري سامرز "هذا ما كان جو مكارثي يحاول فعله لكنه جاء مضخما 10 مرات أو 100 ضعف".
حان تدمير العقول
فبعد تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفدرالي، ألغت وزارة الأمن الداخلي منحا للجامعة تزيد على 2.7 مليون دولار، ثم طلب ترامب من مصلحة الضرائب إلغاء إعفائها الضريبي، لأن تدمير العقل قد حان بعد تدمير المباني وقتل البشر.
وذكّر الكاتب بأن الجامعات الإسرائيلية أصبحت جزءا لا يتجزأ من المؤسسة الحاكمة، تحاكم الطلاب على آرائهم بطريقة لا تحرج النظام الشمولي، ولكن جامعات نابضة بالحياة مثل هارفارد ما زالت ترفض بعناد الخضوع لإملاءات النظام، وربما يؤدي هذا الرفض إلى دمار هائل -كما يقول الكاتب- ولكن بذور الإبداع تكمن في هذا الدمار، لأن الإبداع لا يزدهر من دون حرية فكرية.
إعلانوفي الأسبوع الماضي، وقع أكثر من 200 أكاديمي إسرائيلي في إسرائيل وخارجها، رسالة مفتوحة يدينون فيها ما وصفوه "بالاستخدام المعيب لمكافحة معاداة السامية" من قبل إدارة ترامب لتبرير الاعتقالات والتهديد بالترحيل وخفض تمويل الجامعات، مع استهداف الطلاب الفلسطينيين بشكل خاص.
وكتبوا، وهم محقون في ذلك -حسب الكاتب- "أن إجراءات الإدارة الحالية لا توفر للشعب اليهودي ولا لغيره مزيدا من الحماية والأمان، بل الإدارة على العكس تماما، تغذي المشاعر المعادية لليهود"، لأن حب ترامب المفرط يوقظ شياطين معاداة اليهود من سباتها.
مراكز للخنق الفكري
وقال الموقعون بصوت عال ما يجب أن يقوله كل يهودي تقدمي من أنه لا ينبغي تدمير التعليم العالي "باسمنا"، ولإكمال الصورة، عليهم أن يضيفوا أن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في غزة لا ترتكب "باسمنا" أيضا، فكل شيء مترابط، والجريمة الفكرية في هارفارد استمرار للجرائم المادية في غزة.
وهكذا تؤجج "أميركا ترامب" باسم مكافحة "معاداة السامية" في الجامعات، كراهية اليهود في جميع أنحاء العالم -كما يقول عودة بشارات- وهي باسم "حماية اليهود"، تحول الجامعات إلى مراكز للخنق الفكري وقمع التعددية الثقافية والسياسية والأيديولوجية.
ولأن السمة المميزة للجامعة هي صراع الأفكار، فإن سحق هذا الصراع سيفتقر العالم بأسره، ليس فكريا فحسب، بل سياسيا واقتصاديا أيضا، ولكن السطحية تدق الأبواب، وهناك بالفعل جامعات يشبه فضاؤها الفكري عالم القائد المليء بالتهديدات، وتلك هي البضاعة التي تقدمها "أميركا ترامب" للعالم.
وفي الختام، ذكر الكاتب أن جامعة كولومبيا استسلمت بخجل لإيمانها بالخبز، مع أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ولذلك لن يكون داخلها سوى جمود فكري عميق، وسيدقق المفوضون في الأبحاث، خشية أن تتسلل كلمة واحدة تدين الصهيونية أو ما يحدث في غزة.
إعلان