يمانيون:
2025-02-25@23:08:08 GMT

لحشود التشييع رسائل، فما أهمُّها؟

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

لحشود التشييع رسائل، فما أهمُّها؟

محمد الموشكي

دخل حزب الله معركة إسناد غزة في اليوم التالي من انطلاق عملية “طوفان الأقصى” المباركة في السابع من أُكتوبر المجيد. فبدأ حزب الله تصعيدًا مدروسًا في جبهة الشمال، مما أَدَّى إلى استنفار نصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، خوفًا من اختراق هذه الجبهة من قبل حزب الله.

واستمرت عمليات الإسناد المتصاعدة حتى وقوع الجريمة الإرهابية الغادرة “البيجر”، حَيثُ انتقلت هذه العمليات إلى منحى جديد من التصعيد، فوسع الحزب دائرة الاستهداف لتشمل معظم مدن الشمال، وُصُـولًا إلى حيفا وما بعدها.

بعد ذلك، جن جنون الكيان؛ لأَنَّه أدرك أن خطط حزب الله القتالية تتقدم وفق استراتيجيات مدروسة. ولم تنجح عملية البيجر الإرهابية في إيقاف نشاطات الحزب، فقرّر الكيان تَفتيت خطط حزب الله الناجحة عن طريق تنفيذ عمليات اغتيال متزامنة ومتتالية طالت الصف الأول والثاني والثالث في الحزب. وقد حقّق الكيان هذا الهدف بالفعل، بل ونجح في تحقيق أحد أبرز أهدافه، وهو قتل السيد حسن نصر الله، القائد العربي الوحيد الذي هزم “إسرائيل” في عدة جولات من الصراع.

هنأ الكيان نفسه بعد هذا الاستهداف، شعر بنشوة النصر العظيم التي فتحت شهيته لتغيير معالم الشرق الأوسط الجديد. فأطلق جميع جنوده وعتاد جيشه للهجوم على لبنان واحتلاله. ولكن، منذ اللحظة الأولى من التقدم، شهد جيش الاحتلال الجحيم وبأس المقاومة، وكأن السيد لم يرحل أَو يُقتل، وأنه لم يغادر ساحة القتال، مما ألحق بجيش الاحتلال هزيمة قاسية في قرى الجنوب اللبناني، ليضطر هذا الكيان، عن طريق ذراعه السياسي أمريكا، لعمل هدنة مع لبنان.

استجاب حزب الله لهذه الهدنة وعمل بكل بنودها، ولكن الأمريكيين وأدواتهم اعتقدوا أن رضوخ الحزب للهدنة يعكس ضعفًا ووهنًا يعيشه. فعملوا على تأليب الدولة والحكومة اللبنانية، وكذا الداخل اللبناني، بواسطة الإعلام وبعض الأحزاب والوجوه التي لم تتجرأ حتى على الظهور للعلن قبل رحيل نصر الله. استخدموا عدة حيل وتلفيقات كاذبة تصب في صالح الاحتلال الإسرائيلي.

استمر الأمريكيون في هذا المسعى حتى حاولوا بشكل علني إبعاد حزب الله قبل أن يتعرضوا للخيبة والفشل من الحكومة اللبنانية. السعوديّة وغيرها من الدول العربية حاولت الضغط على حزب الله، خُصُوصًا بعد سقوط سوريا بيد الجماعات التكفيرية، للقبول بالإملاءات الأمريكية التي تصب لصالح “إسرائيل”، ومن أبرزها إرجاع حزب الله إلى ما قبل نهر الليطاني، مع بقاء جيش الاحتلال في بعض القرى الحدودية في جنوب لبنان.

وهنا، وأمام هذا المشهد الضاغط بقوة على حزب الله، جاء يوم الأحد، 23 فبراير، يوم تشييع نصر الله، ليكون يومًا فارقًا بين مرحلة مليئة بالألم والضغوط العسكرية والسياسية والإعلامية ومرحلة لاحقة غير مسبوقة. مرحلة مؤهلة لالتهام كُـلّ ما صنعه الأعداء. ونجاح هذه المرحلة وملامحها الأولى تتطلب أمرًا واحدًا، وهو زخم الحشود المليونية التي ستخرج حاملة أعلام ورايات وشعارات حزب الله، وفي ذات الوقت المعاهدة أمام الملأ أنها على العهد باقية، لن تتخلف قيد أنملة عن منهاج نصر الله.

وهنأ تحقّق هذا الأمر، وشاهده العالم أجمع، وكذا شاهده الأعداء بتأمل عظيم حشود يوم الأحد، الأعظم والأكبر في تاريخ لبنان.

يوم الأحد، كان له رسائل من أهم هذه الرسائل للدّاخل والخارج هي أن حزب الله قوي، بل أقوى مما يتصوره الأعداء وحتى الأصدقاء أنفسهم. يومًا أحبط كُـلّ ما حقّقه العدوّ في جميع الأصعدة، وبالأخص في الجانب السياسي. يومٌ أثبت فيه حزب الله أنه أعاد ترتيب صفوفه من جديد في أقل من 70 يومًا،

يومٌ ألحق في الكيان خسائر فادحة بكل ما أنفقه من مليارات الدولارات ومئات القتلى وآلاف الجرحى في حربه على حزب الله.

حقًا، إنه ليوم من أَيَّـام الله، يومٌ جدد فيه الأحرار والعظماء الولاء لنصر الله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

جرعة اللبننة تزداد في خطاب قاسم

مثّل تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين انطلاقة لمرحلة جديدة في تاريخ "حزب الله" وفق أولويات واستراتيجيات كان السيد نصر الله قد عمل عليها سنوات لجهة تطوير رؤية سياسية شاملة حول العلاقة بين المقاومة والدولة اللبنانية، وهذه الرؤية التي لم يُظهرها الحزب من قبل، نتيجة الأزمات التي عصفت بلبنان والمنطقة منذ العام 20211، كانت تؤكد على أهمية قيام دولة قادرة وعادلة وفقاً للآلية التي نص عليها اتفاق الطائف والدستور اللبناني. فالسيد نصر الله ورغم موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، كان يعترف بخصوصية الكيان اللبناني ويؤمن بأن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه وأن أبناء الطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني.
وتقول أوساط سياسية في هذا السياق أن حزب الله رغم انتمائه العقائدي يتفهم الخصوصية اللبنانية ويتمسك بها ويبدي اهتماماً بإصلاح الدولة وإعادة بناء مؤسساتها واقتصادها.

مما لا شك فيه أن السيد نصر الله كان شخصية مؤثرة ووطنية ونادرة، ولذلك كان يوم أمس يوماً تاريخياً بامتياز مع الحشود الغفيرة التي ملأت المدينة الرياضية والطرقات المؤدية إليها، ورغم أن الحضور الرسمي لم يكن كما يفترض أن يكون، إلا أن الطوفان البشري ثبت أن الحزب لا يزال حاضرا رئيسياً في المشهد السياسي وأن الخسائر العسكرية لا تؤدي إلى خسارة سياسية.
في إطلالته يوم أمس بايع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السيد نصر الله، وتناول في كلمته عدة نقاط، فأشار إلى حرب الإسناد وما تبعها من حرب إسرائيلية طالت لبنان وأدت إلى استشهاد السيد نصر الله وعدد من قادة حزب الله، مع تأكيده أن إسرائيل خططت للحرب ضد لبنان، مروراً بالاتفاق على وقف إطلاق النار، على اعتباره أن استمرار القتال لم يكن في مصلحة المقاومة، ومع ذلك، لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، مما يجعل الوضع الآن، احتلالاً وعدواناً يجب مقاومته سياسياً وعسكرياً، ليصل إلى التشديد على أن المقاومة مستمرة وقوية، وهي ليست مجرد حق بل واجب وطني، مبدياً رفضه لأي تدخل أميركي أو فرض شروط سياسية على لبنان، ليبقى الأهم إعلانه الالتزام ببناء دولة عادلة وقوية وأن الجيش له دور أساسي في الدفاع عن السيادة، مع الإشارة إلى أن الشيخ قاسم، أكد في خطابات سابقة استعداد الحزب للتعاون والتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف والعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية.

وعليه، يمكن القول، بحسب الأوساط السياسية، أن حزب الله سيكون في المرحلة المقبلة تحت سقف الدولة التي عليها مسؤولية حماية السيادة وضرورة العمل على إنهاء الاحتلال وفق ما ورد في اتفاق الطائف مع تمسكه بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويبدي الحزب اهتماماً بضرورة أن تكون السياسة الداخلية أكثر تنسيقاً في مواجهة الضغوط الخارجية، بالتوازي مع العمل على تحقيق الإصلاحات الداخلية التي ستساهم في بناء دولة قادرة ومستقرة.

يحدِّد حزب الله الخطوط الأساسية التي تشكّل إطاراً فكرياً – سياسياً لرؤيته اتجاه الانخراط في الدولة والتمسك بالخيارات الدبلوماسية التي يجب أن تأخذ مداها وهو ما يعكس تغيراً في النهج التقليدي للحزب، فهو يتعامل بمرونة تكتيكية، حيث يسعى للحفاظ على دوره ضمن الدولة اللبنانية، ويتبنى بناء استراتيجية دفاعية تشكل عامل ردع لإسرائيل، فهو طوى مرحلة إقليمية، فلبنان وكما أكد الرئيس جوزاف عون أمس خلال استقباله وفداً ايرانياً برئاسة رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، تعب من حروب الآخرين على أرضه ودفع ثمنًا كبيرًا دفاعًا عن القضية الفلسطينية.وما قاله الرئيس عون حيال القضية الفلسطينية، يؤكده حزب الله، لا سيما وأنه قدم خيرة قادته ومقاتليه شهداء على طريق نصرة غزة والشعب الفلسطيني.

يمكن الحديث عن تطور أو تحول جديد في سياسة حزب الله، وإن كان أفق المرحلة الجديدة لم يتضح بعد، لا سيما وأن لبنان دخل العصر الأميركي، ولذلك أراد الحزب من خلال الزحف الشعبي الذي حصل إلى المدينة الرياضية أن يبعث برسائل إلى الداخل والخارج، إلى الحليف والخصم والعدو أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو يظن أنه انتهى، وأنه سيكون أقوى من قبل فهو بدأ التحضير للانتخابات البلدية والنيابية وسوف تكون خطواته السياسيّة تحت سقف الطائف. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • صحيفة مقربة من حزب الله: التشييع أثبت تعافي الحزب وصدم كثيرين
  • نواب التيارفي التشييع: العين على الانتخابات
  • جرعة اللبننة تزداد في خطاب قاسم
  • حزب الله بعد التشييع: الاشتباك السياسي اكثر وضوحا
  • تشييع «حزب الله»
  • حزب الله والتيار على طريق العودة
  • ممثل الإمام الخامنئي في التشييع: السيد حسن نصر الله قد بلغ الآن ذروة العزة
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تصعد تهديداتها ضد حزب الله ولبنان 
  • رسائل من موفدين غربيين وعون لسناتور أميركي: لا استقرار بدون الانسحاب والأسرى