الثورة نت/..

احتفت هيئة التدريب والتأهيل بوزارة الدفاع اليوم بتخرج عدد من الدفع القيادية قوامها أكثر من ألف من قادة السرايا والفصائل العسكرية باسم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله.

وفي الاحتفال عبر عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، عن الفخر والاعتزاز بتخرج الدفع القيادية التي سيكون لها في المستقبل الحظ الأوفر في الدفاع عن اليمن وسيادته ونصرة المستضعفين في فلسطين.

وقال “هؤلاء الأبطال الخريجين هم رجال الميدان، من سيحمون الوطن، ويدافعون عن كرامة أبنائه”.. مستذكرًا بطولات الشهداء القادة وعظيم تضحيات شهداء محور المقاومة وأبرزهم الشهيد السيد حسن نصر الله، والذين تحركوا في سبيل الله، ومواجهة الطغيان الأمريكي، والبريطاني، والسعودي والإماراتي.

وأضاف ” خلال العدوان الذي استمر عشر سنوات وما يزال -وإن كنا في مرحلة خفض التصعيد- رأينا فيه كثيرا من الأبطال الذين كانوا يصابون مرات عديدة ثم يعودون إلى الميدان، لأنهم عندما يقاتلون يستلهمون في عقيدتهم ودينهم ومبادئهم أنهم على خط الحق والجهاد في سبيل الله”.

وتابع محمد علي الحوثي “نقول لترامب الذي قال إنه سينتزع السلام بالقوة، نحن سننتزع سلام اليمنيين والفلسطينيين، بقوة سلاحنا وإيماننا ومبادئنا، ولا نخافكم ولا نرهبكم، والأسلحة التي تهددوننا بها هي ذات الأسلحة التي قصفتم بها اليمن منذ اليوم الأول لعدوانكم غير المبرر”.

وأشار إلى أن الشعب اليمني، عمل على البناء والإعداد والتدريب والتأهيل وتخريج الأبطال الأشاوس الذين سيكون لهم القدم الراسخ في النصر الحقيقي على الإجرام والصلف والغطرسة والأسلحة الأمريكية، الصهيونية والبريطانية.

وأردف قائلًا “هؤلاء الأبطال يحتفلون اليوم بتخرجهم بعد التحاقهم بالدورات التأهيلية، وهم يعرفون المبدأ الذي يحملونه والطريق التي يسيرون فيه، كما يعلمون أن الشهادة في سبيل الله إنما هي حياة، لذلك هم لا يخافون الموت ولا يخافون أسلحتكم ولا كل القوة التي تمتلكونها، لإدراكهم أن القوة لله تعالى القوي العزيز”.

وبارك عضو السياسي الأعلى، للمؤسسة العسكرية ومنتسبيها تخرج الدفع القيادية.. معتبرًا ذلك ثمرة وحصادا يجب أن يستمر في بناء القادة والتحرك الجاد في ميدان المعركة.

ووجه رسائل لتحالف العدوان الأمريكي، السعودي بالقول “يكفي تفتيشًا للسفن ويكفي حصارًا على اليمن، فنحن لن نقبل باستمرار ذلك، وندرس الخيارات بعد أن وصلت إلينا رسائل من السعودية بأنها ربما تشترك في حرب على بلدنا، كما أننا لسنا لقمة سائغة يمكن أن تأكلونها بسهولة، بل إننا سنلتهمكم برجال أشداء أقوياء لا يخافون القتال ولا الموت”.

وخاطب أمريكا والسعودية “نحن لا نخاف ترامب ولا تصريحاته الجوفاء، ونقول له لماذا غيّرت قادة حاملة الطائرات ترومان ألم يكن ذلك نتيجة لما وصلوا إليه من خوف ورعب من شدة أبطالنا وسلاحنا، ألم يصطدموا بالسفن التجارية لشدة رعبهم من أسلحتنا وطائراتنا وصواريخنا، ومن أبطالنا الذين يحملون العقيدة القرآنية، اذهب لتهديد غيرنا لأن تهديداتكم لا تخيفنا ولا تجدي، وقد مرت الفترة الأولى من رئاستك وواجهت شعبنا ولم تحقق أسلحتك وخططك أي نتيجة”.

وأردف “نقول للسعوديين والإماراتيين وكل من يريد التحرك في هذا الباب، إن نصيحتنا ليست جوفاء وحديثنا واقعي، توقفوا عن تهديد الشعب اليمني، لأنكم عندما اعتديتم على بلدنا لم يكن حينها قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم، لا من حيث قوة التسليح ولا دقة السلاح، أما اليوم فسلاحنا قد وصل إلى بقيق ومطار أبو ظبي، وصواريخنا تستطيع الوصول إلى كل أهدافها بدقة عالية”.

وجدّد محمد علي الحوثي، النصح للسعودي والإماراتي بألا يعاودا الكرة، لأن ذلك سيرتّد حتما عليهم.

وفي الاحتفال الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، عبر وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، عن الفخر بتخرج دفعة شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله من قادة السرايا والفصائل التي تشكلت على مدى عقد من الزمن في مدرسة الجهاد والقتال وتربوا على قيم الإخلاص والتضحية والفداء.

وقال “في هذا اليوم المشهود، يوم العزة والبطولة، تغمرنا مشاعر الفخر والاعتزاز ونحن نقف على أعتاب حدث عسكري، وهو تخريج هذه الدفع ونشهد تتويجاً جديداً لهذه المسيرة المباركة، وأمامنا وجوهاً شابةً، تحمل في عيونها إرادة الفتح، وفي قلوبها عزم النصر وفي أرواحها روح الجهاد، وجوها لا تعرف التراجع، هم قادة المستقبل الذين سيكونون مع من سبقهم درع الأمة وحصنها المنيع ضد كل عدوان”.

وبارك لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تخريج هذه الدفع.. لافتًا إلى تأكيد السيد القائد على أهمية الاحتراف العسكري والجاهزية القتالية العالية، لتبقى القوات المسلحة اليمنية على أهبة الاستعداد، قادرةً على تنفيذ المهام السيادية والوطنية والقومية بكل كفاءة.

وخاطب الوزير العاطفي، الأبطال بالقول “إنكم تحملون على أكتافكم أمانة عظيمة، أمانة الدفاع عن الأمة وسيادتها واستقرارها، والذود عن مقدساتها ضد كل معتدٍ متجبر ومتآمرٍ مغامر، وكل قوى استكباريه متغطرسة تسعى للنيل من عزتنا وكرامتنا فكونوا على قدر هذه المسؤولية، واعلموا أن الأمة تُنظر إليكم بعين الرضى والفخر والثقة والاعتزاز، وأن تاريخكم سيكتب بأحرف من نور في سجل البطولات الخالدة”.

وتابع “لا شك أنكم تدركون طبيعة التحديات الجسيمة التي تحيط باليمن والمنطقة العربية والإسلامية، ونحن اليوم نواجه استحقاقات تاريخية تتزايد في حجمها وأهميتها خاصة في ظل المواقف البطولية التي يتخذها اليمن بقيادة حكيمة وشجاعة في مواجهة الأحداث المصيرية التي تشهدها منطقتنا، تلك الأحداث لم تؤثر فقط على اليمن، وإنما هزت ضمير الإنسانية”.

وأشار وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى أن اليمن وقف قلعة صامدة في وجه العدوان الوحشي الذي تشنه قوى الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل الذين تجرأوا على ارتكاب جرائم بشعة بحق الأشقاء في غزة ولبنان.. مبينًا أن اليمن تصدر بقيادة السيد القائد، الذي رفع سيف الحق في وجه الباطل، وقاد بحكمة وإرادة صلبة معركةً مصيرية ضد أعداء الأمة، طليعة مواجهة تلك القوى الطاغوتية.

وأشار إلى أن اليمن لم يتردد رغم كل التحديات، في الوقوف كالطود الشامخ دفاعاً عن القضية العادلة مؤكدا بذلك أنه ليس مجرد طرف في الصراع، بل قلعة منيعة في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي.

وأكد أن القوى المعادية، حاولت عبر أساطيلها الجوية والبحرية، كسر إرادة اليمن وإثنائه عن موقفه المشرف، لكنها فشلت في مواجهة الإيمان الراسخ والإصرار الذي لا يتزعزع للقيادة الثورية والشعب اليمني الأبي.

وقال “لقد أثبت اليمن بقيادته وقواته المسلحة الباسلة، أنه ركنٌ أساسي في معركة المقاومة المشروعة ضد الصهيونية العالمية وكل من يقف خلفها، وموقفه ليس مجرد رد فعل، بل هو إعلان واضح بأن اليمن لن يتراجع عن دعمه لإخوانه في غزة وفلسطين، وسيظل درعاً واقياً للقضايا العادلة، مدافعاً عن المقدسات الإسلامية والعربية بكل ما أُوتي من قوة”.

وأفاد اللواء العاطفي، بأن القوات المسلحة اليمنية كتبت بقوتها الصاروخية وطيرانها المسير المتقدم وقواتها البحرية، ملحمةً تاريخيةً خالدةً أعادت الاعتبار للبحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وأكدت على الأهمية الجيوستراتيجية للجغرافيا اليمنية والجزيرة العربية، تلك الجغرافيا التي ظنَّت قوى الاستكبار أنها ستبقى مسرحاً لاختراقاتها واستعراضات قوتها، إلا أن المعادلة اليمنية جاءت لترسم حدوداً جديدةً للقوة وتعلن أن زمن الاختراقات قد ولّى.

وأوضح أن اليمن أُثبت بدعمه واسناده لغزة أنه قادر على إعادة التوازن المفقود في ميزان القوى العسكرية، وأنه قوةٌ لا يُستهان بها في الصراع مع الغرب والصهيونية.. مشيرًا إلى أن هذا الموقف المشرف وضع حداً فاصلاً لحالة التنمر التي مارستها قوى الاستكبار لعقود طويلة لتنكسر أخيراً على صخرة الصمود اليمني، وتُسجل أولى هزائمها في مواجهة إرادة شعب آمن بحقه واختار المقاومة طريقاً له.

وحذر وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قوى الاستكبار بأن زمن الهيمنة الأمريكية والبريطانية والصهيونية أوشك على الأفول.. مشيرا إلى أن اليمن يرسل اليوم رسالةً واضحةً إلى العالم بأن أي تمادي أو تطاول أو نقض للعهود والمواثيق سيواجه بردٍّ حاسم لا هوادة فيه.

ودعا قوى الاستكبار العالمي إلى “إعادة حساباتها وأن تكون على استعداد تام للتعامل مع المحددات التي نراها ضروريةً لتحقيق العدل والسلام، وهذه المحددات ليست مجرد شروط بل هي إعلانٌ بأن اليمن لن يقبل بغير حقه في تقرير مصيره، وسيظل دوماً درعاً واقياً للأمة ضد أي عدوان أو استعلاء”.

وجدّد الوزير العاطفي التأكيد على الرفض المطلق للتواجد الأجنبي الدخيل على الجغرافيا اليمنية جملةً وتفصيلاً.. وقال “لن نفرط بأي شبر من أرضنا ولن نقبل بأي شكل من أشكال الوجود الذي ينتهك سيادتنا”.

وأضاف “نحن في القوات المسلحة اليمنية بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لن نتهاون في حماية مقدراتنا ومواردنا وثرواتنا الوطنية التي هي حق أصيل لشعبنا اليمني”.. معتبرًا القرار الوطني السيادي خطٌا لا يقبل المراوغة أو القراءة الناقصة، ولن يُسمح لأي طرف بالمساس به أو انتقاصه، وسيتم مواجهة أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية.

وتابع “جزرنا هي جزءٌ لا يتجزأ من جغرافيتنا، وهي أيضاً خط لا يمكن تجاوزه، ولن نسمح بأي انتهاكٍ لسيادتنا على جزرنا، مهما كانت الذرائع أو المبررات، وعلى أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وحلفائهم من بعض القوى الأوروبية أن يعيدوا التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة أو تصرف متهور لأن أي استفزاز سيواجه بردٍّ حاسم وقوة مناسبة تُعيدهم إلى حجمهم الحقيقي”.

واعتبر “إسناد غزة ودعم القضية الفلسطينية، مهمةٌ سياديةٌ يمنيةٌ لن نحيد عنها أبداً وأيدينا دوماً على الزناد، ونحن مستعدون لأداء واجبنا بصرامة وسرعة دون تردد، وفلسطين قضيتنا، ولن نتراجع عن دعمها حتى تحقيق التحرير الكامل”.

وأكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي أن الصناعات العسكرية اليمنية تسير بخطى ثابتة وحثيثة نحو مزيد من التطوير والتحديث، سواءً على صعيد القدرات أو الإمكانيات.. مضيفًا “نعمل بكل تفانٍ وإصرار على تطوير أساليب ووسائل الردع التي تضمن لقواتنا المسلحة قدرة فائقة على إنجاز المهام في مختلف الظروف والتحديات”.

وثمن دعم قائد الثورة الذي يولي هذا الجانب اهتماماً بالغاً، ويقدم له كل الدعم المادي والمعنوي ليكون ركيزةً أساسيةً في مسيرة الصمود والانتصار.. معاهدًا الله تعالى والقيادة والشعب اليمني بأن تكون القوات المسلحة في طليعة المنفذين للأوامر والتوجيهات، ولن نقف عند أي حدود دفاعًا عن الأرض والعرض والمقدسات، وستظل القوات المسلحة اليمنية السيف القاطع الذي يهوي على رقاب الخونة والمتآمرين وأعداء الله والإسلام، وستكون درعاً منيعاً يحمي سيادة اليمن وكرامته.

وكان نائب رئيس هيئة التدريب والتأهيل بوزارة الدفاع العميد عبدالمجيد الرمام، أشار إلى أن الدورات التأهيلية لقادة السرايا والفصائل لم تقتصر على العلوم العسكرية والمهارات القتالية وإنما على الثقافة القرآنية والوعي الجهادي، التي ستمكنهم من النهوض بالواقع العملي.

وتطرق إلى الأثر البارز لتدريب وتأهيل الدفع المتخرجة التي سترفد الميدان بقادة يحملون الوعي والبصيرة ويمتلكون المعارف والعلوم والخبرات العسكرية، ويكون لهم الفاعلية في احتواء الأفراد والحفاظ عليهم وتأهيلهم لخدمة المعركة المقبلة.

ولفت العميد الرمام، إلى أن الدفع المتخرجة تأتي تنفيذًا لموجهات القيادة الثورية في الاهتمام بالإعداد والبناء ورفع الجاهزية.. مؤكدا المضي في التدريب والتأهيل والجهوزية في الميدان.

فيما أكدت كلمة الخريجين التي ألقاها محمد السنحاني، العهد للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا والشهداء القادة وكافة شهداء الوطن بالمضي على ذات الطريق في نصرة المستضعفين ومواجهة الظالمين والمستكبرين ومن يدور في فلكهم من المنافقين والمطبعين.

واستعرض ما تضمنته الدورات التدريبية والتأهيلية من برامج هدفت للارتقاء بمستوى الوعي الثقافي والتربوي والإيماني وبناء القوة البدنية، والدروس التكتيكية والسلاح والأقسام العملياتية وخدمات الدعم ودراسة منطقة العمليات والتقديرات العملياتية.

عقب ذلك كرّم عضو المجلس السياسي الأعلى، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، خريجي الدفع بالشهادات التقديرية والجوائز العينية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: وزیر الدفاع والإنتاج الحربی القوات المسلحة الیمنیة التدریب والتأهیل قوى الاستکبار فی مواجهة أن الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن

الثورة نت/..

أطلقت الجمهورية اليمنية، اليوم، التقرير الوطني العاشر عن آثار العُدوان الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، السعودي، والإماراتي على اليمن.

وفي مؤتمر صحفي نظمته وزارة العدل وحقوق الإنسان، بحضور وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، أكد نائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، أن التقرير الحقوقي العاشر يرصد ويوثق آثار العدوان والانتهاكات الممنهجة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دول العدوان وأدواتها ومرتزقتها من اليمنيين والأجانب على مدى عشر سنوات من العدوان بحق الشعب اليمني.

وأشار إلى أن العدوان الذي تعددت أشكاله من قصف مباشر بأعتى الأسلحة المحرمة دولياً على المحافظات اليمنية الحرة، استهدف المدنيين، والأعيان المدنية، والأحياء المكتظة بالسكان، والمنشآت الصحية والتعليمية والقضائية والاجتماعية والثقافية والدينية، بما في ذلك المنشآت التي تقدم المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء.

وذكر القاضي الشامي أن دول العدوان، بالإضافة إلى حصارها الجائر والشامل على اليمن، ونقل وظائف البنك المركزي اليمني من صنعاء، احتلت أيضاً أجزاء كبيرة من المحافظات الجنوبية والشرقية، ونهبت ثروات البلاد في تلك المحافظات، ودعمت الجماعات الإرهابية لممارسة أبشع الجرائم بحق المواطنين.

وأوضح أن التقرير لخص بإيجاز آثار وانعكاسات العدوان ومرتزقته، ويظهر أرقام ضحايا العدوان البشرية والمادية المباشرة وغير المباشرة، مشيراً إلى أن تلك الإحصاءات التي تضمنها التقرير غير نهائية، تم التوصل إليها من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان أثناء رصدها وتوثيقها لجرائم العدوان، بالإضافة إلى المعلومات التي حصلت عليها الوزارة من مختلف الجهات الحكومية.

ولفت إلى أن التقرير يظهر تدهور حقوق الإنسان في اليمن جراء المعاناة الكارثية التي عاشها اليمنيون خلال عقد من الزمن تحت العدوان والحصار.

وانتقد نائب وزير العدل وحقوق الإنسان عدم اضطلاع المجتمع الدولي بدوره إزاء انتهاكات دول العدوان لحقوق الإنسان في اليمن، وعدم إعماله لمبادئ القانون الدولي، ما شجع العدوان الأمريكي الصهيوني على الاستمرار في عربدته، لا سيما بعد أن انبرى الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية الشجاعة للوقوف مع الشعب الفلسطيني، باعتبار القضية الفلسطينية هي قضية الشعب اليمني المركزية والأولى في ظل تخاذل عربي وإسلامي تجاهها.

كما أكد أن التقرير الحقوقي العاشر بقدر ما يمثل شاهداً على حجم الجريمة، يعتبر وصمة عار في جبين المنظومة الإنسانية الدولية، وإدانةً صارخة لدول ترفع شعارات حقوق الإنسان بينما هي تقتل وتمول وتسلح القتلة.

وقال: “لطالما رفعت أمريكا شعار حقوق الإنسان سيفاً، لتبرير تدخلاتها، لكن تاريخها يفضح حقيقتها بجلاء، لا سيما وهي تسلح الاحتلال الصهيوني الخبيث الذي يرتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود، وقيامها بتعطيل كل قرارات الأمم المتحدة لوقف تلك المجازر”.

واستغرب القاضي الشامي من فشل منظمة الأمم المتحدة الذريع في وقف العدوان وكسر الحصار على اليمن، لحد منع إيصال الدواء والغذاء إلى أطفال اليمن وفلسطين، معتبراً هذا الصمت الأممي ليس حياداً بل تواطؤًا واشتراكاً يكافئ المجرمين ويعاقب الضحايا.

وحيا صمود الشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي الهمجي، لافتاً إلى أن اليمن لم يتصد فقط للعدوان، إنما مد يده لنصرة الأشقاء في فلسطين، وأصبح اليمن اليوم يعلّم العالم معنى التضامن الإنساني الحقيقي.

وعد نائب وزير العدل العدوان المتجدد على اليمن امتداداً لعقلية الاستعلاء التي تجيز للقوي أن ينهب الضعيف، وهذه سياسة يرفضها اليمن رفضاً قاطعاً، مؤكداً وقوف الشعب اليمني مع القرارات الحكيمة والاستراتيجية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أرسى مبادئ المقاومة المشروعة ضد العدوان، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية والإنسانية وعدم التستر على جرائم العدوان تحت ذرائع السياسة.

وأفاد بأن اليمن لن يتنازل عن حقه في مقاضاة كل من سفك دماء أبنائه، وسيستخدم كل الوثائق التي بحوزته كأدلة دامغة على وحشية العدوان، وسيعمل على تحريك الجانب الحقوقي والقانوني وتجهيز ملفات عن الجرائم بالأدلة الموثقة، وإرسال نسخ منها للجهات الدولية ذات العلاقة، مثل محكمة لاهاي وغيرها، لمحاكمة مجرمي الحرب.

ونوه القاضي الشامي بجهود الفرق التي عملت على إنجاز التقرير الحقوقي العاشر، لافتاً إلى أن وزارة العدل وحقوق الإنسان ستواصل رصد كل جريمة وتوثيق كل انتهاك ورفعه للمحاكم الدولية، لأن حقوق الشعب لا تسقطها السنوات ولا تتقادم، فدماء الأبرياء لن تذهب هدراً.

وفي المؤتمر الذي حضره نائبا وزيري الإعلام الدكتور عمر البخيتي، والكهرباء والطاقة والمياه عادل بادر، وممثلو عدد من الوزارات والمنظمات وشخصيات اجتماعية، اعتبر مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان، علي تيسير، العدوان على اليمن سابقة تاريخية سطر فيها اليمنيون ملاحم خالدة أبهرت العالم.

وذكر أن العدوان بذرائعه المكشوف زيفها لا يمكن وصفه سوى بعدوان جبان، استهدف المدنيين، والأعيان المدنية والتاريخية والأثرية، ودمر المدارس والجامعات والمستشفيات والمطارات والجسور، وما له علاقة بالإنسان من كهرباء ومياه، وثروة حيوانية وسمكية.

ولفت تيسير إلى أن العدوان تسبب في نزوح قهري لنحو أربعة ملايين و500 ألف من الأطفال والنساء والشيوخ، وخلف أزمة إنسانية مركبة، وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر، واستخدم في عدوانه كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً طوال عشر سنوات.

وبين أن العدوان على اليمن منذ عشر سنوات، يؤكد أن مجرمي الحرب لا يعرفون شيئاً عن تاريخ اليمن الذي يُعد مقبرة للغزاة، مؤكداً أن معركة اليمن لإسناد الشعب الفلسطيني هي امتداد للصمود الأسطوري للشعب اليمني أمام قوى العدوان البربري.

وأشار مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل إلى أن الشعب اليمني لم ير أو يسمع للأمم المتحدة صوتاً إزاء الجرائم التي ارتكبها العدوان، بل لا تزال هذه المنظمة مصرة على أن ما يجري في اليمن لا يربو عن كونه حرباً داخلية، وليس عدوانًا خارجيًا.

وقال: “القوانين الدولية والإنسانية أصبحت مجرد حبر على ورق، ولم تعد الأمم المتحدة قادرة على أن تحقق أي نصر للإنسان في أي مكان، وأصبح وجودها مضللًا للعالم وفقدت مبررات وجودها اليوم”.

في حين استعرض المستشار القانوني لوزارة العدل وحقوق الإنسان، حميد الرفيق، ملخص التقرير الوطني العاشر عن آثار العُدوان الأمريكي، البريطاني، السعودي والإماراتي على اليمن، والذي أوضح أن عدد الشهداء والجرحى المدنيين جراء العدوان منذ 26 مارس 2015 حتى 26 أبريل 2025 بلغ 95 ألفًا و346 مواطناً، بينهم 24 ألفاً و126 شهيداً، وذلك في إحصائية غير نهائية.

وأفاد التقرير بأن من بين الشهداء أربعة آلاف و176 طفلاً، وثلاثة آلاف و154 امرأة، وجُرح أربعة آلاف و175 طفلًا، وثلاثة آلاف و154 امرأة جراء عمليات تحالف العدوان خلال السنوات العشر الماضية. ومن بين الضحايا 69 طبيباً ومسعفاً، بينهم 66 شهيداً وثلاثة جرحى.

ولفت إلى أن مليوناً و483 ألفًا و23 مدنياً قضوا نتيجة العدوان بطريقة غير مباشرة جراء الحصار والعمليات العسكرية، وذلك لأسباب متعددة من الأمراض المزمنة، وسوء التغذية، وتفشي الأمراض، والسموم الناتجة عن المواد الكيميائية، وأمراض أخرى.

وتطرق التقرير إلى ارتفاع معدل وفيات الأمهات عند الولادة خلال العدوان، بنسبة 160 بالمائة عما كان عليه قبل العدوان، بواقع 400 حالة وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد وفيات المواليد، حيث يتوفى 100 مولود من أصل ألف ولادة حية، ويموت 65 طفلاً دون سن الخامسة من أصل ألف طفل.

وبين أن مليونين و900 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية، من إجمالي خمسة ملايين و366 ألفًا و767 طفلاً، يموت منهم 400 ألف بسبب سوء التغذية الحاد والوخيم.

وحسب التقرير، يموت كل 10 دقائق في اليمن طفلٌ بسبب أمراضٍ ترتبطُ بسُوء التَّغذيةِ، والأوبئة. وتُشيرُ البياناتُ إلى أنَّ 86 بالمائة منَ الأطفالِ دونَ سنِّ الخامِسةِ يُعانُون أحدَ أنواع فقر الدَّم، وهناك تسعة آلافِ حالةٍ تُضافُ سنويَّاً من مرضى السَّرطان، 15 بالمائة منها منَ الأطفال، وأكثرُ من ثلاثة آلافِ طفلٍ مُصابُون بسرطانِ الدَّم، ويحتاجُ 300 طفلٍ مُصابٍ بسرطانِ الدَّم للسَّفر إلى الخارج بصُورةٍ عاجلةٍ لتلقّي العِلاج، وسُجِّلتْ أكثرُ من 389 حالةَ وفاةِ أطفالٍ، بسبب سُوء التَّغذيةِ خلالَ العام 2022م.

وتسبب العدوان في معاناة مليون و800 ألف امرأة من سوء التغذية، تُوفّيَ منهُنَّ خلالَ عشرِ سنواتٍ، أكثرُ من 46 ألف امرأة، نتيجةَ سُوءِ التَّغذيةِ، ومُضاعفاتٍ أخرى ناجمةٍ عنِ الحِصَار والعُدوان، فيما قضى 120 ألف مواطن بسببِ عدمِ قُدرتهم على السَّفر للخارج لتلقّي العِلاج.

وتعرَّضتْ أكثرُ من أربعة آلاف و623 امرأةً لحالةِ إجهاضٍ قسريٍّ؛ بسببِ الخوف، والرُّعب، وعدم تمكُّن مُعظمِهنَّ من الوصُول إلى المستشفيات والمراكز الصِّحيَّة.

وأظهرت تقاريرُ صحيَّةٌ عديدة أنَّ 350 ألف حالة إسقاط أجنة منَ بطون أمَّهاتِهم الحواملِ لإنقاذ حياتهنَّ لأسبابٍ صِحيَّةٍ تُعانِي منها الأمَّهاتُ، ما اضطّر المستشفيات للعنايةَ بالأمَّهات وإنقاذِ حياتِهنَّ.

ووفقًا للتقرير، سجلّت وزارةُ الصِّحَّة أكثرَ من 22 ألف حالة من تشوُّهات الأجِنَّة، منها ألف و200 حالة وَفَاةٍ منَ الأجِنَّة المشوَّهَةِ خلالَ العام 2022م، فيما ظهرت حالاتُ تشوُّهَاتٍ مُعقَّدةٍ لا تُوجدُ ضمنَ الأطلسِ العالميّ لتشوُّهاتِ الأجِنَّة.

كما تم تسجيل 95 ألفاً و850 حالةَ إصابةٍ بأمراضِ الأورام بمركزِ الأورامِ خلالَ عشرِ سنوات، ووجود عشرات المرضى لم يستطيعُوا الوصُولَ إلى مراكز الأورام؛ بسببِ عدم قُدرتهم على سدادِ رُسُوم المواصلات، أو بُعدِ المسافة عن تلك المراكز.

وأوضح التقرير الوطني العاشر أن أكثر من 37 ألفًا و320 حالةَ فشلٍ كُلويّ تحتاجُ إلى أكثر من مليونينِ ونصفِ غسلةٍ بشكلٍ دوريّ، يمُوتُ من بينهُم (2-3) مرضى يوميًّا، ويُواجهُ حاليًّا أكثرُ من خمسة آلافِ مريضٍ بالفشلِ الكلويّ نقصًا حادًّا في المخزون الدوائي، والأدوية المصاحبة لجلسات الغسيل، فيما تحتاجُ أكثر من 498 جهازَ استصفاءٍ دمويّ في عدة مراكزَ إلى قطع غيارٍ.

وبلغتْ حالاتُ الاشتباهِ بوباءِ الكوليرا مُنذ 2016م، حتى مارس 2021م حوالي مليونين و525 ألفاً و556 حالة، تُوفّيَ منهُم ما يُقاربُ ثلاثة آلاف و979 حالة.

ولفت التقرير إلى أن اليمن في 14 مارس 2024م شهد عودة لوباءِ الكوليرا، تمَّ تأكيدُ سبعِ حالاتٍ إيجابيَّةٍ، وبلغ إجماليّ الحالاتِ، منذ عودةِ الوباءِ حتى 30 يوليو 2024م، حوالي 122 ألفاً و154 حالة، وإجماليّ الوفيات 461 وفاة، وثلاثة آلاف و378 حالة مؤكدة مخبريًّا.

وبيّن أن أعلى المحافظاتِ التي سجَّلتْ إصاباتٍ بوباء الكوليرا، هي محافظة حجة بواقع 21 ألفاً و227 حالة، توفي منها 56 حالة، ثم محافظة عمران بعدد 15 ألفاً و532 حالة، توفي منها 32 حالة، يليها محافظة ذمار بـ10 آلاف و948 حالة، توفي منها 34 حالة، ثم محافظة الحديدة بـ10 آلاف و129 حالة، توفي منها 93 حالة.

وفيما يتعلق باستهداف العدوان للأعيان المدنية، قدم التقرير الوطني العاشر تفصيلًا بالأضرار الجسيمة للأعيان جرَّاءَ العُدوان الأمريكيّ، البريطانيّ، الصُّهيُونيّ، وأدواته السُّعُوديّة والإماراتيّة، في مختلف القطاعات.

في قطاع التعليم، ألحق العدوان أضرارًا جسيمة بـ2,775 منشأة تعليمية وتربوية، و45 جامعة، و74 معهدًا فنيًا وتقنيًا، وفي قطاع الصناعة، استهدف العدوان 408 مصانع، وخمس صوامع غلال.

وفي قطاع الكهرباء والاتصالات، استُهدفت 5,601 شبكة ومحطة كهرباء، و2,181 موقعًا ومنشأة وشبكة اتصالات، أما في قطاع الطاقة، استُهدفت 537 محطة وقود وغاز، و391 ناقلة وقود، و163 ألف أسطوانة غاز منزلي.

وفي قطاع النقل والموانئ، استُهدف 14 ميناءً مع تكرار الاستهداف، وأربع رافعات موانئ، وتسعة مطارات مع تكرار الاستهداف، ومرافق ثلاثة مطارات، وأربع طائرات مدنية، ومنظومة جهاز الإرشاد الملاحي، بالإضافة إلى ستة من قطاعات الطيران المدني والأرصاد.

ووفقاً للتقرير الوطني العاشر، استهدف العدوان 58 مؤسسة إعلامية مرئية، و28 مركز إرسال إذاعي، وانتهك 232 حرية للإعلام خلال العام 2023 فقط.

وأشار التقرير إلى أن العدوان استهدف 49 من مجمعات ومباني ومحاكم من منشآت السلطة القضائيَّة والسجلات والوثائق والملفات القضائية في 33 منشأة ومنازل 48 قاضياً وعاملاً في القضاء و136 منشأة رياضية وشبابية.

وفيما يخص شبكة الطرق، دمّر العدوان 7,848 طريقاً وجسراً وأعطب وأتلف 5,378 طريقاً واستهدف 133 جسراً علوياً ودمر 8,462 سيارة ووسيلة نقل مختلفة.

كما أكد التقرير أن العدوان استهدف 2,214 مبنى حكومياً خدمياً عاماً و11 مبنى تابعاً لصناديق الرعاية الاجتماعية و10 منشآت من دور ومراكز الرعاية الاجتماعية ومركزاً واحداً لرعاية المكفوفين.

وفيما يتعلق بالمنشآت الدينية والثقافية استهدف العدوان 1,836 مسجداً و91 مقبرة وضريحاً و419 موقعاً أثرياً وتاريخياً و367 منشأة سياحية.

تخلل المؤتمر الصحفي عرض ريبورتاج مصور عن انتهاكات وجرائم العدوان على اليمن خلال السنوات الماضية.
سبأ

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة استهدفت نحو 1000 موقع في اليمن
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني الـ10 عن آثار العدوان على اليمن
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن
  • ماذا استهدفت الطائرات البريطانية في أول عملية مشتركة مع أمريكا في اليمن؟
  • دولة جديدة تدخل على خط الغارات الجوية وتقصف هذه المحافظة اليمنية
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • وزارة العدل اليمنية: 2303 شهداء وجرحى منهم 214 طفلاً و67 امرأة جراء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • وزارة الدفاع الروسية تنشر مشاهد للقوات الكورية الشمالية التي ساعدت في تحرير كورسك