أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلا عن مسؤولين أوكرانيين أن كييف أصبحت جاهزة الآن لتوقيع الاتفاقية الخاصة بالتطوير المشترك لمواردها المعدنية، بما في ذلك النفط والغاز.

وأوضحت أن ذلك يأتي بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن مطلبها بالحصول على الحق في تحقيق إيرادات محتملة تصل إلى 500 مليار دولار من استغلال هذه الموارد.

وتابعت أنه وعلى الرغم من غياب ضمانات أمنية صريحة في نص الاتفاق، أكد المسؤولون أنهم تفاوضوا على شروط أكثر فائدة، معتبرين الاتفاقية جزء من رؤية أوسع تهدف إلى توسيع العلاقة مع الولايات المتحدة لتعزيز آفاق أوكرانيا بعد 3 سنوات من الحرب.

أهم بنود الاتفاق

وتنص النسخة النهائية من الاتفاقية، على إنشاء صندوق تساهم فيه أوكرانيا بنسبة 50% من عائدات التسويق المستقبلي للموارد المعدنية المملوكة للدولة، بما في ذلك النفط والغاز والخدمات اللوجستية المصاحبة، ليستثمر في مشاريع داخل أوكرانيا.

ويستثني النص الموارد المعدنية التي تسهم بالفعل في خزينة الحكومة الأوكرانية، مما يعني أنها لن تشمل الأنشطة الحالية لشركتي "نافتوغاز" و"أوكرنافتا"، أكبر منتجي الغاز والنفط في البلاد.

ومع ذلك، يخلو الاتفاق من أي إشارة إلى ضمانات أمنية أميركية كانت كييف قد أصرت عليها مقابل الموافقة على الصفقة، كما يترك عدة مسائل حاسمة، مثل حجم حصة الولايات المتحدة في الصندوق وشروط صفقات "الملكية المشتركة"، لتُفصّل لاحقا في اتفاقيات تكميلية.

وقال مسؤول أوكراني إن الاتفاقية قد حصلت على موافقة وزراء العدل والاقتصاد والشؤون الخارجية، وأشار إلى احتمال سفر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة لإقامة حفل توقيع مع ترامب.

"اتفاقية إطار"

وأضاف مسؤول آخر: "ستكون هذه فرصة للرئيس لمناقشة الصورة الأكبر، وبعدها سنتمكن من التفكير في الخطوات القادمة."

وتابع المسؤولون الأوكرانيون أن الاتفاقية تعتبر "اتفاقية إطار" ولن تنتقل الأموال بين الأطراف حتى يتم تأسيس الصندوق رسميا، مما يتيح الوقت لحل أية خلافات محتملة، من ضمنها تحديد الاختصاص القضائي للاتفاق.

ومن المقرر أيضا أن تسعى حكومة زيلينسكي للحصول على موافقة البرلمان الأوكراني، حيث أشار النواب المعارضون إلى أنهم سيخوضون على الأقل مناقشة قبل التصديق على مثل هذه الاتفاقية.

ويعتبر هذا الاتفاق علامة فارقة في العلاقات بين البلدين ويعكس تحولا استراتيجيا في التعامل مع الملف الأوكراني، ويمنح أوكرانيا أفقاً جديداً لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي بعد سنوات من النزاع والصراع.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ضمانات أمنية أوكرانيا النفط الغاز الموارد المعدنية ضمانات أمنية فلاديمير زيلينسكي ترامب أوكرانيا روسيا اتفاق المعادن دونالد ترامب أزمة أوكرانيا ضمانات أمنية أوكرانيا النفط الغاز الموارد المعدنية ضمانات أمنية فلاديمير زيلينسكي ترامب أزمة أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

المعارضة تطالب الرئيس الأوكراني بكشف تفاصيل مفاوضات السلام وصفقة المعادن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعيش أوكرانيا هذه الأيام توتراً داخلياً متزايداً، لا فقط بفعل التهديدات العسكرية الروسية المستمرة، بل بسبب ضبابية مواقف قيادتها السياسية من محادثات السلام الجارية، وما يُرافقها من ملفات اقتصادية حساسة، أبرزها "صفقة المعادن" مع الولايات المتحدة. 

ففي وقت يشتد فيه الضغط الدولي على كييف، وتُقدَّم لها عروض سلام تنطوي على تنازلات جوهرية، تصاعدت أصوات المعارضة داخل البرلمان الأوكراني مطالبةً بشفافية فورية من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

 

الكتلة البرلمانية المعارضة، وعلى رأسها "التضامن الأوروبي" بقيادة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، طالبت بعقد جلسة طارئة يشارك فيها زيلينسكي شخصيًا، لشرح تفاصيل محادثات السلام ومآلات الاتفاق المحتمل مع واشنطن بشأن المعادن النادرة. المعارضة تشعر بأنها "مُستبعدة" من مفاوضات مصيرية تخص مستقبل البلاد، وتنتقد الغموض في التواصل الرسمي، مما يعكس فجوة آخذة في الاتساع بين صناع القرار والبرلمان، وربما بين الرئاسة والرأي العام.


ضغط أمريكي وعرض غير متكافئ


من جهتها، تمارس إدارة الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي، دونالد ترمب، ضغوطاً متزايدة لدفع أوكرانيا نحو تنازلات إقليمية ومعدنية. تشمل الخطة المقترحة من واشنطن الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، وتجميد النزاع عند خطوط القتال الحالية، والسماح لروسيا بتشغيل محطة زابوروجيا النووية وبيع طاقتها لأوكرانيا وروسيا معًا.

غير أن هذه الخطة، بحسب مسؤولين أوكرانيين، لا تمنح أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولا تقدم أساساً حقيقياً لتحقيق سلام مستدام، بل تُعزز مكاسب روسيا وتُضعف موقف كييف التفاوضي.

 

نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو عبرت بوضوح عن موقف الحكومة الرافض للعرض الأميركي بصيغته الحالية، قائلة: "أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لا للاستسلام". وجاء ذلك في خضم دعوات المعارضة لتوضيح دور "صفقة المعادن" -التي تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى الموارد المعدنية الأوكرانية- ضمن خطة السلام المقترحة، وما إذا كانت هذه الاتفاقيات ستمنح كييف أي مزايا مقابل التنازلات السيادية المطروحة.

مأزق زيلينسكي

حتى الآن، لم يستجب زيلينسكي لدعوة المعارضة لحضور جلسة البرلمان، حيث ينشغل بسلسلة لقاءات دبلوماسية مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، وسط جولة مرتقبة تشمل جنوب إفريقيا، إيطاليا، إسبانيا، وبولندا. ويبدو أن الرئيس يسعى لحشد دعم دولي بديل في وقت يتقلص فيه الحماس الأميركي لدعم غير مشروط لكييف.
ورغم تأكيد زيلينسكي أن بلاده تسعى إلى "وقف إطلاق نار شامل" يسبق أي تسوية سياسية، فإن غياب التواصل مع الداخل يعمّق الشعور العام بأن مستقبل أوكرانيا يُرسم خلف الأبواب المغلقة، دون مساءلة أو تشاور حقيقي.


إن مطالبة المعارضة الأوكرانية للرئيس زيلينسكي بالحضور إلى البرلمان لا تعكس فقط أزمة ثقة سياسية، بل تُسلط الضوء على مأزق أخلاقي واستراتيجي تعيشه كييف: كيف تُفاوض على السلام دون أن تبدو وكأنها تُفرّط؟ وكيف تحافظ على الدعم الدولي دون أن تخسر شرعيتها الداخلية؟ وبين واشنطن وموسكو، يبدو أن مستقبل أوكرانيا لا يزال معلقاً في فراغ تفاوضي غامض، تُرسم فيه خرائط السلام بيد غير أوكرانية، وعلى حساب أوكراني.

مقالات مشابهة

  • ترامب: الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع اليابان
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • ترامب يؤكد الاتفاق مع روسيا على معظم النقاط الرئيسة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية في اتفاق التسوية بين أوكرانيا وروسيا
  • ترامب يدعو زيلينسكي لتوقيع صفقة المعادن بشكل عاجل
  • لافروف: مستعدون لإبرام اتفاق بشأن أوكرانيا ونعمل على صياغة بنود الاتفاق المستقبلي
  • المعارضة تطالب الرئيس الأوكراني بكشف تفاصيل مفاوضات السلام وصفقة المعادن
  • واشنطن وطهران.. مقارنة بين اتفاق 2015 ومطالب 2025 وموقف إسرائيل
  • روبيو: على إيران وقف تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق مع الولايات المتحدة
  • صحفية أوكرانية: الولايات المتحدة ستنسحب من المفاوضات وتترك أوكرانيا دون مساعدة