إفيه يكتبه روبير الفارس: اللعب بالنار
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الخوف من العذاب الأبدي المتمثل في النار يقود وينظم ويهدد ويعلم ويدفع كثيرين إلى طاعة الله والالتزام بشرائعه. هذه فكرة أساسية وثابتة، بل وجذرية، في معظم الأديان. من هنا، قامت الدنيا ولم تهدأ على الكلمة التاريخية الرهيبة التي نطق بها مفتي مصر الأسبق، الشيخ الفاضل "علي جمعة"، حين قال: "بأن الله قد يلغي النار".
ورغم أن فضيلته قد شرح مقصده قائلًا: "إنني لا أقول بفناء النار أصلًا، ولكنني أفتح باب رحمة للناس، وأقول إن هذا وارد. لماذا؟ لأن الناس شغلت نفسها بالجنة والنار، وتركت هذه العبادة المحببة والشوق إلى الله سبحانه وتعالى..."، وتابع: "تركنا أصل المسألة وذهبنا نتكلم في كلام لا طائل من ورائه: من الذي سيدخل الجنة؟ ومن الذي سيدخل النار؟ هل ستبقى النار أو لا تبقى؟ طيب، ما هو ربنا سبحانه وتعالى؟ العقيدة تقول إنه لا بد أن نؤمن برحمته وعفوه ورضاه وهدايته، وبأنه سبحانه وتعالى حبيب إلى قلوبنا. هذا هو المعنى الذي نريد أن نوصله..."
إلا أن الغضب العام يعمي العقول عن فهم هذا المعنى الجليل الذي يقصده الشيخ، والذي يزحزح خلاله تلك الأصوات الهادرة التي تهدد المختلفين معها بهذا العذاب الرهيب، بل والمنتظرين لهذا الانتقام من الأشرار الذين آذوهم في حياتهم وظلموهم وصنعوا بهم كل جرم، والرافضين لمعتقدهم وفرقتهم وطائفتهم. وفكرة الشيخ الملهمة، في نظرنا، تفتح بابًا أوسع لتحقيق قول المتصوفين: "ما عبدتك شوقًا إلى جنتك، ولا خوفًا من نارك"، والذي يشرحه البعض بالقول: "إن الله تعالى مستحق للعبادة، ولو لم يخلق جنة أو نارًا، فلا ينبغي للعابد أن تقتصر علّة عبادته لربه سبحانه على رغبته في الجنة، أو خوفه من النار، بحيث لو لم يوجدا لما عمل شيئًا، ولا أدى حق العبودية لله تعالى، وإنما ينبغي أن يقصد بذلك أداء ما ينبغي لله تعالى لكمال ذاته، وصفاته، وأفعاله، ويجمع إلى ذلك رجاء ثوابه وخوف عقابه، اللذين هما من جملة أفعاله، فيعبد ربه محبةً وتعظيمًا وحياءً، كما يعبده خوفًا ورجاءً".
كل هذه المعاني السامية أصبح لها أعداء، خاصة ممن يظنون أنفسهم الفرق الناجية من جماعات أصولية، وحماة الإيمان في المسيحية، وهم بالمناسبة يرفضون أيضًا من يتحدث عن معنى آخر للجحيم أو نار جهنم بعيدًا عن حفلة الشواء المعتادة. وقد كتب الباحث أشرف بشير دراسة مهمة بعنوان "جهنم أو الجحيم في الإنجيل والفكر الأرثوذكسي الآبائي"، بدأها بقول للقديس صفرونيوس:
"كل من يحاول أن يغرس أي فكرة ما ضد محبة الله... فهو متحالف مع الشيطان"
وجاء في الدراسة أن فكرة الجحيم في المسيحية الأرثوذكسية تختلف تمامًا عن الجحيم في صورته الفلكلورية المتعارفة، فمثلًا، حاول بعض الرسامين المسيحيين في العصور الوسطى تصوير الجحيم في الأعمال النحتية والتصويرية، فأخرجوه في صورة مساحة كبيرة من النار يتعذب فيها البشر، بل وبالغ البعض منهم فصور الله يلقي البشر فيها بواسطة ملائكته كنوع من العقوبة، في صورة تشوه صورة الله وتحوله إلى إله "منتقم جبار" هدفه الاقتصاص ممن خالفوه وعصوه، فتتمثل عقوبته العادلة في وضع هؤلاء البشر في عقاب "عادل"، وهو تعذيب "هيولي" دائم في نار لا تطفأ. وقد دحضت الدراسة هذه الفكرة... لكن فيما يبدو أن نار التمسك بالنار تحرق الجميع، ورفض رحمة الله غاية الشعوب التي لا تتأدب إلا بشيء من الخوف.
إفيه قبل الوداع:هزمت "نجاة" عبد الحليم حافظ مرتين:
عندما تفوقت عليه في غناء "لا تكذبي"
وعندما غنى "حبك نار"، غنت "جنة حبيبي براح في براح".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إفيه يكتبه روبير الفارس طاعة الله اللعب بالنار الجحیم فی
إقرأ أيضاً:
قبل الحج| الإفتاء تقدم 18 نصيحة للحجاج.. تعرف عليها
نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، 18 نصيحة لحجاج بيت الله الحرام، بينت فيها ما يباح وما يحرم على الحاج خلال فترة إحرامه، وإليكم هذه النصائح فى السطور القادمة.
نصائح الإفتاء للحاج هى:
1- أَخلِصْ نيتَك لوجه الله تعالى.
2- احرصْ على أن تكون نفقةُ حجِّك حلالًا.
3- ابتعدْ عن كل ما يشغل القلب، ليكن قلبك ساكنًا، مطمئنًا، مملوءً بالذِّكْرِ، فارغًا من الهوى.
4- تُبْ إلى الله وردَّ المظالم إلى أهلها، واقضِ ديونك، واترك نفقةً لكل من تلزمك نفقته إلى وقت رجوعك.
5- احرص وأنت في حجِّك على طيب الكلام، وإطعام الطعام، وإظهار محاسن الأخلاق، فإن السفر يخرج خفايا الباطن.
6- تذكر عندما تلبس ملابس الإحرام في الحج وكل من حولك يرتدي زيًّا موحدًا؛ أنه لا فرق بينك وبين غيرك أمام الله إلا بطاعته.
7- استحضر عظمة الله تعالى، واحذر الرياء والسمعة، حتى لا تفسد عملك.
8- إذا رأيت البيت الحرام؛ فاشكر الله تعالى على تبليغك رتبة الوافدين إليه.
9- لا يجوز لك التزاحم والتصارع في أفضل بقاع الأرض، وتذكر أن من مقاصد الحج تنقية القلب وتربية النفس على الصبر والطاعة.
10- ترفق في أداء المناسك، لكيلا تؤذي أحدًا.
11- يُسنُّ الهرولة للرجال في الطواف دون النساء.
12- الحج من أفضل العبادات عند الله تعالى، فلا تتكلم إلا بخير.
13- عند وقوفك بعرفة تذكر موقف القيامة وازدحام الخلق، وارتفاع أصواتهم واختلاف لغاتهم، واجتماع الأمم في ذلك الموطن، واستشفاعهم.
14- إذا رميت الجمار؛ فاقصد بذلك الانقياد للأمر، وإظهار الرق والعبودية، ومجرد الامتثال من غير حظ النفس.
15- ترفق عند رمي الجمرات؛ لعدم إيذاء الآخرين، وتخير أصغر الحصى.
16- عند زيارتك المدينة؛ تذكر أنها البلدة التي اختارها الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وشرع إليها هجرته، وجعل فيها بيته.
17- إذا أكرمك الله بزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فأحضر قلبك لتعظيمه، والهيبة له، ومثِّل صورته الكريمة في خيالك، واستحضر عظيم مرتبته في قلبك، ثم سلِّم عليه، واعلم أنه عالم وهو في قبره بحضورك وتسليمك.
18- ليس على الحاج أضحية وقد يجب عليه ذبح هدي وهو: إما هدي تمتع شكرا لله تعالي علي الجمع بين نسكي العمرة والحج وللتحلل بينهما، وإما هدي القرآن، وهو للجمع بين الحج والعمرة في سفرة واحدة، وأما ما يذبح لترك واجب من واجبات الحج أو كفارة عن فعل محظور من ممنوعات الحج.