أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن أوكرانيا تسعى حاليًا للحصول على التزام أمني طويل الأمد من الولايات المتحدة، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار في المنطقة. 

وفي هذا السياق، توصلت كييف وواشنطن إلى اتفاق لتطوير الموارد المعدنية الأوكرانية، بما في ذلك النفط والغاز، دون تقديم ضمانات أمنية صريحة.

والاتفاق ينص على إنشاء صندوق تستثمر فيه أوكرانيا 50% من عائدات "تسويق" الموارد المعدنية المملوكة للدولة، مثل النفط والغاز والبنية التحتية المرتبطة بهما. 

ويهدف هذا الصندوق إلى تمويل مشاريع تنموية داخل أوكرانيا، مع استثناء الموارد التي تساهم بالفعل في إيرادات الحكومة الأوكرانية، مثل أنشطة شركتي "نفتوغاز" و"أوكرنفطا".

زعلى الرغم من غياب ضمانات أمنية واضحة في نص الاتفاق، ترى الحكومة الأوكرانية أن هذه الشراكة الاقتصادية قد تمهد الطريق لمزيد من التعاون وتعزيز الدعم الأمريكي في المستقبل. 

ومع ذلك، يتطلب الاتفاق موافقة البرلمان الأوكراني، حيث أشار بعض النواب إلى احتمال إجراء مناقشات حادة قبل التصديق عليه.

وتأتي هذه التطورات في ظل تغيرات في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الأوكراني، حيث بدأت واشنطن محادثات ثنائية مع موسكو دون إشراك الحلفاء الأوروبيين أو أوكرانيا. 

هذا التوجه أثار قلقًا في العواصم الأوروبية، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، محملاً كييف مسؤولية اندلاع الحرب.

في هذا السياق، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أهمية التضامن الأمريكي لدعم الجهود الأوروبية في توفير الأمن والاستقرار في أوكرانيا. 

وأشار ماكرون إلى استعداد بعض الدول الأوروبية لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا كجزء من الضمانات الأمنية المطلوبة، مؤكدًا على ضرورة الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأمريكي لنجاح هذه المهمة.

ومن جانبه، أبدى الرئيس ترامب انفتاحًا على فكرة تقديم "دعم من نوع ما" للقوات الأوروبية المحتملة في أوكرانيا، لكنه لم يقدم التزامًا واضحًا بهذا الشأن. هذا الموقف أثار مخاوف في الأوساط الأوروبية من احتمال تراجع الدعم الأمريكي وتغيير موازين القوى في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في تأمين دعم دولي مستدام وتعزيز قدراتها الدفاعية والاقتصادية لمواجهة التحديات الراهنة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أوكرانيا كييف فايننشال تايمز المزيد

إقرأ أيضاً:

باحث: نهج أمريكي جديد تجاه الحرب الأوكرانية.. وعلاقات متوترة مع أوروبا

أكد محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر، أن هناك توجهًا أمريكيًا جديدًا في التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية، وسط توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب تباين الرؤى حول عدة ملفات، أبرزها الحرب الأوكرانية، التعريفات الجمركية، والملف الفلسطيني.

وزير خارجية فرنسا: ترمب أكد لماكرون أنه سيلتقي زيلينسكي لدعم اتفاق سلام في اوكرانيامسؤول سابق بالناتو: ستارمر لن يستطيع إقناع ترامب بتغيير مواقفه بشأن أوكرانيا وبوتين لا يمكن الوثوق بهستارمر: سأستقبل حلفاء بريطانيا لبحث مسألة أوكرانيامسؤول إسرائيلي: ترمب مارس ضغوطًا على إسرائيل بشأن أوكرانيا

وأضاف فوزي، خلال لقائه في برنامج «مطروح للنقاش» عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن العلاقات البريطانية الأمريكية تمتلك خصوصية منفصلة عن الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بريطانيا، منذ انسحابها من الاتحاد الأوروبي، انتهجت سياسة خارجية أكثر استقلالية ضمن مجموعة "بريكس".

وأشار إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يحمل أهمية كبرى، كونه يحدد مسار العديد من الملفات المهمة، خاصة ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين لندن وواشنطن، وكذلك الطروحات الأمريكية حول تسوية الحرب الروسية الأوكرانية، لافتًا إلى أن ترامب يتبنى رؤية مختلفة عن الإدارات الأمريكية السابقة فيما يخص هذا الصراع.

مقالات مشابهة

  • باحث: نهج أمريكي جديد تجاه الحرب الأوكرانية.. وعلاقات متوترة مع أوروبا
  • فايننشال تايمز: أوكرانيا تتفق مع أمريكا على صفقة المعادن
  • الحكومة الأوكرانية تبحث عن شركاء غربيين واقتصاديين لإعادة الإعمار
  • المفوضية الأوروبية تسعى إلى دمج أوكرانيا في سوق الطاقة الإقليمية بحلول عام 2027
  • ترامب: ماكرون يؤيد تولي أوروبا المسؤولية عن أمن أوكرانيا طويل الأمد
  • مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن بشأن الحرب الأوكرانية.. وواشنطن تتعهد بحمايته
  • روسيا: وقف النار في أوكرانيا دون حل جذري خطر كبير
  • إسرائيل تعزز وجودها في الجولان وجبل الشيخ وسط مؤشرات على تموضع طويل الأمد في سوريا
  • وزير الخزانة الأمريكي: لن نسيطر على أصول أوكرانيا بموجب اتفاقية الموارد الطبيعية