المظاهرات الغاضبة تتجدد في عدن والمجلس الانتقالي يجتمع بنقابات عمالية ويتبنى خطابًا مرتبكًا مع تراجع شعبيته
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
خرج عشرات المحتجين من المنتمين لنقابات عمالية ونقابات أخرى في عدن، مساء أمس الإثنين، في مظاهرة غاضبة، استمرارًا في التنديد بتردي الأوضاع المعيشية، وعجز الحكومة عن السيطرة على قيمة العملة الوطنية، وإعادة قيمة المرتبات لما كانت عليه قبل عام 2015، ما نجم عنه أوضاع اقتصادية غاية في السوء، يعيشها معظم المواطنين، وفي مقدمتهم موظفو المؤسسات الحكومية.
في الأثناء، اجتمع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، عيدروس الزُبيدي، بقيادات عدد من النقابات العمالية الانفصالية في عدن، في ثاني اجتماع له في يومين متتالين عقب عودته من غيابه الطويل خارج البلاد، في محاولة منه للتخفيف من حدة الغضب الشعبي ضد المجلس من الفئات الفقيرة في مناطق سيطرته، جراء تخليه عن مسؤولياته في مواجهة ما سبق وتبناه في خطابات عديدة منذ تأسيسه عام 2017، معلنًا انحيازه للناس، لكنه عندما صارت له كتلة كبيرة في مجلس القيادة الرئاسي، بالإضافة إلى سبع حقائب في الحكومة، وسيطرته على السلطة المحلية في أربع محافظات، وفي مقدمتها عدن، لم يعمل شيئًا باتجاه التخفيف من معاناة الحياة المعيشية، بينما صارت قياداته في خانة الثراء.
في كلمته، خلال اجتماعه بقيادات النقابات العمالية الانفصالية، أكد الزُبيدي في واحدة من أكبر التناقضات، التي تعتري خطابه، تبنيه مطالب العمال والدفاع عنها لدى مجلس القيادة والحكومة، وهو بهذا بقدر ما يؤكد تناقضه يؤكد في الوقت ذاته إصراره على تجاهل الوضع المعيشي المتردي، وعدم الإعلان عن مبادرات لتجاوز تردي الخدمات واهتراء المرتبات.
ورفع المتظاهرون الغاضبون في عدن، الذين تجمعوا في ساحة خور مكسر، لافتات تؤكد مطالبهم في إعادة هيكلة المرتبات الحكومية، والعودة بها إلى ما كانت عليه قيمتها عام 2015، وإيقاف التدهور المتواتر في الأوضاع المعيشة، من خلال السيطرة على قيمة العملة وإيقاف عجلة غلاء الأسعار، ومعالجة وضع الخدمات العامة.
وطالبوا الحكومة بالوفاء بواجباتها تجاه المحكومين، من خلال توفير احتياجات المواطنين الأساسية وحماية حقوقهم، وعمل كل ما من شأنه معالجة وتوفير متطلبات الحياة المعيشية الضرورية.
وذكرت تقارير إعلامية محلية وتدوينات ومقاطع فيديو متداولة في منصات التواصل الاجتماعي أن المحتجين اعتبروا أن الاستمرار في تجاهل المطالب الشعبية المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية يعكس مدى تجاهل الحكومة والمجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي لمعاناة الناس، مطالبين بتحسين الخدمات العامة، وتلبية الاحتياجات الأساسية من خلال الإعلان عن مبادرات واضحة ومعالجات عملية.
وتشهد عدن وعدد من مدن المحافظات الواقعة في مناطق نفوذ الحكومة منذ شهر تقريبًا احتجاجات متواترة، رفضًا لاستمرار الأوضاع المعيشية المتردية، وتدهور الخدمات، وانهيار العملة، وهو ما عكس مزيدًا متواليًا من دورات تأزيم الحياة اليومية لغالبية المواطنين، محملين مجلس القيادة والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف السعودي الإماراتي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع والعجر عن إيجاد معالجات لتجاوزها.
في الموازاة، جاء خطاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، في اجتماعه بقيادات النقابات الانفصالية في عدن، ليؤكد مدى إصرار هذا المكون على المضي في طريقين متوازيين، مع السلطة فعلًا، ومع المحكومين صوتًا، وهو تناقض يؤكد أن مشروعه ما زال دون النضج السياسي، الذي يدفعه لتبني موقف يحترم فيه مناصريه.
وهو ذات المنطق الذي تحدث من خلاله الزُبيدي، في خطابه، الأحد، أمام قيادات المجلس، عقب عودته من خارج البلاد بعد غياب طويل.
بدت كلمة الزّبيدي مرتبكة كثيرًا، وتنطوي على تراجع في حدة الطرح عما كان عليه قبل عامين كمثال، كما يؤكد مدى ضعف وهشاشة ما يمكن اعتباره مشروعه، إذ لم يستطع أن يحتوي أبرز المكونات الجنوبية تحت رايته، ومثل هذا نتيجة طبيعية لعدم امتلاكه مشروعًا وطنيًا وناضجًا ورؤية يقنع من خلالها مكونات جنوب البلاد بعدالة مطلبه ووطنية حجته ومشروعه، وقبل ذلك وبعده لم يستطع تجاوز عباءة الممول الخارجي.
عاد الزبيدي إلى عدن مؤخرًا، ليعقد اجتماعًا بقيادات المجلس، في فترة غاية في التعقيد، فقد فيها المجلس نسبة من قاعدته الشعبية، في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية، جراء استمرار انهيار العملة، في الوقت الذي يسيطر المجلس عسكريًا وأمنيًا على عدد من المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها محافظة عدن التي تشهد ترديًا واضحًا في الخدمات، وفي مقدمتها الكهرباء، التي شهدت معها المحافظة انطفاءً كليًا لأول مرة، ومن ثم عودتها بواقع ساعتين تشغيل وعشر ساعات انطفاء، بينما إدارة محافظة عدن ووزارة الكهرباء يترأسهما ويديرهما وزيران محسوبان على «الانتقالي».
وفي المقابل، تزداد قيادات الانتقالي تمسكًا بمناصبها الحكومية دون اتخاذ موقف يتماهون فيه مع معاناة الناس في مناطقهم، بمعنى لم يلمس الناس أي خطوات عملية للمجلس في سبيل التخفيف من معاناتهم، لا سيما في ظل ما ينتشر من أخبار الفساد المستشري في مؤسسات الحكومة، بما فيها المؤسسات التي يديرها الانتقالي، كما أن مطالبة المحتجين برحيل التحالف هو رفضهم لكل مشاريع التحالف، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي.
بدا الزبيدي في كلمته، الأحد، مرتبكًا وبخاصة في حديثه عن ملف الانفصال، ليتصدر في كلمته، كالعادة، الحديث عنه، معتبرًا أن «الانتقالي بات رقمًا صعبًا في الساحة، واستطاع أن يرسخ وجوده على المستويات الداخلية والخارجية».
وبهذا يحاول تبرير غياب موقفه من الأزمة المعيشية التي يعيشها المواطنون، والتخفيف من حدة الانتقادات التي تصوب نحوه من مناصريه، والذين يسألون: ماذا حقق للناس في هذا الوقت العصيب؟
وهروبًا من هذا السؤال يعود الزُبيدي للحديث عن الانفصال، مؤكدًا أن انفصال الجنوب «أصبح أمرًا واقعًا لا يمكن تجاهله»، متحدثًا، في ذات الوقت، أنه صار للانتقالي «جيش منظم لديه قدرات وإمكانات دفاعية، فضلًا عن وجود تمثيل دبلوماسي للمجلس في مختلف دول العالم مما يعزز من موقفه في أي حوارات أو مفاوضات مستقبلية».
الحديث عن تكريس قضية الانفصال ووجود جيش منظم وتمثيل دبلوماسي، يمثل محاولة منه الزُبيدي لامتصاص الغضب الشعبي المتنامي ضده، وهو على هذا المنوال يتعامل مع قضية الانفصال باعتبارها عنوان مشروعه.
يتحدث الانتقالي، في الغالب، عن أن حل كافة قضايا جنوب اليمن يتمثل في انفصاله عن الشمال، متجاهلًا حقيقة واضحة، وهو أنه أكبر مكون يمني يمتلك تمثيلاً في مجلس القيادة الرئاسي، من خلال ثلاثة أعضاء من أصل ثمانية، مما يجعله قادرًا على اتخاذ أي قرار لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي في المحافظات الواقعة في مناطق نفوذ الحكومة، ثانيًا لديه سبع حقائب وزارية، بما فيها وزارات خدمية، وفي مقدمتها وزارة الكهرباء ووزارة الدولة محافظة عدن، بينما واقع الكهرباء والخدمات في عدن كمثال صعب للغاية.
وفي محاولة أخرى للهرب من تحمل المسؤولية نجده في الملف الاقتصادي قدم طرحًا يعلن فيه انحيازه للناس ومطالبهم، بينما هو على رأس قمة السلطة، قائلًا: «إن المشكلات الاقتصادية تمثل تحديًا كبيرًا للمجلس الانتقالي باعتباره جزءًا من المنظومة الحاكمة»، مؤكدًا «وقوفه إلى جانب أبناء الشعب في المطالبة بحقوقهم المشروعة، ويتبناها ويُعبّر عنها، ويبذل جهوده، من خلال ممثليه في مجلس القيادة والحكومة، لاتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين».
وعلى الرغم من أن الزُبيدي تحدث في كلمته في اجتماع الأحد، عن جيش منظم وتمثيل دبلوماسي في الخارج، وغيرها من المقومات التي يعتبرها تؤسس لدولته الانفصالية، نجده يتحدث هذه المرة، في تطور لافت، عن أن مسألة الانفصال تحتاج إلى وقت ووقف قد يكون طويلاً «دون عنف ودون سلاح»، قائلًا في قضية الحوار الوطني «إن مسألة الحوار لم تنتهِ ولن تنتهي»، مشيرًا إلى أن هناك «بعض التحديات والمشكلات قد تطرأ، لكن من الضروري التعامل معها دون عنف ودون سلاح»، كما جدد الزُبيدي التأكيد في ختام كلمته «التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بمسار النضال السياسي، حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة وبناء دولته الفدرالية المستقلة على كامل ترابه الوطني وحدوده المعترف بها حتى 21 مايو/ أيار 1990».
يصدر هذا عن المجلس الذي سبق له وأعلن الإدارة الذاتية للجنوب، كصوت دعائي، دون أي رؤية أو قدرات، كما ظل يتبنى التهديد والوعيد ممسكًا بورقة الانفصال التي تراجع خطابه بشأنها، من خلال حديثه عن حوار طويل، مما يؤكد استيعاب الانتقالي لمتغيرات تشهدها الساحة في المحافظات الجنوبية والشرقية، في غمرة التنافس السعودي الإماراتي على الاستحواذ على الساحة السياسية هناك من خلال استمرار تفريخ المكونات، والتي استطاعت أن تخلق واقعًا أكثر تعقيدًا أمعنت في إضعاف الدولة، وأصبح معها الوضع مرشحًا للخروج عن السيطرة في أي لحظة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی الجنوبی مجلس القیادة وفی مقدمتها الز بیدی فی کلمته من خلال فی عدن
إقرأ أيضاً:
باجعالة يؤكد اهتمام الحكومة بمثل هذه الأنشطة والمشاريع التي تخدم المجتمع
الثورة / قاسم الشاوش
دشن اتحاد نساء اليمن بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والعدل وحقوق الإنسان وبدعم برنامج الأمم المتحدة الانمائي أمس، بصنعاء توزيع حقائب التمكين الاقتصادي للمستفيدين ضمن إعادة الادماج.
وفي الحفل الختامي لهذا المشروع أكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير محمد باجعالة أن حكومة البناء والتغير تولي اهتماماً كبيراً بمثل هذه الأنشطة والمشاريع التي تخدم المجتمع خاصة المعسرين والقاطنين بدور الإيواء وممن فقدوا مهنهم بسبب مشاكل مالية وأزمات اقتصادية. مشيراً إلى أنه لأول مرة تمنح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قطاعاً كاملاً باسم التكمين الاقتصادي .
وقال باجعالة إننا نستهدف اليوم 50 حالة ممن تم اختيارهم ضمن إعادة الإدماج، بذلك نشكر كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع الذي بدء اتحاد نساء اليمن تنفيده وهذا في غاية الأهمية لأنه يدخل الفرحة والسرور في قلوب الكثير من المستضعفين في المجتمع نبارك هذه الجهود العظيمة التي بدلها اتحاد نساء اليمن التي تأتي في مكانها الصحيح كما نشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على دعمه لمثل هذه المشاريع التي تخدم المجتمع
من جهته قال مستشار وزير العدل عدنان الصالحي أن تدشين مشروع توزيع حقائب التمكين الاقتصادي للمستفيدين ضمن إعادة الادماج. يعد النواه الأولى في حماية المجتمع خاصة الفئات المستضعفة مشيراً إلى أن الاهتمام بالفئات الضعيفة يأتي متسقاً مع توجهات الدولة، التي تولي الاهتمام بهذه الشريحة أهمية كبيرة، بل يعد إنصافها والانتصاف لمظلوميتها ضمن الأهداف الأساسية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها. داعياً كافة الجهات المعنية إلى تفعيل دورها في هذا الجانب بما يضمن الاستمرارية والديمومة لهذه المشاريع بعد انتهاء هذا المشروع.
بدورها أكدت رئيسة اتحاد نساء اليمن فتحيه عبد الله بان هذا المشروع هدف إلى تعزيز وصول النساء والفتيات إلى العدالة وتوفير الخدمات الأساسية لتحسين المستوى المعيشي والمساعدة القانونية والتمكين الاقتصادي للسجينات والسجناء المفرج عنهم والنزيلات في دور الإيواء وكذا إكسابهم العديد من المهارات الحياتية والمهنية مشيرة إلى أنه تم توزيع حقائب التمكين الاقتصادي، ودعم المشاريع لـ50 مستفيدا ومستفيدة، في مجال الصيانة المتنقلة والبرمجة وصناعة الحلويات والمعجنات وعربيات مأكولات وصناعة البخور والعطور وغيرها من المجالات . منوه بأن يكون المستفيدون والمستفيدات قد أخذوا موضوع التمكين المهني بجدية من اجل تطوير مهاراتهم والسعي إلى إيجاد المهنة التي تدربوا عليها وتحسين وضعهم المعيشي .
تصوير/ فؤاد الحرازي