مخاوف من كارثة صحية في الولايات المتحدة وسط انخفاض معدلات التطعيم
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
يحذّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من "كارثة تلوح في الأفق" مع انخفاض معدلات التطعيم وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة، فضلا عن تعيين روبرت كينيدي جونيور المتشكك في اللقاحات وزيرا للصحة.
فمنذ مطلع العام سُجّلت 90 إصابة بالحصبة في تكساس ونحو 10 حالات في ولاية نيو مكسيكو المجاورة وبعض الإصابات في سائر أنحاء البلاد، وذلك ما أثار مخاوف من عودة هذا المرض المعدي الذي تم القضاء عليه بشكل شبه كامل بفضل حملات التطعيم.
وقال المتخصص في الأمراض المعدية لدى الأطفال بول أوفيت لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الحصبة نذير لأزمة مقبلة"، لافتا إلى أن معدلات التطعيم انخفضت منذ جائحة كوفيد-19.
ووسط تزايد عدم الثقة بالسلطات الصحية وشركات الأدوية، يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم.
ونتيجة لذلك، انخفضت نسبة الأطفال في الحضانات الذين تلقوا اللقاح ضد الحصبة، رغم أنه إلزامي، على المستوى الوطني من 95% عام 2019 إلى أقل من 93% عام 2023. وتظهر بعض الولايات انخفاضات أكثر حدة، مثل أيداهو حيث بلغت المعدلات أقل من 80%.
ويحذر خبراء من أن هذا الاتجاه قد يزداد سوءا مع وزير الصحة المعين حديثا روبرت كينيدي جونيور الذي شكك مرارا في أمان اللقاحات ونشر معلومات مضللة بشأنها، في ما قد يؤدي إلى عودة أمراض تم القضاء عليها أو كانت على وشك أن تختفي. وقال أوفيت تعليقا على ذلك "إنها كارثة تلوح في الأفق".
وقالت جنيفر هيريكس، وهي عالمة في جمعية "لويزيانا فاميليز فور فاكسين" غير الحكومية التي تشجع التطعيم "لقد بدأت (الكارثة). فمعدلات التحصين لدينا منخفضة بما يكفي لإصابة أطفال ضعفاء بهذه الأمراض".
إعلانوفي هذه الولاية، سجلت أخيرا إصابات بالسعال الديكي تسببت بوفاة طفلين، بحسب وسائل الإعلام المحلية. وكما هو الحال مع مرض الحصبة، يقول خبراء إن الإعفاءات من اللقاحات هي السبب وراء ذلك.
وفي معظم أنحاء البلاد، يمكن للوالدين ذكر سبب آخر غير الموانع الطبية لتجنيب أطفالهم التطعيم الإلزامي. وتسمح العديد من الولايات بالإعفاء من اللقاحات لأسباب دينية، في حين تسمح أخرى باعتراضات "فلسفية" أو بكليهما.
ففي تكساس، ثاني كبرى الولايات الأميركية من حيث عدد السكان، "يمكنكم القول بكل بساطة إنكم لا توافقون" على أخذ اللقاح، بحسب تيري بيرك من جمعية "إميونيزيشن بارتنرشب".
وكانت معظم الإصابات بمرض الحصبة المسجلة في تكساس هذا العام في مقاطعة تضم عددا كبيرا من طائفة المينونايت "المتشددة"، وهو ما يذكّر بما حدث عام 2019 مع جائحة كوفيد في المجتمعات اليهودية المتشددة في نيويورك ونيوجيرسي، مع أكثر من 1100 إصابة.
وقال ريتشارد هيوز، الخبير في السياسات الصحية في جامعة جورج واشنطن، إنه رغم اختلاف الأسباب الكامنة وراء هذه الإعفاءات، من المعتقدات الدينية والخوف من الآثار الجانبية وصولا إلى عدم الثقة بالسلطات الصحية أو صعوبات الوصول إلى الرعاية الصحية، فإن هناك اتجاها لا يمكن إنكاره مرتبطا "برد الفعل السلبي الذي خلّفته جائحة كوفيد-19".
وأوضح أن السكان "محبطون من استجابة الحكومة" التي تباينت بين الرسائل المتناقضة بشأن الكمامات إلى التطعيم الإلزامي، مضيفا "ربما كان من الأفضل أن نواصل تشجيع الناس على تلقي اللقاح بدلا من إجبارهم على ذلك".
وما فاقم ذلك المعلومات المضللة التي تم تداولها على الشبكات الاجتماعية.
في الوقت نفسه، تلاشى الخوف المرتبط بالأمراض المعدية بين السكان، بحسب بول أوفيت الذي أوضح "لقد أزلنا ذكرى الحصبة. لا يدرك الناس إلى أي مدى يجعلك هذا الفيروس مريضا وكم من الأرواح يحصد".
إعلانفقبل تطوير اللقاح في مطلع الستينيات كانت الولايات المتحدة تسجل بين 3 إلى 4 ملايين إصابة سنويا، وبين 400 إلى 500 وفاة مرتبطة بالمرض.
لكن إلى جانب تلك العوامل، هناك أيضا التسييس المتزايد للتطعيم في البلاد حيث يكثف مسؤولون منتخبون مشاريع القوانين للتخلص من التطعيم الإلزامي محليا، وحظر أنواع معينة من اللقاحات أو حتى تسهيل استخدام الإعفاءات.
والنصوص حول هذا الموضوع أصبحت اليوم ضعف ما كانت عليه قبل الجائحة، كما قالت جنيفر هيريكس التي تشارك في عملية رصد وطنية.
وتُرجم ذلك، على سبيل المثال، بتوقف إحصاءات التطعيم في مونتانا ووقف الحملات الترويجية للقاحات في لويزيانا، وكلاهما يشير إلى تحوّل في سياسة الصحة العامة بعدما كانت تلك الممارسة حجر الزاوية فيها.
وحذر هيوز من أن "هذا نذير لما بدأنا نراه ونحن على وشك رؤيته على المستوى الفدرالي، مع روبرت كينيدي جونيور".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تتراجع بفعل مخاوف الإمدادات
الاقتصاد نيوز - متابعة
انخفضت أسعار النفط الخام بأكثر من دولار للبرميل، الاثنين، مع تزايد مخاوف الطلب الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مما أدى إلى انخفاض الطلب على الخام.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.09 دولار أو 1.63% إلى 65.78 دولار للبرميل، وتراجعت أيضاً العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.15 دولار أو 1.82% إلى 61.87 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت قليلاً في الجلستين السابقتين، لكنها سجلت مع ذلك انخفاضاً أسبوعياً بأكثر من 1% يوم الجمعة بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.
وقال جون إيفانز المحلل لدى شركة الوساطة في المعدات النفطية "بي.في.إم" إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تهيمن على تقة المستثمرين فيما يتعلق بتحريك أسعار النفط، بشكل يفوق تأثير المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران والخلافات داخل تحالف أوبك+.
واهتزت الأسواق بقوة بسبب الإشارات المتضاربة من الرئيس الأمdvكي دونالد ترامب وبكين بشأن التقدم المُحرز لتهدئة حرب تجارية تهدد بتقويض النمو العالمي.
وفي أحدث تعليق من واشنطن، لم يؤيد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس الأحد تأكيد ترامب على وجود مفاوضات مع الصين. وفي وقت سابق، نفت بكين إجراء أي محادثات.
ومن المتوقع أن يقترح بعض أعضاء أوبك+، وهي تحالف يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومنتجين من خارجها بقيادة ورسيا، تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي عندما يجتمعون في الخامس من مايو/ أيار.
في غضون ذلك، قال بنك "بي إن بي باريبا" في مذكرة إنه يتوقع أن يظل سعر خام برنت دون 70 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من العام.
ويراقب المستثمرون أيضاً المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان، والتي تستمر هذا الأسبوع. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لا يزال "حذراً للغاية" بشأن نجاح المفاوضات.
وفي طهران، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية الاثنين أن عدد قتلى الانفجار القوي الذي وقع يوم السبت في ميناء بندر عباس، أكبر موانئ إيران، ارتفع إلى ما لا يقل عن 65 شخصاً.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام