عربي21:
2025-02-25@22:08:16 GMT

العميل كراسنوف!

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

"زعم ألنور موساييف، رئيس المخابرات الكازاخستانية الأسبق والضابط في جهاز "KGB" السوفييتي سابقا، في بوست نشره على الفيسبوك أن "KGB" قامت بتجنيد ترامب عام 1987" (تغريدة للصحفي والناشط الأمريكي اليهودي برايان كراسنيستاين).. "حسب زعم ضابط استخبارات سوفييتي سابق فقد تم تجنيد دونالد ترامب لصالح KGB، وكان اسمه الحركي كراسنوف (Krasnov)" (موقع ياهو نيوز- 21 شباط/ فبراير 2025).



عقب انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا لأمريكا في عام 2016 وتصريحاته اللطيفة والناعمة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شُنت ضده حملة إعلامية وسياسية ضخمة تزعم تورطه في علاقة استخباراتية مع بوتين أثناء زيارته لموسكو في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، صحيح أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية لم تعلن رسميا عن وجود تلك العلاقة، ولكن الكونجرس الأمريكي قرر المضي قدما في إجراءات خلع الرئيس المنتخب دونالد ترامب لأسباب مختلفة، وانتهى الأمر بخسارته انتخابات 2020 التي طعن عليها بالتزوير ولا يزال حتى اليوم يردد أنها كانت مزورة.

من خلال متابعتي لهذا الموضوع منذ عام 2017 وحتى اليوم، سواء في برنامجي مع زوبع على قناة مكملين أو عبر قناتي على اليوتيوب، فإن قصة تجنيد ترامب لصالح المخابرات السوفييتية تبدو قريبا من الواقع. ففي 11 كانون الثاني/ يناير 2017 نشر موقع BBC مقالا بعنوان: "هل تمت مساومة/ مقايضة ترامب كيف ولماذا وصلنا إلى هنا؟" للصحفي بول وود، نشر فيه أن المخابرات الروسية لديها شريط فيديو فاضح لدونالد ترامب وهو يلهو مع فتيات ليل روسيات في فندق ريتز-كارلتون في موسكو. الفيديو المشار إليه تحدث عنه رجل مخابرات بريطاني يدعى كريستوفر ستيل ويعمل حاليا مستشارا للاستثمار في روسيا، حيث عمل في السفارة البريطانية في موسكو لسنوات قبل أن يتفرع للاستشارات.

الحديث عن الفيديو والتعاون مع المخابرات الروسية أثار غضب الرئيس دونالد ترامب الذي غرد وقتها قائلا: "لا يجب على الأجهزة الاستخباراتية ألا تسمح بتسريب هذه الأخبار الكاذبة أبدا، هذه تصويبة أخيرة في اتجاهي، هل نعيش في ألمانيا النازية؟"، ووصف في تصريحات لاحقة له هذه الأخبار بأنها تخرج من أناس مرضى.

لم تنته القصة عند هذا الحد بل حاول ترامب القيام بانقلاب على السلطة في 6 كانون الثاني/ يناير 2020، وتم تجريم وإدانة الفاعلين، ولكنه ومع وصوله إلى السلطة في 2025 قام بالعفو عن كل من أدينوا وأفرج عنهم، رغم أن الاعتداءات على رجال الأمن والحراسة في مبنى الكونجرس مصورة وقد أذيعت على الهواء مباشرة آنذاك.

لم ينس ترامب أو "كراسنوف" ثأره مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في أمريكا العميقة، وعقب تسلمه السلطة قام بحملة واسعة في عدة اتجاهات لضرب الدولة الأمريكية العميقة، وهي خطوات قد تنتهي ليس ببناء دولة حديثة أو عظيمة كما يزعم، بل ربما تفكيك أمريكا على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفييتي في عهد الرئيس السوفييتي الأخير ميخائيل جورباتشوف. وإليكم بعض هذه الإجراءات وأترك لك الحكم عزيزي القارئ عما الذي يمكن أن تؤدي إليه هذه الخطوات وما سوف يليها من خطوات غير متوقعة من جانب ترامب:

1- يدير ترامب الدولة من خلال لقاءات تلفزيونية وبث مباشر يعلن من خلاله قراراتها وأوامره التنفيذية على الهواء ومباشرة، وأحيانا ما يدير الدولة من مقر منتجعه الخاص بمارا-لوجو، في خطوة تشير إلى استهانته بالدولة وتقاليدها.

2- قرر العفو عن المدانين في اقتحام الكونجرس الأمريكي في أحداث 6 كانون  الثاني/ يناير الشهيرة، وهو ما يعني تأييده لما جرى ودعمه السياسي المطلق له.

3- تعيين الملياردير إيلون ماسك مسئولا عن تصفية الجهاز الحكومي الفيدرالي تحت مسمى وزارة الكفاءة الحكومية، رغم أن ماسك لم يمارس أي عمل حكومي من قبل ولم يتم انتخابه، بل سمح ترامب لماسك بالحصول على كافة البيانات والمعلومات الخاصة بموظفي الدولة ورفع تقارير عنها لترامب شخصيا، وقد قام إيلون ماسك بطلب تقارير إنجاز من كل موظف ومن لم يفعل سيتم فصله، وهذه طريقة معروفة للتخلص من الموظفين وتفكيك الجهاز الحكومي العتيق.

4- وقف أعمال وكالة التنمية الدولية الأمريكية المعروفة بـ"USAID" بطلب من إيلون ماسك، وهذه الوكالة التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية تزيد ميزانيتها السنوية عن 40 مليار دولار أمريكي، وبموجب القرار فقد تم تجميد العاملين بالوكالة ومنع تقديم المساعدات الخارجية إلا لثلاث دول فقط حول العالم، ,قرار مثل هذا يعني أن الذراع التمويلي لسياسات أمريكا في الخارج قد تم بتره.

5- استهداف وزارة العدل وعزل مجموعة من المدعين العموميين، في خطوة تشير إلى انتقامه من النظام العدلي الأمريكي بسبب ما جرى في فترة ولايته الأولى والانتخابات التي جرت عام 2020.

6- عزل بعض القيادات العسكرية في الجيش الأمريكي، ومنع المتحولين جنسيا من الخدمة في القطاعات المختلفة للمؤسسة العسكرية.

7- التطبيع مع روسيا التي تعتقد الأجهزة الأمنية أنها متورطة في الإنتخابات الأمريكية وأنها ساعدت ترامب في الفوز في انتخابات 2016، وعلى عكس تحذيرات أجهزة الاستخبارات قام ترامب بالتواصل مع بوتين والحديث عنه بشكل مختلف عن الرؤساء السابقين.

8- تعيين كاش باتل وهو من أصول هندية رئيسا لمكتب المباحث الفيدرالية (FBI)، وهي وكالة أمنية حكومية يصل عدد موظفيها إلى 37 ألف موظف ولها 55 مكتبا داخل أمريكا و60 مكتبا خارجيا تغطي كل دول العالم تقريبا. ويعد باتل من أقرب المقربين المخلصين لترامب وقد عمل مساعدا له كما عمل رئيسا لموظفي وزارة الدفاع من قبل، ويعتقد على نطاق واسع أنه سيقوم بعمل انقلاب كبير داخل هذه المؤسسة الأمنية الضخمة، والتي يراها ترامب أنها قد تآمرت عليه في التحقيقات التي أجراها روبرت موللر، المحقق الخاص والذي شغل منصب رئيس المباحث الفيدرالية من قبل.

9- تعيين بيت هيجسيث وزيرا للدفاع، وهو المعروف بلبس الصليب وبالوشم على جسمه وبإفراطه في شرب الخمر، وقد ضُبط لاحقا أثناء أحد المؤتمرات الصحفية وهو يتناول الخمر من تحت المنصة التي يقف خلفها للحديث، كما اتُهم أيضا باعتدائه الجنسي على امرأة في أحد فنادق كاليفورنيا عام 2017، وتم نفي الموضوع بحجة أنه كان بالتراضي بينه وبين تلك المرأة. ومعروف أن هيجسيث كان يعمل مذيعا بقناة فوكس نيوز المؤيدة للرئيس ترامب، ويرى هيجسيث ضرورة تخلي أمريكا عن الناتو وتقليص حصتها المالية في دعمه.

10- تعيين تولسي جابارد مديرة للاستخبارات الوطنية الأمريكية، وهي المعروفة بتعاطفها مع روسيا وترفض التدخل الأمريكي الخارجي، وألقت باللوم على حلف الناتو في حرب روسيا على أوكرانيا، وهو تقريبا نفس موقف ترامب من تلك الحرب.

11- الانسحاب من المؤسسات الدولية الكبرى مثل الصحة العالمية وحقوق الإنسان والأونروا، وهذا يعني تراجع الدور الأمريكي عالميا، ناهيك عن رغبة ترامب في تقليص الدور الأمريكي في أوروبا والناتو.

12- تصعيد الخلافات مع دول الجوار المباشر مثل كندا في الشمال والمكسيك في الجنوب والدخول في حروب تجارية مع دول العالم الكبرى مثل الصين، في الوقت الذي يخفف من حدة الخلافات مع روسيا ويقوم بالتطبيع معها ويؤيد غزوها لأوكرانيا، ويعتبر أن من حق روسيا الاحتقاظ ببعض الأراضي الأوكرانية عند توقيع أي اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وقد يكون في الطريق المزيد من الإجراءات غير المتوقعة من ترامب تجاه الدولة العميقة التي أعتقد أنها ستقاوم كل محاولات ترامب أو العميل "كراسنوف" لتفكيك الولايات المتحدة الأمريكية أو إضعافها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب روسيا امريكا روسيا ترامب مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

عقيدة ترامب التي ينبغي أن يستوعبها الجميع

ترددت عبارة خلال إدارة دونالد ترامب الأولى هي بمقام نصيحة مفادها أن كلام ترامب ينبغي أن يؤخذ «على محمل الجد، لكن ليس بحرفيته». وكان هذا التعبير ذو الضرر الفريد قد تردد على ألسنة نطاق عريض من الساسة ووسائل الإعلام. وكان تبنّيه يتواءم مع الموقف الذي ارتاح إليه الكثيرون، وهو أن ترامب شخص سيئ لكنه ليس بالشخص الذكي، فهو لا يعني ما يقول. ولا يتكلم انطلاقًا من حسابات وتعمُّد. وهو قد يجهر ويصرح، لكنه نادرا ما يتبع أقواله بأفعال. وهو في جوهره سلاح أخرق يمكن أن يلحق أضرارًا جسيمةً، ولكن ذلك في الغالب يكون عن طريق الصدفة.

ولا تزال بقية من هذا النهج قائمة بيننا، حتى في التحليل الذي يصف أوامر ترامب التنفيذية الأولى بأنها حملة «صدمة ورعب»، فكأنها محض إرسال إشارات وليست تنفيذا لسياسات. أو في القول بأن خطته لغزة يجب أن تؤخذ -إذا أحسنتم التخمين- مأخذ الجد لكن ليس بشكل حرفي. وحينما قيل ذلك للسيناتور الديمقراطي آندي كيم فقد صبره وقال لمجلة بوليتيكو «إنني أفهم أن هناك من ينكبون على محاولة التخفيف من بعض تداعيات هذه التصريحات» لكن ترامب هو «القائد الأعلى لأقوى جيش في العالم.. فإذا لم أستطع أن أفهم أن كلمات رئيس الولايات المتحدة تعني شيئًا فعليًا، بدلًا من أن ينبغي عليّ أن أكون عرافًا لكي أفسرها، فأنا بالفعل لا أعرف كيف يمكن أن يكون الحال حينما يتعلق الأمر بأمننا الوطني».

يكمن جزء من المشكلة في أن الناس يعزفون عن افتراض أي قدر من التماسك في ترامب. في حين أن عقيدة ترامبية قد بدأت في الظهور، وهي تظهر في السياسة الخارجية بشكل أكثر حدة. ولها سمات واضحة وملامح وما يشبه نظرية موحدة للصراع. وهي ابتداءً قائمة على الصفقات، خاصة عندما يتعلق الأمر بحرب تلعب الولايات المتحدة دورًا فيها. وليس فيها ما له علاقة بالتاريخ أو بأي إحساس موضوعي بالصواب والخطأ. فالتاريخ يبدأ بترامب، ودور ترامب هو إنهاء الأمور، والمثالي هو أن ينهي الأمور ضامنا للولايات المتحدة بعض المكافآت.

والجانب الإيجابي في هذا هو السمة الثانية لعقيدة ترامب: أي التمويل، أو اختزال السياسة في التكاليف، وفي حجم العائد وكيفية تعظيمه. يرى ترامب أن الصراعات والمساعدات المالية لم تثمر للولايات المتحدة أي شيء ملموس. فمن حرب غزة، يمكن الخروج بصفقة عقارات. وفي أوكرانيا، ثمة اقتراح بأربعة أمثال قيمة المساعدات الأمريكية حتى الآن في شكل معادن، وذلك أشبه بشركة متعثرة يحاول مدير استثمارات جديد أن يستعيد لها الأموال التي بددها أسلافه.

والسمة الثالثة هي التخلص من أي مفاهيم تتعلق بـ«القوة الناعمة»، فهذه تعد مكلفة، وفوائدها مشكوك فيها، ومجردة غير قابلة للقياس. بل إن القوة الناعمة قد تكون خرافة محضة، وخيالا طربت له الأنظمة الساذجة السابقة، واستشعرت من جرائه بعض السيطرة، في حين كانت أنظمة أخرى تتغذى على موارد الولايات المتحدة. ففي غزة أو أوكرانيا، كانت الولايات المتحدة تؤدي حركات العمل دونما تحقيق فتح حاسم. فحيثما يرى الآخرون قوة ناعمة، يرى ترامب مستنقعات.

قد تتغير ملامح هذا النهج، وقد تكون قصيرة النظر وضارة بأمن الولايات المتحدة. وقد لا يكون مصدر هذه الملامح بالكامل هو ترامب نفسه، وإنما تقاطع للخيوط السياسية المختلفة في تركيبة المصالح الداعمة والناصحة له. ونظرًا لمرور هذه العقيدة من خلال ترامب، فإنها تتخذ السمات المميزة لشخصيته، من التفكك، والنرجسية، والجهل. ومع ذلك، لا ينبغي الخلط بين أي من هذا وبين الافتقار إلى الاتساق الأساسي والعزم على المتابعة.

يفضي هذا بزعماء آخرين، وخاصة في أوروبا، إلى أن يجدوا أنفسهم حيث تنطمس ترتيباتهم وتفاهماتهم التاريخية فيما يتعلق بالاتفاق مع الولايات المتحدة. فقد أصبحت الدول الأوروبية الآن محض دول صغيرة بوسعها إما أن تتخلى عن مفاهيمها المهدرة حول أهمية رفض فلاديمير بوتن، والانضمام من ثم إلى ترامب في إنهاء الحرب بشروطه، أو أن تتولى الأمر بأنفسها عندما تسحب الولايات المتحدة دعمها.

أما الغضب ولغة «الاسترضاء» و«الاستسلام» فتبدو قراءة خاطئة لما يحدث، وصدى من زمان كان متفقًا فيه بشكل مطلق على أنه لا بد من مواجهة الأعداء العدوانيين لأن أي شيء آخر عدا ذلك لا يكون إلا هزيمة أخلاقية وعلامة ضعف. لكن ترامب يعمل وفق نظام قيم مختلف، لا تنطبق فيه هذه المفاهيم، أو أن لها فيه معاني أخرى.

وفي حين يغلي الأوروبيون، يجري العمل على خطة ترامب الخاصة بأوكرانيا، وليس ذلك في واشنطن بعيدا عن أوروبا، ولكن في الشرق الأوسط، حيث مراكز جديدة للقوة الوسيطة طالما نزعت إلى حس الصفقات.

وهذه المراكز الجديدة تمر هي الأخرى بإعادة تعريف لعلاقاتها بالولايات المتحدة، وليست لديها أي أوهام بشأن العالم الناشئ. فقد التقى سيرجي لافروف بماركو روبيو في الرياض، وسافر فولوديمير زيلينسكي إلى المنطقة استعدادا لمحادثات السلام التي توسطت فيها دول خليجية في أبو ظبي. ويبدو أن الذين كانت علاقاتهم بالولايات المتحدة متوترة، وتتعلق بالمصلحة الذاتية المتبادلة لا بالقيم المشتركة، وكان عليهم دائما أن يدبروا أمورهم مع الولايات المتحدة بدرجات متفاوتة، قد باتوا الآن في وضع أفضل، فهم غير مضطرين للتجمد في رعب أخلاقي.

أما الآخرون، من الأصدقاء والأقارب المقربين ومن يشتركون مع الولايات المتحدة في القيم والالتزامات الأمنية، فإن تغيير النظام يمثل لهم دواء مريرًا يصعب ابتلاعه. ومن المرجح ألا يوجد إقناع أو تفاوض أو أمل في «جسر عابر للأطلسي»، بحسب الوصف الذي وُصف به كير ستارمر باعتبار أنه شخصية يمكن أن تكون وسيطا بين الولايات المتحدة وأوروبا لمنع القطيعة. فهل يحتمل أن يستطيع ستارمر مخاطبة نرجسية ترامب؟ أو «يسلك نهجا دبلوماسيا»، أو يقنع ترامب بأن الاستسلام لبوتن يجعله يبدو ضعيفًا؟ كل هذا يفترض في ترامب قدرًا من الاندفاع يمكن كبح جماحه (على يد رئيس وزراء غير معروف بشخصيته الساحرة)، وأن يتبنى ترامب أيضًا مفاهيم مماثلة عن «حكم التاريخ» أو«الضعف». والحق أنه ما من أرضية مشتركة، حتى لو صغرت حجما.

ثمة خياران الآن أمام السابقين من أصدقاء الولايات المتحدة المقربين وشركائها الأمنيين: التخلي عن كل شيء، والتخلي عن مفاهيم التضامن الأوروبي، وتسريع نهاية نظام ما بعد الحرب، والتصالح مع ضعف الدفاع والتبعية السياسية، أو الشروع في رسم ضخم لخريطة القوة. ويقتضي هذا اتخاذ إجراءات سريعة ومنسقة تنسيقًا وثيقًا على المستوى السياسي والبيروقراطي والعسكري إما للحلول محل الولايات المتحدة، أو على الأقل لإثبات أن هناك كتلة لديها بعض القوة والقدرة والمرونة - وتحدي ترامب باللغة الوحيدة التي يفهمها.

من المغري أن نتصور أن ترامب لا يقصد ما يقول، أو أنه لا بد من تدبر الأمر معه وإقناعه بأن كل ما يكمن وراء أفعاله هو التهور. أو أن هناك طريقة للتوفيق بين ما أصبح الآن في جوهره مفهومين متعارضين للنظام العالمي. فمن الذي يريد أن يستيقظ كل يوم ليفكر في أن العالم كما يعرفه قد انتهى؟ لكن هذا هو الحال. وكلما أسرع القادة السياسيون في تقبل حقيقة أن الطرق المفضية إلى النهج القديم باتت مغلقة، ازدادت احتمالات ألا يتم تشكيل العالم الجديد بالكامل وفقًا لشروط ترامب.

مقالات مشابهة

  • على أمريكا قياس «الورطة»!!
  • عقيدة ترامب التي ينبغي أن يستوعبها الجميع
  • بعد وقف الحرب في أوكرانيا..روسيا: لدينا معادن نادرة كثيرة تحتاجها أمريكا
  • "الأكثر توازناً".. روسيا ترحب بموقف أمريكا بشأن أوكرانيا
  • نيبينزيا: روسيا تعتبر القرار الأمريكي في مجلس الأمن الدولي بمثابة نقطة انطلاق للتسوية في أوكرانيا
  • روسيا تستخدم الفيتو ضد تعديل أوروبي على مشروع القرار الأمريكي بشأن أوكرانيا
  • الرئيس الصيني: بكين ترحب بالجهود التي تبذلها روسيا لتسوية الصراع في أوكرانيا
  • ويتكوف: الشركات الأمريكية ستعمل في روسيا عقب إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الكرملين: لن يتم التفريط في الأراضي التي قرر مواطنوها الانضمام إلى روسيا