تخوف إسرائيلي من ثماني تطورات تُنذر بتصعيد أمني في القدس المحتلة
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
رغم الهدوء الذي اتسمت به مدينة القدس المحتلة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بفعل السياسة القمعية للاحتلال ضد المقدسيين، وحملة الاعتقالات والملاحقات المكثفة طيلة أيام الحرب، لكن أوساط الاحتلال ترصد ثمانية تطورات مقلقة تهدّد الهدوء النسبي الذي ساد في المدينة، وتُنذر بتجدد المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية فيها.
ديفيد كورين، مدير معهد القدس لدراسات السياسات، والمستشار السابق لرئيس بلديتها، ورئيس قسم الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي، أكد أن "المسجد الأقصى يشكل قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لذلك، فإن الأحداث في غزة والضفة تؤثر على القدس، والعكس صحيح، ونتيجة لهذا، فإن الهدوء النسبي الذي حافظت عليه المدينة خلال 2023-2024، بينما تحترق غزة والضفة، كان أمرا لافتا، مع أن أسبابه متمثلة في الردع الأمني الإسرائيلي القوي للغاية منذ السابع من أكتوبر".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "في الوقت نفسه، من المهم التحذير في هذه اللحظة من احتمال حدوث تصعيد أمني في القدس، والاستعداد له وفقًا لذلك، حيث زادت احتمالات حدوث هذا السيناريو في الآونة الأخيرة بسبب التقاء ثمانية تطورات مقدسية، بدأت تتجمع الآن".
وشرح قائلا إن "التطور الأول يتمثل بتواصل وتكثيف اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى، وأداء الطقوس الدينية، التي لم تُؤدى في الماضي، مما يُسبّب استياءً كبيراً لدى الفلسطينيين، صحيح أن المقدسيين يخشون التعبير عن آرائهم على وسائل التواصل خوفا من اعتقالهم، لكنهم يعتقدون في أحاديث مباشرة أن المسجد الأقصى هو القضية الأكثر جوهرية في تشكيل صورة "العدو الصهيوني اليهودي" الذي يجب محاربته بالعنف من أجل إنقاذ هذا المكان المقدس".
وأوضح أن "التطور المقلق الثاني هو إطلاق سراح الأسرى المقدسيين ضمن صفقة التبادل الحالية مع حماس، مما سيعيدهم للشوارع في وضع معزز كأبطال، وتُعزز قوة حماس، القوية بالفعل، في القدس، فضلا عن تطور ثالث يتمثل بأزمة التوظيف المستمرة منذ حرب غزة، خاصة في مجال السياحة، وصعوبة العودة لسوق العمل في المدينة، وما يصاحبه من ارتفاع حادّ بتكاليف المعيشة، مما يؤثر على المقدسيين الفقراء".
وأشار إلى أن "التطور الرابع يتعلق بصعوبة الترويج لخطط البناء الفلسطينية الجديدة بسبب التعقيدات الإسرائيلية في القدس خلال العامين الأخيرين بسبب حكومة اليمين؛ وزيادة نطاق هدم المنازل، ووقوعها في مناطق حساسة مثل حديقة الملك في سلوان، أما التطور الخامس فهو زيادة نفوذ تركيا في شوارع القدس، وما يعنيه من تحدّي لسلطات الاحتلال".
وذكر أن "التطور السادس يرتبط بالمنشورات حول الموافقة الوشيكة على بناء مستوطنات يهودية جديدة في القدس، خاصة بمناطقها الحساسة في عطروت والشيخ جراح، بجانب تطور سابع يتمثل بالعدوان الجاري على الضفة الغربية، خاصة جنين، نظرا للروابط العائلية الوثيقة بين العديد من المقدسيين وسكان الضفة، مما قد يثير مشاعر هوية أقوى من القتال في غزة، وأخيرا يتعلق التطور الثامن باقتراب شهر رمضان، الذي يجلب معه بالعادة التوترات الأمنية في شوارع القدس المحتلة".
وأضاف أن "الجمع بين هذه الأسباب والتطورات من شأنه أن يُسفر عن تصعيد أمني في القدس المحتلة، لكن السيناريو المحتمل هو إضراب/احتجاج مدني من قبل المقدسيين، بطريقة تؤدي لتعطيل الأداء اليومي للمدينة، بما يشمله من إضراب سائقي الحافلات؛ عمال المستشفيات والمخابز، مما يستدعي من المنظومة الأمنية للاحتلال الاستعداد لذلك".
ولفت إلى أن "الهدوء السائد اليوم منذ ما يزيد عن العام هو مؤقت، والتوترات على وشك الحدوث، مما يتطلب الاستعداد للطوارئ مسبقا عبر عدة خطوات، أولها التدريبات المشتركة للعناصر المدنية والأمنية للتعامل مع سيناريوهات التصعيد الأمني والمدني والصراع، وثانيها جمع كل الأطراف المعنية من الجانبين البلدي والأمني والسياسي على طاولة واحدة تجتمع بشكل متكرر ومستمر لمراقبة التطورات، وثالثها تعزيز الاتصال والحوار المباشر بين سلطات الاحتلال والقيادة المقدسية، ورابعها تعزيز رفاهية المقدسيين والتركيز على مديري المدارس والمجتمعات المحلية ولجان التجار، والانتباه لاحتياجاتهم، ويساعدهم للحفاظ على نمط حياة صحي وطبيعي".
وأوضح أن "الخطوة الرابعة تتمثل بإنشاء فرق عمل مشتركة بين حكومة الاحتلال والبلدية للعمل مع القيادة المقدسية المحلية لإيجاد حلول حقيقية للركود في مجالات التخطيط والبناء وأزمة التشغيل، لأن الجمع بين صعوبة البناء الفلسطيني في القدس، وصعوبة العثور على عمل لائق يخلق يأساً وإحباطاً هائلين، مما يستدعي تركيز الجهد الحقيقي على إيجاد حلول تسمح باتجاهات منتجة في هذه المجالات، وفي الوقت ذاته الاستعداد لاضطراباتها وتصعيدها المتوقع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية القدس غزة الاحتلال الفلسطينية الأقصى القدس فلسطين غزة الأقصى الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القدس المحتلة فی القدس
إقرأ أيضاً:
أسير إسرائيلي مفرج عنه: نجوبنا بأعجوبة من قصف النفق الذي كنا فيه
أفادت القناة 12 الإسرائيلية، الاثنين، بأن الأسير إليا كوهين، الذي أُفرج عنه من غزة، نجا بأعجوبة بعد انهيار نفق كان محتجزًا فيه إثر غارة إسرائيلية. وقال كوهين إن أحد الأنفاق التي احتُجز فيها تعرض للقصف وانهار، لكنه وبقية الأسرى تمكنوا من النجاة في اللحظة الأخيرة.
وإليا كوهين هو أحد الأسرى الستة الذين أفرجت عنهم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت الماضي، في إطار صفقة "طوفان الأقصى".
نقلت القناة 12 العبرية، عن الأسير الإسرائيلي "إليا كوهين" الذي أفرجت عنه حمــاس ضمن الجولة السابعة من اتفاق تبادل الأسرى، حيث قال: "نجوت من الموت بأعجوبة، بعد انهيار نفق احتجزت فيه إثر غارة إسرائيلية". pic.twitter.com/moCzI4cNZv — عربي21 (@Arabi21News) February 24, 2025
وشملت الدفعة السابعة من الصفقة تسليم 6 أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم اثنان أُسِرا عام 2014، وهم: إيليا كوهين، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، وهشام السيد.
وتم تسليم الأسرى للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ومخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، وبمدينة غزة. وفي مخيم النصيرات، سلمت "كتائب القسام" 3 أسرى إسرائيليين بعد توقيع محضر التسليم، حيث قبّل أحد الأسرى رأسي عنصرين من القسام خلال وقوفه على المنصة.
وفي مدينة رفح، جرى تسليم أسيرين، أحدهما تال شوهام، الذي قال متحدث من "كتائب القسام" إنه يعمل ضمن وحدة العمليات في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، والثاني أفيرا منغستو، الذي كان محتجزًا منذ عام 2014. ولم تجرِ "كتائب القسام" مراسم التسليم المعتادة للأسير هشام السيد، وذلك تقديرًا لفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948.
وتعد هذه الدفعة الأخيرة من الأسرى الأحياء التي تم تسليمها في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث يتبقى تسليم جثامين 4 إسرائيليين فقط ضمن هذه المرحلة.
وفي المقابل، علق الاحتلال الإفراج عن 596 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 50 من ذوي الأحكام المؤبدة، و60 من ذوي الأحكام العالية، و41 من أسرى صفقة "وفاء الأحرار" (جلعاد شاليط) عام 2011 المعاد اعتقالهم، و445 أسيرًا من غزة اعتُقلوا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، يشمل ثلاث مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، على أن يتم التفاوض في المرحلة الأولى للانتقال إلى المرحلة الثانية.
وتنص بنود المرحلة الأولى على الإفراج التدريجي عن 33 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، سواء أحياء أو جثامين، مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000 أسير.
وبدعم أمريكي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.