مناقشات حول ريادة الأعمال والشركات الناشئة بثاني أيام مؤتمر المسئولية المجتمعية للشباب
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
انطلقت فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر المسؤولية المجتمعية للشباب في نسخته الرابعة، وذلك ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الرياضي الدولي "سبورتس إكسبو 2025" في نسخته الثالثة، الذي يُنعقد من 24 إلى 26 فبراير الجاري بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
واستهل المؤتمر فعاليات يومه الثاني، بعقد مؤتمر صحفي خاص للإعلان عن تفاصيل استضافة مصر لبطولة كأس العالم للخماسي الحديث، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس شريف العريان، رئيس الاتحاد المصري للخماسي الحديث، والسيد روبيرت ستول، رئيس الاتحاد الدولي للخماسي الحديث، والبطل الأوليمبي في الخماسي الحديث، أحمد الجندي، إلى جانب عدد من القيادات الرياضية.
وأشاد الوزير، خلال كلمته، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعمه ومتابعته المتواصلة لملف منظومة الشباب والرياضة، مما وضع مصر في مكانة عالمية غير مسبوقة سواء من حيث استضافة البطولات والمحافل الرياضية العالمية أو من خلال النتائج المبهرة التي يحققها أبطالنا في مختلف المنافسات. كما عبّر عن فخره بتنظيم مصر لأول بطولة لكأس العالم للخماسي الحديث، التي ستقام على ملاعب الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة في الفترة من 25 فبراير وحتى 1 مارس المقبل، بمشاركة 450 لاعبًا ولاعبة.
وفي الجلسة الأولى من مؤتمر المسؤولية المجتمعية للشباب، ألقى الأستاذ عصام يوسف، الكاتب والروائي ومؤسس برنامج العباقرة منذ عام 2016، محاضرة متميزة شهدت سرد تجربة نجاح امتدت لأكثر من 10 سنوات و37 موسمًا. حيث استعرض تجربته مع البرنامج بدءًا من المدارس مرورًا بالجامعات ووصولاً إلى ذوي الاحتياجات الخاصة والعائلات، مسلطًا الضوء على شغفه بكتابة الروايات ومعلنًا عن طرح روايته الجديدة هذا العام. وأوضح أن حياة العديد من الطلاب في مصر تحسنت بفضل المنح الدراسية التي حصلوا عليها، مؤكدًا أن النجاح يكمن في مساعدة الآخرين على تحقيق التميز والتفكير خارج الصندوق، كما أشار إلى أن كأس العباقرة قد وصل إلى 18 محافظة مصرية، مما يعكس التأثير الإيجابي الواسع للبرنامج. واختتم حديثه بالإعلان عن موسم جديد قادم تحت مسمى "عباقرة العرب" قبل نهاية عام 2025.
وفي الجلسة الثانية من المؤتمر، والتي أدارتها الدكتورة داليا أبو المجد، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة DDA، تحت عنوان "المرأة كقوة دافعة: دورها في تمكين الشباب وبناء مجتمع مستدام"، التقى نخبة من الخبراء والمفكرين من مجالات متنوعة، حيث شارك في الجلسة السيد جلال ذكي، الخبير في الاتصالات التسويقية المتكاملة، والدكتورة ميرفت أبوعوف، أستاذ ورئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة سابقًا، والأستاذة ميراي نسيم، الرئيس التنفيذي لجمعية تكاتف للتنمية، والأستاذ محمد علي، الخبير التسويقي ومقدم بودكاست "Business with Mo"، إلى جانب المهندس مؤمن سعد، الرئيس التنفيذي لشركة Solid Trade، حيث تناول المشاركون تجاربهم وقصصهم الملهمة، مؤكدين أن المرأة ليست مجرد عمود أساسي في الأسرة، بل هي قوة محركة تسهم في تمكين الشباب وبناء مجتمع واعٍ ومستدام، كما تم التأكيد على ضرورة الحوار الأسري لتعزيز الوعي المشترك.
وفي كلمته، أشار المهندس مؤمن سعد إلى أن البداية ليست العامل الأساسي؛ بل المهم هو الاستمرارية في تطوير الذات من خلال إبراز الإيجابيات ومواجهة السلبيات لتوجيه الشباب نحو تحقيق طموحاتهم، مشيرًا إلى أن الشباب، وبخاصة الفتيات اللواتي يمثلن كنزًا حقيقيًا في مصر، يتميزن بالطموح والتفوق، مما يستدعي دعمهم ومنحهم الفرص اللازمة لتنمية قدراتهم.
أما في الجلسة الثالثة التي أدارها الدكتور هشام الشويحي، تحت عنوان: "دور المؤثرين لنمو الشركات الناشئة"، فقد شارك الأستاذ محمود مصطفى "المدير"، قائد التواصل الرقمي وصناعة المحتوى في كبرى الشركات العالمية، والأستاذ علي عبده، الرئيس التنفيذي لشركة Middle East and Africa Sustainability Studi، حيث تم تسليط الضوء على دور المؤثرين كصانعي مستوى في قطاعات مختلفة، باعتبارهم وسيلة ترويجية فعالة تُحدث فرقًا في استراتيجيات التسويق وتزيد من نسبة المبيعات.
وأوضح الأستاذ علي عبده أن الشركات اليوم أصبحت تُسوّق لنفسها وفقًا للأهداف والجمهور المستهدف، مما يُبرز القوة المتزايدة لاستراتيجيات التسويق في دفع عجلة النمو والابتكار في بيئة الأعمال. كما قدم نصيحة قيّمة للشباب، مؤكدًا أن الحياة ليست مقتصرة على السوشيال ميديا فقط، إذ إن ما نراه غالبًا ما يكون مجرد فلاتر، مضيفًا: "لو عاوز تعمل شركة ناشئة، لازم تنزل على أرض الواقع وتبني محتوى يرتكز على قضية حقيقية وهوية براندك، مع استغلال منصات السوشيال ميديا المجانية لتعزيز تواجدك وتواصل علامتك مع جمهورك."
وفي الجلسة الرابعة بعنوان "فرص ومشاريع استثمارية"، شارك في المناقشات الأستاذ أحمد زايد، مؤسس شركة Industrial Pioneer Advisors، والمهندس الشوربجي علي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية المتحدة للتنمية الزراعية، والدكتور علاء العيسوي، رئيس اتحاد رجال الأعمال والمستثمرين بالخارج، تحت إدارة الدكتور أيمن الدهشان، استشاري تطوير الأعمال ونظم الإدارة الدولية.
وتناول المشاركون أهمية المسؤولية المجتمعية في مختلف القطاعات ودورها في تحقيق رؤية مصر 2030، مؤكدين أن الشباب المصري يمتلك طاقة وفكرًا يحتاجان إلى توجيه واكتساب الخبرات التي يمكن أن تؤهله ليصبح من رواد الأعمال في مختلف المجالات. كما شددوا على أهمية تنمية المهارات في ظل عالم دائم التغير وظهور قطاعات جديدة، مشيرين إلى أن التوجه نحو الاستثمار في المجالات الناشئة يتطلب تعاملًا مبتكرًا واستشرافًا للمستقبل، حيث أصبحت المسؤولية المجتمعية أحد الأسس الرئيسية لتطوير الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، اشتمل المؤتمر على مجموعة من المحاضرات المتميزة، منها "الكلام على ايه.. هنا ودلوقتي" الذي قدمه الأستاذ أشرف هلال، مستشار وموجه قيادي؛ ومحاضرة "The Power of Words" التي ألقاها مذيع الراديو محمد سويلم؛ ومحاضرة "من الفكرة إلى الأثر: ريادة أعمال بروح الايكوسيستم" التي قدمتها الدكتورة نهاد فاروق، مؤسس ورئيس مجلس إدارة One Step للتدريب والاستشارات والتطوير؛ ومحاضرة "المسؤولية المجتمعية للشباب في القطاع المالي والمصرفي: نحو مستقبل اقتصادي مستدام" التي ألقاها الأستاذ هيثم تركي، الرئيس التنفيذي وشريك في شركة Nexia International؛ بالإضافة إلى محاضرة "The Power of Will: Your Path to Achieving the Dream" التي قدمها كابتن/ ولاء حافظ، ضابط سابق بالقوات البحرية ومرشد في هيئة قناة السويس حاليًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أشرف صبحي وزير الرياضة عبدالفتاح السيسي شريف العريان المزيد المسؤولیة المجتمعیة المجتمعیة للشباب الرئیس التنفیذی للخماسی الحدیث فی الجلسة إلى أن
إقرأ أيضاً:
غرس ثقافة ريادة الأعمال في التعليم نحو جيل مبتكر يواكب تطلعات «رؤية عُمان 2040»
في عالم تتسارع فيه وتيرة التحول الاقتصادي والتقني، أصبحت ريادة الأعمال حجر الزاوية في مسيرة التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق تواصل سلطنة عُمان جهودها في ترسيخ مفاهيم الريادة والابتكار في نفوس النشء منذ مراحل التعليم الأولى، إدراكًا منها لأهمية تأصيل هذه القيم في بناء جيل قادر على تحويل الأفكار إلى مشروعات، والطموحات إلى إنجازات، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040» التي تؤكد على تمكين الشباب، وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة والاستدامة.
وتُعد المدارس ميدانًا خصبًا لاكتشاف المواهب الريادية، حيث تنبثق منها أفكار ومشروعات تتجاوز التوقعات، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة في مسارات ريادة الأعمال، ومن أبرز النماذج التي تميزت على مستوى الطلبة في تعليمية محافظة ظفار، شركتا «Cocoil» و«Charcoal»، اللتان أسسهما مجموعة من الطالبات الطموحات من تعليمية محافظة ظفار وتمكنتا من تقديم منتجات طبيعية مبتكرة ترتكز على الجودة والاستدامة.
شركة «Cocoil»: منتج طبيعي بروح عُمانية
شركة «Cocoil» هي مشروع طلابي متميز في إنتاج وتسويق زيت جوز الهند الطبيعي، أسسته ثلاث طالبات هن: نور بنت عبدالله الشنفرية، وريما بنت محمد شجنعة، وزهوة بنت سهيل جعبوب.
وتقوم فكرة المشروع على إنتاج زيت جوز الهند البكر الممتاز المستخلص من ثمار النارجيل الظفارية الناضجة، باستخدام طريقة العصر البارد للحفاظ على القيم الغذائية والطبية للزيت.
المنتج موجه للاستخدامات الغذائية والتجميلية والصحية والمنزلية، ويتميز بكونه طبيعيًا 100%، بتغليف جذاب يعكس نقاءه وجودته.
تقول نور الشنفرية: انطلقنا من رغبتنا في تعزيز الوعي بفوائد الزيوت الطبيعية، وتقديم بدائل صحية وآمنة للمنتجات الصناعية، وواجهتنا منافسة كبيرة في السوق، لكننا ركزنا على التميز بالجودة والابتكار في طريقة الإنتاج والتغليف.
وقد ساهمت مشاركة الفريق في الفعاليات والمعارض الطلابية في تعزيز الثقة بأنفسهن، وتوسيع دائرة الترويج للمنتج، كما فتحت لهن هذه المشاركات أبوابًا للتفاعل مع مختلف فئات المجتمع، والتعرّف على تجارب الآخرين، مما أسهم في تطوير قدراتهن ومهاراتهن الريادية.
وتطمح الشركة في المستقبل إلى توسيع نطاق عملها لتشمل منتجات طبيعية أخرى، وأن تكون من أوائل العلامات التجارية العُمانية الرائدة في قطاع الزيوت العضوية، على المستويين المحلي والدولي.
شركة «Charcoal» استدامة بيئية بفكر طلابي
أما شركة «Charcoal» التي أسستها الطالبات براءة بنت هيثم بن حسن بن علي اليافعية، وأسيل بنت قاسم بن أحمد بن عبدالقوي اليافعية، والألماس بنت علي بن عبدالله المعلم، فتعد نموذجًا آخر يجسّد الوعي البيئي والابتكار.
يقوم مشروع «Charcoal» على إعادة تدوير قشور جوز الهند وتحويلها إلى فحم طبيعي صالح للاستخدام كبخور، بالإضافة إلى إنتاج سماد عضوي مغذٍ للتربة من بقايا الرماد، ويتميز الفحم بكونه خاليًا من المواد الكيميائية والمواد الكبريتية الضارة، مما يجعله منتجًا صحيًا وصديقًا للبيئة.
تقول براءة اليافعية: استلهمنا فكرتنا عندما لاحظنا انتشار قشور جوز الهند في الشوارع بطريقة غير حضارية، وغالبًا ما يتم التخلص منها بالحرق، مما يزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ففكرنا في استغلال هذه المخلفات لصنع منتج مفيد ومستدام.
واجه الفريق تحديات عديدة، من أبرزها عدم توفر الأدوات والمعدات، وغياب مساحة مناسبة للعمل، إلا أن الإصرار والطموح دفع الطالبات للتعاون مع دائرة البحوث الزراعية والحيوانية بظفار، حيث حصلن على الدعم والمشورة من المهندس باسم بن بشير، الذي ساعدهن في بدء الإنتاج التجريبي داخل مختبر الأحياء في المدرسة، بمساندة المشرفة تركية بنت ناحي اليافعية، وتوجيه أخصائيات التوجيه المهني أميرة بنت محمد باعلوي وفاطمة الكاف.
ولم تقف إنجازات الشركة عند هذا الحد، بل حصدت الطالبات جائزة أفضل منتج مبتكر على مستوى سلطنة عُمان في ديسمبر 2024، خلال مسابقة «تكنو وابتكار»، كما شاركن في عدد من المعارض والمسابقات الريادية مثل معرض «النقاء الخليجي» المقرر في فبراير 2025، ومعرض «جيدكس العالمي» في أبريل 2025.
تطمح الطالبات إلى إنشاء مصنع متخصص لصناعة الفحم الطبيعي بأنواع وأشكال متعددة، تلبي مختلف أذواق المستهلكين، خاصة في المناسبات والأعياد، ليكنّ بذلك رائدات في تقديم منتج محلي يحمل الهوية الظفارية نحو الأسواق الخليجية والعالمية.
التوجيه المهني دعم مستمر وصناعة فُرص
أوضحت أخصائيات التوجيه المهني أن لريادة الأعمال مكانة بارزة ضمن مسارات التوجيه بعد الصف الثاني عشر، ولذلك يسعى التوجيه المهني إلى تقديم الدعم المعرفي والمعنوي للطلبة، من خلال تنمية المهارات، وبناء شبكة علاقات داخل المدرسة وخارجها، وتعزيز الثقة بالنفس، وترسيخ مبادئ التفكير النقدي وحل المشكلات.
وأكدت الأخصائيات أن اختيار المشروعات يتم بناءً على عدة معايير، منها توافق فكرة المشروع مع موضوع المعرض، والابتكار، وجودة المنتج، واستغلال الموارد الطبيعية، ومدى توافقها مع «رؤية عمان 2040»، بالإضافة إلى شمولية الفكرة وقدرتها على استهداف فئات متعددة من المجتمع.
وعن الأثر التربوي والتعليمي لهذه التجربة، أشرن إلى أن الطالبات اكتسبن مهارات حياتية ومهنية متنوعة، مثل التخطيط والإدارة والتسويق والعمل الجماعي والعرض والإقناع، بالإضافة إلى تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي، من خلال توظيف الموارد الطبيعية في مشروعات مستدامة.
توسّع مستقبلي نحو مدارس ومنتجات جديدة
أكدت الأخصائيات وجود خطط مستقبلية لتوسيع مبادرات ريادة الأعمال الطلابية لتشمل مدارس أخرى، وتشجيع المزيد من الطلبة على خوض تجارب مماثلة، بهدف تعزيز ثقافة الاعتماد على الذات، وتنمية الاقتصاد المحلي من خلال المنتجات المبتكرة، وتعزيز مفهوم «البراند المحلي» القادر على المنافسة إقليميًا.
وتُعد هذه المبادرات شاهدًا حيًا على فاعلية الاستثمار في الفكر الطلابي، ومدى قدرة النشء على التغيير الإيجابي متى ما أتيحت له الفرصة، بالدعم والتوجيه والتشجيع.