الجزيرة:
2025-03-29@18:28:17 GMT

بعد 3 سنوات من القتال.. كيف خذلت أميركا أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

بعد 3 سنوات من القتال.. كيف خذلت أميركا أوكرانيا؟

واشنطن- تزامنت الذكرى الثالثة لبدء الحرب الأوكرانية مع زيادة ضغط إدارة الرئيس دونالد ترامب على كييف للقبول بواقع جديد يتناقض تماما مع ما عهدته في عهد الرئيس السابق جو بايدن. ومثّلت عودة ترامب للبيت الأبيض خسارة أوكرانيا لدعم الولايات المتحدة، أكبر وأهم حليف لها.

ودفع اندلاع الحرب قبل 3 سنوات إلى بروز معضلة علاقة واشنطن بحلف شمال الأطلسي (الناتو) لا سيما أن لترامب سجلا حافلا وعلنيا من العداء والتناقض والاستهتار بإرث الحلف العسكري الأكبر والأكثر قوة في العالم.

ويخشى كثير من الخبراء الأميركيين من اتجاه ترامب لفرض سلام "غير عادل" على كييف، ويعدّونه خذلانا لحليف أوروبي مهم، وهو ما يدعم الشكوك حول مصداقية علاقات التحالف الدولية مع الولايات المتحدة.

تغيير دراماتيكي

على مدار أكثر من عامين ونصف العام، اتبعت إدارة الرئيس السابق جو بايدن إستراتيجية رباعية لمواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.

وركزت هذه الإستراتيجية على دعم أوكرانيا ماليا وتسليحيا واستخباراتيا واقتصاديا. ووصلت تقديرات إجمالي حجم المساعدات إلى ما يزيد على 130 مليار دولار، مقابل فرض واشنطن العديد من العقوبات المالية والاقتصادية والتجارية والبنكية وفي مجال الطاقة على روسيا.

إعلان

كما أوضحت إدارة بايدن أنها لن تتورط في مواجهة مباشرة مع روسيا، إلا إنها أكدت الدفاع عن كل شبر من أراضي حلف الناتو، وذلك لردع روسيا عن تمديد غزوها لدول أخرى.

ودعّم بايدن إستراتيجيته بزيارة تاريخية لأوكرانيا، كما دأب وزراء دفاعه وخارجيته على زيارة كييف في مناسبات عدة لتأكيد وقوف أميركا إلى جانب أوكرانيا، حتى جاء ترامب ليبتعد ببلاده عن دعم أوكرانيا ويطالبها بقبول الواقع الجديد.

وتتزامن الذكرى السنوية مع تكرار خطاب ترامب الذي ينتقد فيه بشكل متزايد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووصفه بأنه "دكتاتور بلا انتخابات"، وألقى باللوم عليه في الحرب الروسية على بلاده. وأكد أنه "ليس من المهم جدا" أن يكون زيلينسكي جزءا من محادثات السلام.

وكانت إدارة ترامب قد بدأت الأسبوع الماضي مفاوضات لإنهاء الحرب لم تشترك فيها أوكرانيا ولا الدول الأوربية، واقتصرت على مفاوضين أميركيين وروس.

في الوقت ذاته، ألقى تقرير نشره "مركز تجديد أميركا"، وهو مركز أبحاث يميني موالٍ لترامب، باللوم على الدعم الأميركي لأوكرانيا، وأشار إلى أن هذه الدعم "مهّد الطريق للحرب الأوكرانية الروسية الحالية".

في الوقت ذاته، طالبت مجلة "الإيكونوميست" أوكرانيا بقبول عرض ترامب. وقالت "يقدم دونالد ترامب عرضا لأوكرانيا لا يمكنها رفضه. وستكون الصفقة الاقتصادية المقترحة عقابية بلا شك، إلا أن قول "لا" يمكن أن يكون أسوأ بكثير".

ويطالب ترامب كييف بالتوقيع على اتفاق يسمح لواشنطن بمشاركة ونصيب في معادن وموانئ أوكرانيا مقابل الدعم الذي حصلت عليه من الإدارة السابقة.

ورفض زيلينسكي الشروط الأميركية، وعدّها "غير عادلة" ووصفها بالابتزاز. ويخشى بعض المراقبين من انتقام ترامب بوقف شحن الأسلحة والذخائر لأوكرانيا، وقطع الوصول إلى خدمة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" (Starlink).

إعلان

ويقول ستيف بايفر خبير الشؤون الأوروبية ونزع السلاح بمعهد بروكينغز، للجزيرة نت، إن "نهج ترامب لإنهاء الحرب مدعاة لكثير من القلق.. لديه ترتيب أولويات خاطئ، كان يجب أن يتحدث أولا إلى زيلينسكي لفهم أين يتمتع بالمرونة وأين لا. وكان عليه التشاور مع القادة الأوروبيين، لمعرفة ما يمكن لأوروبا فعله وما لن تفعله".

"وأخيرا، وقبل التحدث إلى بوتين، كان على ترامب أن يتخذ خطوات لزيادة نفوذه، مثل مطالبة الكونغرس بمزيد من الأموال للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، والعمل مع مجموعة السبع للاستيلاء على أصول البنك المركزي الروسي المجمدة وإتاحتها لأوكرانيا، وسد ثغرات العقوبات. كان من شأن ذلك أن يوضح لبوتين أنه ما لم يتفاوض بجدية، فإن التكاليف العسكرية والاقتصادية لروسيا ستزداد"، على حد تقدير الخبير بايفر.

التضحية بأوكرانيا

ورأى ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (مركز بحثي يركز على الشؤون العسكرية)، في حديث للجزيرة نت، أن "تكتيك الحماس التفاوضي للرئيس ترامب يبدو كأنه يقدم تنازلات كبيرة للروس دون مراعاة لأوكرانيا. برأيي، هذه علامة على الضعف التي لا تبشر بالخير لقضية مهمة للأمن الدولي، وهو ما من شانه تشجع بوتين على القيام بخطوات خطيرة أخرى".

وأكد والين أنه "في نهاية المطاف سيكون لأوكرانيا رأي إذا كانت ستستمر في القتال من أجل حريتها بغض النظر عما يقرره ترامب وبوتين، ولكن من دون دعم دولي كاف".

وأيضا بالطبع، يقول والين "هناك حقائق معينة لهذه الحرب يجب أخذها في الاعتبار، بما في ذلك أن أوكرانيا لم تتمكن حتى الآن من طرد القوات الروسية من الجزء الشرقي من البلاد، لكن بدء المفاوضات من خلال الاعتراف العلني بالضعف هو إستراتيجية سيئة".

وفي هذا السياق، أشار خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، في حديث للجزيرة نت، إلى أنه "من الضروري إنهاء هذه الحرب الدموية للغاية، لكن السؤال هو: بأي شروط؟".

إعلان

و"نصيحتي للرئيس ترامب هي أن يضع في اعتباره أن أي نتيجة يمكن عدّها انتصارا روسيا، من شأنها أن تعطي الانطباع بأن بوتين فرض إرادته على الولايات المتحدة وأوروبا، سيكون لها تأثير سلبي للغاية على المصالح الوطنية للولايات المتحدة على مستوى العالم".

من جانبه، أضاف بايفر في حديثه "لسوء الحظ، اختار ترامب البدء بالتحدث إلى بوتين قبل أن يبني أي نفوذ يعتمد عليه في الضغط على الرئيس الروسي. في غضون ذلك، كان وزير دفاع ترامب في أوروبا يتحدث عن ضرورة قبول أوكرانيا خسارة جزء من الأراضي وعدم الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما يمثل انتصارين لموسكو، بينما لا تطلب إدارة ترامب شيئا من روسيا في المقابل".

الأوكرانيون يرون في اتفاق المعادن ابتزازا لهم مقابل الدعم العسكري والمالي الأميركي (الأناضول) دعم منخفض

وتزامنت هذه التطورات مع اتجاه نسب الدعم الشعبي الأميركي لأوكرانيا نحو الانخفاض. ففي أواخر العام الماضي، وجدت مؤسسة غالوب أن 50% من الأميركيين يفضلون إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها من أوكرانيا، في حين أيد 48% فقط استمرار الحرب حتى تتمكن أوكرانيا من استعادة أراضيها.

وكانت تلك هي المرة الأولى التي يظهر فيها الاستطلاع أن مزيدا من الأميركيين يعطون الأولوية لنهاية سريعة للحرب على استعادة أوكرانيا لأراضيها.

تحذير من قمة مرتقبة

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار بايفر إلى أنه "بالنسبة للقمة المحتملة بين ترامب وبوتين، فيجب أن نكون حذرين؛ إذ لا يبدو أن ترامب يفهم أن بوتين يسعى إلى تقليص القوة والنفوذ الأميركيين. وترامب غير مستعد لمثل هذا اللقاء، ولا يكترث بالتفاصيل، بينما يتقن بوتين ذلك".

فضلا عن هذا، يقول بايفر "تم تدريب بوتين كضابط في الاستخبارات السوفياتية على فن التلاعب والمراوغة، ومن الواضح أن ترامب يمكن أن يرضيه بعض المديح والثناء.. القمة مخاطرة كبيرة على مصالح واشنطن".

إعلان

لذلك، ختم والين حديثه بالقول إنه من "الحكمة أن يكون لدى الرئيس ترامب مستشارون يفهمون بوتين بصورة جيدة، مع الأخذ في الاعتبار أن بوتين من المحتمل أن يستخدم الدروس المستفادة من تدريبه على المخابرات السوفياتية في أي مفاوضات مباشرة مع الرئيس ترامب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

لحظة حاسمة للوساطة الأمريكية.. روسيا لن تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت مع أوكرانيا دون خارطة طريق واضحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ٢٣ مارس ٢٠٢٥، بدأ مسئولون روس وأوكرانيون مفاوضات حاسمة بوساطة أمريكية، مما يمثّل تطورًا مهمًا في الحرب الدائرة بين البلدين. تهدف هذه المحادثات، التي تُعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، إلى تمهيد الطريق لوقف إطلاق نار محدود، مع التركيز بشكل أساسي على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة وضمان سلامة الشحن في البحر الأسود. وبينما تُمثل هذه المناقشات خطوةً إلى الأمام في الدبلوماسية، وضع الجانبان شروطًا تشير إلى أن الطريق إلى حل شامل لا يزال محفوفًا بالتحديات.

تركز المحادثات بوساطة أمريكية على مجالين رئيسيين: البنية التحتية للطاقة وأمن الشحن في البحر الأسود. اتفقت كل من روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي على وقف مؤقت للهجمات التي تستهدف منشآت الطاقة، لكن تفاصيل كيفية وتوقيت تطبيق وقف إطلاق النار هذا لا تزال غير واضحة.

الأهداف الجيوسياسية

ولكن، مع استمرار التوترات بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا، يبدو أن قادة روسيا يرون في مساعي الرئيس دونالد ترامب لوقف إطلاق النار أكثر من مجرد فرصة لوقف العنف. في الواقع، ترى موسكو فوائد اقتصادية وجيوسياسية أوسع في التعامل مع ترامب، حتى لو ظلت احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام شامل بعيدة المنال. على الرغم من تركيز ترامب على حل سريع للصراع، فإن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طويلة المدى في أوكرانيا لم تتغير، مما يجعل عملية التفاوض عملية موازنة معقدة بين وقف إطلاق النار التكتيكي والمكاسب الاستراتيجية لروسيا.

تستخدم الحكومة الروسية تعاملها مع ترامب ليس فقط لاستكشاف إمكانية وقف إطلاق النار، ولكن أيضًا لتعزيز طموحاتها الجيوسياسية الأوسع. يبدو أن موسكو حريصة على استغلال رغبة ترامب في السلام في أوكرانيا كوسيلة لتحسين العلاقات الأمريكية الروسية وتحقيق مجموعة من الفوائد الاقتصادية. تشمل هذه الفوائد تأمين الحصول على قطع غيار أساسية لطائرات بوينج الروسية، وربما تخفيف العقوبات أو تقليص وجود حلف الناتو في أوروبا الشرقية.

أشار مسئولون روس، بمن فيهم فياتشيسلاف نيكونوف، العضو البارز في البرلمان الروسي، إلى أن المحادثات بين ترامب وبوتين تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، مع تركيز المناقشات على وضع "أجندة ثنائية" تخدم مصالح البلدين. وأكد نيكونوف أنه في حين أن الصراع في أوكرانيا مستمر، فإن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة يزداد أهمية بالنسبة للكرملين. وتُعتبر هذه الجهود الدبلوماسية وسيلة لضمان تحقيق أهداف روسيا الأوسع دون الحاجة إلى تنازلات فورية بشأن أوكرانيا.

أهداف الكرملين

على الرغم من المحادثات، أوضح بوتين أن أهداف روسيا في أوكرانيا لم تتغير. تشمل هذه الأهداف ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقليص نفوذ الناتو في أوروبا الوسطى والشرقية، والحفاظ على مستوى من السيطرة على التوجه العسكري والسياسي لأوكرانيا. ولا تزال موسكو تعتبر هذه الشروط شروطًا أساسية لأي اتفاق سلام طويل الأمد، وهي مصممة على تحقيقها، حتى لو تباطأت وتيرة المفاوضات.

أشار فيودور فويتولوفسكي، الخبير الروسي البارز في السياسة الخارجية، إلى أن روسيا لن تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت دون خارطة طريق واضحة لتحقيق هذه الأهداف الأوسع. وأشار إلى أن الهدف النهائي لروسيا هو إنشاء إطار عمل يتعايش فيه كل من الو ايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا دون التدخل في مجالات نفوذ بعضها البعض. بالنسبة لموسكو، يفوق المنظور طويل المدى المكاسب التكتيكية قصيرة المدى لوقف إطلاق النار.

نهج ترامب

تُدرك موسكو تمامًا تركيز ترامب الموجه نحو الأعمال، وقد استغلت هذا الفهم لصالحها في المناقشات. قد يميل ترامب، المعروف بتفضيله للصفقات السريعة، إلى التركيز على النتائج القابلة للتحقيق، حتى لو لم ترق إلى حل شامل للصراع في أوكرانيا. وكما أشار ألكسندر دينكين، خبير الشئون الدولية المقرب من وزارة الخارجية الروسية، إذا واجه ترامب عقبات كبيرة في هذه المحادثات، فقد يفقد صبره سريعًا ويتخلى عن القضية تمامًا.

تُتيح هذه الديناميكية للرئيس بوتين فرصةً للحصول على تنازلات اقتصادية وجيوسياسية متنوعة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على مظهر التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار. ومن خلال استحضار براجماتية ترامب، تهدف روسيا إلى إيجاد حلول مفيدة للطرفين تُسهّل مصالحها الاستراتيجية الأوسع، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأسواق الغربية وتخفيض العقوبات.

المصالح المؤثرة

يُعد قطاع الطيران أحد المجالات ذات الأهمية الخاصة لروسيا، حيث أثرت العقوبات بشدة على شركات الطيران الروسية التي تعتمد على الطائرات الأمريكية الصنع. وفقًا لدينكين، تأمل موسكو أن تُفضي المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى إعادة تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والمدن الأمريكية، بالإضافة إلى رفع القيود المفروضة على تصدير قطع غيار الطائرات الأساسية. في المقابل، قد تسمح روسيا لشركات الطيران الأمريكية باستئناف التحليق فوق سيبيريا، وهو حق سُحب منها في عام ٢٠٢٢.

أشارت أناستازيا ليخاتشيفا، الخبيرة الروسية الرائدة في العلاقات الدولية، إلى أنه على الرغم من أن رفع العقوبات سريعًا وشاملًا أمرٌ غير مُرجّح، إلا أن حتى التحسن الجزئي في العلاقات قد يُؤدي إلى تطبيق أقل صرامة للعقوبات الحالية. وهذا من شأنه أن يُسهّل العمليات العالمية للشركات الروسية ويُحسّن مكانة روسيا في المجتمع الدولي، مما يُشير إلى أن روسيا لم تعد "شريكًا مُثيرًا للمشاكل".

مفاوضات معقدة

في حين أن رغبة ترامب في حل سريع للحرب في أوكرانيا واضحة، إلا أن الطريق إلى تحقيق سلام شامل لا يزال محفوفًا بالتحديات. إصرار روسيا على الحصول على تنازلات واسعة النطاق، بما في ذلك ضمانات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والسيطرة على مستقبل أوكرانيا، يُعقّد احتمال التوصل إلى هدنة دائمة. علاوة على ذلك، يُعدّ تواصل الكرملين مع ترامب جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تقييم علاقته بالولايات المتحدة، مُهيئًا نفسه للاستفادة من أي تحسن محتمل في العلاقات.

بالنسبة للرئيس بوتين، فإن المخاطر كبيرة، وقد تكون لنتائج هذه المفاوضات آثار عميقة على مكانة روسيا الجيوسياسية ومستقبلها الاقتصادي. في حين أن الهدف المباشر المتمثل في وقف العنف في أوكرانيا مهم، فإن قادة روسيا ينظرون إلى ما وراء ساحة المعركة، ساعين إلى إعادة صياغة علاقتهم مع الغرب بطرق قد تضمن فوائد طويلة الأجل. ومع استمرار المحادثات، ستتم مراقبة نهج ترامب ونوايا بوتين عن كثب، حيث ينتظر العالم الفصل التالي في هذه الرقصة الدبلوماسية المعقدة.

مفترق طرق

ومع دخول دونالد ترامب المراحل الأولى من ولايته الثانية، تُعيد إدارته النظر في الافتراضات الراسخة في السياسة الخارجية الأمريكية، هذه المرة بإعادة النظر في دور روسيا ليس كخصم، بل كشريك استراتيجي مُحتمل في المستقبل. هذا الأسبوع، يواجه هذا التحول اختبارًا حاسمًا.

في قلب هذه التطورات، يقف ستيف ويتكوف، الصديق القديم لترامب من عالم العقارات، والمبعوث الرئيسي الآن إلى روسيا والشرق الأوسط. في مقابلة حديثة مع المذيع اليميني تاكر كارلسون، رفض ويتكوف المخاوف بشأن العدوان الروسي في أوكرانيا، وسخر من حلفاء الناتو لتصديهم لطموحات بوتين.

ورفض ويتكوف فكرة أن روسيا تسعى للهيمنة على أوكرانيا أو تشكل تهديدًا أوسع لأوروبا. وتساءل: "لماذا يريدون ضم أوكرانيا؟ إنهم ليسوا بحاجة إلى ضم أوكرانيا". وحسب قوله، فإن روسيا ترغب فقط في "الاستقرار" في المنطقة. وفي تعليقٍ كاشفٍ بشكلٍ خاص، أضاف ويتكوف: "ظننتُ أن بوتين كان صريحًا معي".

لعلّ أكثر ما يُثير قلق النقاد هو النقاط المُحددة التي يبدو أن ويتكوف قد استقاها بالكامل من روايات الكرملين. فقد وصف الاستفتاءات المدعومة من روسيا في الأراضي الأوكرانية المحتلة -والتي وُصفت على نطاق واسع بالتزوير- بأنها تعبيرات مشروعة عن الإرادة. وأضاف "لقد أجريت استفتاءات أشارت فيها الأغلبية الساحقة من الشعب إلى رغبتهم في البقاء تحت الحكم الروسي".

سارع المشرعون الأوكرانيون إلى إدانة هذه التصريحات. وطالب أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشئون الخارجية الأوكرانية، بإقالة ويتكوف، قائلاً: "إنه ينقل دعاية روسية.. هل هو مبعوث ترامب، أم ربما مبعوث بوتين؟".

الحلفاء قلقون

أثارت تصريحات ويتكوف قلقَ الدبلوماسيين وحلفاء الولايات المتحدة على حدٍ سواء. ووجّه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر توبيخًا واضحًا، قائلًا: "لا أثق ببوتين"، ومُحذّرًا من أن أي اتفاقٍ لوقف إطلاق النار يُجرّد أوكرانيا من أيّ دفاعٍ سيُمهّد الطريق ببساطةٍ لمزيدٍ من التوغلات الروسية.

يشعر القادة الأوروبيون بالقلق من التحركات الأمريكية لإضفاء الشرعية على الأراضي الحالية التى ضمها بوتين. ومع ذلك، في عهد ترامب، تحوّل الخطاب السائد. قلّلت الإدارة مرارًا وتكرارًا من شأن مسئولية روسيا في أوكرانيا، أو أنكرت مسئوليتها، مقترحةً بدلًا من ذلك مستقبلًا قائمًا على التجارة المشتركة، والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وحتى تطوير البنية التحتية المشتركة للطاقة.
 

مقالات مشابهة

  • روسيا تستعد لهجوم جديد على أوكرانيا
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثامين 909 جنود
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • أوكرانيا تتلقى نسخة جديدة من اتفاق المعادن مع أميركا
  • روسيا والصين تبحثان الحرب في أوكرانيا خلال اجتماع الأسبوع المقبل
  • بوتين يقترح تشكيل إدارة مؤقتة لأوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدة
  • بوتين يقترح وضع أوكرانيا تحت إدارة مؤقتة.. ويعلق على موقف ترامب من الحرب
  • إدارة مؤقتة برعاية أممية.. بوتين يطرح مبادرة بشأن أوكرانيا
  • الرئيس البرازيلي: حمائية ترامب لا تساعد أي دولة بالعالم بما فيها أميركا
  • لحظة حاسمة للوساطة الأمريكية.. روسيا لن تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت مع أوكرانيا دون خارطة طريق واضحة