جدّد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سولفان، أمس الثلاثاء، المطالبة بإطلاق سراح رئيس النيجر المعزول محمد بازوم فورًا الذي ما زال محتجزًا منذ انقلاب 26 يوليو الماضي. كما قال لـ«العربية/‏الحدث»، «غير صحيح أننا لم ننسق مع فرنسا لإرسال مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند للنيجر». يأتي ذلك، فيما يشهد التحالف الأمريكي الفرنسي توترًا متزايدًا على خلفية محاولات واشنطن الانخراط دبلوماسيًا مع قادة المجلس العسكري في النيجر، حيث تعارض باريس هذا النهج.

في غضون ذلك علّق الاتحاد الإفريقي عضوية النيجر التي شهدت انقلابا في منتصف يوليو، لكنه أبدى تحفظا عن تدخل عسكري محتمل من جانب دول غرب إفريقيا لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى الحكم داعيَا إلى حل دبلوماسي. وجاء في بيان نشر الثلاثاء أن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي عقد اجتماعًا في 14 اغسطس وقرر «التعليق الفوري لمشاركة جمهورية النيجر في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي وأجهزته ومؤسساته إلى حين عودة النظام الدستوري فعليًا في البلاد». في هذا النص الذي نشر بعد أسبوع على الاجتماع، أخذ مجلس السلم والأمن «علمًا بقرار إكواس» الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «بنشر قوة» في النيجر، وهو خيار يبدو أن الاتحاد منقسم كثيرا بشأنه. وطلب مجلس السلم والأمن «من مفوضية الاتحاد الإفريقي دراسة الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لنشر قوة احتياط في النيجر وإبلاغ المجلس بالنتائج» مبديا في الوقت ذاته بوضوح تفضيله السبل الدبلوماسية. وقال المجلس إنه يدعم «جهود إكواس في التزامها المتواصل إعادة الانتظام الدستوري بالسبل الدبلوماسية»، مؤكدًا دعمه «القوي للجهود التي تبذلها إكواس دونما كلل من أجل إعادة الانتظام الدستوري بطريقة سلمية» في النيجر. ودعا المجلس العسكريين الانقلابيين «في النيجر إلى التعاون مع إكواس والاتحاد الإفريقي من أجل إعادة النظام الدستوري بطريقة سلمية وسريعة». ودعا الدول الأعضاء إلى «التطبيق الكامل للعقوبات التي فرضتها إكواس» طالبًا منها «تطبيقها بشكل تدريجي» مع السعي إلى تخفيف «عواقبها الكبيرة على مواطني النيجر». بعد إطاحة الرئيس محمد بازوم، المنتخب في العام 2021، أعلنت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في 10 أغسطس عزمها على نشر قوة «لاعادة النظام الدستوري في النيجر» من دون أن تعرف تفاصيل عملية كهذه وموعدها خصوصًا. وتؤكد إكواس تفضيلها للحل الدبلوماسي لكنها تلوح باستمرار باحتمال اللجوء إلى القوة رغم انقسام في صفوف أعضائها بهذا الخصوص. وتوجه وفد من المنظمة السبت الى نيامي للتفاوض في شأن حل للازمة والتقى رأس النظام العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني والرئيس المخلوع محمد بازوم. وقال الرئيس النيجيري الاسبق عبدالسلام ابو بكر الذي ترأس الوفد إن «زيارتنا للنيجر كانت مثمرة جدًا» وأسهمت في بلورة «ارضية للبدء بالنقاش».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الاتحاد الإفریقی محمد بازوم فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الساحل الإفريقي .. الأكثر عنفًا في إفريقيا والعالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتصف منطقة الساحل الإفريقي بأنها خاضعة لحكومات ضعيفة وكثيرًا ما يحدث فيها انقلابات، هذا إلى جانب الصراعات الداخلية، كما يتفشى فيها العنف، هذا يجعلها تُصنف على أنها بؤرة الإرهاب على مستوى العالم، حتى في ظل تراجع مستويات الإرهاب في بقاع أخرى من العالم خلال السنوات الماضية، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي.

إذ قال ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام، الذي يصدر المؤشر سنوياً، استناداً إلى بيانات مأخوذة من 163 دولة: " إن الإرهاب يتزايد ويتركز  في مناطق الساحل الإفريقي".

فقد تزايد تركيز الإرهاب في دول الساحل، إذ سقط فيها 43٪ من جميع قتلى الإرهاب في العالم، مقارنة بنسبة 1٪ فقط في عام 2007. وشهدت المنطقة قفزة بنسبة 8٪ في قتلى الإرهاب في عام 2022 تزامناً مع تراجعها في سائر العالم، حسبما ذكره كيليليا مع صدور التقرير.

وكشف التقرير أن بوركينا فاسو ومالي شهدتا معاً نسبة 52٪ من جميع قتلى الإرهاب في إفريقيا.

وفي الوقت ذاته، تزايدت الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل، بل وباتت أشد فتكاً، إذ ارتفع عدد قتلاها بنحو 50٪ بين عامي 2021 و2022 فقط.

ومن أبرز بؤرة على المؤشر هي منطقة الساحل الإدارية في بوركينا فاسو، حيث تلتقي حدودها بمالي والنيجر. 

إذ شهدت الدول الثلاث انقلابات عسكرية كان من دوافعها الإحباط إزاء عجز الحكومات المدنية عن قمع الإرهاب و القضاء على العمليات الإرهابية المتكررة، ولكن لم تتحالف القوات لعسكرية  و تستطيع  التصدي لأعمال العنف على أيدي المتطرفين.

 بوركينا فاسو المرتبة الثانية 

تحتل بوركينا فاسو المرتبة الثانية على المؤشر  الإرهاب لديها بعد أفغانستان من حيث عدد الأعمال الإرهابية وقتلاها بين عامي .

 وتقع مالي والنيجر مع بوركينا فاسو في قائمة المؤشر لأسوأ 10 دول في العالم من حيث الإرهاب.

نيجيريا الأقل 

ففي تقرير المؤشر  لعام 2024، سجلت نيجيريا أقل عدد من الهجمات والقتلى منذ عام 2011. 

وفي حديث خاص مع قناة «تشانلز تيليفيجن»، قال محلل البيانات النيجيري باباجيد أوغونسانو، : " إن استطلاعات الرأي العام الأخيرة أظهرت تزايد شعور المواطنين النيجيريين بالأمن في جميع  أرجاء البلاد، باستثناء المنطقة الشمالية الغربية فقط، المتاخمة للحدود مع بوركينا فاسو والنيجر، و تلك المنطقة تكتظ بالإرهابيين " .

وتجنبت  كلًا من بنين وتوغو، المتاخمتان لبوركينا فاسو من الجنوب، حتى الآن أعمال العنف و الإرهاب وإراقة الدماء التي تحدث في شمال هذين البلدين. 

وعلى الرغم من ذلك سجل المؤشر بعض المؤشرات المثيرة للقلق، وفقاً للسيد مسعود كريميبور، رئيس فرع الوقاية من الإرهاب بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.

ومثال ذلك أن بنين سجلت زيادة في عدد قتلى الإرهاب بمقدار 15 قتيلاً  وذلك في عام 2022، وهو عدد ضئيل للغاية، ولكن يراه كريميبور كمثيراً للقلق من وجهة نظره.

وقال خلال صدور التقرير: " نرى أن مستويات التجنيد والتطرف تتزايد، وقد يشكل ذلك اتجاهاً سلبياً مستقبلاً".

وفي حالات كثيرة، يكون المسؤول عن شن الهجمات الإرهابية في الساحل أشخاص يسميهم محللو المؤشر " المتشددين المجهولين" ، الذين لا يوالون أياً من الشبكات الإرهابية الراسخة مثل تنظيم داعش. 

 

مقالات مشابهة

  • ماكرون يؤكد لنيجيرفان بارزاني مواصلة دعم فرنسا للعراق والكيان الدستوري لكوردستان
  • ماذا يحدث في الساحل الإفريقي؟
  • قرار جمهوري بالموافقة على منحة من بنك التنمية الإفريقي
  • دفاع النواب: التعاون المصري الكيني يعزز الأمن القومي الإفريقي
  • المجلس الرئاسي يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"
  • ردة فعل محمد نور مع مشجعة.. فيديو
  • الساحل الإفريقي .. الأكثر عنفًا في إفريقيا والعالم
  • رئيس مجلس الشورى يعزي عضو المجلس حسن طه في وفاة عمه
  • الاتحاد الدستوري يشدد على ضرورة إصلاح قطاع السياحة لتعزيز جاذبية المغرب عالميًا
  • الإتحاد الدستوري يشيد بانتعاش السياحة في عهد حكومة أخنوش