سياسي بريطاني: إذا ذهبت أوكرانيا ستتلوها تايوان
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
كتب السياسي البريطاني ورئيس حزب المحافظين البريطاني السابق إيان دنكان سميث في صحيفة تلغراف أن "دبلوماسية مكبر الصوت" التي كانت سمة الحرب الباردة، عادت إلى الظهور من جديد في الخلاف بين الرئيسين دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي نظره، أن الرابحين من هذا الخلاف هم قادة الدول الاستبدادية، لا سيما الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.
وذكر في مقاله بالصحيفة البريطانية أنه عاد للتو من أوكرانيا وشاهد بأم عينيه حجم الدمار الذي حلّ بذلك البلد، مضيفا أن كل من رأى ما رآه سيدرك مدى الوحشية الشديدة للغزو الروسي، وأن لا أحد غير بوتين يتحمل وزر هذه الحرب.
وأوضح أن المستشفيات والمدارس والمباني السكنية استُهدفت بالقصف، ولعل أسوأ مشهد رآه -كما يقول- هو مستشفى "أوخماتديت" للأطفال في العاصمة الأوكرانية كييف، الذي أصيب بصاروخ باليستي روسي أحدث دمارا هائلا فيه.
عين على الصين
ومع أن السياسي البريطاني قال إنه يستنكر فرضية الرئيس ترامب "التبسيطية والخاطئة" التي تنظر إلى "غياب الحرب" على أنه السلام بعينه، فإنه يشدد على ضرورة ألا يشكك الناس في عزمه على وضع حد للحرب الأوكرانية، فهو يعدها "عرضا جانبيا" ويريد التركيز على الصين وتايوان.
إعلانوطبقا للمقال، فإن الهجوم الذي يشنه المسؤولون في إدارة ترامب على أوروبا يُظهر مدى استخفافهم بالقارة التي يعتقدون أنها قد فُرِّغت من الداخل.
لكن سميث لا يعفي أوروبا من المسؤولية، قائلا إن على دولها أن تلوم نفسها إذ "طالما تعلقت بأهداب الولايات المتحدة، وهذه حقيقة لا مراء فيها".
ومع ذلك، فإن هذه ليست القضية الأبرز، فالهاجس الحقيقي -برأي زعيم حزب المحافظين السابق- هو أن الافتراضات الخاطئة حول أهمية الدفاع عن أوكرانيا ضاعت في خضم هذه الحرب الكلامية المستعرة بين الدول الأوروبية وأميركا.
روسيا العظمىإن ترامب يسيء فهم دوافع بوتين الحقيقية القديمة وطموحه الشخصي عندما يعتقد أن تلبية مطالب رجل المخابرات السوفياتية السابق في الاستحواذ على أراضٍ أوكرانية وحرمان جارته الغربية من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيرضيه، وفق كاتب المقال.
وأفاد الكاتب أن الرئيس الروسي يزعم أنه ليس مهتما بالأراضي، بل بالسيادة لكنه يسعى لإنشاء دولة روسيا العظمى على حدود الاتحاد السوفياتي المنحل.
ويمضي سميث إلى القول إن ما يحدث في أوكرانيا له تأثير كبير على تايوان، لافتا إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ كان يراقب كيف تخلى الغرب عن أفغانستان وتجلى ذلك في انسحاب فوضوي، وهو يراقب الآن أيضا كيف تخطط الولايات المتحدة للتخلي عن أوكرانيا.
مناطق النفوذ
ولهذا السبب قام الرئيس شي بمساعدة موسكو طوال فترة الحرب، وساعد في التوسط للتقارب بين كوريا الشمالية وروسيا، بينما يشتري النفط والغاز الروسيين، طبقا لمقال تلغراف.
إن العودة إلى مفهوم مناطق النفوذ سيؤكد -حسب سميث- أن العالم الحر سيكون هو الخاسر، في وقت يزداد فيه نفوذ الصين بالفعل مع تراجع الديمقراطية تدريجيا.
ويخلص الكاتب إلى أن لبريطانيا دورا حاسما لتضطلع به يتمثل في تهدئة الأصوات الغاضبة، وتوضيح أنها أقوى حليف للولايات المتحدة في ريادتها لجهود تعزيز "قدراتنا الدفاعية".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب ترجمات
إقرأ أيضاً:
3 أعوام منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا.. كيف يبدو المشهد؟
(CNN)-- يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إنهاء سريع للحرب في أوكرانيا، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى كبار المسؤولين الأمريكيين والروس لإجراء محادثات سلام في السعودية – دون حضور أي ممثلين عن كييف.
وتشعر أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون بالذهول ويسارعون إلى التكيف مع النهج الجديد الذي تتبناه الولايات المتحدة.
وفي السنوات الثلاث التي تلت شن روسيا غزوها واسع النطاق، فقدت أوكرانيا مساحات شاسعة من الأراضي، وتمكنت من استعادة بعض منها بفضل المساعدات العسكرية من حلفائها الغربيين. وقد فر الملايين من الأوكرانيين، وقُتل أو جُرح الآلاف منهم.
إليكم نظرة على الوضع في أوكرانيا، في أربعة رسوم بيانية:
في بداية الحرب، أوقفت أوكرانيا قوات روسيا عن عاصمتها كييف، وحققت لاحقًا انتصارات في أجزاء من شمال شرق خاركيف ومناطق خيرسون الجنوبية. لكنها تكبدت أيضًا خسائر كبيرة في المناطق الشرقية حول دونيتسك وباخموت.
منذ غزو عام 2022، فقدت أوكرانيا السيطرة على حوالي 11% من أراضيها، وفقًا لتحليل CNN لبيانات معهد دراسة الحرب، وهو مركز لمراقبة الصراعات ومقره الولايات المتحدة. عند احتساب الأراضي التي خسرتها بالفعل أمام روسيا والانفصاليين المدعومين منها منذ بدء الصراع في عام 2014، فإن إجمالي الأراضي التي خسرتها أوكرانيا أمام روسيا منذ عام 2014 يبلغ حوالي 18%، وفقًا لحسابات شبكة CNN.
في عام 2014، ضمت القوات الروسية بشكل غير قانوني شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، بعد فترة وجيزة من أحداث "ثورة الميدان" التي أثارت اضطرابات سياسية في كييف. وفي وقت لاحق من ذلك العام، سيطر الانفصاليون الذين ترعاهم روسيا على أجزاء من منطقة دونباس، وهي المكاسب التي ظلت في أيدي الروس حتى يومنا هذا.
عندما شنت روسيا غزوها واسع النطاق في 24 فبراير 2022، توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها في غضون أيام، وفقًا لمعهد دراسة الحرب. وما حدث بدلاً من ذلك كان ثلاث سنوات من القتال العنيف، وذلك بفضل الهجمات المضادة التي شنتها أوكرانيا مسلحة بشرائح من المساعدات القادمة من حلفائها الغربيين.
التهديد الذي يواجه أكبر مصدر للمساعدات في أوكرانياكانت الولايات المتحدة أكبر مساهم فردي في تمويل أوكرانيا منذ بدء الحرب في عام 2022، حيث قدمت حوالي 95 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية والمالية – وهي المساعدات التي قد تكون في خطر في ظل إدارة ترامب.
فيما يلي نظرة عامة على مصدر الأموال المخصصة لجهود الحرب في أوكرانيا:
ترامب، الذي وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، ينتقد إرسال الأموال الأمريكية إلى أوكرانيا طوال حملته الانتخابية عام 2024. وفي الآونة الأخيرة، اقترح اتباع نهج المعاملات للمساعدة، قائلاً إن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في المقابل، وهو ما رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ترامب: "أخبرتهم أنني أريد ما يعادل ذلك، مثل 500 مليار دولار من المصادر الطبيعية النادرة، وقد وافقوا بشكل أساسي على القيام بذلك، لذلك على الأقل لا نشعر بالغباء. وإلا فإننا أغبياء. فقلت لهم، يجب أن نحصل على شيء ما. وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز في وقت سابق من هذا الشهر: “لا يمكننا الاستمرار في دفع هذه الأموال".
لقد تأثرت أوكرانيا بالفعل بالتعليق الأخير لنشاط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وقد دفع تجميد التمويل المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية الأوكرانية إلى إجراء تخفيضات، بما في ذلك تسريح الموظفين وإغلاق خطوط المساعدة الخاصة بمنع الانتحار ومشاريع الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية مؤقتًا. وفي السنوات الثلاث الماضية، كانت أوكرانيا أكبر متلق لأموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
نزوح الملايين من الأوكرانيينفر الملايين من الأوكرانيين من منازلهم، إما إلى أجزاء أخرى من أوكرانيا أو إلى بلدان أخرى، في السنوات التي تلت بدء روسيا في الاستيلاء على الأراضي وفي أعقاب الغزو.
ويعيش ما يزيد قليلاً عن 6.3 مليون لاجئ أوكراني في أوروبا، بما في ذلك حوالي 1.2 مليون في ألمانيا، وحوالي مليون في بولندا، و390 ألفًا في جمهورية التشيك، وفقًا للبيانات الصادرة حتى نهاية عام 2024 من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كان هناك 1.2 مليون لاجئ أوكراني يعيشون في الاتحاد الروسي، وفقًا لآخر تقدير للأمم المتحدة حتى يونيو 2024.
قُتل أو جُرح أكثر من 40 ألف مدني في أوكرانيا خلال النزاع، وسقط العديد من القتلى بسبب الأسلحة المتفجرة، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وكان ما لا يقل عن نصف القتلى (6,203) من الرجال البالغين و669 من الأطفال.