مفتي الجمهورية: هناك محاولات لطمس القيم الأخلاقية تحت شعارات خادعة
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
استقبل الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث ألقى كلمة في ندوة بعنوان "دور الدين في بناء الإنسان" بكلية الحقوق بجامعة المنصورة، ضمن نشاط المفتي المكثف في توعية وتثقيف طلاب المدرس والجامعات بمحافظات مصر.
واستهل كلمته بالترحيب بالحضور، مهنئا الجميع بقرب حلول شهر رمضان المبارك، وداعيًا الله أن يعيده على الأمة بالخير والبركات.
كما أعرب عن شكره وتقديره للواء الدكتور طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، والدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، على تنظيم هذه الفعالية المهمة.
وأكد المفتي أن الإنسان ينال موقعًا فريدًا في هذا الكون، حيث كرّمه الله عز وجل، موضحًا أن تحقيق السعادة الإنسانية يرتبط بحسن الفهم لدوره في الحياة.
وأشار إلى التحديات التي تواجه المجتمع العربي والإسلامي، ومن أبرزها محاولات طمس الهوية الإسلامية، والتقليل من دور الحضارة الإسلامية، والسعي للقضاء على الثوابت التاريخية والثقافية للأمة.
كما حذر من الانسياق وراء الدعوات التي تهدف إلى تقويض العلاقة بين الإنسان ودينه، مشددًا على أن الدين هو الذي ينشئ الفضيلة ويحقق التوازن بين متطلبات الجسد والروح.
وأوضح أن المقاصد الشرعية تهدف إلى إبقاء الإنسان والحفاظ على استقراره وكرامته، وهو ما يظهر في جميع الرسالات السماوية.
وأشار إلى أن الدين من أهم الحاجات الضرورية للإنسان، وهو الذي يحفظ الجوانب الروحية والمادية والسلوكية عبر المحافظة على المقاصد الشرعية من الدين، النفس، العقل، العرض، والمال، مما يعزز التوازن بين متطلبات الفرد والجماعة.
كما أكد أن بناء الإنسان يجب أن يكون شاملًا للجوانب الدينية، والفكرية، والبدنية، والروحية، مشيرًا إلى أن التكوين الفكري والعلمي ضروري لإنتاج شخص قادر على خدمة وطنه ومجتمعه، وأن الدين هو الذي يحفظ الإنسان من الانحراف في مواجهة التحديات المختلفة.
وأشار إلى أن جميع الرسالات السماوية تتفق في العقيدة والعبادة والسلوك، مستشهدًا بقوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، موضحًا أن الأخلاق تتلاقى مع ما يقره الناس بالفطرة، وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حين أقرَّ الأخلاقيات الفاضلة وضبطها بما يوافق الدين دون إفراط أو تفريط.
وحذر من الدعوات التي تقلل من أهمية الدين والعبادات، مؤكدًا أن التعبد ليس حجرًا على العقل، بل هو اختبار للالتزام والخضوع لله، مشيرا إلى آيات يقف العقل عاجزًا أمامها، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَيَسْألُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمْرِ رَبِّي وَمَا أوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلَّا قَلِيلًا}.
كما أكد أن العبادات تضبط تصرف الإنسان وعلاقته بربه وبالناس من حوله، موضحًا أن "الدين المعاملة"، وأن الفلسفات والعقائد السابقة كانت تقوم على الأخلاق، لكن اليوم هناك محاولات لطمس هذه القيم تحت شعارات خادعة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
وأشار إلى أهمية البناء النفسي للإنسان، مشيرًا إلى تفاوت النفوس بين الاستقامة والانحراف، وأن الاستقرار النفسي يعزز الرضا والتسليم لأمر الله، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من بات آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».
كما أكد على أهمية البناء البدني، عبر التوازن في الطعام والشراب، محذرًا من الإسراف والتفريط في الصحة، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}. وأوضح أن الحفاظ على العقل يتطلب الامتناع عن كل ما يضره، مؤكدًا أن الإنسان مسؤول عن بدنه وسيحاسب عليه يوم القيامة، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلَى التَّهْلُكَةِ}.
وأشار إلى أن العلم هو قاطرة التنمية وأداة التقدم، مشيرًا إلى أن الإسلام دعا إلى طلب العلم والمعرفة، حيث كانت خاتمة الرسالات السماوية تحمل رسالة العلم والنور، مستشهدًا بقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أنَّهُ لَا إلَٰهَ إلَّا هُوَ وَالْمَلَائكَةُ وَأولُو الْعِلْمِ قَائمًا بِالْقِسْطِ}.
وفي ختام الندوة، رحب الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، بالمفتي، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة، ومؤكدًا أن الجامعة تفخر باستضافته.
وأشار إلى أن المبادرات الرئاسية تعمل على بناء المواطن ودعمه في جميع المجالات، مشيدًا بتركيز القيادة السياسية على التنمية البشرية.
كما أشاد بدور دار الإفتاء المصرية في تنمية الوعي الديني والفكري والثقافي داخل المجتمع، مؤكدًا أن جامعة المنصورة تسعى إلى تعزيز التوعية الثقافية والتوجيه الفكري لطلابها، بما يسهم في تخريج أجيال قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا، مع بناء وعي ديني متوازن.
ومن جانبه، أكد الدكتور تامر صالح، وكيل كلية الحقوق بجامعة المنصورة، أن الإنسان بحاجة ماسّة إلى الدين لضبط سلوكه وتوجيه تصرفاته، مشيرًا إلى أن الدين يعلم الإنسان كيف يعيش حياته بكرامة وسلام، بعيدًا عن الذل والهوان.
وفي هذا السياق أشار الدكتور وليد محمد الشناوي، عميد كلية الحقوق، إلى أن الإنسان هو أعظم مخلوق خلقه الله وكرّمه بالعقل والتكليف، موضحًا أن البعد عن الدين يؤدي إلى التيه والانحراف، وأن بناء الإنسان مقصد ديني أصيل لحفظ المجتمع وتحقيق النهضة.
وشهدت الندوة حضور عدد من عمداء ووكلاء الكليات، أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، الذين أثنوا على محاضرة المفتي، وأكدوا على أهمية القيم الدينية في بناء الإنسان والمجتمع.
وفي لفتة تقدير وعرفان قدم الدكتور شريف السيد خاطر رئيس جامعة المنصورة درع الجامعة لفضيلته معربا عن سعادته بهذه المحاضرة الماتعة آملا تكرارها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة العلم الدين الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية الأخلاق المزيد رئیس جامعة المنصورة بناء الإنسان الدکتور شریف وأشار إلى أن أن الإنسان مشیر ا إلى موضح ا أن أن الدین
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يشارك بندوة "الأسرة في عصر التحديات" بجامعة بنها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية، وذلك على هامش انطلاق الندوة التوعوية لطلاب الجامعة عن "الأسرة في عصر التحديات".
جاء ذلك بحضور الدكتور السيد فودة، نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة، والدكتورة جيهان عبد الهادي، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، والعميد حسام عطوة، المستشار العسكري لمحافظة القليوبية بالإضافة إلى عدد من القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأعرب الدكتور ناصر الجيزاوي، عن سعادته بزيارة المفتي لجامعة بنها، مشيدًا بدوره في نشر الوعي الثقافي والديني بين الشباب.
وأكد "الجيزاوي"، أن تنظيم الندوة يأتي في إطار حرص الجامعة علي تعزيز الوعي المجتمعي، والتوعية النفسية، لبناء أسرة سليمة سعيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، مؤكدًا أن قضية بناء الوعي الصحيح تتطلب تكاتف جهود جميع المؤسسات سواء دينية أو تعليمية وذلك بهدف بناء جيل متفهم لأهمية تماسك الأسرة ودورها على مواجهة التحديات المعاصرة.
كما أكد "الجيزاوي" على تعاون جامعة بنها ودار الإفتاء في تنظيم المحاضرات والبرامج التدريبية وورش العمل لإطلاق حملات توعية بأهمية دور الأسرة ومواجهة تحديات العصر لدى منتسبين الجامعة بجانب عقد المؤتمرات والندوات العلمية المعنية بالقضايا المجتمعية.
كما أضاف، أن الجامعة سوف تقوم بالعديد من تنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة بالتعاون مع مديرية الأوقاف بالقليوبية لإطلاق حملات توعية بأهمية دور الأسرة ومواجهة تحديات العصر.
وأشاد رئيس جامعة بنها بالدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية، والتي تُعد من أعرق المؤسسات الدينية التي تعمل من خلال نشر الفتاوى المستنيرة بمنهج الأزهر الشريف، مواجهة الأفكار المتطرفة، وحماية المجتمع من التحديات الفكرية والاجتماعية، مما يعزز دور مصر الإفتائي الريادي في العالم الإسلامي.
وأكد محافظ القليوبية على سعادته علي المشاركة بهذه الندوة للحديث عن الأسرة المصرية في رحاب جامعة بنها العريقة، هذا الصرح العلمي الذي يساهم بدور فعال في بناء مستقبل مصرنا الحبيبة، موجها الشكر والتقدير إلى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على تشريفه بالحضور وإلقاء هذه المحاضرة القيمة عن الأسرة المصرية، تلك النواة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع مقدما الشكر أيضا للدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها على استضافته للندوة على أرض الجامعة.
وفي كلمته أكد محافظ القليوبية أن الأسرة المصرية تواجه تحديات جمة في عصرنا الحالي، وتتطلب منا جميعًا تضافر الجهود للحفاظ عليها وتدعيمها، وغرس القيم والمبادئ الأصيلة في نفوس أبنائنا، منوهت أنه على ثقة بأن هذه الندوة ستساهم بشكل كبير في توعية شبابنا بأهمية الأسرة ودورها في بناء مجتمع قوي ومتماسك".
وأضاف، أننا نولي اهتمامًا كبيرًا بالأسرة المصرية، ونسعى جاهدين لتوفير كافة السبل لدعمها والحفاظ عليها، وأدعو شبابنا إلى الالتزام بالآداب العامة، والحفاظ على قيمنا وتقاليدنا الأصيلة، واحترام كبار السن، والتواصل الدائم مع الأهل والأقارب مؤكدا أن الحفاظ على الأسرة هو حفاظ على المجتمع بأكمله، ومسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعًا.
وأكد مفتي الجمهورية أن الأسرة هي الدرع الواقي للهوية الوطنية بمكوناتها من الدين، واللغة، والتاريخ، والحضارة، مشيرًا إلى محاولات التقليل من قيمة الهوية الوطنية، والسخرية من الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والترويج لأفكار الفوضى الأخلاقية تحت مزاعم الحرية، مشددًا على أن التاريخ والحضارة الإسلامية كانا مصدر إلهام لحضارات العالم، رافضًا أي محاولات للنيل من هذا التراث العظيم.
وحذر من التلاعب بالمصطلحات لتشويه المفاهيم الأخلاقية، مثل الحرية المطلقة التي تروج للإلحاد، والشذوذ، والمساكنة تحت ستار حقوق الإنسان، مؤكدا أن الإسلام أقرَّ العرف وجعله مصدرًا للتشريع، موضحًا أن العادات والتقاليد ليست عائقًا أمام الحرية، بل هي ضابط أخلاقي يحفظ المجتمع، ورفض ربط أحكام الدين بالتطرف، مشيرًا إلى أهمية الرجوع إلى أهل التخصص في الفتوى كما هو الحال في المجالات الأخرى.
وتحدث عن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار الهدامة، داعيًا إلى الرقابة الأسرية والتوجيه السليم للأبناء، مؤكدا على ضرورة تعليم الأبناء أهمية الرقابة الذاتية، مستشهدًا بقوله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، مشددا على دور الصيام والعبادات في تعزيز الرقابة الذاتية، مما يساعد الأبناء على مواجهة المغريات والانحرافات الفكرية.
وأكد المفتي على أهمية البناء الديني، والعقلي، والجسدي، والفكري، مشيرًا إلى أن التربية الصحيحة تحمي الأبناء من الانحرافات الفكرية والسلوكية، مشددا على ضرورة تعليم الأبناء الرضا والتسامح للقضاء على مشاعر الحقد والحسد، لافتا إلى دور ممارسة الرياضة وحماية العقل في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.
وأكد أن الشريعة الإسلامية وضعت الضوابط لحماية المجتمع، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، مشددا على أهمية الحفاظ على المال والموارد، وحمايتها من الضياع والاستغلال غير المشروع.
وفي ختام الندوة، قدم رئيس جامعة بنها، الدكتور ناصر الجيزاوي، درع الجامعة تكريمًا لمفتي الجمهورية، وبدوره أهدى المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، درع المحافظة لفضيلة المفتي تقديرًا لدوره في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي الديني والفكري.
مفتي الجمهورية IMG-20250225-WA0006 IMG-20250225-WA0005 IMG-20250225-WA0004 IMG-20250225-WA0002 IMG-20250225-WA0003