كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن استراتيجية دفاع حدودية جديدة وضعتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد الفشل الاستخباراتي الكبير في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أنها تعتمد على نظام ثلاثي الطبقات يهدف إلى تعزيز أمن المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود مع غزة ولبنان وسوريا.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه الاستراتيجية تتكون من تحصينات داخل الأراضي الإسرائيلية، ومنظومة دفاع متقدمة داخل ما وصفته بـ"أراضي العدو"، بالإضافة إلى  تجريد مناطق محددة من السلاح.



وشددت الصحيفة على أن دولة الاحتلال تعمل على بناء منظومة دفاعية برية داخل حدودها تشمل استحكامات دائمة وحواجز أمنية وأنظمة مراقبة وقوات مدرعة وعناصر دفاع جوي ومدفعي.


ولفتت إلى أن هذه المنظومة مصممة للفصل المادي بين المستوطنات الإسرائيلية والمناطق الحدودية في قطاع غزة وجنوب لبنان والجولان السوري المحتل، موضحة أن هذه التحصينات ستكون مجهزة لمواجهة أي محاولات اقتحام حتى دون توفر إنذار استخباري مسبق.

وبحسب الصحيفة، فإن دولة الاحتلال تعتزم إقامة "دفاع متقدم" داخل أراضي العدو، مشابه لما كان قائما في "الحزام الأمني" جنوب لبنان بين عامي 1984 و2000.

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى للبقاء داخل قطاع غزة في "فاصل أمني"، لكن لم يتم تحديد مدى عمقه أو طبيعة الانتشار فيه حتى الآن، حيث لا تزال هذه المسألة قيد التفاوض في إطار المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.

وقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل أوضحت بالفعل أنها ستطالب بحق العمل داخل هذا الفاصل الأمني، سواء عبر تواجد دائم أو من خلال دوريات برية وجوية.

أما في لبنان، فقد كشفت الصحيفة عن إقامة خمس نقاط استحكام على طول الحدود، وأكدت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ستسحب قواتها منها فقط "إذا لم يعد جنوب لبنان يشكل تهديدا عليها"، مشيرة إلى أن هذه الاستحكامات، التي تتمركز في مواقع استراتيجية، يتم تشغيلها حاليا بواسطة قوات سرية.

وفي الجولان السوري المحتل، لفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل المنطقة الفاصلة مع سوريا وسيطر عليها، مضيفة أن هذه الخطوة تهدف إلى توفير "دفاع متقدم" للبلدات الإسرائيلية في الهضبة، بعد سقوط نظام الأسد.

وأضافت أن "إسرائيل" سارعت إلى السيطرة على هذه المنطقة الفاصلة لمنع اقتراب أي تهديدات محتملة من داخل سوريا، مشيرة إلى أن التواجد العسكري الإسرائيلي هناك يتمثل في استحكامات رصد ودوريات، بالإضافة إلى محاولات إقامة علاقات مع السكان المحليين.


وأشارت الصحيفة إلى أن العنصر الجديد في الاستراتيجية هو مطالبة دولة الاحتلال الإسرائيلي بتجريد المناطق التي تشكل تهديدا لها.

وسلطت الصحيفة الضوء على تصريح سابق لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال فيه إن "أي تسوية لإنهاء الحرب في غزة يجب أن تتضمن إعادة المخطوفين، والقضاء على حكم حماس، وتجريد القطاع من السلاح".

وأضافت أن التجريد يعني فرض قيود على أنواع الأسلحة التي يمكن أن تتواجد داخل هذه المناطق، بحيث يُسمح فقط بالأسلحة الخفيفة بينما يتم حظر الصواريخ والمدفعية والمسيرات والمركبات المدرعة.

وعلى صعيد لبنان، فقد قالت الصحيفة العبرية إن "إسرائيل" تطالب بأن تكون المنطقة جنوب نهر الليطاني خالية من الصواريخ والمُسيرات والأسلحة الثقيلة، مؤكدة أنها ستتدخل عسكريا إذا لم يتمكن الجيش اللبناني من فرض هذا التجريد.

وأشارت إلى أن دولة الاحتلال تعمل أيضا على استهداف مواقع بعيدة في لبنان، تصل إلى أكثر من 100 كيلومتر، لضمان عدم وجود صواريخ دقيقة يمكن أن تلحق ضررا بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وتطرقت الصحيفة إلى التطورات السورية، مذكرة بتصريحات نتنياهو التي قال فيها الأحد الماضي إنه "يطالب بتجريد جنوب غرب سوريا من السلاح"، مضيفا أن هذه المنطقة يجب أن تمتد من دمشق جنوبًا وحتى الحدود مع الأردن، وتشمل القنيطرة، درعا، والسويداء.

وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل" تخشى من أن تسيطر الفصائل الجهادية على هذه المنطقة، حتى وإن كانت تحاول إظهار نفسها الآن كقوة "معتدلة"، مضيفة أن دولة الاحتلال تخشى أيضا أن تتحول هذه الجماعات، التي تدعي الآن السعي إلى السلام، إلى تهديد عسكري مباشر على المدى البعيد.

وبحسب الصحيفة، فإن تنفيذ الاستراتيجية الجديدة سيحتاج إلى "آلاف المقاتلين وميزانيات ضخمة"، موضحة أن دولة الاحتلال تراهن على دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها في هذا المشروع، لكنها أشارت إلى أن رد فعل الدول الأوروبية لا يزال غير واضح.


وأضافت أن "إسرائيل" أوضحت للوسطاء الدوليين، بما في ذلك تركيا والقيادة الجديدة في دمشق، أنها لا تنوي البقاء بشكل دائم في المنطقة الفاصلة بالجولان إذا تم التوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن عدم تشكيلها تهديدا، وربما تكون تركيا أيضا ضامنة.

وختمت الصحيفة بالقول إن الدفاع المتقدم قد يجلب معه "معارك عصابات وإرهاب"، على غرار ما حدث في الحزام الأمني بجنوب لبنان، ما قد يستدعي تعزيز القدرات الجوية والاستخباراتية لدعم المنظومة الدفاعية الجديدة.

وأكدت أن دولة الاحتلال ستحتاج إلى دعم جوي ومدفعي مستمر لحماية منظومة الدفاع هذه، مشيرة إلى أن نجاحها يعتمد على مدى قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذها على الأرض ومدى استمراريتها على المدى البعيد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة لبنان سوريا نتنياهو سوريا لبنان غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی أن دولة الاحتلال مشیرة إلى أن الصحیفة إلى جنوب لبنان أن هذه

إقرأ أيضاً:

إحداث مجموعة برلمانية للدفاع عن مصالح المغرب داخل الكونغريس الأمريكي

زنقة 20 . الرباط

كشف عضو الكونغرس الأمريكي البارز عن الحزب الجمهوري جو ويلسون، أنه يترأس الكتلة البرلمانية المغربية داخل الكونغريس الأمريكي باشتراك مع برادلي شنايدر.

ونشر ويلسون السيناتور الأمريكي المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تغريدة على حسابه بموقع X احتفى فيها بمرور 250 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمغرب.

و قال ويلسون في تغريدته أنه بصفته رئيسا للكتلة البرلمانية المغربية في الكونغريس، يشيد بمرور 250 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.

وأكد ويلسون على الدور الريادي للمملكة التي كانت أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة عام 1777، كما أبرز أهمية الشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة في المنطقة.

وقال ويلسون:“بصفتي الرئيس المشارك للكتلة البرلمانية المغربية، أقدر الاحتفال بمرور 250 عامًا من الصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب. في عام 1777، أصبحت المملكة المغربية أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، ولا تزال شريكًا أساسيًا في معالجة التحديات في المنطقة اليوم”.

و تم مؤخرا بالكونغرس الأمريكي إدراج قرار يحتفي بالصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة، مع قرب تخليد الذكرى الـ250 لمعاهدة السلام والصداقة، التي كانت المملكة بموجبها أول بلد في العالم يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتم تقديم القرار، الذي يحمل عنوان “الاعتراف بالصداقة العريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية”، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، من طرف عضوي الكونغرس، الجمهوري جو ويلسون، والديمقراطي برادلي شنايدر.

ويكرس القرار التزام الحزبين في واشنطن بتوطيد التحالف “التاريخي والاستراتيجي” بين البلدين، كما يعترف بالدور الذي يضطلع به المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.

وجاء في ديباجة القرار، أنه “بالنظر لكون تاريخ فاتح دجنبر 2027 سيتزامن مع الذكرى الـ250 للاعتراف بالولايات المتحدة الأمريكية من طرف المملكة المغربية، أول بلد قام بذلك، مما يشكل مرحلة هامة في إحدى أعرق العلاقات الدبلوماسية في تاريخ الولايات المتحدة”، مذكرا بأن الولايات المتحدة صادقت، في الثامن عشر من يوليوز 1787 على معاهدة السلام والصداقة التي أرست العلاقات الدبلوماسية والتجارية الرسمية بين الولايات المتحدة والمغرب.

ويذكر القرار بأن هذه المعاهدة “تظل أقدم علاقة دبلوماسية متواصلة في تاريخ الولايات المتحدة”، وبأن المغرب “عمل، على الدوام، على تحفيز التعايش بين الأديان، لا سيما من خلال حماية أبناء الطائفة اليهودية، والتزم بتشجيع حوار الأديان”، وبأن الجاليات المغربية الأمريكية تساهم في إثراء التنوع الثقافي للولايات المتحدة.

وأشار القرار الذي تم تقديمه للكونغرس، إلى أن البلدين الحليفين أرسيا شراكة “متعددة الأبعاد تقوم على المصالح الاستراتيجية، والاقتصادية، والثقافية المشتركة”، مبرزا أن المغرب “يظل البلد الإفريقي الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة، حيث شهدت المبادلات الفلاحية الثنائية تطورا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 2006”.

كما استعرض القرار التعاون الثنائي “الوثيق” في مجال الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والتنسيق العسكري، وفي مجالات الحد من انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الاتجار غير المشروع في الأسلحة، وتعزيز مبادرات الأمن الإقليمي.

وسلط القرار الضوء، كذلك، على الدور الذي يضطلع به المغرب لفائدة الاستقرار الإقليمي، لا سيما في إطار اتفاقيات أبراهام، وكثافة العلاقات المغربية الأمريكية في المجالات الثقافية والتربوية والإنسانية، مؤكدا أهمية هذه العلاقات في النهوض بالمصالح الاقتصادية والأمنية المتبادلة ، ومشيدا “بانخراط المغرب في الدبلوماسية الإقليمية، لاسيما مشاركته في اتفاقيات أبراهام”.

ويحث القرار الذي تم تقديمه إلى الكونغرس، على مواصلة التعاون بين الولايات المتحدة والمغرب في مجالات التجارة، والأمن، والانتقال الرقمي، والعمل الإنساني، مؤكدا وجود فرص وتحديات مشتركة في إطار الشراكة، بما يدعم الجهود الرامية إلى تخليد هذه المرحلة الهامة في أفق 2027، لترقى إلى الأهمية التاريخية والاستراتيجية للتحالف بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • عاجل | يديعوت أحرونوت: مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين من الحريديم خرجوا احتجاجا على التجنيد بالجيش
  • الشعب الجمهوري: رفض مصر لإنشاء وكالة إسرائيلية للتهجير يؤكد موقفها الداعم للشعب الفلسطيني
  • إحداث مجموعة برلمانية للدفاع عن مصالح المغرب داخل الكونغريس الأمريكي
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل ومصر تحييان الذكرى الـ46 لسلام بارد ومضطرب
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل ستمنع إعادة بناء المنازل والطرق التي هدمتها بجنين
  • الأردن تُدين اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة كويا السورية
  • الأردن يدين بأشد العبارات توغّل قوات الاحتلال الإسرائيلي وقصفها بلدة كويا في درعا
  • مقال في يديعوت أحرونوت بشأن تذمر الجنود وانهيار التماسك الاجتماعي بإسرائيل
  • أكاديمية إسرائيلية تحذر من استراتيجية الحكومة في قصف المنطقة وتأجيج الصراع الداخلي
  • اليمن يعلن معادلة استراتيجية جديدة ويفرض حصاراً جوياً يضرب الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل:استهداف مطار بن غوريون سيكبِّد كيان الاحتلال خسائر اقتصادية باهظة