شيخ العقل: الشراكة الروحية والوطنية مظلّة أوسع لبناء لبنان ومواكبة المرحلة الجديدة
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
زار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى صباح اليوم كلّا من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس في الحازمية، يرافقه وفد من المجلس المذهبي ضم: القاضي الشيخ غاندي مكارم، الشيخ فادي العطار الدكتور عماد الغصيني، الشيخ محمد عبد الخالق ومدير مشيخة العقل ريان حسن.
واستهل شيخ العقل الجولة من المجلس الشيعي، بحضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله والشيخ الدكتور محمد حجازي.
وجرى في المناسبة عرض للشؤون الراهنة ودور المرجعيات الروحية في المرحلة المقبلة.
وبعد اللقاء صرّح الشيخ أبي المنى قائلاً: "تشرفنا بزيارة سماحة الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في هذا المقر الذي يمثّل ما يمثّل بما له من رمزية، زرنا سماحته مع إخواننا في المجلس المذهبي ومشيخة العقل، لنعبّر عن مشاعر صادقة تجاههم وتجاه هذا المجلس وتجاه الطائفة الشيعية الكريمة، التي مرّت عليها ظروف صعبة، وكما على كل اللبنانيين، ولكن بالأخص على هذه الطائفة الكريمة، ولكي نقدّم التعازي ونعبّر عن مؤاساتنا ومشاعرنا الصادقة تجاه الذين استُشهدوا وقتلوا وجرحوا وهُدمت بيوتهم وجُرفت أراضيهم من قبل هذا العدّو المجرم المتغطرس".
أضاف: "لقد انتهت الحرب بالصواريخ والطائرات، لكنها مستمرة...وهناك تحدّي أكبر لبناء لبنان ومهمة أساسية في مواجهة من لا يريد هذا البناء ويريد التهديم ويريد الحروب ومن يريد الاحتلال والاعتداء على حدودنا وعلى أرضنا".
تابع: "نحن متفقون على أننا يجب أن نواجه كل ذلك بشراكة روحية وطنية واحدة وقوية، وهذا ما طرحته على سماحة الشيخ، لنكون معاً في مهمة إقامة هذه الشراكة الروحية الوطنية، انها فكرة مهمة يجب أن ننطلق بها، لتكون المظلة الأوسع التي يجتمع تحتها الجميع. جميعنا بحاجة إلى بعضنا البعض في شراكة روحية وفي شراكة وطنية، وبالمناسبة ليس ثمة طائفة أو بيئة مهزومة، كما ليس من بيئة أو طائفة منتصرة. فلبنان تعرّض لحرب مدمّرة، ولبنان سينهض بعد هذه الحرب بكل طوائفه وبكل قواه منتصراً، وهذا ما نأمله ونحن نمثّل شعباً واحداً ومهمتنا مهمة واحدة".
بدوره قال الشيخ الخطيب: "أولاً أرحب بسماحة الشيخ في هذا المجلس الرمز كما قال، للسعي للوحدة الوطنية، وأن يكون هناك مشروع وطني واحد يحفظ هذا البلد وسيادته وكرامة اللبنانيين جميعاً، ونحن دائماً على تواصل مع سماحته وتبادل الأفكار في ما يخص الوضع اللبناني وسلامة البلد وخروجه من الحالة التي هو عليها إلى ما هو الأفضل إن شاء الله، وخصوصاً بعد انتخاب فخامة الرئيس وبعد تأليف الحكومة. واننا نأمل إن شاء الله في الفترة المقبلة أن يتحقّق كل ما يرجوه اللبنانيّون، للخروج من حالة الإنقسام الطائفي إلى الوحدة الوطنية تحت مظلة الدولة، والتي تتحمل مسؤولية الحفاظ على وحدة لبنان ووحدة التراب اللبناني وعلى وحدة الشعب اللبناني وحلّ المشاكل التي يختلف فيها اللبنانيّون، بالحوار وبالاستراتيجية الدفاعية إن شاء الله، التي ترفع الخطر المحدق عن البلد من كل ما يجري حوله، وتحقق إن شاء الله آمال اللبنانيين في الاستقرار وفي الاقتصاد".
وختم: "انني أشكر سماحته على هذه الزيارة وعلى هذا الاهتمام، وان شاء الله يتحقق هذا المشروع الذي يطرحه سماحته، نحن على تواصل لتحقيق ما نصبو وما يصبوا إليه اللبنانيون جميعاً ان شاء الله.
ثم زار شيخ العقل والوفد المرافق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وجرى البحث حول مواضيع وقضايا روحية ووطنية.
وبعد اللقاء قال الشيخ أبي المنى: "سررنا اليوم بزيارة سماحته، لنؤكد على عمق العلاقة التي تربطنا وإياه، وتمنينا له الصحة والعافية دائما، وبأن نكون معاً ويداً بيد في مواكبة هذه المرحلة الجديدة من الحياة الوطنية. نحن بحاجة إلى أن نلتف جميعاً حول هذه الحالة الوطنية لكي نساهم في بناء الدولة، وفي استعادة المؤسسات والثقة، ثقة اللبنانيين بوطنهم، وثقة الخارج بلبنان. هذا أمر يحتاج إلى مواكبة ومتابعة مع فخامة الرئيس ومع دولة الرئيس والوزراء ومع القيادات، لكي نكون في شراكة كما أسميتها لسماحته، شراكة روحية وطنية، تلك المظلة التي تضم وتحمي الجميع".
أضاف: "نحن شركاء، والجميع شركاء في هذا الوطن، وليس هناك من فئة مستبعدة أو مهزومة او فئة منتصرة. إذا استطعنا أن نؤكد على هذه الشراكة ونضع اليد باليد لبناء لبنان الجديد ولبناء المؤسسات، عندها نكون جميعنا منتصرين. ليس هناك من مهزوم بيننا، هذا هو أملنا مع بشائر شهر رمضان المبارك، الذي تتكثّف فيه الصلوات والأدعية، من أجل خلاص لبنان وخلاص الإنسان في لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قرارات لتكتل الأحزاب والمكونات السياسية في اليمن لمرحلة ما بعد اسقاط انقلاب الحوثيين واستعادة صنعاء
اقر المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، تشكيل لجنة من ذوي المعرفة الخبرة تتولى إعداد تصور شامل لمرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب الحوثي، يشمل إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتعزيز مسار السلام الشامل والدائم، وضمان مشاركة وطنية واسعة لا تستثني أحدًا في صياغة مستقبل البلاد.
وعقد المجلس الأعلى للتكتل الوطني يوم الأحد، اجتماعًا هامًا برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس التكتل، خُصص لمناقشة مستجدات المشهد الوطني وتحديد خطوات العمل للمرحلة المقبلة.
وخلال الاجتماع، أقرّ المجلس استمرار اللقاءات مع القوى الإقليمية والدولية ذات العلاقة الفاعلة في الأزمة اليمنية خلال الأيام القادمة، بهدف حشد الدعم الدولي لخيار استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، والتأكيد على الالتزام بالحل المستند إلى المرجعيات الثلاث المتوافق عليها.
وتناول الاجتماع بقلق بالغ تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية والخدمية في المناطق المحررة، محذرًا من تبعات استمرار انهيار سعر صرف الريال، وما يحدثه من آثار خطيرة على المستوى المعيشي واستقرار وسلام المجتمع. وشدد المجلس على ضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها الكاملة، وفق الدستور والقوانين النافذة، واتخاذ معالجات جادة وعاجلة لمعالجة الأزمات المتعاقبة، وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، بما يساهم في تعزيز صمود الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة، ويعزز من فرص النصر.
وأكد الدكتور بن دغر في كلمته خلال الاجتماع على أن التكتل الوطني يواصل جهوده الحثيثة لتعزيز وحدة الصف الوطني، والعمل بروح مسؤولة لمواجهة التحديات الراهنة، انطلاقًا من التزامه الكامل بالشرعية الدستورية، والدفاع عن مشروع الدولة اليمنية الحديثة، المعبر عنه في الوثائق الوطنية.
يأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة من الخطوات السياسية والدبلوماسية التي يعتزم التكتل تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، في إطار رؤيته الوطنية الجامعة الهادفة إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني واستعادة أمنه واستقراره.