نظم قسم اللغة العربية وآدابها جامعة الإمارات العربية المتحدة، المؤتمر الدولي الأول "أدب التراث العربي: قراءة حداثية ورقميات إبداعية"، في 24 و25 فبراير (شباط) الجاري.

وعقد المؤتمر تحت رعاية المستشار الثقافي لرئيس الدولة، زكي أنور نسيبة وبحضور ، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر، ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم، و مدير جامعة الإمارات بالإنابة، أحمد علي الرئيسي ونخبة من المفكرين وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.


وأكد زكي نسيبة: أن الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها ليس مجرد مسؤولية ثقافية، بل هو ركنٌ أساسيٌ في مسيرة البناء الحضاري، وأوضح أن اللغة العربية تمثل جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، وأن المحافظة عليها واستثمارها في مجالات الإبداع الرقمي يعكس رؤية مستنيرة تُعيد للغة العربية مكانتها وتضيف إليها روح العصر، كما أشار إلى أن المؤتمر يُعد خطوةً مهمةً لتعزيز البحث الأكاديمي في مجالات اللغة العربية وآدابها، من خلال الجمع بين القراءة الحداثية التي تتناول النصوص التراثية بمناهج نقدية معاصرة، والتقنيات الرقمية التي تعيد تقديم هذه النصوص بما يتوافق مع متطلبات العصر الرقمي.

وتناول محمد المر، دور التكنولوجيا في خدمة اللغة العربية، مستعرضًا مراحل تطور استخدامها منذ السبعينات وحتى الوقت الحالي، وأهمية الذكاء الاصطناعي في دعم اللغة العربية وتعزيز مكانتها الثقافية، وأشار إلى أهمية الاستفادة من الموروث الثقافي العربي لتطوير محتوى رقمي مبتكر يعزز حضور اللغة العربية في العصر الرقمي، مشيرًا إلى دور جامعة الإمارات في تمكين الشباب وبناء المعرفة الثقافية والعلمية.

وأوضح الدكتور علي بن تميم، أهمية اللغة العربية في بناء الهوية الثقافية وتعزيز التواصل الحضاري، مشيرًا إلى دور المركز في وضع استراتيجيات شاملة لتطوير اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، وتحدث عن دعم المواهب العربية في مجالات الكتابة والترجمة والنشر، وأهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز دور اللغة العربية عالميًا.
وذكرت رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، الدكتورة غنيمة اليماحي: "إن اللغة العربية تُعد الركيزة الأساسية للهوية الثقافية، وأن أدب التراث العربي يُمثل مصدرًا ثريًا للإلهام والمعرفة، وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يُجسد التزام جامعة الإمارات بتقديم رؤى معاصرة تعكس روح العصر، وتُعزز من مكانة اللغة العربية عالميًا".
وقدم المؤتمر جلسات علمية متعددة، شملت "الأدب العربي والصناعات الإبداعية الرقمية" بإدارة أ.د. محمد الدروبي، و"الإمكانات الإبداعية القارة في المنتج النصي وآليات تحويله رقميًا" بإدارة د. عائشة الشامسي. وفي اليوم الثاني، تناولت الجلسات "الأدب والتراث والتلقي الحداثي" بإدارة أ.د. زهور كرام، و"الأدب التراثي بين الأداء التفاعلي والذكاء الاصطناعي" بإدارة د. محمد عديل. وعلى هامش المؤتمر تم تقديم ورش تدريبية تعزز امتلاك المهارات التقنية يستفاد منها في تقديم الأدب والتراث بطريقة عصرية، مثل ورشة الإلقاء الصوتي قدمها الإعلامي د. أيوب يوسف، وورشة كتابة السيناريو والحوار قدمها الدكتور يوسف حطيني.
اختتم المؤتمر بجولة في المعرض المصاحب الذي استعرض ابتكارات الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، معبرًا عن رؤية جامعة الإمارات في تعزيز مكانة اللغة العربية في العصر الرقمي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جامعة الإمارات جامعة الإمارات اللغة العربیة العصر الرقمی العربیة فی

إقرأ أيضاً:

الفيضانات القديمة تكشف عن ماض مناخي درامي لشبه الجزيرة العربية

كشف سجل حديث يمتد لـ1600 عام عن هطول الأمطار في شمال شبه الجزيرة العربية أن المنطقة كانت أكثر رطوبة بكثير في الماضي مقارنة بالوقت الحاضر، حيث شهدت بعض الفترات معدلات أمطار تصل إلى 5 أضعاف المستويات الحالية.

تعتمد الدراسة، التي نشرت يوم 21 فبراير/شباط في مجلة "ساينس أدفانسس"، على تحليلات عينات رسوبية مأخوذة من بحيرة مالحة عميقة في خليج العقبة. ووجد الباحثون أن العصر الحديث أكثر جفافا بمقدار 2.5 مرة من المعدل التاريخي، مما يتحدى الفكرة الشائعة بأن شبه الجزيرة العربية كانت دائما منطقة قاحلة.

كما برز العصر الجليدي الصغير، الذي امتد بين عامي 1400 و1850 ميلادية، كفترة شهدت معدلات أمطار مرتفعة للغاية تفوقت على أي مستويات مسجلة في العصر الحالي. وتثير هذه النتائج مخاوف جديدة بشأن التحولات المناخية المستقبلية في منطقة تعاني بالفعل من ندرة المياه.

هطول الأمطار في شمال شبه الجزيرة العربية في الماضي يشير إلى أن المنطقة كانت أكثر رطوبة بكثير في الماضي (جامعة كوبنهاغن) استكشاف الماضي عبر أعماق البحار

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة سام بوركيس -أستاذ ورئيس قسم علوم الأرض البحرية في كلية روزنستيل بجامعة ميامي بالولايات المتحدة- إن الفريق البحثي الذي يقوده حلل طبقات الرواسب المحفوظة في بحيرة مالحة لا تحتوي على أكسجين على عمق 1770 مترا. ونظرا لأن الظروف القاسية في هذه البحيرة تمنع النشاط البيولوجي من التأثير على الترسبات، فقد بقيت طبقات الفيضانات دون تغيير، مما وفر أرشيفا فريدا لتغيرات الأمطار على مدار أكثر من 1500 عام.

ويضيف بوركيس في تصريحات للجزيرة نت "يمنحنا هذا الاكتشاف فرصة نادرة لقياس كميات الأمطار السابقة في شبه الجزيرة العربية بدقة عالية. على عكس السجلات المناخية القديمة الأخرى التي تقدم تقديرات نوعية فقط لفترات الجفاف والرطوبة، ويوفر سجلنا بيانات فعلية عن معدلات الهطول المطري".

كشفت العينات الرسوبية أن الفترة بين عامي 1400 و1550 ميلادية كانت ذروة هطول الأمطار، حيث تجاوزت المستويات الحديثة بمعدل 5 أضعاف. وتزامن ذلك مع بداية العصر الجليدي الصغير، وهي فترة تميزت بانخفاض درجات الحرارة عبر النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ويرجح الباحثون أن انخفاض النشاط الشمسي والتغيرات في أنماط الدوران الجوي ساهما في زيادة الأمطار فوق شمال شبه الجزيرة العربية خلال تلك الفترة.

إعلان

وتدعم السجلات التاريخية هذه النتائج، حيث وصف رحالة إغريقي في عام 167 قبل الميلاد مناظر طبيعية خصبة في ما يعرف اليوم بمنطقة نيوم الصحراوية في السعودية. كما توثق مصادر من العصر العثماني خلال القرنين الـ16 والـ17 ميلادية شتاءات قاسية وفيضانات مستمرة في الشرق الأوسط، وهي ظروف تتماشى مع البيانات الرسوبية المكتشفة.

مع زيادة تغير المناخ واحتمالية حدوث أحداث الطقس المتطرفة يدعو الباحثون إلى الحذر من أنماط الطقس المستقبلية (شترستوك) دلالات للمستقبل

تؤكد نتائج الدراسة على تقلب مناخ شبه الجزيرة العربية بمرور الوقت، وتسلط الضوء على أهمية مراعاة الاتجاهات التاريخية طويلة الأجل عند التنبؤ بأنماط الطقس المستقبلية. ومع زيادة تغير المناخ واحتمالية حدوث أحداث الطقس المتطرفة، فإن الدراسة تشير إلى أن شبه الجزيرة العربية قد تشهد عودة إلى ظروف لم نشهدها في العصر الحديث.

ويؤكد بوركيس أن "فهم كيفية تقلب هطول الأمطار في الماضي يسمح لنا بتحسين توقعاتنا للمستقبل. إذ إن هذه الرؤى بالغة الأهمية لإدارة موارد المياه والاستعداد للفيضانات في واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا".

ومع توسع المدن في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وزيادة تعرض البنية الأساسية للطقس المتطرف، يشدد المؤلف على الحاجة إلى نماذج مناخية محدثة تتضمن تقلبات هطول الأمطار التاريخية. وفي حين تشهد المنطقة حاليا أشد فتراتها جفافا منذ أكثر من ألف عام، فإن الماضي يشير إلى أن التحولات المستقبلية قد تجلب تغييرات غير متوقعة -وربما كارثية- على المشهد الهيدرولوجي.

مقالات مشابهة

  • الفيضانات القديمة تكشف عن ماض مناخي درامي لشبه الجزيرة العربية
  • ورشة تدريبية للكوادر الشرطية العربية حول الإعلام الأمني في العصر الرقمي.. «التحديات والفرص»
  • جلسة حوارية تناقش القطاع السياحي في سلطنة عمان بين الممكنات والفرص
  • مكتبة محمد بن راشد تحتفي بفن النّهمة في الإمارات
  • مكتبة محمد بن راشد تتناول الخطابة في العصر الرقمي
  • جامعة القاهرة تستضيف مؤتمر «التخطيط الابتكاري في مجابهة تحديات العمران»
  • ائتلاف اللغة العربية يدعو إلى تفعيل رسميتها بالمغرب ومواجهة "فرنكوفونية" التعليم
  • محمد بن راشد يهنئ المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بيوم التأسيس
  • محمد بن راشد: الإمارات ستبقى داعمة لصناعة الأمل وعنواناً لنشر التفاؤل في العالم العربي