شهدت الفترة الأخيرة  تبادل إسرائيل وحزب الله اللبناني التهديدات، في الوقت الذي زادت فيه حدة التوتر بين الطرفين على الحدود، فقد هدد يوآف غالانت الوزير الإسرائيلي بإعادة الدولة اللبنانية إلى "العصر الحجري "وهو ما جعل  أمين عام حزب الله حسن نصر الله بتهديد مماثل، فكلاهما يترقب الوضع ويتحين الفرصة المناسبة لمواجهة شاملة.

تهديدات بين إسرائيل وحزب الله

وفي السياق ذاته، اعتبرت إسرائيل سلسلة التهديدات من حزب الله اللبناني أنه مجرد استفزاز لنصب الشباك لمقاتلي داخل منطقه مزارع شبعا التي تدعي إسرائيل أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها في حين يعتبرها اللبنانيون أرضّا محتلة ولا بد من تحريرها.

وتقول إسرائيل إن استفزازات حزب الله أصبحت تتسع لتشمل دوريات لمقاتلة على تخوم المستوطنات اليهودية التي تقع على الحدود بشكل لم يكن مسبوق، إلى جانب السماح للمواطنين اللبنانيين بالاشتباك مع قوات الإحتلال.

وألقت إسرائيل المسؤولية على حزب الله بشأن إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان إلى مستوطنات شمال فلسطين حتى لو كانت منظمات فلسطينية تقف وراء هذا الإطلاق.

وأشارت اسرائيل إلى أن تنظيم فلسطين ليس بوسعه الإقدام على ذلك دون الحصول على الضوء الأخضر من الحزب، واتهمت إسرائيل أن حزب الله يقف وراء عمليى التفجير التي وقعت قبل ستة أشهر بالقرب من مفترق مجيدو شمال إسرائيل.

وذكرت أن أحد الأشخاص تسلل من لبنان، ولكن قتلته قوات الإحتلال أثناء محاولته العودة إلى الحدود، كما اتهمت إسرائيل حزب الله أنه وراء عملية إطلاق عدة مسيرات انتحارية باتجاه منصات استخراج الغاز الإسرائيلية في حوض المتوسط ولكن استطاع الجو الإسرائيلي أسقطها قبل الوصول إلى الهدف.

إسرائيل لا ترغب في حرب شاملة


ولكن التهديدات التي أطلقها غالانت، لا تعبر عن رغبة إسرائيل في التصعيد ضد حزب الله فقط جاءت بالأساس لردع حزب الله عن الإقدام على عمل عسكري ضد إسرائيل مره أخرى، لا سيما بعد أن رأى جيش الاحتلال انتشار عناصر وحدة الرضوان التي تمثل قوات النخبة لدى حزب الله على طول الحدود.

وتخشى إسرائيل أن يستخدم حزب الله وحدة الرضوان في تنفيذ عملية عسكرية أخرى تستطيع من خلالها السيطرة على مستوطنات شمال إسرائيل.

وتشعر حكومة بنيامين نتنياهو بحرق شديد بسبب الانتقادات الواسعة من المعارضة والنخبى الإعلامية في تل أبيب التي تحملها مسؤولية تهاوي قوة الردع الإسرائيلية بسبب أنها تغض الطرف عن استفزازات حزب الله، ولا يرغب الطرفان في مواجهة شاملة، وذلك بسبب التعقيدات الداخلية لهما وقراءى إحداهما سلوك الآخر بشكل خاطئ قد يكون سببًا في المواجهة بينهما.

وتحاول إسرائيل على قدمًا وساق احتواء استفزازات حزب الله خوفًا من خوض مسار يفضي إلى اندلاع مواجهة عسكرية، الذي من شأنه أن يلحق الضرر بجبهتها الداخلية، وعمقها المدني، وذلك بسبب الترسانة الصاروخية التي بحوزة حزب الله.

على الصعيد الآخر، فإن دوائر صنع القرار في تل أبيب تدرك مدى الوهن الداخلي الذي تمر به إسرائيل، وعدم قدرتها على تحمل تبعات مواجهة شاملة مع حزب الله، فتآكل الشرعية الداخلية الذي تعاني منه حكومة نتنياهو في ظل رفض قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي للتعديلات القضائية ويجعل من خوض مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل مخاطرة كبيره بالنسبه لاسرائيل

وحذر غيورا آيلاند الذي شغل منصب رئيس مجلس الامن القومي السابق وقائد شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي في الفتره الماضية من أن تفضي هذه النزاعات بين الطرفين إلى مواجهة عسكرية لأنها قد تهدد وجود إسرائيل ذاتها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الأمن فلسطين صواريخ صاروخ اسرائيلي حزب الله اللبناني قوات النخبة حسن نصر الله مسؤولية عسكر حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجيش اللبناني: إسرائيل تتمادى في خرق اتفاق وقف إطلاق النار

أكد الجيش اللبناني، اليوم الخميس، أن "العدو الإسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه، وتدمير القرى والبلدات الجنوبية".

وقالت قيادة الجيش اللبناني، في بيان صحافي: "في هذا الإطار، توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي  اليوم في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير - الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق".

وأعلنت أنها تتابع "الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".

يواصل العدو الإسرائيلي تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية.
في هذا الإطار، توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي بتاريخ ٢٦ / ١٢/ ٢٠٢٤ في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير - الجنوب، وقد عزز الجيش… pic.twitter.com/ql6h8mRXCj

— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) December 26, 2024

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام: "سلمت القوات الإسرائيلية قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب (اليونيفيل) والصليب الأحمر اللبناني، مواطناً بعدما أطلقت  النار على رأسه وخطفته في منطقة وادي الحجير، في جنوب لبنان صباح اليوم، ونقلته سيارة إسعاف تابعة للجيش اللبناني".

الوكالة الوطنية للإعلام - قوات العدو سلمت "اليونيفيل" والصليب الأحمر المواطن فواز بعدما خطفته في وادي الحجير https://t.co/4XEwIZBq0B

— National News Agency (@NNALeb) December 26, 2024

وحلق الطيران الاستطلاعي والمسير الاسرائيلي في أجواء القطاعين الأوسط والغربي في جنوب لبنان، لا سيما فوق بلدة الناقورة، وحتى أجواء مدينة بنت حبيل وصولًا لمنطقة طلوسة والقنطرة ووادي الحجير والسلوقي.

إسرائيل تخطف لبنانياً يعمل مع "يونيفيل" - موقع 24خطفت القوات الإسرائيلية، اليوم الخميس، مواطناً لبنانياً خلال توجهه إلى عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل".

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتخرق إسرائيل الاتفاق منذ سريانه بشكل يومي.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة: 2024 شهد تصاعدًا في تهديدات الحوثيين للملاحة بالبحر الأحمر
  • في اليمن.. ما الذي يدفع إسرائيل الى الجنون..! 
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • حزب الله اللبناني يُدين الهجمات الإسرائيلية على اليمن
  • أول تعليق من حزب الله علي هجوم إسرائيل ضد اليمن
  • أستاذ علوم سياسية: تهديدات اليمن تطال الأمن والاقتصاد في مركز إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: تهديدات اليمن تطال الأمن والاقتصاد في إسرائيل
  • رام الله: "رجب" يوجه تنويها للمواطنين بشأن تهديدات تصلهم
  • الجيش اللبناني: إسرائيل تتمادى في خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • الجيش اللبناني: إسرائيل توغلت في عدة نقاط بمناطق جنوب البلاد