على غرار خمس دولة عربية تتجه اليمن لتأسيس أول فريق كروي لكرة القدم لمبتوري الأطراف، حيث كان ملعب الشهداء بمدينة تعز هو شاهد العيان لأول حصة تدريبية لفريق كرة قدم مبتوري الأطراف.

 

وتتوسع هذه اللعبة منذ بدايتها في الثمانينات بشكل تدريجي ومتسارع، ومع انطلاق المباريات الاستعراضية وتدوال المعلومات حولها وتوسع أخبارها جذبت رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف اهتمام وسائل الإعلام واكتسبت شعبية كبيرة.

 

وساهم ذلك بزيادة عدد الفرق ولاعبيها في جميع أنحاء العالم ومع زيادة عدد مبتوري الأطراف باليمن بسبب الحرب الدائرة منذ العام 2015، حيث نقلت وكالة الأناضول التركية عن الصليب الأحمر في العام 2022 أن حوالي 150 ألف شخص في اليمن يحتاجون الى خدمات الأطراف الصناعية، وأضافت أيضا إن هناك قرابة 4.5 مليون شخص (ما يعادل 15% من السكان)، يحملون إعاقات بينهم 1.2مليون طفلا.

 

خلال حديثه لـ "الموقع بوست" يقول الدكتور منصور الوازعي مدير مركز الأطراف الصناعية بتعز بأن الحرب الدائرة في البلاد أدت الى تزايد إعداد مبتوري الأطراف.

 

الفكرة والتأسيس

 

ومع تواجد هذا العدد الكبير من مبتوري الأطراف باليمن، ومن وسط المعاناة والألم، بدأت الفكرة تأتي وتتبلور في رأس جهاد البريهي الذي تعرض في العام 2017 لإصابة جراء سقوط قذيفة على الحي الذي يسكن فيه بتعز بترت قدمه اليسرى وأصابت عينه اليمنى، لتأسيس فريق لرياضة مبتوري الأطراف، ليعلن جهاد في ديسمبر من العام 2024 ومن مدينة تعز بالتحديد عن تأسيس أول فريق لكرة القدم لمبتوري الأطراف، بهدف تمكين ذوي الإعاقة الحركية من ممارسة الرياضة والمنافسة على مستويات مختلفة.

 

 وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الرياضي وتعزيز روح التحدي والإنجاز لديهم، هذا الفريق الجديد يأتي كجزء من مبادرة مجتمعية تهدف إلى تمكين الأفراد من ذوي الهمم وإثبات أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق الأحلام.

 

وعن تأسيس فريق مبتوري الأطراف لكرة القدم كانت البداية مع المهندس فؤاد فاضل المدير العام لمكتب وزارة الشباب والرياضة بتعز.

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول فاضل إن الفكرة رائعة وجميلة لما تحمله من رسالة، ويرى فاضل أن هذه المبادرة والتي حرص مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة أن يكون جزء منها، تشكل أهمية كبيرة كونها ستلعب دوراً تثقيفياَ وإرشادياً لرفع الوعي العام بقضايا مبتوري الأطراف وحقوقهم ودراسة أوضاعهم من النواحي الصحية والمادية والإجتماعية، إضافة إلى دورها في حل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم.

 

أما جهاد البريهي رئيس مبادرة التحدي لرياضة مبتوري الأطراف (CIAS) ومؤسس الفريق، يقول إن الفكرة جاءت عندما شاهد مباراة كرة قدم لمبتوري الأطراف على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ البحث عن تفاصيل اللعبة والقوانين المنظمة لها.

 

يقول البريهي إن الفكرة بدأت تعمل وتضع الكثير من الأسئلة في رأسه وأن من حق ذوي الإعاقة ممارسة الرياضات ومنها كرة القدم، وأن يكون هناك فريق كرة قدم مبتوري الأطراف باليمن نفس ما يحدث في العديد من الدول التي تحتضن فرقًا من هذا النوع.

 

ويشير إلى أن تأسيس الفريق هو فرصة لمن فقدوا أحد أطرافهم بسبب الحرب والحوادث وكذلك الأمراض، ليعيدوا اكتشاف أنفسهم في مجال الرياضة، كما يؤكد جهاد البريهي بأن الرياضة ليست حكراً على أحد، ومن حق الجميع ممارسة هواياتهم وتحقيق أحلامهم.

 

وأكد أن هدف المبادرة هو منح هؤلاء الأبطال فرصة لإثبات قدراتهم وإلهام الآخرين، ويزف جهاد بشارة تأسيس فريق كرة قدم للمبتورين في مدينة عدن حيث أعلن عن ذلك يوم الأحد الموافق 2 فبراير، مشيداً بالنجاح الكبير الذي حققه أول فريق كرة قدم للمبتورين في اليمن بمحافظة تعز، ليكون إضافة قوية نحو تمكين الأبطال من ممارسة شغفهم الرياضي والتعبير عن قدراتهم.

 

وعن التأسيس كذلك يقول الكابتن نبيل مكرم نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة رئيس اتحاد الرياضة للجميع، بأنها اتت من خلال متابعة جهاد البريهي وتواصله مع مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة ممثل بالمدير العام م.فؤاد فاضل والنائب بلال الحكيمي، وتم الإجتماع بالمكتب بحضوره.

 

 وخلال الاجتماع تم إقرار ضم فريق كرة قدم مبتوري الأطراف الى اتحاد الرياضة للجميع كمرحلة أولى الى ان يتم تشكيل اتحاد خاص بمبتوري الأطراف لكرة القدم، ويزف مكرم بشارة إصدار قرار تشكيل اتحاد رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف خلال الفترة القادمة من قبل وزارة الشباب والرياضة ممثله بالوزير الأستاذ نايف البكري، وان هذه الاتحاد سيكون نواة تشكيل منتخب اليمن لرياضة كرة قدم مبتوري الأطراف ويشيد مكرم بفكرة التأسيس وبأنها ستشكل حافز قوي لذوي الإعاقة من حيث النفسيات والمعنويات والعودة للحياة والخروج من قوقعة الانطواء والحياة المنطوية حول نفسه وحول إصابته الى ملعب كرة القدم الذي سيشعره بالراحة النفسية والعودة الى الإبتسامة، ويتفق مع الكابتن نبيل الدكتور منصور الوازعي بأن فكرة التأسيس ستشكل حافز كبير جداً لمبتوري الأطراف.

 

التدريبات والاستعدادات

 

الـ29 من نوفمبر العام الماضي ميلاد أول فريق لرياضة كرة قدم مبتوري الأطراف في اليمن، ومن على أرضية ملعب الشهداء بمدينة تعز بدأ الفريق أول نشاطه واستعداداته وتدريباته بقيادة جهاز فني وإداري يقوده الكابتن نبيل مكرم المدير الفني للفريق ومساعده عادل الشرعبي ومدرب الحراس مدحت الصامت، والجهاز الإداري بقيادة مؤسس الفريق جهاد البريهي.

 

ويتلقى اللاعبون تدريبات مكثفة، وتعتمد هذه الرياضة على العكازات الرياضية بدلاً من الأطراف الاصطناعية، حيث يُمنع اللاعبون من استخدام الأطراف الصناعية أثناء اللعب لضمان المساواة بين جميع المشاركين.

 

ويقول الكابتن نبيل مكرم عن هذه التجربة، بأن الحماس والإصرار الذي رآه في اللاعبين يفوق التوقعات وإنهم يثبتون كل يوم أن الإعاقة لا يمكن أن تقف في طريق الشغف، وإن الفريق يمارس تدريباته على عدة فترات منها صباحية ومسائية، وتأتي التدريبات برغبة جامحه من اللاعبيين، وعندهم رغبة حقيقة من أجل النجاح وتحقيق الإنجاز ويمتثل ذلك في الانضباط والالتزام.

 

وليد القدسي، أحد أعضاء الفريق بمدينة تعز يقول نحن نحرص على التدريب بانتظام، حيث نجري تدريبات مكثفة لتعزيز مهاراتنا الفردية والجماعية نركز على اللياقة البدنية، والتحكم بالكرة، والاستراتيجيات التكتيكية، ونسعى لتطوير مستوانا لنكون قادرين على المنافسة في البطولات المحلية والدولية، ومع ذلك، فإن قلة الموارد مثل الملاعب المناسبة والمعدات الرياضية تمثل تحديا كبيرا لنا.

 

دعم ومساندة

 

لقيت مبادرة التحدي لرياضة المبتورين بتعز صدى واسع في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تدشين مباراة كأس التحدي لمبتوري الأطراف بدعم مكتب الشباب والرياضة بتعز، كما لاقت المبادرة تفاعلًا واسعًا من قبل المجتمع الرياضي والجماهير.

 

وعن دور ودعم مكتب الشباب والرياضة بمحافظة تعز لفريق مبتوري الأطراف، يؤكد فاضل أن المكتب حريص على دعم المبادرات والأنشطة الرياضية بشكل عام، كون كرة القدم للجميع.

 

يضيف أنه عندما تم التواصل معه من قبل جهاد البريهي مؤسس مبادرة التحدي لرياضة المبتورين واطلاعه عن تأسيس فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف رحب بهم، وعقد أول اجتماع وتم الترتيب والتنسيق وكانت البروفة الأولى لدعمهم هو فتح ملعب الشهداء من أجل الاستعدادات وتدريبات الفريق وكان يوم 29 من نوفمبر العام الماضي هو الشاهد على تدريبات الفريق على أرضية ملعب الشهداء بمدينة تعز.

 

ويؤكد فاضل أن هذا التدريب كان أول لمسة لتأسيس أول فريق كروي للمبتورين وذلك من خلال إطلاق كأس التحدي للمبتورين الذي أقيم بين فريقين من مبتوري الأطراف، برعاية مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة في الـ 5 من ديسمبر العام الماضي، بملعب الشهداء لتكون هذه المباراة هي بداية التأسيس والاعلان عن أول فريق كروي لكرة القدم لمبتوري الأطراف.

 

فيما يأمل جهاد البريهي ونبيل مكرم بأن يكون هناك دعم من المؤسسات الرياضية الحكومية وكذلك من منظمات المجتمع لهذا الفريق، من أجل التوفير اللازم للمعدات والتجهيزات الخاصة بالفريق وتطويرها من أجل المشاركة في بطولات إقليمية ودولية.

 

الصعوبات والتحديات

 

يواجه فريق كرة قدم مبتوري الأطراف في تعز صعوبات وتحديات منذ الاعلان عن تأسسيه حيث يشير المدير الفني للفريق الكابتن نبيل مكرم بأن هذه الصعوبات والتحديات تكون في بعض الأحيان فردية وتكون خاصه ومرتبطة بالشخص نفسه في الفريق، حيث البعض منهم ينحرج من الخروج لأجل لعبة كرة القدم وهو مبتور الأطراف، ويضيف بأن خوف أعضاء الفريق من سخرية المجتمع كونهم يلعبون كرة قدم تشكل أيضا تحدي آخر، ويؤكد مكرم بأنه تم كسر هذا الشي والتغلب عليه بعزيمة واصرار أعضاء الفريق أنفسهم.

 

أيضا عن الصعوبات والتحديات خلال حديثه للموقع بوست يقول جهاد إن أهم الصعوبات التي واجهته والتي كانت تعتبر العقبة الأولى هي كيفية إقناع الشباب بلعب كرة القدم وهم مبتوري الأطراف.

 

ويضيف "عرضت عليهم فيديوهات لمباريات مبتوري الأطراف في بطولات عالمية، وواصل حديثه بأنه تم ربط الشباب بلاعبين من المنتخب المصري لمبتوري الأطراف عبر الزوم لتحفيزهم وتعليمهم".

 

 ويؤكد جهاد بأن الفريق يواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب الدعم المالي، وعدم توفر بنية تحتية ملائمة، كذلك التحديات النفسية لأعضاء الفريق، ويشير بأن الفريق يعتمد عادة في تأمين التجهيزات والملابس الرياضية ومتطلبات التدريب على مبادرات ذاتية وشخصية وكذلك ما يقدمه مكتب الشباب والرياضة بتعز.

 

أيضا وليد القدسي يقول من أبرزها التحديات والصعوبات هو نقص الدعم المادي واللوجستي، حيث نعاني من قلة التجهيزات والمعدات الرياضية، بالإضافة إلى عدم توفر ملاعب مخصصة لنا، إلى جانب التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجها اللاعبون في مجتمع قد لا يكون واعيا تماما بقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة ومع ذلك نحن مستمرون بروح قوية وعزيمة لا تنكسر ونطمح إلى تحقيق إنجازات ترفع اسم اليمن في هذه الرياضة.

 

طموحات وأحلام

 

شكل تأسيس أول فريق مبتوري الأطراف لكرة القدم بمدينة تعز بارقة أمل لهذه الفئة وبدأت الآمال تتوسع فبعد تعز، ها هي العاصمة المؤقتة عدن تعلن عن تأسيس فريق أخرى ليكون حجر البناء الثانية لتأسيس منتخب الجمهورية اليمنية لكرة قدم مبتوري الأطراف، ليكون هذا المنتخب هو طريق تحقيق الطموحات بالوصول إلى المنافسات الإقليمية والدولية.

 

وشهد ملعب الحبيشي بعدن السبت الماضي اللقاء الأول بين فريق مبتوري تعز وفريق مبتوري عدن حيث يهدف هذا اللقاء في المساهمة بنشر اللعبة بشكل أوسع في البلاد.

 

"الأحلام والطموحات لا حدود لها، وقد تمكنا من تجاوز الإعاقة وانطلقنا نحو تحقيق أهدافنا بعزيمة وذلك بتأسيس أول فريق رياضي لمبتوري الأطراف لرياضة كرة القدم من تعز ثم الان عدن، ونأمل التوسع على مستوى اليمن من أجل تأسيس منتخب الجمهورية اليمنية والانطلاق نحو المشاركات الخارجية"، بهذه الكلمات عبر المؤسس للفريق جهاد البريهي.

 

ويستمر جهاد في حديثه بالقول إن الطموح هو مواصلة المسيرة في نشر هذه الرياضة في مختلف المدن اليمنية. ويشير جهاد إلى أن الآمال كبيرة في التوسع، وأن الإعلان عن تأسيس فريق بمدينة عدن كان ضمن خطة مبادرة التحدي لرياضة مبتوري الأطراف لتوسيع قاعدة كرة القدم للمبتورين في اليمن، حيث نعمل على تأسيس فرق رياضية في عدة مدن، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين للمشاركة في هذه الرياضة، ورفع راية التحدي والإصرار على المستوى المحلي والدولي.

 

ودعا البريهي كل من يملك الشغف والطموح إلى الانضمام إليهم والمساهمة في بناء مجتمع رياضي متكامل يعزز الثقة والإرادة.

 

 ويختتم جهاد حديثه لـ "الموقع بوست" بالقول "معاً لنصنع مستقبلًا مشرقاً لرياضة مبتوري الأطراف في اليمن".

 

أيضا المصور وليد القدسي وهو أحد أعضاء فريق كرة قدم مبتوري الأطراف، معبرا عن الآمال والطموحات بأنه لم يكن يتصور بأنه سيلعب كرة القدم بعد فقدانه لساقه، لكنه اليوم يشعر بأنه يعيش حلما جديدا، وبأن انضمامه للفريق جعله أكثر طموح.

 

كذلك عن الطموح يقول وليد القدسي أنا "فخور جدا بكوني جزءا من هذا الفريق، لأنه يمثل قوة الإرادة والعزيمة التي يمتلكها شباب اليمن رغم الظروف الصعبة كرة القدم بالنسبة لنا ليست مجرد رياضة بل وسيلة لإثبات أن الإعاقة لا تعني نهاية الحلم، بل بداية لتحدٍ جديد. نحن نلعب بشغف ونحمل رسالة أمل لكل شخص يعتقد أن الظروف قد تمنعه من تحقيق أهدافه".

 

عن رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف

 

تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (WAFF)، تعتبر كرة القدم المبتورين رياضة مقننة لمبتوري الأطراف أو الأشخاص ذوي الإعاقة التي تؤثر على الأطراف والذين يتحرك لاعبوهم باستخدام العكازات، ويمارس هذه اللعبة أكثر من 5000 لاعب في 50 دولة تتوزع على خمس قارات.

 

وتشير المعلومات إلى أن بداية رياضة كرة قدم المبتورين تعود إلى قارة أوروبا وبالتحديد أوائل القرن العشرين، حيث تم تسجيل أول مباراة لكرة القدم للمبتورين في إنجلترا عام 1917، ولعبت بين فريقين من الجنود البريطانيين الذين فقدوا أرجلهم في الحرب العالمية الأولى وكذلك بواسطة دون بينيت، الذي كان مستوحى من ركلته غير المقصودة لكرة السلة على عكازين في عام 1982، وقد قام بينيت بتطوير قواعد اللعبة ونشرها في كتابه "كرة القدم للمبتورين: دليل اللاعب" في عام 1983.

 

وكان العام 1984 هو العام الشاهد على أول بطولة دولية لمبتوري الأطراف، والتي أقيمت بمدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك في البطولة ثمان فرق من مختلف أنحاء العالم، وفازت بها آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية، ليشهد العام 1985، تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للمبتورين بمساعدة مدرب كرة القدم بيل باري، حيث ساعد الاتحاد الدولي في نشر اللعبة وتنظيم البطولات الدولية.

 

قواعد وقوانين

 

قوانين وقواعد كرة قدم المبتورين (Amputee Football) تختلف عن كرة القدم التقليدية، إذ تم تعديلها لتناسب قدرات اللاعبين وتعزز من تنافسية اللعبة وتتلخص أهم هذه القوانين بالشكل التالي:

 

حجم الملعب، يكون الملعب في كرة القدم للمبتورين أصغر من الملعب في كرة القدم التقليدية، حيث يبلغ طوله 60 مترًا وعرضه 40 مترًا، أما عدد اللاعبين فلابد يكون عددهم في كرة القدم للمبتورين سبعة (6 لاعبين ميدانيين وحارس مرمى)، ويسمح للاعبين في كرة القدم للمبتورين باستخدام عكازات معدنية للتحرك.

 

يمنع استخدام الأطراف الصناعية أثناء المباراة، ويكون اللاعبون الميداني مبتوري الأطراف السفلية، بينما يجب أن يكون حارس المرمى مبتور اليد، وأيضا حارس المرمى هو اللاعب الوحيد الذي يُسمح له باستخدام ذراعه السليمة ولا يُسمح له بالخروج من منطقة الجزاء، وإذا خرج يُحتسب خطأ.

 

وعن مرمى الملعب فلا بد أن يكون في كرة قدم مبتوري الأطراف أصغر من مرمى كرة القدم التقليدية، حيث يبلغ عرضه 2.2 مترًا وارتفاعه 1.5 مترًا.

 

أما زمن المباراة تتكون من شوطين كل شوط مدته 25 دقيقة، مع استراحة لمدة 10 دقائق بين الشوطين، أما عن استخدام العكازات فيجب أستخدامها لضرب الكرة فقط وإعاقتها يعتبر مخالفة، إذا سقطت العكازات على الخصم، يُحتسب خطأ.

 

لا يوجد قانون تسلل في كرة القدم للمبتورين، بينما الركلات الحرة وركلات الجزاء فيكون قواعدها بأن جميع الركلات الحرة تكون غير مباشرة، إلا إذا كانت داخل منطقة الجزاء، ويتم تنفيذ ركلة الجزاء من مسافة 6 أمتار من المرمى، وآلية التبديلات حيث يُسمح بإجراء تبديلات غير محدودة خلال المباراة.

 

أما الأخطاء والعقوبات للعبة حيث يحصل اللاعب على بطاقة صفراء عند ارتكاب خطأ جسيم، اما البطاقة الحمراء تؤدي إلى طرد اللاعب من المباراة، فيما آلية تسجيل الهدف فيتم احتسابه إذا دخلت الكرة المرمى بالكامل، ويؤكد الاتحاد الدولي للعبة بأن هذه القوانين صُممت لضمان اللعب النظيف وتعزيز الروح الرياضية بين اللاعبين المبتورين، مما يجعل اللعبة أكثر شمولية وتنافسية.

 

التواجد العربي للعبة

 

عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم للمبتورين (WAFF) أن الدول 50 أصبحت أعضاء رسمية في الاتحاد على مستوى العالم، وأن هذه الدول التي تم الاعتراف بها، أصبحت تمتلك فرق وطنية مؤهلة وتفي بمعايير العضوية ومن بين الخمسين الدول تتواجد 5 دول عربية معترف بها دولياً، ويحق لها المشاركة في البطولات الإقليمية والدولية لكرة القدم للمبتورين، وهي دول "المغرب ومصر" من قارة أفريقيا و"العراق وفلسطين وسوريا" من قارة آسيا.

 

رياضات ذوي الإعاقة

 

لا تقتصر رياضة ذوي الإعاقة أو مبتوري الأطراف على كرة القدم فقط، فهناك منهم من يمارس رياضة أخرى وتنتشر الرياضات الأخرى بشكل كبير ويشاركون في دورات الألعاب الأولمبية وتسمى رياضة بارالمبية (Paralympic sports)‏، وهي رياضة أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، تنظم مرة كل أربعة أعوام مباشرة بعد كل دورة ألعاب أولمبية صيفية أو شتوية.

 

يشارك فيها رياضيون يعانون من مجموعة من الإعاقات الجسدية، بما في ذلك ضعف قوة العضلات (مثل الشلل النصفي والشلل الرباعي والحثل العضلي والسنسنة المشقوقة)، ضعف المدى، وتعد الألعاب البارالمبية (Paralympic Games) مسابقة رياضية عالمية للأشخاص ذوي الإعاقة، سواء الإعاقة الجسدية مثل بتر الأطراف، والشلل الرباعي أو النصفي أو الإعاقة البصرية، مثل العمى وضعف البصر أو الإعاقة الذهنية، أو حتى حالات قُصر القامة.

 

ووفقاً للموقع الرسمي للجنة البارالمبية الدولية (IPC)، فإنّ هناك 28 لعبة بارالمبية معتمدة فيها من قِبل اللجنة، تنقسم ما بين ستة ألعاب شتوية و22 لعبة صيفية، كما أنّ بعض الألعاب البارالمبية مشابهة لتلك الموجودة في الألعاب الأولمبية.

 

لكن مع إجراء بعض التعديلات على سياسات اللعب والأدوات المستخدمة فيها، لتناسب القدرات المختلفة للّاعبِين ذوي الإعاقة الجسدية أو الذهنية، وتنقسم الألعاب البارالمبية ما بين ألعاب بارالمبية صيفية مثل ألعاب القوى تتوزع على ثلاث فئات رئيسية (مسابقات المضمار، مثل الماراثون، وسباقات السرعة للمسافات المتوسطة أو الطويلة، ومسابقات القفز، مثل القفز الطويل، أو الثلاثي، أو العالي، ومسابقات الرمي، كرمي القرص، أو الرمح، أو الجلة)، والعاب الرماية ومنها نوعان (رماية السهم والرماية بالأسلحة الهوائية)، وألعاب المضرب مثل (تنس الريشة وتنس الطاولة).

 

ولعبة البوكيا حيث تُعد البوكيا إحدى الرياضات التي تُميّز الألعاب البارالمبية عن مثيلتها الأولمبية، وألعاب الكرة الجماعية وتتاح منها ثلاثة أنواع هي (كرة الهدف، وكرة القدم للمكفوفين، وكرة الطائرة جُلُوساً)، وألعاب التجديف في الماء، والألعاب القتالية ومنها نوعان هما (رياضة الجودو رياضة التايكواندو)، وألعاب ركوب الدراجات، وركوب الخيل، ورفع الأثقال، فيما تشمل الألعاب البارالمبية الشتوية عدد من الألعاب الرياضة وهي ألعاب التزلج على الثلج وألعاب المنافسة على الجليد.

 

ختاماً يعد تأسيس فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف في اليمن خطوة نحو ترسيخ مبدأ الرياضة للجميع، وتأكيدًا على أن العزيمة قادرة على كسر كل الحواجز ومع دعم جهات ذات الاختصاص الرياضي وكذلك المجتمعي والاهتمام الرسمي المباشر، قد يصبح هذا الفريق نموذج للنجاح والإلهام والذهاب نحو تحقيق حلم الاعتراف الرسمي والمشاركات الإقليمية والدولية حيث تُقام بطولات محلية وقارية ودولية، أبرزها كأس العالم لكرة القدم للمبتورين، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم للمبتورين (WAFF).


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف تعز مکتب الشباب والریاضة بالمحافظة الاتحاد الدولی لکرة القدم الألعاب البارالمبیة مبتوری الأطراف فی الأطراف الصناعیة أعضاء الفریق ملعب الشهداء ذوی الإعاقة هذه الریاضة هذا الفریق بمدینة تعز فی الیمن أن یکون أن هذه من أجل

إقرأ أيضاً:

خريطة مواقف الأطراف في مفاوضات وقف الحرب على غزة

استؤنفت مفاوضات وقف إطلاق النار، من خلال جولة التفاوض الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة، التي اختتمت أول أمس الاثنين بعودة وفد حركة حماس إلى الدوحة للتشاور.

ونرصد في هذا التقرير المواقف التفاوضية للأطراف الأساسية وفقا لسلوكها السياسي وخطابها الإعلامي، وما نشرته وسائل الإعلام من المواقف التفاوضية في الجولة الأخيرة في القاهرة، والجولة السابقة أواخر مارس/آذار الماضي:

الخطاب الإعلامي لحماس يركز على أولوية وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين (رويترز) حركة حماس

أولويتها هي وقف الحرب، ومنع حصول الاحتلال على مكاسب كبرى، على صعيد الأرض أو السكان والمستقبل السياسي للقطاع.

وتربط الحركة موقفها من أي اتفاق بوقف نهائي للحرب على غزة، وتضع الإعلان عن وقف إطلاق النار الدائم كأول بنود مفاوضات المرحلة الثانية.

كما تريد حماس اتفاقا فلسطينيا حول مستقبل القطاع، بما يتضمن حكومة وحدة أو لجنة إدارة توافقية بمسمى "لجنة الإسناد المجتمعي" التي تطرحها مصر، وذلك ضمن رؤية سياسية تقبل مرحليا بدولة فلسطينية في حدود الـ67 من دون الاعتراف بشرعية الاحتلال، وتتمسك بالحفاظ على سلاح المقاومة.

ووافقت الحركة على مقترح الوسطاء الذي قُدم إليها بتاريخ 27 مارس/آذار الماضي بأن تكون مدة الهدنة المؤقتة 50 يوما إلى حين التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.

إعلان

وتشدد على فتح جميع المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية كافة، وفق البروتوكول الإنساني الذي تم الاتفاق عليه في يناير/كانون الثاني الماضي، والسماح بدخول الكرفانات والمعدات الثقيلة ومواد البناء لترميم المستشفيات.

كما تطالب بإعادة فتح طريق مفترق نتساريم لدخول السيارات من الجنوب إلى الشمال وبالعكس مع بداية المرحلة الثانية من التفاوض، وبأن تفضي المفاوضات إلى الانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وكانت حماس قد وافقت على مقترح الوسطاء بتسليم الأسير الأميركي الإسرائيلي، ألكسندر عيدان، مع بداية اتفاق يعزز فرص التوصل إلى إنهاء الحرب، وذلك قبل إعلان كتائب القسام فقدان الاتصال بآسريه مساء أمس الثلاثاء.

وكانت موافقة الحركة على إطلاق عيدان ضمن نبضة تشمل الإفراج عن 5 أسرى، ثم نقلت القناة العبرية الـ12 عن عائلة أحد الأسرى الإسرائيليين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغهم أن التفاوض في القاهرة يدور حول 10 أسرى.

وكان عرض الوسطاء الإفراج عن 4 إسرائيليين -سوى عيدان- مقابل 150 أسيرا فلسطينيا محكوم بالسجن المؤبد و100 من ذوي الأحكام العالية، على أن تسمي حركة حماس 50% منهم دون اعتراض من الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى إطلاق سراح ألفين من الذين أُسروا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من قطاع غزة.

واشتُرط أن يكون تبادل الأسرى بالتزامن، وأن يتم توزيع الإفراج عن الأسرى على مدار المرحلة الثانية من التفاوض، بمعدل أسير كل 10 أيام.

وعلى أساس هذا الموقف السياسي والتفاوضي يركز الخطاب الإعلامي لحركة حماس على أولوية وقف الحرب، وعدم هيمنة الاحتلال على القطاع بعد انتهائها، وضرورة رفع الحصار، وعدم المساس بسلاح المقاومة.

أولوية الاحتلال الإسرائيلي ترتكز على تقويض المقاومة في القطاع وفرض حقائق جغرافية وديمغرافية جديد (الفرنسية) الاحتلال الإسرائيلي

ترتكز أولوية الاحتلال الإسرائيلي على تقويض المقاومة في القطاع، وفرض حقائق جغرافية وديمغرافية جديدة، بالسيطرة على أجزاء من القطاع على الأقل، والحفاظ على حرية العمل العسكري فيه، مع السعي لتهجير السكان، وإن لم يمكن فتنصيب إدارة تابعة له أو منصاعة لتوجهاته، سواء كانت فلسطينية أو عربية أو دولية.

إعلان

ويماطل الاحتلال عند التفاوض على وقف الحرب، ويطرح صيغا تبقي الباب مفتوحا لاستئنافها، من قبيل الإصرار على دمج مواضيع نزع السلاح وإدارة غزة في بنود المرحلة الثانية من التفاوض.

ولا تقدم إسرائيل خيارا محددا على طاولة التفاوض بشأن مستقبل القطاع، ولكنها تشترط نزع السلاح والتوافق معها بشأنه، ضمن رؤية سياسية لا تقبل بقيام دولة فلسطينية ولا بوجود كيان سياسي موحد في الضفة وغزة. وتراهن على تنفيذ خطة ترامب بالتهجير.

وتسعى إسرائيل إلى تقصير مدة وقف إطلاق النار المؤقت إلى 45 يوما، وتربط إمكانية تمديده بإطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين، وبموافقة الطرفين، وتشترط ترتيبات لوصول الإغاثة إلى المدنيين فقط.

كما تُخضع حدود الانسحاب النهائي إلى نتيجة التفاوض، وإلى اعتباراتها الأمنية والعسكرية، وتطرح انسحابا تدريجيا إلى الحدود المعتمدة في الهدنة السابقة على مدار فترة المرحلة الثانية من التفاوض.

وفي ملف تبادل الأسرى، تطالب بتسليم الأسير ألكسندر عيدان مع بداية الاتفاق، وأن يكون كبادرة للولايات المتحدة -أي من دون مقابل من الأسرى الفلسطينيين- وبأن تفرج المقاومة عما مجموعه 10 أسرى في بدايات التفاوض، مع تبادل المعلومات من الطرفين بخصوص حالة بقية أسرى الاحتلال، وأسماء أسرى القطاع بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأن يكون التبادل بالتزامن من دون احتفالات ولا مراسم علنية.

وفي إطار هذا الموقف التفاوضي، تعتمد خطابا إعلاميا يسلط الضوء على موضوع الأسرى كمبرر لاستمرار الحرب، مع إصدار تسريبات متكررة توحي باقتراب التوصل إلى اتفاق، وتربط تعثر المفاوضات بموضوع الأسرى، في سياق الضغط على حماس وسكان القطاع.

إدارة ترامب تدعم الموقف الإسرائيلي بشأن نزع سلاح القطاع (رويترز) الولايات المتحدة

ترتكز أولوية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تسريع إنهاء الحرب بما ينسجم مع الإستراتيجية الأميركية الأوسع ، التي تسعى إلى تحجيم الدور والنفوذ الإيراني في المنطقة وتقويض المقاومة الفلسطينية وتوثيق العلاقة مع دول الخليج.

إعلان

ويرتبط ذلك بتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية للولايات المتحدة، مع اندماج هذا المسعى مع أولوية مواجهة الصعود الصيني، باعتبار إيران حليفا ووكيلا لكل من الصين وروسيا في المنطقة.

وحسب تصريحات صحفية لمصادر أميركية، فإن الرئيس ترامب يرغب في توقف الحرب قبل زيارته إلى السعودية، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة معارضته لأن يستأنف الاحتلال الحرب بعد الزيارة، خصوصا إذا كانت لم تحقق الزيارة ما تصبو إليه الإدارة الأميركية من نتائج الحرب، وعلى رأسها تقويض المقاومة وتهيئة البيئة لتهجير السكان.

وبشأن مستقبل القطاع، رفضت إدارة ترامب بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز فكرة لجنة المساندة ومشروع إعادة الإعمار العربي.

ويأتي الموقف الأميركي ضمن رؤية سياسية لا تدعم حل الدولتين، بل تضغط للتهجير في غزة وتغض الطرف عنه في الضفة، كما تدعم الموقف الإسرائيلي بشأن نزع سلاح القطاع.

أما في ملف الأسرى، فتصر واشنطن على الإفراج عن الجندي عيدان بأسرع وقت، وكذلك جثث القتلى ممن يحملون الجنسية الأميركية، ويشكل هذا الأمر ذريعة أساسية لانخراط إدارة ترامب بالتفاوض بقوة.

وضمن هذا الموقف السياسي تعتمد خطابا يبرز قضية الأسرى، ويحمل الفلسطينيين المسؤولية عن التصعيد، ويعبر عن الالتزام بحماية إسرائيل.

مصر

تتمثل أولوية مصر في ترتيب الأوضاع في قطاع غزة، بما يمنع التهجير إلى أراضيها، وبما يحافظ على رهانها السياسي في مربع السلام وطرح حل الدولتين كإطار يوفر أساسا نظريا للاصطفاف السياسي المترتب على اتفاقية كامب ديفيد. وفي هذا السياق، ترغب في وقف الحرب، لما لها من تداعيات سلبية على أمنها وسياستها.

وبشأن مستقبل القطاع طرحت فكرة تشكيل إدارة محلية مؤقتة وغير فصائلية بمسمى "لجنة المساندة المجتمعية" التي وافقت عليها حماس -وإن كانت أغلبية أعضائها من المحسوبين على حركة فتح- مع العمل على تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة بعد "إصلاحها".

إعلان

وفي ما يتعلق بسلاح المقاومة أشارت في المبادرة العربية إلى أنه مرتبط بقيام الدولة الفلسطينية، ولكنها نقلت إلى حركة حماس مقترحا إسرائيليا يطالب بنزع سلاح المقاومة.

وفي ملف الإغاثة، تدعم استئنافها، إذ يشكل معبر رفح ركيزة لتأثيرها في الملف الفلسطيني.

كما تدعم انسحاب إسرائيل من القطاع، وخصوصا من محور فيلادلفيا، لما يشكله الوجود الإسرائيلي العسكري على حدودها من انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد وتهديد لأمنها، خصوصا بعد بروز النزعة التوسعية والعدوانية للاحتلال بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وفي ملف الأسرى، تحرص على لعب دور في تسليمهم بالتزامن، كما في ورقة الوسطاء التي قدمتها يوم 27 مارس/آذار الماضي، بما يعزز مكانتها السياسية ودورها الإقليمي.

وتقدم القاهرة حلولا وسطا بشأن أعداد الأسرى، ويظهر من خلال المواقف ضعف القاهرة كوسيط في الضغط الفعال على الاحتلال عند عدم التزامه بالاتفاقات أو رفضه للحلول الوسط.

عباس يتهم حركة حماس بتوفير الذرائع للعدوان الإسرائيلي (رويترز) السلطة الفلسطينية

أولويتها إيجاد موطئ قدم في الترتيبات الجديدة للقطاع، وتثبيت حضورها ضمن المستقبل الفلسطيني، وذلك بمحاولة التعديل في موقف إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية، بمساعدة أطراف كمصر والسعودية وفرنسا، مع تقديم الاستحقاقات اللازمة لذلك، على صعيد ملاحقة المقاومة، والضغط عليها سعيا إلى انكسارها في المعركة الجارية.

وفي هذا السياق، ترغب في وقف الحرب ضمن ترتيبات تضمن دورها في القطاع ومستقبلها السياسي.

أما الأفق السياسي لها، فيتمثل في السعي إلى إبقاء صفة سياسية وطنية لاستمرارها، من خلال تمديد دورها الأمني ليصل إلى غزة، خصوصا في ظل تآكل دورها وحضورها وشعبيتها في الضفة المرشحة للتهجير.

وعلى هذا الأساس يتم التجهيز لترتيبات جديدة للمجلس المركزي الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير بما يشمل تعيين نائب لرئيس السلطة محمود عباس.

إعلان

وانطلاقا من هذا الاصطفاف تطالب حماس بتسليم الأسرى، وتتهمها بتوفير الذرائع للعدوان الإسرائيلي كما في تصريحات الرئيس عباس.

قطر

تعمل الدوحة -بوصفها وسيطا عربيا في المفاوضات- على بذل كل الجهود من أجل إنهاء الحرب، باعتبارها تهديدا سياسيا وأمنيا على المستوى الفلسطيني والإقليمي. وترى في نجاح وساطتها دعامة لدورها ومكانتها الدولية.

وتدعم توافقا فلسطينيا بشأن إدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، وتوفر للمقاومة منصة للتفاوض، وفي أكثر من موقف أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أن حل هذه الأزمة يكون بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

كما تشدد قطر على موقفها "الحازم والواضح ضد تهجير الفلسطينيين"، وعلى أهمية تضافر الجهود لتكثيف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتُساهم قطر في جهودها ضمن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية والإسلامية الاستثنائية المشتركة، والمُكلّفة بمتابعة التطورات في قطاع غزة، وتدعو إلى العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأكدت مرارا على أهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بما يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

تدافع الأطراف

وختاما، فإن مسار المفاوضات سيعتمد على محصلة تدافع هذه الأطراف سياسيا وميدانيا، ولا ينفك عن مسار التفاوض أو الصدام بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما سيتضح في الفترة المقبلة.

ولا يمكن فصل مسار المفاوضات عن الديناميكيات الكبرى التي تُعيد تشكيل الإقليم. وبينما تشتبك المصالح السياسية والأمنية لكل طرف، تبقى المأساة الإنسانية في غزة العنصر الأكثر إلحاحا من أجل إنجاز اتفاق.

إعلان

وفي ظل هذا التداخل المعقد، فإن مآلات جولات التفاوض ستعتمد على حجم الضغط الدولي، ودرجة صمود المقاومة، ومدى استعداد الأطراف للقبول بحلول جزئية ولو مرحلية، لحين بروز تسويات أوسع في المشهد الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • تقليص المساحة وتوسيع المعاناة.. إسرائيل تعزز سيطرتها عبر المنطقة العازلة في غزة
  • 24 متسابقاً بنهائيات التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي
  • هيكل لـ سانا: قرار إلغاء التراخيص هو ‏دعوة صريحة لكل من لديه فكرة، مشروع، أو تجربة ناجحة، أن يقدم ‏ويؤسّس، ومن كان لديه تجربة في الخارج أن يجد في بلده بيئة داعمة تشجّعه ‏على العودة و التفاعل مع السوق السورية بثقة ووضوح
  • التربح من المعاناة.. كيف يروج تيك توك للتسول الرقمي؟
  • الجزيرة وشباب الأهلي يعلنان التحدي في نهائي «أبوظبي الإسلامي»
  • خريطة مواقف الأطراف في مفاوضات وقف الحرب على غزة
  • بين وهم الإنجازات وواقع المعاناة: الحكومة أمام امتحان المحاسبة السياسية.
  • التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي يستقطب 3800 مشاركة من 125 دولة
  • اليوم..فريق دهوك يسعى للتتويج بلقب بطولة كأس الخليج العربي لأندية كرة القدم
  • 15 أبريل – التحدي والصمود والنصر