على غرار خمس دولة عربية تتجه اليمن لتأسيس أول فريق كروي لكرة القدم لمبتوري الأطراف، حيث كان ملعب الشهداء بمدينة تعز هو شاهد العيان لأول حصة تدريبية لفريق كرة قدم مبتوري الأطراف.

 

وتتوسع هذه اللعبة منذ بدايتها في الثمانينات بشكل تدريجي ومتسارع، ومع انطلاق المباريات الاستعراضية وتدوال المعلومات حولها وتوسع أخبارها جذبت رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف اهتمام وسائل الإعلام واكتسبت شعبية كبيرة.

 

وساهم ذلك بزيادة عدد الفرق ولاعبيها في جميع أنحاء العالم ومع زيادة عدد مبتوري الأطراف باليمن بسبب الحرب الدائرة منذ العام 2015، حيث نقلت وكالة الأناضول التركية عن الصليب الأحمر في العام 2022 أن حوالي 150 ألف شخص في اليمن يحتاجون الى خدمات الأطراف الصناعية، وأضافت أيضا إن هناك قرابة 4.5 مليون شخص (ما يعادل 15% من السكان)، يحملون إعاقات بينهم 1.2مليون طفلا.

 

خلال حديثه لـ "الموقع بوست" يقول الدكتور منصور الوازعي مدير مركز الأطراف الصناعية بتعز بأن الحرب الدائرة في البلاد أدت الى تزايد إعداد مبتوري الأطراف.

 

الفكرة والتأسيس

 

ومع تواجد هذا العدد الكبير من مبتوري الأطراف باليمن، ومن وسط المعاناة والألم، بدأت الفكرة تأتي وتتبلور في رأس جهاد البريهي الذي تعرض في العام 2017 لإصابة جراء سقوط قذيفة على الحي الذي يسكن فيه بتعز بترت قدمه اليسرى وأصابت عينه اليمنى، لتأسيس فريق لرياضة مبتوري الأطراف، ليعلن جهاد في ديسمبر من العام 2024 ومن مدينة تعز بالتحديد عن تأسيس أول فريق لكرة القدم لمبتوري الأطراف، بهدف تمكين ذوي الإعاقة الحركية من ممارسة الرياضة والمنافسة على مستويات مختلفة.

 

 وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الرياضي وتعزيز روح التحدي والإنجاز لديهم، هذا الفريق الجديد يأتي كجزء من مبادرة مجتمعية تهدف إلى تمكين الأفراد من ذوي الهمم وإثبات أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق الأحلام.

 

وعن تأسيس فريق مبتوري الأطراف لكرة القدم كانت البداية مع المهندس فؤاد فاضل المدير العام لمكتب وزارة الشباب والرياضة بتعز.

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول فاضل إن الفكرة رائعة وجميلة لما تحمله من رسالة، ويرى فاضل أن هذه المبادرة والتي حرص مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة أن يكون جزء منها، تشكل أهمية كبيرة كونها ستلعب دوراً تثقيفياَ وإرشادياً لرفع الوعي العام بقضايا مبتوري الأطراف وحقوقهم ودراسة أوضاعهم من النواحي الصحية والمادية والإجتماعية، إضافة إلى دورها في حل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم.

 

أما جهاد البريهي رئيس مبادرة التحدي لرياضة مبتوري الأطراف (CIAS) ومؤسس الفريق، يقول إن الفكرة جاءت عندما شاهد مباراة كرة قدم لمبتوري الأطراف على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ البحث عن تفاصيل اللعبة والقوانين المنظمة لها.

 

يقول البريهي إن الفكرة بدأت تعمل وتضع الكثير من الأسئلة في رأسه وأن من حق ذوي الإعاقة ممارسة الرياضات ومنها كرة القدم، وأن يكون هناك فريق كرة قدم مبتوري الأطراف باليمن نفس ما يحدث في العديد من الدول التي تحتضن فرقًا من هذا النوع.

 

ويشير إلى أن تأسيس الفريق هو فرصة لمن فقدوا أحد أطرافهم بسبب الحرب والحوادث وكذلك الأمراض، ليعيدوا اكتشاف أنفسهم في مجال الرياضة، كما يؤكد جهاد البريهي بأن الرياضة ليست حكراً على أحد، ومن حق الجميع ممارسة هواياتهم وتحقيق أحلامهم.

 

وأكد أن هدف المبادرة هو منح هؤلاء الأبطال فرصة لإثبات قدراتهم وإلهام الآخرين، ويزف جهاد بشارة تأسيس فريق كرة قدم للمبتورين في مدينة عدن حيث أعلن عن ذلك يوم الأحد الموافق 2 فبراير، مشيداً بالنجاح الكبير الذي حققه أول فريق كرة قدم للمبتورين في اليمن بمحافظة تعز، ليكون إضافة قوية نحو تمكين الأبطال من ممارسة شغفهم الرياضي والتعبير عن قدراتهم.

 

وعن التأسيس كذلك يقول الكابتن نبيل مكرم نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة رئيس اتحاد الرياضة للجميع، بأنها اتت من خلال متابعة جهاد البريهي وتواصله مع مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة ممثل بالمدير العام م.فؤاد فاضل والنائب بلال الحكيمي، وتم الإجتماع بالمكتب بحضوره.

 

 وخلال الاجتماع تم إقرار ضم فريق كرة قدم مبتوري الأطراف الى اتحاد الرياضة للجميع كمرحلة أولى الى ان يتم تشكيل اتحاد خاص بمبتوري الأطراف لكرة القدم، ويزف مكرم بشارة إصدار قرار تشكيل اتحاد رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف خلال الفترة القادمة من قبل وزارة الشباب والرياضة ممثله بالوزير الأستاذ نايف البكري، وان هذه الاتحاد سيكون نواة تشكيل منتخب اليمن لرياضة كرة قدم مبتوري الأطراف ويشيد مكرم بفكرة التأسيس وبأنها ستشكل حافز قوي لذوي الإعاقة من حيث النفسيات والمعنويات والعودة للحياة والخروج من قوقعة الانطواء والحياة المنطوية حول نفسه وحول إصابته الى ملعب كرة القدم الذي سيشعره بالراحة النفسية والعودة الى الإبتسامة، ويتفق مع الكابتن نبيل الدكتور منصور الوازعي بأن فكرة التأسيس ستشكل حافز كبير جداً لمبتوري الأطراف.

 

التدريبات والاستعدادات

 

الـ29 من نوفمبر العام الماضي ميلاد أول فريق لرياضة كرة قدم مبتوري الأطراف في اليمن، ومن على أرضية ملعب الشهداء بمدينة تعز بدأ الفريق أول نشاطه واستعداداته وتدريباته بقيادة جهاز فني وإداري يقوده الكابتن نبيل مكرم المدير الفني للفريق ومساعده عادل الشرعبي ومدرب الحراس مدحت الصامت، والجهاز الإداري بقيادة مؤسس الفريق جهاد البريهي.

 

ويتلقى اللاعبون تدريبات مكثفة، وتعتمد هذه الرياضة على العكازات الرياضية بدلاً من الأطراف الاصطناعية، حيث يُمنع اللاعبون من استخدام الأطراف الصناعية أثناء اللعب لضمان المساواة بين جميع المشاركين.

 

ويقول الكابتن نبيل مكرم عن هذه التجربة، بأن الحماس والإصرار الذي رآه في اللاعبين يفوق التوقعات وإنهم يثبتون كل يوم أن الإعاقة لا يمكن أن تقف في طريق الشغف، وإن الفريق يمارس تدريباته على عدة فترات منها صباحية ومسائية، وتأتي التدريبات برغبة جامحه من اللاعبيين، وعندهم رغبة حقيقة من أجل النجاح وتحقيق الإنجاز ويمتثل ذلك في الانضباط والالتزام.

 

وليد القدسي، أحد أعضاء الفريق بمدينة تعز يقول نحن نحرص على التدريب بانتظام، حيث نجري تدريبات مكثفة لتعزيز مهاراتنا الفردية والجماعية نركز على اللياقة البدنية، والتحكم بالكرة، والاستراتيجيات التكتيكية، ونسعى لتطوير مستوانا لنكون قادرين على المنافسة في البطولات المحلية والدولية، ومع ذلك، فإن قلة الموارد مثل الملاعب المناسبة والمعدات الرياضية تمثل تحديا كبيرا لنا.

 

دعم ومساندة

 

لقيت مبادرة التحدي لرياضة المبتورين بتعز صدى واسع في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تدشين مباراة كأس التحدي لمبتوري الأطراف بدعم مكتب الشباب والرياضة بتعز، كما لاقت المبادرة تفاعلًا واسعًا من قبل المجتمع الرياضي والجماهير.

 

وعن دور ودعم مكتب الشباب والرياضة بمحافظة تعز لفريق مبتوري الأطراف، يؤكد فاضل أن المكتب حريص على دعم المبادرات والأنشطة الرياضية بشكل عام، كون كرة القدم للجميع.

 

يضيف أنه عندما تم التواصل معه من قبل جهاد البريهي مؤسس مبادرة التحدي لرياضة المبتورين واطلاعه عن تأسيس فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف رحب بهم، وعقد أول اجتماع وتم الترتيب والتنسيق وكانت البروفة الأولى لدعمهم هو فتح ملعب الشهداء من أجل الاستعدادات وتدريبات الفريق وكان يوم 29 من نوفمبر العام الماضي هو الشاهد على تدريبات الفريق على أرضية ملعب الشهداء بمدينة تعز.

 

ويؤكد فاضل أن هذا التدريب كان أول لمسة لتأسيس أول فريق كروي للمبتورين وذلك من خلال إطلاق كأس التحدي للمبتورين الذي أقيم بين فريقين من مبتوري الأطراف، برعاية مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة في الـ 5 من ديسمبر العام الماضي، بملعب الشهداء لتكون هذه المباراة هي بداية التأسيس والاعلان عن أول فريق كروي لكرة القدم لمبتوري الأطراف.

 

فيما يأمل جهاد البريهي ونبيل مكرم بأن يكون هناك دعم من المؤسسات الرياضية الحكومية وكذلك من منظمات المجتمع لهذا الفريق، من أجل التوفير اللازم للمعدات والتجهيزات الخاصة بالفريق وتطويرها من أجل المشاركة في بطولات إقليمية ودولية.

 

الصعوبات والتحديات

 

يواجه فريق كرة قدم مبتوري الأطراف في تعز صعوبات وتحديات منذ الاعلان عن تأسسيه حيث يشير المدير الفني للفريق الكابتن نبيل مكرم بأن هذه الصعوبات والتحديات تكون في بعض الأحيان فردية وتكون خاصه ومرتبطة بالشخص نفسه في الفريق، حيث البعض منهم ينحرج من الخروج لأجل لعبة كرة القدم وهو مبتور الأطراف، ويضيف بأن خوف أعضاء الفريق من سخرية المجتمع كونهم يلعبون كرة قدم تشكل أيضا تحدي آخر، ويؤكد مكرم بأنه تم كسر هذا الشي والتغلب عليه بعزيمة واصرار أعضاء الفريق أنفسهم.

 

أيضا عن الصعوبات والتحديات خلال حديثه للموقع بوست يقول جهاد إن أهم الصعوبات التي واجهته والتي كانت تعتبر العقبة الأولى هي كيفية إقناع الشباب بلعب كرة القدم وهم مبتوري الأطراف.

 

ويضيف "عرضت عليهم فيديوهات لمباريات مبتوري الأطراف في بطولات عالمية، وواصل حديثه بأنه تم ربط الشباب بلاعبين من المنتخب المصري لمبتوري الأطراف عبر الزوم لتحفيزهم وتعليمهم".

 

 ويؤكد جهاد بأن الفريق يواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب الدعم المالي، وعدم توفر بنية تحتية ملائمة، كذلك التحديات النفسية لأعضاء الفريق، ويشير بأن الفريق يعتمد عادة في تأمين التجهيزات والملابس الرياضية ومتطلبات التدريب على مبادرات ذاتية وشخصية وكذلك ما يقدمه مكتب الشباب والرياضة بتعز.

 

أيضا وليد القدسي يقول من أبرزها التحديات والصعوبات هو نقص الدعم المادي واللوجستي، حيث نعاني من قلة التجهيزات والمعدات الرياضية، بالإضافة إلى عدم توفر ملاعب مخصصة لنا، إلى جانب التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجها اللاعبون في مجتمع قد لا يكون واعيا تماما بقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة ومع ذلك نحن مستمرون بروح قوية وعزيمة لا تنكسر ونطمح إلى تحقيق إنجازات ترفع اسم اليمن في هذه الرياضة.

 

طموحات وأحلام

 

شكل تأسيس أول فريق مبتوري الأطراف لكرة القدم بمدينة تعز بارقة أمل لهذه الفئة وبدأت الآمال تتوسع فبعد تعز، ها هي العاصمة المؤقتة عدن تعلن عن تأسيس فريق أخرى ليكون حجر البناء الثانية لتأسيس منتخب الجمهورية اليمنية لكرة قدم مبتوري الأطراف، ليكون هذا المنتخب هو طريق تحقيق الطموحات بالوصول إلى المنافسات الإقليمية والدولية.

 

وشهد ملعب الحبيشي بعدن السبت الماضي اللقاء الأول بين فريق مبتوري تعز وفريق مبتوري عدن حيث يهدف هذا اللقاء في المساهمة بنشر اللعبة بشكل أوسع في البلاد.

 

"الأحلام والطموحات لا حدود لها، وقد تمكنا من تجاوز الإعاقة وانطلقنا نحو تحقيق أهدافنا بعزيمة وذلك بتأسيس أول فريق رياضي لمبتوري الأطراف لرياضة كرة القدم من تعز ثم الان عدن، ونأمل التوسع على مستوى اليمن من أجل تأسيس منتخب الجمهورية اليمنية والانطلاق نحو المشاركات الخارجية"، بهذه الكلمات عبر المؤسس للفريق جهاد البريهي.

 

ويستمر جهاد في حديثه بالقول إن الطموح هو مواصلة المسيرة في نشر هذه الرياضة في مختلف المدن اليمنية. ويشير جهاد إلى أن الآمال كبيرة في التوسع، وأن الإعلان عن تأسيس فريق بمدينة عدن كان ضمن خطة مبادرة التحدي لرياضة مبتوري الأطراف لتوسيع قاعدة كرة القدم للمبتورين في اليمن، حيث نعمل على تأسيس فرق رياضية في عدة مدن، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين للمشاركة في هذه الرياضة، ورفع راية التحدي والإصرار على المستوى المحلي والدولي.

 

ودعا البريهي كل من يملك الشغف والطموح إلى الانضمام إليهم والمساهمة في بناء مجتمع رياضي متكامل يعزز الثقة والإرادة.

 

 ويختتم جهاد حديثه لـ "الموقع بوست" بالقول "معاً لنصنع مستقبلًا مشرقاً لرياضة مبتوري الأطراف في اليمن".

 

أيضا المصور وليد القدسي وهو أحد أعضاء فريق كرة قدم مبتوري الأطراف، معبرا عن الآمال والطموحات بأنه لم يكن يتصور بأنه سيلعب كرة القدم بعد فقدانه لساقه، لكنه اليوم يشعر بأنه يعيش حلما جديدا، وبأن انضمامه للفريق جعله أكثر طموح.

 

كذلك عن الطموح يقول وليد القدسي أنا "فخور جدا بكوني جزءا من هذا الفريق، لأنه يمثل قوة الإرادة والعزيمة التي يمتلكها شباب اليمن رغم الظروف الصعبة كرة القدم بالنسبة لنا ليست مجرد رياضة بل وسيلة لإثبات أن الإعاقة لا تعني نهاية الحلم، بل بداية لتحدٍ جديد. نحن نلعب بشغف ونحمل رسالة أمل لكل شخص يعتقد أن الظروف قد تمنعه من تحقيق أهدافه".

 

عن رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف

 

تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (WAFF)، تعتبر كرة القدم المبتورين رياضة مقننة لمبتوري الأطراف أو الأشخاص ذوي الإعاقة التي تؤثر على الأطراف والذين يتحرك لاعبوهم باستخدام العكازات، ويمارس هذه اللعبة أكثر من 5000 لاعب في 50 دولة تتوزع على خمس قارات.

 

وتشير المعلومات إلى أن بداية رياضة كرة قدم المبتورين تعود إلى قارة أوروبا وبالتحديد أوائل القرن العشرين، حيث تم تسجيل أول مباراة لكرة القدم للمبتورين في إنجلترا عام 1917، ولعبت بين فريقين من الجنود البريطانيين الذين فقدوا أرجلهم في الحرب العالمية الأولى وكذلك بواسطة دون بينيت، الذي كان مستوحى من ركلته غير المقصودة لكرة السلة على عكازين في عام 1982، وقد قام بينيت بتطوير قواعد اللعبة ونشرها في كتابه "كرة القدم للمبتورين: دليل اللاعب" في عام 1983.

 

وكان العام 1984 هو العام الشاهد على أول بطولة دولية لمبتوري الأطراف، والتي أقيمت بمدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك في البطولة ثمان فرق من مختلف أنحاء العالم، وفازت بها آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية، ليشهد العام 1985، تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للمبتورين بمساعدة مدرب كرة القدم بيل باري، حيث ساعد الاتحاد الدولي في نشر اللعبة وتنظيم البطولات الدولية.

 

قواعد وقوانين

 

قوانين وقواعد كرة قدم المبتورين (Amputee Football) تختلف عن كرة القدم التقليدية، إذ تم تعديلها لتناسب قدرات اللاعبين وتعزز من تنافسية اللعبة وتتلخص أهم هذه القوانين بالشكل التالي:

 

حجم الملعب، يكون الملعب في كرة القدم للمبتورين أصغر من الملعب في كرة القدم التقليدية، حيث يبلغ طوله 60 مترًا وعرضه 40 مترًا، أما عدد اللاعبين فلابد يكون عددهم في كرة القدم للمبتورين سبعة (6 لاعبين ميدانيين وحارس مرمى)، ويسمح للاعبين في كرة القدم للمبتورين باستخدام عكازات معدنية للتحرك.

 

يمنع استخدام الأطراف الصناعية أثناء المباراة، ويكون اللاعبون الميداني مبتوري الأطراف السفلية، بينما يجب أن يكون حارس المرمى مبتور اليد، وأيضا حارس المرمى هو اللاعب الوحيد الذي يُسمح له باستخدام ذراعه السليمة ولا يُسمح له بالخروج من منطقة الجزاء، وإذا خرج يُحتسب خطأ.

 

وعن مرمى الملعب فلا بد أن يكون في كرة قدم مبتوري الأطراف أصغر من مرمى كرة القدم التقليدية، حيث يبلغ عرضه 2.2 مترًا وارتفاعه 1.5 مترًا.

 

أما زمن المباراة تتكون من شوطين كل شوط مدته 25 دقيقة، مع استراحة لمدة 10 دقائق بين الشوطين، أما عن استخدام العكازات فيجب أستخدامها لضرب الكرة فقط وإعاقتها يعتبر مخالفة، إذا سقطت العكازات على الخصم، يُحتسب خطأ.

 

لا يوجد قانون تسلل في كرة القدم للمبتورين، بينما الركلات الحرة وركلات الجزاء فيكون قواعدها بأن جميع الركلات الحرة تكون غير مباشرة، إلا إذا كانت داخل منطقة الجزاء، ويتم تنفيذ ركلة الجزاء من مسافة 6 أمتار من المرمى، وآلية التبديلات حيث يُسمح بإجراء تبديلات غير محدودة خلال المباراة.

 

أما الأخطاء والعقوبات للعبة حيث يحصل اللاعب على بطاقة صفراء عند ارتكاب خطأ جسيم، اما البطاقة الحمراء تؤدي إلى طرد اللاعب من المباراة، فيما آلية تسجيل الهدف فيتم احتسابه إذا دخلت الكرة المرمى بالكامل، ويؤكد الاتحاد الدولي للعبة بأن هذه القوانين صُممت لضمان اللعب النظيف وتعزيز الروح الرياضية بين اللاعبين المبتورين، مما يجعل اللعبة أكثر شمولية وتنافسية.

 

التواجد العربي للعبة

 

عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم للمبتورين (WAFF) أن الدول 50 أصبحت أعضاء رسمية في الاتحاد على مستوى العالم، وأن هذه الدول التي تم الاعتراف بها، أصبحت تمتلك فرق وطنية مؤهلة وتفي بمعايير العضوية ومن بين الخمسين الدول تتواجد 5 دول عربية معترف بها دولياً، ويحق لها المشاركة في البطولات الإقليمية والدولية لكرة القدم للمبتورين، وهي دول "المغرب ومصر" من قارة أفريقيا و"العراق وفلسطين وسوريا" من قارة آسيا.

 

رياضات ذوي الإعاقة

 

لا تقتصر رياضة ذوي الإعاقة أو مبتوري الأطراف على كرة القدم فقط، فهناك منهم من يمارس رياضة أخرى وتنتشر الرياضات الأخرى بشكل كبير ويشاركون في دورات الألعاب الأولمبية وتسمى رياضة بارالمبية (Paralympic sports)‏، وهي رياضة أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، تنظم مرة كل أربعة أعوام مباشرة بعد كل دورة ألعاب أولمبية صيفية أو شتوية.

 

يشارك فيها رياضيون يعانون من مجموعة من الإعاقات الجسدية، بما في ذلك ضعف قوة العضلات (مثل الشلل النصفي والشلل الرباعي والحثل العضلي والسنسنة المشقوقة)، ضعف المدى، وتعد الألعاب البارالمبية (Paralympic Games) مسابقة رياضية عالمية للأشخاص ذوي الإعاقة، سواء الإعاقة الجسدية مثل بتر الأطراف، والشلل الرباعي أو النصفي أو الإعاقة البصرية، مثل العمى وضعف البصر أو الإعاقة الذهنية، أو حتى حالات قُصر القامة.

 

ووفقاً للموقع الرسمي للجنة البارالمبية الدولية (IPC)، فإنّ هناك 28 لعبة بارالمبية معتمدة فيها من قِبل اللجنة، تنقسم ما بين ستة ألعاب شتوية و22 لعبة صيفية، كما أنّ بعض الألعاب البارالمبية مشابهة لتلك الموجودة في الألعاب الأولمبية.

 

لكن مع إجراء بعض التعديلات على سياسات اللعب والأدوات المستخدمة فيها، لتناسب القدرات المختلفة للّاعبِين ذوي الإعاقة الجسدية أو الذهنية، وتنقسم الألعاب البارالمبية ما بين ألعاب بارالمبية صيفية مثل ألعاب القوى تتوزع على ثلاث فئات رئيسية (مسابقات المضمار، مثل الماراثون، وسباقات السرعة للمسافات المتوسطة أو الطويلة، ومسابقات القفز، مثل القفز الطويل، أو الثلاثي، أو العالي، ومسابقات الرمي، كرمي القرص، أو الرمح، أو الجلة)، والعاب الرماية ومنها نوعان (رماية السهم والرماية بالأسلحة الهوائية)، وألعاب المضرب مثل (تنس الريشة وتنس الطاولة).

 

ولعبة البوكيا حيث تُعد البوكيا إحدى الرياضات التي تُميّز الألعاب البارالمبية عن مثيلتها الأولمبية، وألعاب الكرة الجماعية وتتاح منها ثلاثة أنواع هي (كرة الهدف، وكرة القدم للمكفوفين، وكرة الطائرة جُلُوساً)، وألعاب التجديف في الماء، والألعاب القتالية ومنها نوعان هما (رياضة الجودو رياضة التايكواندو)، وألعاب ركوب الدراجات، وركوب الخيل، ورفع الأثقال، فيما تشمل الألعاب البارالمبية الشتوية عدد من الألعاب الرياضة وهي ألعاب التزلج على الثلج وألعاب المنافسة على الجليد.

 

ختاماً يعد تأسيس فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف في اليمن خطوة نحو ترسيخ مبدأ الرياضة للجميع، وتأكيدًا على أن العزيمة قادرة على كسر كل الحواجز ومع دعم جهات ذات الاختصاص الرياضي وكذلك المجتمعي والاهتمام الرسمي المباشر، قد يصبح هذا الفريق نموذج للنجاح والإلهام والذهاب نحو تحقيق حلم الاعتراف الرسمي والمشاركات الإقليمية والدولية حيث تُقام بطولات محلية وقارية ودولية، أبرزها كأس العالم لكرة القدم للمبتورين، التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم للمبتورين (WAFF).


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن رياضة كرة قدم مبتوري الأطراف تعز مکتب الشباب والریاضة بالمحافظة الاتحاد الدولی لکرة القدم الألعاب البارالمبیة مبتوری الأطراف فی الأطراف الصناعیة أعضاء الفریق ملعب الشهداء ذوی الإعاقة هذه الریاضة هذا الفریق بمدینة تعز فی الیمن أن یکون أن هذه من أجل

إقرأ أيضاً:

هل السيادة تختزل في الخرطوم وحدها؟

يوقن الجميع أن الخرطوم تمثل المركز الإداري والسياسي والاقتصادي للسودان، حيث تتركز فيها المؤسسات الحكومية، الجامعات، المطار الدولي، والمقار الرئيسية للقطاعين العام والخاص. وهذا يجعلها محور الإهتمام في أي صراع على السلطة، ويُنظر إليها كمفتاح للتحكم في الدولة. فإن معركة الخرطوم الجارية حالياً ليست سوى جزء من مشهد أوسع يشمل كامل السودان.
فالتركيز لغرض السيطرة على العاصمة قد يعطي انطباعًا بأن السيادة تُحسم هناك، بينما الحقيقة أن البلاد مترامية الأطراف، وهنالك مناطق أخرى تشهد نزاعات، وتملك تأثيرًا أكثر على مستقبل الدولة واستقرارها.
فالسودان كدولة متعددة الأقاليم والثقافات تحتاج إلى رؤية شاملة تتجاوز مركزية العاصمة، خاصة أن الأطراف كانت دومًا جزءًا أساسيًا من المعادلة السياسية والتاريخية. فمعارك كلاً من دارفور، كردفان، النيل الأزرق، وشرق السودان كلها تعكس صراعات على الموارد، التمثيل السياسي، والهوية الوطنية. إذا كان الصراع في الخرطوم يُنظر إليه على أنه معركة من أجل "شرعية الحكم"، فإن بقية الوطن تخوض صراعات من أجل الاعتراف، التوزيع العادل للسلطة والثروة، والعدالة الاجتماعية. السؤال الحقيقي .. هل يمكن لأي طرف من الأطراف المتصارعة أن يفرض سيطرته على السودان دون الكسب لبقية الأقاليم؟
يصور أنصار المؤتمر الوطني المحلول أن حسم المعركة في الخرطوم هي بمثابة الإنتظار ولا يرون في بقية أقاليم السودان مكونات جميعها تشكل الوطن الواحد فهم بذلك لا يعترفون بالتعدد في السودان. هذا التصور يعكس العقلية المركزية التي لطالما حكمت السودان، حيث يتم اختزال مفهوم الدولة في العاصمة، وتُهمَّش بقية الأقاليم سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا. هذا النهج يعبر عن أزمة قديمة في السودان، حيث كانت السلطة دائمًا تُدار من المركز، بينما تُترك الأطراف لمصيرها، سواء من حيث التنمية أو التمثيل السياسي العادل.
وهي رؤية وتصور يرجع إلى ورقة قدمها الاقتصادي الاسلامي عبد الرحيم حمدي ما تُعرف بـ "ورقة حمدي" أو "مثلث حمدي" قدمها وزير المالية الأسبق في عهد نظام المؤتمر الوطني (الكيزان)، حيث طرح رؤية اقتصادية ركزت على ما أسماه "المثلث الحيوي" الذي يشمل الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، نهر النيل، والشمالية، معتبرًا أن هذا المثلث هو الأكثر قابلية للنمو الاقتصادي، وهو ما أثار جدلًا واسعًا. رغم أن الطرح جاء من منظور اقتصادي، إلا أن تبنيه ضمن سياسات الدولة ساهم في تكريس التهميش لبقية الأقاليم، مثل دارفور، كردفان، الشرق، والنيل الأزرق. فهذه الورقة قد عززت النزعة المركزية وأعطت شرعية لسياسات الإقصاء، مما أدى إلى مزيد من الصراعات بسبب شعور تلك الأقاليم بعدم الاعتراف بها كجزء أساسي من الدولة. وأدى التركيز على مثلث حمدي إلى غياب التنمية المتوازنة، مما فاقم النزاعات وأضعف الولاء القومي وساعد في ترسيخ مفهوم السودان ذو الهوية الأحادية، متجاهلًا التنوع الثقافي والاثني.كان أحد الأسباب غير المباشرة في انفصال جنوب السودان، حيث تم تعزيز السياسات التي جعلت التنمية والاستثمار موجهين نحو المركز، مما أدى إلى تعميق الإحساس بالظلم بين الأطراف الأخرى. لذا فإن من التعقل فهم وإدراك ما يحتاجه من رؤية تنموية شاملة تعترف بجميع أجزاءه وكما قال الشاعر "كل أجزاءه لنا وطن إذ نباهي به ونفتخر"، بحيث يتم توزيع الخدمات والاستثمارات بعدالة، بدلًا من التركيز على مناطق معينة. فالنهج الذي رسخته "ورقة حمدي" لم يكن مجرد تحليل اقتصادي، بل تحول إلى أداة سياسية لصناعة التفاوت التنموي والاقتصادي، وهو ما أدى إلى تفكك الدولة بدلًا من استقرارها.
لذا فإن إنكار التعددية يعني إنكار السودان الحقيقي فالسودان ليس مجرد الخرطوم، بل هو مزيج من شعوب وثقافات متعددة، تمتد من دارفور إلى الشرق، ومن النيل الأزرق إلى أقصى الشمال. لكن الرؤية الأحادية التي تبناها أنصار المؤتمر الوطني المحلول تسعى إلى فرض تصور معين للوطنية يقوم على إقصاء الآخر، وهو ما أدى تاريخيًا إلى النزاعات المستمرة والانفصالات والصراعات المسلحة. فما الذي يعنيه انتظار الحسم في الخرطوم؟ هذا المنطق يفرض بأن السيطرة على الخرطوم هي السيطرةعلى السودان بأكمله، لكنه يغفل حقيقة أن الأطراف باتت أكثر استقلالية في قراراتها وتوجهاتها، وأن أي مشروع وطني لا يشمل الجميع سيظل هشًّا ويعرضه للانهيار. السودان الآن في حاجة ماسة إلى رؤية جديدة تتجاوز عقلية الهيمنة المركزية وتعترف بالتعددية كحقيقة لا يمكن القفز فوقها أو تجاهلها. فهل يمكن للسودان أن يتجاوز هذه الأزمة إذا استمرت هذه العقلية في السيطرة أم لا؟

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حارس مرمي فريق الزمالك مواليد 2008 يشارك في مران الفريق الأول
  • لويس إنريكي يرفع راية التحدي: باريس لن يسقط بسبب الخوف
  • سوق خيري لدعم الطالبات من ذوي الإعاقة
  • "النواب" يستعرض تقريرًا يكشف توافق قانون العمل مع النصوص الدستورية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة
  • هل السيادة تختزل في الخرطوم وحدها؟
  • فريق ناشئات الأهلي 2009 يفوز على بالم هيلز في دوري كرة القدم النسائية
  • وزير الخارجية يؤكد على ضرورة اضطلاع مجلس حقوق الإنسان بدوره لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني
  • “كأس السعودية” ينضم لسباقات التحدي المؤهلة لـ”بريدرز كب”
  • (سجن الجحيم سوبا-٤) الفريق أمن/أنس عمر محمد